العودة   -*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- > «۩۞۩- الــأقــســام الــإســــــــــلامــــــــية -۩۞۩» > 【 الــمـنـتــدى الإســـلامـــي 】
【 الــمـنـتــدى الإســـلامـــي 】 المواضيع الإسلامية والإعجاز العلمي في القرآن والسنة

الملاحظات

الإهداءات


بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة

【 الــمـنـتــدى الإســـلامـــي 】


إضافة رد
قديم 04-25-2012, 03:21 PM   #11


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة









فلنبدأ حبيبتي من التو واللحظة تصحيح إيماننا
حتى لا يُفاجئنا الموت ونحن على حالٍ لا تَسُر.











 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس
قديم 04-25-2012, 03:22 PM   #12


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة







 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس
قديم 04-25-2012, 03:22 PM   #13


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة



رحلة الرُّوح إلى السماء بعد نزعها







ماذا يُفعَل بروح المؤمن وروح الكافر أو الفاجر؟؟

.

عن أبي هريرة عند مسلم قال : " إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان – يُصعدانها " .


قال حماد وهو أحد رواة حديث أبي هُريرة عند مُسلم: فذكر من طيب ريحها ، وذكر المسك
قال : " ويقول أهل السماء: روح طيبة جاءت من قبل الأرض ، صلى الله عليك وعلى جسد
كنت تعمرينه ، فينطلق به إلى ربه عز وجل ، ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل".

قال: " وإنّ الكافر إذا خرجت روحه – قال حماد : وذكر من نتنها ، وذكر
لعناً – ويقول أهل السماء: روح خبيثة من قبل الأرض ، قال : فيقال : انطلقوا به آخر الأجل"



وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث البراء التكريم الذي يكون لروح العبد الصالح بعد
خروجها من جسده، حيث تصلي ملائكة الله على تلك الروح الطيبة، وتُفتَح له أبواب السماء،
وتجعل في كفن من الجنة
وحنوط من الجنة،وتخرج منها روائح طيبة عطرة تفوق رائحة المسك،
ثم تأخذها الملائكة في رحلة علوية كريمة، وتفتح لها أبواب السماء.



أما الروح الخبيثة ، فتلعنها ملائكة السماء عند خروجها، وتغلق أبواب السماء دونها، ويدعو
كل فريق من ملائكة الرحمن على باب ألا تعرج من قبلهم وتجعل تلك الروح الخبيثة في حنوط
من النار وكفن من النار، وتفوح منها الروائح الخبيثة التي تؤذي ملائكة الرحمن.ويعرج بها إلى
السماء فلا تفتح لها أبواب السماء ، فتلقى روحه من شاهق.



الرُّوح والنفس .. تعريف وَبيَان


يقول ابن تيمية : "والروح المدبرة للبدن التي تفارقه بالموت هي الروح المنفوخة فيه، وهي
النفس التي تفارقه بالموت" ،وقد أخطأ الذين فرقوا بين الروح والنفس واعتقدوا أنهما
أمران مختلفان، ولكن النفس هي التي تقبضها الملائكة، وتصعد بها إلى السماء ، وتعود بها
إلى الجسد، وتُسأل ،وتُنَعَم وتُعَذَّب، وهي الروح أيضاً التي إذا خرجت من الجسد تبعها
البصر كما ثبت في الأحاديث.ويلاحظ شارح الطحاوية أن الروح والنفس وإن أطلقا على تلك
اللطيفة الربانية ، إلا أن "غالب ما يسمى نفساً إذا كانت الروح متصلة بالبدن ، وأما إذا أخذت
مجردة فتسمية الروح أغلب عليها"



هَل للرُّوح كيفيَّة تُعلَم ؟


لما كنت الروح مخلوقة من جنس لا نظير له في عالم الموجودات فإننا لا نستطيع أن نعرف
صفاتها، فقد عرفنا الله أنها تصعد وتهبط،وتسمع وتبصر وتتكلم إلى غير ذلك، إلا أن هذه
الصفات مخالفة لصفات الأجسام المعروفة، فليس صعودها وهبوطها وسمعها وبصرها
وقيامها وقعودها من جنس مانعرفه ونعلمه، فقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الروح

يُصعَد بها إلى السماوات العلى، ثم تُعَاد إلى القبر، وقد أخبرنا أنها تُنَعَّم أو تعذّب في
القبر، ولا شك أن هذا النعيم على نحو مخالف لما نعلمه ونعرفه.











