-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*-

-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- (http://www.sh22r.com/vb/index.php)
-   【 الـــمـــنــتــدى العـــــــــــام 】 (http://www.sh22r.com/vb/f4)
-   -   لو سمحت لا تنصحنـــــــــــــي!! (http://www.sh22r.com/vb/sh22r10497/)

منتهى الرقة 03-27-2010 03:55 AM

لو سمحت لا تنصحنـــــــــــــي!!
 
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد ،

:
:

ذاتَ صباح مِن عُمري قبل سنين ..
كُنت أتمشّى معها ، .. نَصحتها و قرّعتها على خطئ ٍ ما - لا أذكره الآن -
فصفعتني - ليس بيدها ! - وإنما بِلسانها عندما قالت لي - ثائرة ً - :
" ما بدي إياكِ تنصحيني ! بتحسسيني إنو أنا فاسقة أو كافرة "
ثمَّ ولّت ذاهبة .. وتركتني وحدي في مُنتصف الساحة !

...
رغم أن هذه الحادثة كانت قبل عدّة سنوات !
لكنّ كلمات زميلتي تلك لازالت تتردد عليّ بين حين وحين ..
تصفعني لتُفيقني قبل أن أُعيد الكرّة مرّة أخرى ~
.. يومها ، والأيام التي بعدها عَرفُتُ أن ثمَّة خَلل في طَريقةِ نُصحي !
وبدأت مَشروعَ إصلاحٍ وحِساب .. وأدركت أنه " ما هكذا تورد الإبل "

:



[ زاوية أولى ] / [ لنتجنب مواقف كتلك في حياتنا .. ولِتكون النصيحة فاعِلة ]
انتقيت لكم أموراً لا بد أن نعيها :

1 { لا تُبادِر إلى النصح حتى تتثبت مما قيل .
يقول الله عزّ وجل : " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم "

2 { قدِّر طبيعة النفس البشرية !
يقول الله - عزّ وجل - : " و خُلق الإنسان ضعيفاً "
قال الشافعي : ما أحد من المسلمين يطيع الله ولا يعصيه ، ولا أحد يعصي الله ولا يطيعه ، فمن كانت طاعته أغلب من معاصيه فهو عدل .
إذاً .. فحريٌ بنا أن نُقدِّر أن البشر الذين ننصحهم ليسوا معصومين من الخطأ ،
وأننا مثلهم نُخطئ ، ولِكلٍ منا هفواته و زلاته ، لذا فلنترفق .

3 { إذا احتمل الكلام وجهين فانتقِ أحسنهما !
ومثال ذلك : قالت بنت عبد الله بن مطيع لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف – وكان أجود قريش في زمانه - : ما رأيت قوماً ألأم من إخوانك !
قال لها : مه ! ولم ذلك ؟ ، قالت : أراهم إذا أيسرت لزموك ، وإذا أعسرت تركوك ،
فقال لها : هذا والله من كرم أخلاقهم ، يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم ، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقِّهم .
فانظروا إلى حاله ، فرُغم أنَّ الأمر ظاهره القبح والغدر ، أخذه طلحة على أحسن المحامل واعتبره كرم أخلاق !

4 { احذر أن تحكم على الخطأ من و جهة نظرك فقط !
بل انظر إليه من وجهة نظر صاحبه ، وافهم رأيه ، فقد يكون مجتهداً فيما اعتقد من رأي ، متحرياً الخير ،
فلا تسارع بالإنكار إذا كان لصاحبك وجه حق . فمن شروط النهي عن المنكر : أن لا يكون محلّ اجتهاد واختلاف بين العلماء ،
وأرى أنه من جميل النصح أن تُبيِّن الأمر لمن تنصحه ، حتى ولو كان مختلفاً عليه ، فتريه الآراء ، وبذاك تكون قد أقمت عليه الحجة و أبرأت ذمتك و أعلمته .

5 { بعد سابِق الخطوات .. قدِّم النصيحة .. ولا تفضح !
واقتدِّ بالنبي – صلى الله عليه وسلّم – فقد كان يقول : " ما بال أقوام يفعلون كذا "
فيعرف المُخطئ ذنبه .. ويبقى في سترٍ !
وإيّاك أن تشهِّر بالعيب بين الناس ،
ولكن .. إن نصحت فلم يرعوي ، فلا بأس أن تنبه الناس لئلا يتبعوه ..
مرّة أخرى : احذر [ لا تُشهِّر ] فالتشهير يؤدي للبغضاء ،
ويُصعِّب على المخطئ تصحيح خطأه ..
وتمثَّل في ذلك قول الله – عزّ وجل - :
" فإن عَصوكَ فقل إنّي بريء مما تعملون "
بريء مم ؟
بريءٌ مما تعملون !
لم يتبرأ منهم ، وإنما من عملهم ..

:



[ زاوية ثانية ] : / [ تكبير الصورة ! ]
لقد اختلّت موازين النصح عِند الناس ..
فعادت النصيحة تشهيراً .. وحُوِّلت المُداراة إلى تملّق !
النصيحة .. نعرفها .. والتشهير فضيحة ..
فما المداراة ؟
المدارة نستخدمها حين لا تُجدي النصيحة ، أو حين ينشأ عنها ما هو أكبر ضرراً وفساداً ..
فنلجأ للصمت إلى أن يستقيم الحال أو تواتي الفرصة لتقديم النصح وهذا تعقلٌ وحكمة .
و التملق ما يكون ؟
هي أن تنقلب مُشجِّعاً على الشر ، متظاهراً لمن يعمله بالتأييد وهذه خسَّة وجبن !
فحاذِر .. أن تُحوِّل نصيحتك إلى تشهير بِالمُخطئ !
وحاذِر .. أن تتحوّل مُداراتُكَ إلى تملُّق !

