-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*-

-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- (http://www.sh22r.com/vb/index.php)
-   【 الــمـنـتــدى الإســـلامـــي 】 (http://www.sh22r.com/vb/f3)
-   -   بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة (http://www.sh22r.com/vb/sh22r40755/)

سمارة 04-25-2012 03:12 PM

بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 



الحمد لله واهب الحياة وسالبها، مُقيم الأجساد بالأرواح وقابضها، خلقنا من تراب
وإليه يُصيرنا، ومن التراب عندما يشاء يقيمنا ويبعثنا.


وأصلي وأسلم على المُصطفى المختار الذي أطال الحديث عن الموت وشدته، والقيامة
وأهوالها وأحوالها، والنار وعذابها، والجنة ونعيمها، فنبَّه العباد من غفلتهم، وخلَّصهم من
حيرتهم، ووجَّههم الوجهة الصحيحة.



وبـــعد..،،
فإننا جئنا الحياة بإرادة واهب الحياة ومُبدعها ونمضي من الحياة عندما يريد واهب
الأمانة سلبها وقبضها فأقوامٌ يأتون،
وآخرون يرحلون وسيأتي اليوم الذي ينتهي فيه الوجود الإنساني كله بل سيُدَمر فيه
الكون كله ولكن هذا الفناء ليس هو
النهاية بل هو مرحلة في الأطوار التي يمر الإنسان بهاوسيأتي يوم نعود فيه جميعًا
إلى الحياةلنُحَاسَب على ما قدمنا وعملنا



ولما كان الارتباط بين حياتنا هذه وحياتنا الأخرى وثيقًا إذ كانت هذه الحياة بمثابة
الحرث والزرعوكانت تلك بمثابة الجني والحصاد
كان لابد للإنسان من أن يعلم عن حياته الآخرة ما يدعوه للاستعداد لها .. وإقامة حياته
الدنيا على النمط الذي يُحقق له في الآخرة خيرًا وفضلًا
..فماذا أعددنا لمشاهد الموت وأسرار القيامة؟! وهل جال بخاطرك أخيتي هول ذلك
اليوم المشهود؟!




وفي هذه السلسلة

سنعرض أخيتي للمشاهد التي يمر بها الإنسان من وقت حضور ملائكة الموت وحتى
دخوله القبر وما يلقاه هناك من نعيم أو عذاب.ثم ننتقل إلى مشهد آخر حيث يوم
القيامة وأهوالها ..النفخ والبعث .. والصراط والميزان ..ثم الحشر إما إلى جنة الخُلد
.. وإما إلى عذاب الهُون ..تابعينا أخيتي .. فكفى بالموت واعظًا، والعاقل من اتعظ!!









بـــعـــد الـموت *** مشـاهـد وأهوال***

سلسلة الدار الآخرة

القيامة الصُغرى




يطلق على المرحلة التي يمر بها الإنسان بعد هذه


الحياة الدنيا عدة أسماء ، منها :


القيامة الصغرى ، والبرزخ ، والموت.

والقيامة الصغرى
هي الموت فكل من مات فقد قامت قيامته ، وحان حينه وتسمى القيامة الصغرى
أيضاً بالميعاد الأول ، كما تسمى
البرزخ

يقول ابن القيم : "الموت بعث ومعاد أول"، فإن الله جعل لابن آدم معادين
وبعثين يجزي فيهما الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى .
فالبعث الأول :مفارقة الروح للبدن ، ومصيرها إلى دار الجزاء الأول







سمارة 04-25-2012 03:14 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 


البرزخ في كلام العرب الحاجز بين الشيئين، والبرزخ في الشريعة : الدار التي تعقب الموت إلى البعث .
قال تعالى : ( وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [ المؤمنون : 100 ] .
قال مجاهد : هو ما بين الموت والبعث.





وقال ابن القيم : "عذاب القبر ونعيمه اسمه لعذاب البرزخ ونعيمه ، وهو ما بين الدنيا والآخرة ،
قال تعالى : ( وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون : 100] .
وهذا البرزخ يشرف أهله فيه على الدنياوالآخرة".