 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس
قديم 04-25-2012, 03:25 PM   #14


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة









وقد هدى الله الذين استجابوا لله ورسوله، وآمنوا بما أخبرهم به، فعلموا -كما عرفها الإمام ابن القيم رحمه الله في
كتابه الماتع "الروح"- أن "الروح جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهو جسم نوراني علوي خفيف
حيمتحرك، ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد، وسريان الدهن في الزيتون، والنار في الفحم،
فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف، بقي هذا الجسم اللطيف متشابكاً
بهذه الأعضاء، وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة والإرادة ، وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاءالأخلاط
الغليظة عليها، وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن وانفصل إلى عالم الأرواح"




هل يعلم الإنسان شيئاً عن أحوال الدنيا بعد موته؟؟


ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الميت يسمع قرع نعال أصحابه ، بعد وضعه في قبره، حال انصرافهم ، فعن أنس بن
مالك ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه ، إنه ليسمع قرع نعالهم"


وقد أجاب شيخ الإسلام على إشكال من يقول: إن الله نفى السماع عن الميت في قوله : ( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ) [ النمل : 80 ]
وكيف تزعمون أن الموتى يسمعون؟ فقال: "وهذا السمع سمع إدراك، ليس يترتب عليه جزاء، ولا هو السمع المنفي بقوله:
( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ) [ النمل : 80 ] ، فإن المراد بذلك سمع القبول والامتثال ، فإن الله جعل الكافر كالميت الذي لا
يستجيب لمن دعاه ، وكالبهائم التي تسمع الصوت ،ولا تفقه المعنى ، فالميت وإن سمع الكلام وفقه المعنى ، فإنه لا يمكنه
إجابة الداعي ، ولا امتثال ما أُمر به ، ونُهى عنه ،فلا ينتفع بالأمر والنهي ، وكذلك الكافر لا ينتفع بالأمر والنهي ، وإن سمع
الخطاب ، وفهم المعنى ، كما قال تعالى : ( وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ )" [ الأنفال : 23 ]


وقد جاءت النصوص دالة أيضاً على أن الميت مع سماعه يتكلم ، فإن منكراً ونكيراً يسألانه ، فالمؤمن يُوفَق للجواب
الحق،والكافر والمنافق يضل عن الجواب، ويتكلم أيضاً في غير سؤال منكر ونكير، وكل هذا مخالف لما عَهِدَهُ أهل
الدنيامن كلام، فإن الذي يسأل ويتكلم الروح، وهي التي تجيب وتقعد وتعذب وتنعم، وإن كان لها نوع اتصال بالجسد ،
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسمع من هذا شيئاً كثيراً .




 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس
قديم 04-25-2012, 03:26 PM   #15


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة









مستقر الأرواح في البرزخ









أرواح العباد في البرزخ متفاوتة في منازلها:




أولاً : أرواح الأنبياء




وهذه تكون في خير المنازل في أعلى عليين، في الرفيق الأعلى، وقد سمعت السيدة عائشة

الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر لحظات حياته يقول:


"اللهمَّ الرفيق الأعلى".









الثاني : أرواح الشهداء






وهؤلاء أحياء عند ربهم يرزقون، قال تعالى: ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )


[آل عمران : 16]،





وقد سأل مسروق عبد الله بن مسعود عن هذه الآية ، فقال: "إنا قد سألنا عن ذلك، فقال:

" أرواحهم في أجواف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل


" رواه مسلم في صحيحه.