:
:

[ زاوية ثالثة ] / [ تحذير ! .. ]
يقول الله – عزّ وجل - : " لُعنِ الذين كفروا من بيني إسرائل على لسان داود وعيسى ابن مريم
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر ٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون "
وفي قَولِه - تعالى - " : كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه " .. مسألتان :
الأولى : قوله تعالى : " كانوا لا يتناهون " أي : لا ينهى بعضهم بعضا .
" لبئس ما كانوا يفعلون " : ذم لتركهم النهي .
ويُذمُّ من يفعل فعلهم مِن الناس .
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل أول ما يلقى الرجل فيقول:
يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ،
فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض . ثم قال : " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود
وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " إلى قوله : " فاسقون " ثم قال - صلى الله عليه وسلّم - : كلا
والله لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، ولتأخذن على يدي الظالم ، ولتأطرنه على الحق ، ولتقصرنه على
الحق قصراً أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض وليلعننكم كما لعنهم . [ خرجه الترمذي وأبو داود ] ومعنى لتأطرنه : لتردنه .
الثانية : قال ابن عطية : والإجماع منعقد على أن النهي عن المنكر فرض لمن أطاقه وأمن الضرر على نفسه وعلى
المسلمين ; فإن خاف فينكر بقلبه ويهجر ذا المنكر ولا يخالطه . وقال حذاق أهل العلم : وليس من شرط الناهي أن
يكون سليماً عن معصية بل ينهى العصاة بعضهم بعضاً ، وقال بعض الأصوليين : فرض على الذين يتعاطون
الكؤوس أن ينهى بعضهم بعضاً .
واستدلوا بهذه الآية ; قالوا : لأن قوله : كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه يقتضي اشتراكهم في الفعل وذمهم على ترك التناهي .
وفي الآية دليل على النهي عن مجالسة المجرمين وأمر بتركهم وهجرانهم ، وأكد ذلك بقوله في الإنكار على اليهود : " ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا " .

:
:

[ زاوية رابعة ] .. / [ شرطٌ مهم ]
هناك شرطٌ مهم في النصيحة : ألا تؤدي لشرٍ أكبر منها !
( كـ إيقاع فتنة ، أو إيغار الصدور ، أو ازدياد المعصية ، أو تفرقة الجماعة ! )
وتمثّل في ذلك قوله – صلى الله عليه وسلم – لعائشة – رضي الله عنها – :
" لولا أن قومك حديثو عهد بالإسلام لبنيت الكعبة على قواعد إسماعيل ،
ولجعلت لها بابين باباً يدخل منه الناس ، وباباً منه يخرجون "
===> إذاً .. فدرء المفاسد مُقدّم على جلب المصالح !
فـ ( ادع إلى ربِّك بالحكمة والموعظة الحسنة )

:
:

[ زاوية أخيرة
.. همسة في آذان المُتميِّزين ]
كان عمر – رضي الله عنه – يوماً مع أصحابه ،
فقال له رجل : يا أمير المؤمنين اتق الله ،
فقال بعض الحاضرين لذلك الرجل : أتقول لأمير المؤمنين ذلك ؟
فقال عمر : دعوه فليقلها .. لا خير فيكم إذا لم تقولوها ، ولا خير فينا إذا لم نقبلها !

نعم .. المتميز من ينتقي منفعته من ناصحه ولو تأذى منه ،
و لو كانَ أسلوبه على غيرِ ما يُحب ، و لو لم يُراعِه ولم يُقدِّر أحواله !
لا تثر .. بل تقبّل كلام ناصحك واشكره ، وانظر لنفسِك ،
فإن كان رأيه صادقاً وكُنتَ على خطأ ، فخذ بنصيحته ، واحمد الله أن رزقك من يدلّك ..
وإن كان قد ظلمك ، فأحسن ظنك فيه - حرصه عليك - ، وسامحه ، وحاذِر أن تتهجّم عليه ،
و من ثمّ بلطف أخبره بما لديك - إن كنت تريد - }
كُن رفيقاً على كُلّ أحوالك ..
رفيقاً في نُصحكَ !
رفيقاً في تقبّل نصيحةَ ناصحك .. ]

:

فِي هذه الحياة .. الناسُ صنوف !
إنها تُشبه سوقاً كبيراً .. فيه مِن كُلِّ نوعٍ وحالٍ وخُلق ..
فَتَجد المُتملِّق المُنافق ، وتَجد فيها الناصح الصادق ..
ويَبقى عليكَ أن تَختار .. ! فَحاذِر .. وانظر مَن حولك ؟

حفظكم ربي .. }

منقوووول للفائدة


اسير الصمت 03-27-2010 01:42 PM

رد: لو سمحت لا تنصحنـــــــــــــي!!
 
منتهى الرقه

لك كل الشكر على الموضوع الرائع

والجميل ومن ابداع الى ابداع وبارك

الله في جهودك



منتهى الرقة 03-27-2010 07:39 PM

رد: لو سمحت لا تنصحنـــــــــــــي!!
 
اسيرالصمت

اشكرك على التواجد الدائم بمواضيعي
الف شكر
,,,


الساعة الآن 10:16 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
SEO by vBSEO sh22r.com