عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2011, 03:01 PM   #10
مطلع الشمس .


الصورة الرمزية رجل وادي القمر
رجل وادي القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1935
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 03-22-2021 (08:07 PM)
 المشاركات : 1,187 [ + ]
 التقييم :  202
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: أرسلتُ طيفي إليكِ



عندما نكتب ( ولا أقصد بمقولة نكتب التعظيم أو الإشارة الشخصية ، بل أقصد أي كاتب يمسك بالقلم ، ويبسط الورقة ويدون عليها حديث نفسه ) فنحن نستحضر كل مشاعرنا ، ونصقل كل أحاسيسنا ، ونروض أفكارنا وعقولنا ، حتى تستقيم لنا الكلمة ، ويسترسل القلم ، وتستجيب الورقة لما سيلقى عليها من قول ، فيكون هناك امتزاج بين النفس والروح ، والمشاعر ، والأحاسيس ، والقلم ، والورقة ، وألفة بين الكلمة والحرف والمعنى ، فتبدو كتباتنا وكلماتنا وكأنها نفس واحدة ، وحرف واحد وكلمة واحدة تنطلق من مشكاة واحدة ، فتتناغم بكل مافيها مع مافيها من كلمات وتعابير ، ومعانٍ حتى تصبح روحاً واحدة في جسد واحد .
وعندما نجد أن في مشاعرنا وشعورنا أسى ، أو حنين ، أو ذكريات قد مر عليها الزمن ، وعفت أطلالها ، ودرست معالمها ، وهبت عليها رياح الشمال ، أو داعبتها الصبا ، وحركت فينا كل تلك الأحاسيس ، وألهبت فينا روح العاطفة ، وبعثت فينا مشاعر الوجد والفقد ، والبعد ، والصد ، فإننا حينها نتجه إلى مكان هادئ ، أو مكان مناسب ، لنرتب أفكارنا ونرسم خطوط طريقنا ونهيء القلم ونشعر الفكر والعقل بأننا سنتفرغ للبوح بما يجيش فينا على صخرة فنتركه على صفحتها صلداً ، وننقشه في ذاكرة الزمن ، وندونه في مطويات تاريخنا ، فيبقى بعدنا ذكراً ، وخبراً ، وقولاً ، يقرأ وينقل ، مهما كانت ماهيته ومادته ، وعندما نجد المكان المناسب تزيد القريحة ، وتنشط وتسمو كلما وجدنا من يقرأ لنا فنظل نتعاود ذلك المكان لأننا وجدنا فيه بغيتنا وحظينا فيه بمقومات الكتابة ، والمؤثر الخارجي الذي يأخذ بايدينا ، وينتشلنا من وحل الإعياء ، وعثرات الكلمات ، وتراجع القلم ، وهكذا نكون قد ارتقينا بدعم خارجي كريم لم يبخل علينا بكلمة طيبة ، وتحفيز كريم حتى لو كان ذلك من خلف حجاب القلب ، أو من ظاهر العقل ، فإنه له تأثيره لدى المتلقي والقارئ على حد سواء ، فإن كانت المدونة في المرة الأولى متواضعة ، وبسيطة فإنها ستكون في المرة القادمة أفضل منها وأجمل وقد آتت تلك الكلمات ثمارها على النفس فآتت أكلها ، كأنها غيث استقبلته الأرض بعد يبس وجدب فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج .
وعلى العكس من ذلك تماماً تضمر الكلمة ، وتجدب الورقة ، وتتناثر الحروف وتتجافى عندما نجد أن المكان الذي كنا نأوي إليه لنبوح له وفيه ولمن فيه ، على أمل أن يساعدنا ويأخذ بايدينا قد قلب لنا ظهر المجن ، وأصبح صخرة تتحطم عليه الآمال ، أو كأنه صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً ، فإننا لن نرجع إليه مرة أخرى ، ولن نجلس عند محرابه لنتلو صلوات الكلمات ، ونتلقى وحي الألهام والإبداع ، بل سنتجه إلى مكان آخر بالتأكيد ، الأرض فيه مخضرة ، والحدائق مزهرة ، والغيث يخرج شطأه يعجب الكفار نباته ، لم يهيج فيصبح مصفراً ، ولا يكون حطاماً .
أختي الكريمة وردة :
أشكر لكِ هذا التعليق الرائع والجميل ، والإشادة التي هي وبلا شك التي أخذت بيدي ، وهي التي أخذت بيدي نحو الإبداع أو محاولة الإبداع والابتكار ، وفي نفسي أسف شديد لأن ذلك المكان قد أصبح صفوان عليه تراب أصابه وابل فتركه صلداً ..
أترككِ على خير وبالتأكيد سأفتقد دعمك وتشجيعك .


 

رد مع اقتباس