الثالث : أرواح المؤمنين الصالحين






تكون طيوراً تعلق في شجر الجنة، ففي الحديث الذي يرويه عبد الرحمن بن كعب بن مالك رضي الله عنه،


عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

"إنما نسمة المسلم طير يعلق في شجر الجنة ، حتى يرجعها الله إلى جسده إلى يوم القيامة

" رواه أحمد.











الرابع: أرواح العصاة






وهناك نصوص تبين ما يلاقيه العصاة من العذاب، فمن ذلك أن الذي يكذب الكذبة تبلغ الآفاق يعذب

بكلوب من حديد يدخل في شدقه حتى يبلغ قفاه، والذي نام عن الصلاة المكتوبة يشدخ رأسه بصخرة، والزناة

والزواني يعذبون في ثقب مثل التنور،ضيق أعلاه، وأسفله واسع، توقد النار من تحته ،والمرابي يسبح في بحر من دم،

وعلى الشط من يلقمه حجارة، ونحو ذلك.











الخامس: أرواح الكفار






في حديث أبي هريرة عند النسائي بعد وصف حال المؤمن إلى أن يبلغ مستقره في الجنة ، ذكر حال الكافر ،

وما يلاقيه عند النزع، وبعد أن تقبض روحه " تخرج منه كأنتن ريح ، حتى يأتون به باب الأرض ، فيقولون :

ما أنتن هذه الريح ،حتى يأتون به أرواح الكفار".








هل العذابُ في البرزخ على الرُّوح أم على البدن أم على كليهما؟؟






ومذهب أهل السنة والجماعة أن الروح منفصلة عن الجسد، ومتصلة به،

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "العذاب و النعيم على النفس والبدن جميعاً باتفاق أهل السنة والجماعة،

تُنَعَّم النفس وتعذب منفردة عن البدن، وتعذب متصلةبالبدن، والبدن متصل بها، فيكون النعيم والعذاب

عليهما في هذه الحال مجتمعين، كما يكون للروح مفردة عن البدن".










 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس
قديم 04-25-2012, 03:27 PM   #16


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة



.







هول القبر وفظاعته

روى هانئ مولى عثمان بن عفان ، قال : كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى ، حتى يبل لحيته ،
فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟ فقال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"إنَّ القبر أول منزلة من منازل الآخرة ، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما رأيت منظراً قط إلا القبر أفظع منه


ولما كان ما بعد القبر أيسر منه لمن نجا فإن العبد المؤمن إذا رأى في قبره ما أعد الله له من نعيم يقول :
"رب عجل قيام الساعة ، كيما أرجع إلى أهلي ومالي"
والعبد الكافر الفاجر إذا رأى ما أعد الله له من العذاب الشديد فإنه يقول على الرغم مما هو فيه من عذاب : "
رب لا تقم الساعة لأن الآتي أشدُّ وأفظع.



ظلمة القبر

ماتت امرأة كانت تَقُمُّ المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ففقدها الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فأخبروه أنها ماتت من الليل ، ودفنوها ، وكرهوا إيقاظه ، فطلب من أصحابه أن يدلوه على قبرها ، فجاء إلى
قبرها فصلى عليها ، ثم قال:
" إن هذه القبور مملؤة ظلمة على أهلها ، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم" رواه البخاري ومسلم.


ضمة القبر


عندما يوضع الميت في القبر فإنه يضمه ضمة لا ينجو منها أحد كبيراً كان أو صغيراً، صالحاً أو طالحاً ، فقد
جاء في الأحاديث أن القبر ضم سعد بن معاذ ، وهو الذي تحرك لموته العرش ، وفتحت له أبواب السماء ،
وشهده سبعون ألفاً من الملائكة ، ففي سنن النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :
" هذا الذي تحرك له العرش ، وفتحت له أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة ، لقد ضم ضمة ، ثم فرج عنه "
عن ابن عمر أيضاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجياً منها نجا سعد بن معاذ "


ومما يدل على أن ضمة القبر لازمة لكل إنسان أن الصبيان لا ينجون منها ، ففي معجم الطبراني الكبير عن أبي أيوب
الأنصاري بإسناد صحيح، عن أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " لو أفلت أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي"

وضمة القبر هي عذاب للكافر وتطهير للمؤمن ورفع درجات.

