11-27-2010, 11:38 PM | #1 |
|
سياط الظلم بين جور العبد وبين عدل الرب
" أيها البعير لا تخاصمني إلى ربك فإني لم أحملك يوما ما لا تطيق "
إن كانت هذه الكلمات في حق بعير خشي أبو الدرداء على نفسه أن يكون خصما له يوم القيامة إن هو ظلمه فيقتص العدل للبعير من جور العبد مع ما لأبي الدرداء من صحبة وفضل وقدر لكن أبا الدرداء قد عرف عدل الرب فخاف أن يظلم فيلحقه عذاب أليم حتى ولو كان في حق بعير فكيف إن كان الظلم في في حق العبد " إِنّما السبِيل علَى الذين يظْلمون الناس ويبغون في الأرضِ بِغَيرِ الحق أُولئك لَهم عذاب أَليم" فما الذي سيقوله ظلمة الجلادين وولاة الجور والظلم يوم تضع الموازين القسط ليوم القيامة وتذهل كل مرضعة عما أرضعت وترى الناس سكارى وما هم سكارى ولكن عذاب ربك شديد ما الذي سيقوله هؤلاء الظلمة لربهم في ظلمهم لعباده " وقد صهرهم حر الشمس وقد بلغ منهم العرق مبلغه وهم يحملون أثقال مظالمهم العظيمة على ظهورهم الضعيفة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيل أحدهم إما إلى جنة وإما إلى نار " " وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ " " وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ " وقد ذهبت آلام تلك السياط وبقي وزرها في رقاب الجلادين وفوق ظهورهم وقد أثقلتهم وعجزوا عن حملها وقد أكلت تلكالسياط حسناتهم فلم يبق منها شيء وهم يحملون سيئات من ظلموا قد ذهبت سياط الحجاج وسيفه المسلط على رقاب الموحدين ابن الزبير وابن المسيب ودماء أحمد بن نصرالخزاعي رحمه الله في رقبة الواثق لما ضربه بصحيفة مسحورة في أسفلها مسمورة بمسامير فلما انتهى إليه ضربه بها ضربة على عاتقه وهو مربوط بحبل قداوقف على نطع ثم ضربه أخرى على رأسه ثم طعنه بالصمصامة في بطنه فسقط صريعا رحمه الله على النطع ميتا وذهب ما أصاب الإمام أحمد من ظلم وتعذيب وسجن على يد المعتصم بعد أن طرحت له السياط و جردت من أجله السيوف حتى قال جلاده : " ضربت أحمدبن حنبل ثمانين سوطا لو ضربته فيلا لهدمته " ويلك أيها الجلاد من تلك الجلدات ذهب أحمد بن حنبل وذهبت معه وذهبت سياطك وزال الألم عن أحمد بن حنبل وحملت أنت ظلمك ورفع الله قدر من ظلمت وجلدت من حسناتك وصبره على أذاك وأذى وظلم أسيادك وسيلقى النابلسي العبيد الفاطمي بتلك الطعنات التي أصابت قلبه فقتله بعد أن سلخ جلده عن لحمه ولم يكف السفاح ظلما قتل بني أمية حتى عمد إلى قبورهم فنبشها حتى يمحو آثارهم إلى الديان يوم الدين نمضي … وعند الله تجتمع الخصوم ولكن …….. ، هل انتهى ظلم الجلاد , وأمره إلى هنا ؟؟!!! " وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ " فقد بقيت سيئاتهم في صحائف ظلمهم { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } وأعمالهم ملازمة لهم لا تفارقهم من ظلم وقهر " وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُورا اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً" فإن كذبوا أو أنكروا أو دلسوا أو حادوا شهدت عليهم ألسنتهم يوم انطقوها بقضاء ظالم وحكم جائر على عباد الله وأيديهم التي رفعوا بها السياط لضرب وتعذيب العباد وكلما كان الرفع أعلى كان الجزاء عند الله أعظم وأنكى " حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ ، وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ، فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ " وقال تعالى : {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } وحينئذ " يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ ، وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ " وقال تعالى : " وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ " ونصر الله للمظلوم حق ووعد منه جل في علاه من ذلك الظلم والقهر وممن ظلمهم وإن ذهبت آثاره ونسيت آلامه " وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ " قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب " ويحك أيها الجلاد ، ألا أخبرك عاقبة تلك السياط بل سأتركك تتذكر لوحدك وسأعينك قليلا تأمل فرعون وهامان وعاد وثمود وقوم لوط " وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ " تذكر أبا جهل وأبا لهب تذكر قصص لا تعد ولا تحصى من حال الظلم والظالمين فكيف إن كان الظلم على رقاب الموحدين تذكر قوله تعالى : " وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ " تذكر قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " اتقوا دعوه المظلوم فإنها تصعد الى السماء كأنها شراره " سنترك لك الجواب عند الملك الجبار " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً " |
|
11-27-2010, 11:40 PM | #2 |
|
رد: سياط الظلم بين جور العبد وبين عدل الرب
ربي يعطيك الف عافيه
وسبحان الله اسيرالصمت ربي يجزاك كل خير مودتي لقلبك بنت الجنوب |
|
11-27-2010, 11:55 PM | #3 |
|
رد: سياط الظلم بين جور العبد وبين عدل الرب
بنووووووووووووته سعدت بهذه الطله العطره والتواجد الرائع بمتصفحي ربي مايحرمني هالتواجد يارب وبارك الله في جهودك والله يعطيك العافيه |
|
11-28-2010, 12:57 AM | #4 |
|
رد: سياط الظلم بين جور العبد وبين عدل الرب
بارك الله في جهودك
ودام تألقك وتقبل مروري |
عندما تعيش مفكرا في نفسك فقط ستعيش صغيرا ،، عندما تعيش تفكر في نفسك و غيرك ستعيش عظيما |
11-28-2010, 09:41 PM | #5 |
|
رد: سياط الظلم بين جور العبد وبين عدل الرب
ابواياد سعدت بهذا المرور الرائع الذي انار متصفحي فبوركت جهودك والله يعطيك العافيه |
|
11-28-2010, 10:27 PM | #7 |
|
رد: سياط الظلم بين جور العبد وبين عدل الرب
روحي فيفاء لك كل الشكر اختي على المرور الرائع والتواجد الجميل بمتصفحي لاعدمت هالطله العطره يارب وبوركت جهودك والله يعطيك العافيه |
|
11-29-2010, 01:47 PM | #8 |
|
رد: سياط الظلم بين جور العبد وبين عدل الرب
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|