قال الذهبي رحمه الله تعليقاً على حديث سعد: هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء بل هو أمرٌ
يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده، وكما يجد من ألم مرضه، وألم خروج نَفْسهِ، وألم الموقف،
وألم الورود، ونحو ذلك.فهذه ما هي من عذاب القبر ولا هي من عذاب جهنم ولكن العبد التقي يرفق الله
به في بعض ذلك أو كله ولا راحةَ للمؤمن دون لِقاءِ ربهِ.


فتنة القبر وكيف تكون فتنته؟

إذا وضع العبد في قبره جاءته ملائكة على صورة منكرة ، ففي سنن الترمذي " إذا قبر الميت – أو قال : أحدكم –
أتاه ملكان أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما : المنكر ، وللآخر : النكير ، فيقولان ، ما كنت تقول في هذا الرجل ؟
فيقول : ما كان يقول ، هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله .. وإن كان منافقاً ، قال :
سمعت الناس يقولون قولاً ، فقلت مثله ، لا أدري ...


"



وهنا تكمن أهمية عقيدة التوحيد فقد جاء في الحديث الذي يرويه البراء بن عازب عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
" فيأتيه ملكان [ شديدا الانتهار ] فـ [ ينتهرانه ، و ] يجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟
وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن ، فذلك حين يقول الله عز وجل:
( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) [ إبراهيم : 27 ] ،
فيقول: ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي " ،
وقال في العبد الكافر أو الفاجر : " ويأتيه ملكان [ شديد الانتهار ، فينتهرانه ، و ] ويجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟
فيقول : هاه ، هاه لا أدري ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه ، هاه لا أدري ، فيقولان : فما تقول في هذا الرجل
الذي بعث فيكم ؟فلا يهتدي لاسمه ، فيقال : محمد ، فيقول : هاه ، هاه لا أدري ،
[ سمعت الناس يقولون ذاك ، قال : فيقولان : لا دريت ][ ولا تلوت] فينادي منادي أن كذب عبدي "


ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم في أول الأمر أن هذه الأمة تفتن في قبورها ، ثم أوحى الله له بهذا العلم ،
فقد حدث عروة بن الزبير عن خالته عائشة ، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعندي امرأة من اليهود ،
وهي تقول : هل شعرت أنكم تفتنون في القبور ؟ قالت : فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقال : " إنما تفتن اليهود
قالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" هل شعرت أنه أوحي إليَّ أنَّكم تفتنون في القبور ؟
" قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد : يستعيذ من عذاب القبر".

عقيدة أهل السنة والجماعة في عذاب القبر وفتنته

يقول شارح الطحاوية : " وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه
لمن كان لذلك أهلاً ، وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به ، ولا نتكلم في كيفيته ، إذ ليس للعقل
وقوف على كيفيته ، لكونه لا عهد له به في هذه الدار ، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ، بل إن الشرع قد
يأتي بما تحار فيه العقول ، فإن عودة الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا ، بل تعاد إليه إعادة غير
الإعادة المألوفة في الدنيا "



الإشارات القرآنية والنبوية الدالة على عذاب القبر وفتنته

وقد وردت إشارات في القرآن تدل على عذاب القبر ، وقد ترجم البخاري في كتاب الجنائز لعذاب القبر ، فقال :
باب ما جاء في عذاب القبر ،
وساق في الترجمة قوله تعالى : ( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) [ التوبة : 101 ] .
وقوله تعالى :
( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ - النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )
[ غافر : 45-46 ].

والآية الأولى تدل على أن هناك عذابين سيصيبان المنافقين قبل عذاب يوم القيامة ، العذاب الأول ما يصيبهم الله به
في الدنيا إما بعقاب من عنده وإما بأيدي المؤمنين ، والعذاب الثاني عذاب القبر ، قال الحسن البصري :
( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ) [ التوبة : 101 ] : "عذاب الدنيا ، وعذاب القبر"

والآية الثانية حجة واضحة لأهل السنة الذين أثبتوا عذاب القبر ، فإن الحق تبارك وتعالى قرر أن آل فرعون يعرضون
على النار غدواً وعشياً ، وهذا قبل يوم القيامة ، لأنه قال بعد ذلك :
( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )[ غافر : 46 ] ،
قال القرطبي : " الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ ، وهو حجة في تثبيت عذاب القبر"


ولعظم هذا الأمر وخطورته كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمه لأصحابه ، بل وخطب فيهم مرة به ،
ففي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : قالت :
" قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فذكر فتنة القبر التي يفتن فيها المرء ، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة
" رواه البخاري والنسائي ،
وزاد النسائي : "حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما سكنت ضجتهم ،
قلت لرجل قريب مني : أي بارك الله لك ، ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر قوله ؟ قال :
"قد أوحى إلي أنكم تفتنون في القبور قريباً من فتنة الدجال"


 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس
قديم 04-25-2012, 03:27 PM   #17


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة











صفة نعيم القبر وعذابه


ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث البراء بن عازب أن الملائكة تسأل العبد المؤمن في قبره فيحسن
الإجابة وعند ذاك :
" ينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى
الجنة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مدّ بصره ، قال : ويأتيه [ وفي رواية : يمثل له ]
رجل حسن الوجه حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسرك ،
[ أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم ]



هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : [ وأنت فبشرك الله بخير ] من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير ،
فيقول : أنا عملك الصالح [ فو الله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله ، بطيئاً في معصية الله ، فجزاك الله خيراً ] ،
ثم يفتح له باب من الجنة ، وباب من النار ، فيقال : هذا منزلك لو عصيت الله ، أبدلك الله به هذا ، فإذا رأى ما في
الجنة ، قال : ربِّ عجل قيام الساعة ، كيما أرجع إلى أهلي ومالي ، [ فيقال له : اسكن ] "


وذكر صلوات الله عليه وسلامه أن العبد الكافر أو الفاجر بعد أن يسيء الإجابة " ينادي منادٍ في السماء
أن كذب ، فافرشوا له من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه في قبره ،
حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه ( وفي رواية : ويمثل له ) رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول :
أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول :
[ وأنت فبشرك الله بالبشر ] ، من أنت ؟ فوجهك الوجهالذي يجيء بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ،
[ فوالله ما علمتك إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله ، سريعاً إلى معصية الله ] ،
[ فجزاك الله شراً ، ثم يقيض الله له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة ، لو ضرب بها جبل كان تراباً ، فيضربه
حتى يصير بها تراباً، ثم يعيده كما كان ، فيضربه ضربة أخرى ، فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ،
ثم يفتح له باب من النار ،ويمهد من فرش النار ] ، فيقول : رب لا تقم الساعة "


وهذا الذي أشارت إليه الأحاديث من أنَّ كل إنسان يُعرَض عليه مقعده بعد أن يسأل في قبره مستمر طيلة بقائه
في القبر ، وقد صرح بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الذي يرويه عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل
الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة "

وفي سنن الترمذي عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الملكين يقولان للعبد المؤمن
بعد أن يجيب الإجابة السديدة :
" قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ، ثم ينور له فيه ، ثم يقال
له : نم ، فيقول ، أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله
إليه،حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك".

وأنهما يقولان للمنافق :
" قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، فيقال للأرض : التئمي عليه ، فتلتئم عليه ، فتختلف أضلاعه ،
فلا يزال معذباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك "


 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس
قديم 04-25-2012, 03:28 PM   #18


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة






بـــعـــد الـموت
***
مشـاهـــد وأهوال
***
سلسلة الدار الآخرة






 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس
قديم 04-25-2012, 03:29 PM   #19


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة




هل يُعَذَّب المسلمون في قبورهم؟؟







قال القرطبي : " قال أبو محمد عبد الحق :




اعلم أن عذاب القبر ليس مختصاً بالكافرين، ولا موقوفاً على المنافقين ، بل يشاركهم فيه طائفة من المؤمنين ،



وكل على حاله من عمله ، وما استوجبه من خطيئته وزلله " ، والأدلة على أن المؤمن قد يعذب في قبره بسبب ذنوبه كثيرة.





أسباب عذاب القبر





قال ابن القيم -رحمه الله-:





فإنهم يُعَذّبون على جهلهم بالله، وإضاعتهم لأمره، وارتكابهم لمعاصيه،فلا يُعَذب الله
روحاً عَرفتهُ وأحبته وامتثلت أمره واجتنبت نهيه ولا بدناً كانت فيه، فإن عذاب القبر وعذاب الآخرة
أثرُ غَضب اللهِ


وسَخَطهِ على العبد؛ فعذابُ القبرِ على معاصي القلب والعين والأذنِ والفَمِ واللسانِ والبطنِ والفَرجِ
واليدِ والرجل.


فالنمام، والكذاب، والمُغتاب، وشاهد الزور، وقاذف المحصن والمُوضِع في الفتنة، والداعي إلى
البدعة،
والقائل على الله ورسوله ما لا عِلمَ له بهِ، وآكل الربا، وآكل أموال اليتامى، وآكل السُحت من
الرشوة،
وآكل مال أخيه المسلم بغير بحقٍ أو مال المُعاهَد، وشارب المُسكِر، وآكل لقمة الشجرة الملعونة،
والزاني،
واللوطي، والسارق، والخائن، والغادر، والمُخادع، والماكر، وآخذ الربا ومُعطيه وكاتبه وشاهداه
والمُحَلِل
والمُحَلَل له، والمحتال على إسقاط فرائض الله وارتكاب محارمه، ومُؤذي المسلمين ومُتتبع
عوراتهم،
والمُفتي بغير ما شرعه الله، وقاتل النفس التي حرَّم الله، والمُلحِد في حرم الله والمُقَدِم رأيه على
سنة رَسول اللَّهِ
والنائحة والمستمعة إليها ونوَّاحوا جهنم وهم المغنون الغناء الذي حرمه الله ورسوله والمُستمع
إليهم
والذين يبنون المساجد على القبور ويوقدون عليها القناديل، والمطففون في استيفاء ما لهم إذا
أخذوه
وهضم ما عليهم والجبارون والمُتكبرون والمرائون والهمّازون واللمّازون، والذين يأتون
الكهنة والمنجمين
والعرافين فيسألونهم ويُصدقونهم، وأعوان الظلمة والذي إذا خوفته بالله وذكرته به لم يرعه ولم
ينزجر،
والذي يُهدي بكلام الله ورسوله فلا يهتدي، والذي يُقرأ عليه القرآن فلا يؤثر فيه فإذا سمع قرآن
الشيطان
ورقية الزنا طاب سِرهُ وتواجد وهاج من قلبه دواعي الطرب وَودّ أن المُغَنّي لا يسكت، والذي يحلف
بالله ويكذب
فإذا حلف بشيخه لم يكذب، والذي يفتخر بالمعصية ويتكثر بها بين إخوانه، والمُجاهر، والذي لا تأمنه
على مالك وحُرمتك،
والفاحش اللسان البَذيء، والذي يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها وينقرها ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً،
ولا يُؤدي زكاةَ مالِهِ


طَيبةً بها نفسه، ولا يحُج مع قدرته على الحج، ولا يتورع من لحظه ولا لفظه، ولا يَصل رحمه،
ولا يرحم المسكين،






فكل هؤلاء وأمثالهم يُعذبون في قبورهم بهذه الجرائم كثرتها وقِلتُها.




فظواهرُ القلوبِ ترابٌ وبواطِنها حسراتٌ وعذاب. ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات وفي بواطنها الدواهي
والبليات تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها. تالله لقد وَعَظَت فما تركت لواعظ مقالاً. ونادت: يا عمار الدنيا
لقد عمرتم داراً موشكةً بكم زوالاً وخربتم داراً أنتم مُسرِعون إليها انتقالاً. هذه دار الاستباق ومستودع الأعمال وبذر الزرع.))








 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس
قديم 04-25-2012, 03:30 PM   #20


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة



وعظ الله رسوله بالموت فقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) [ الزمر : 30 ] ،

وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، عش ما شئت ،فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ،
واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ،وعزه استغناؤه عن الناس "


يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة بنون ،
فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل
" رواه البخاري.
ومن عظات العلماء ما جاء في تذكرة القرطبي :
"
تفكر يا مغرور في الموت وسكرته ، وصعوبة كأسه ومرارته ، فيا للموت من وعد ما أصدقه ،
ومن حاكم ما أعدله ،
كفى بالموت مفزعاً للقلوب ، ومبكياً للعيون ، ومفرقاً للجماعات ، وهادماً للذات ، وقاطعاً للأمنيات .
فهل تفكرت يا ابن آدم
في يوم مصرعك ، وانتقالك من موضعك ، إذا نقلت من سعة إلى ضيق ، وخانك الصاحب والرفيق ،
وهجرك الأخ والصديق ،
وأخذت من فراشك وغطائك إلى غرر ، وغطوك من بعد لين لحافها بتراب ومدر ، فيا جامع المال ،
والمجتهد في البنيان ،
ليس لك من مالك والله إلا الأكفان ، بل هي للخراب والذهاب ، وجسمك للترائب والمئاب . فأين الذي
جمعته من المال ؟
فهل أنقذك من الأهوال ، كلا بل تركته لمن لا يحمدك ، وقدم بأوزارك على من لا يعذرك
ومن عظات الصحابي الجليل أبي الدرداء قوله :
"
أضحكني ثلاث ، وأبكاني ثلاث ، أضحكني مؤمل الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وضاحك
بملء فيه ،وهو لا يدري أأرضى الله أم سخطه ؟! .
وأبكاني فراق الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه ، وهول المطلع عند غمرات الموت ، والوقوف بين
يدي الله ،يوم تبدو السريرة علانية ، ثم لا يدري إلى الجنة أو إلى النار"


نماذج من عظات الشعراء



وقد أكثر الشعراء من ذكر الموت والوعظ به ، فمن ذلك قول الشاعر :
لا شيء مما ترى تبقى بشاشتُهُ ..... يبقى الإلهُ ويفنَى المالُ والولدُ
لمْ تُغنِ عنْ هُرمز يوماً خزائنه......والخلدَ قَدْ حَاولت عَادٌ فمَا خَلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياحُ لَهُ ..... والإنسُ والجنُ فيما بينها تَرِدُ
أين الملوك التي كانت لعِزتها ........ من كُلِ أوبٍ إليها وافدٌ يَفِدُ
حوضٌ هُنالِك مَورودٌ بلا كذبِ .......لا بُد مِنْ وِردهِ يوماً كَمَا وَردوا

أثر تذكر الموت في إصلاح النفوس


إن لتذكر الموت أثراً كبيراً في إصلاح النفوس وتهذيبها ، ذلك أن النفوس تؤثر الدنيا وملذاتها ، وتطمع في
البقاء المديد في هذه الحياة ، وقد تهفو إلى الذنوب والمعاصي ن وقد تقصر في الطاعات ، فإذا كان الموت
دائماً على بال العبد ، فإنه يصغر الدنيا في عينه ، ويجعله يسعى في إصلاح نفسه ، وتقويم المعوج من أمره. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أكثروا ذكر هاذم اللذات : الموت ، فإنه لم يذكره في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها "


 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
SEO by vBSEO sh22r.com