الحياة والموت متناقضان، ولذا فإن معاجم اللغة العربية تُعرِّف كل واحد منهما بأنه نقيض الآخر،
وأصل الموت في لغة العرب : السكون ، وكل ما سكن فقد مات.

والموت: "انقطاع تعلق الروح بالبدن ، ومفارقته وحيلولة بينهما ، وتبدل حال ، وانتقال من دار إلى
دار" الوفاة الكبرى والوفاة الصغرى

النوم شبيه الموت ، ولذلك يسميه علماؤنا بالوفاة الصغرى ، فالنوم وفاة ، والقيام من النوم بعث
ونشور( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ) [ الأنعام : 60 ]

وفي النوم تقبض أرواح العباد ، ومن شاء الحق أن يمسك روحه في حال نومه أمسكها ، ومن شاء
بقاءها ردها إلى الأجل الذي حدده الحق ، قال تعالى :
( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ
وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) [ الزمر : 42 ] . "







سمارة 04-25-2012 03:14 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 




والموت حتم لازم لا مناص منه لكل حي من المخلوقات ، كما قال تعالى :( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
[ القصص : 88 ].
ولو نجا أحد من الموت لنجا منه خيرة الله من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) [ الزمر : 30 ] ،
وقد واسى الله رسوله بأن الموت سنته في خلقه ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ) [الأنبياء : 34].

والموت حق على الإنس والجن ، ففي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول :
" أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ" رواه البخاري في كتاب التوحيد.






للموت وقت يأتي فيه ، فلا يستطيع أحد أن يتجاوز الأجل الذي ضربه الله ، وقد قدر الله آجال العباد ،
وجرى بذلك القلم في اللوح المحفوظ ، وكتبته الملائكة الكرام والمرء في بطن أمه ، فلا يتأخر المرء عما كتب له ولا يتقدم.
قال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً )[ آل عمران : 145 ] ،
وقال : ( أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ) [ النساء : 77 ] .

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال : قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عنها :
" اللهم أمتعني بزوجي رسول الله ، وبأبي أبي سفيان ، وبأخي معاوية " .قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" لقد سألت الله لآجال مضروبة ،وأيام معدودة ، وأرزاق مقسومة ، لن يعجل شيء قبل حِلِّه ، ولن يؤخر الله
شيئاً بعد حِلِّه ، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار ، أو عذاب في القبر كان خيراً أو أفضل "





سمارة 04-25-2012 03:15 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif
لا علم للعباد بالوقت الذي يحضر فيه الموت ،وينزل بهم ، فإن علم ذلك لله وحده ،
وهو واحد من مفاتيح الغيب






التي استأثر الله بعلمها. قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي

الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )


[ لقمان : 34 ]









سمارة 04-25-2012 03:16 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 








الاحتضار وحضور ملائكة الموت


إذا حان الأجل وشارفت حياة الإنسان على المغيب أرس الله رسل الموت لسلِّ الروح المدبِّرة


للجسد

والمحركة له ،( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ

الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ) [ الأنعام : 61 ].








وملائكة الموت تأتي المؤمن في صورة حسنة جميلة ، وتأتي الكافر والمنافق في صورة مخيفة
ففي حديث البراء بن عازب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" إن العبد المؤمن إذا كان
في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء ، بيض الوجوه ،كأن وجوههم
الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مدَّ بصره ،
ثم يجيء ملك الموت عليه السلام ، حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة( وفي
رواية : المطمئنة )اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان . قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من
فيِّ السقاء ، فيأخذها








وإن العبد الكافر ( وفي رواية الفاجر ) إذا كان في انقطاع من الآخرة ، وإقبال من الدنيا ، نزل
إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد سود الوجوه ، معهم المسوح [من النار] فيجلسون منه
مدَّ البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ،فيقول : أيتها النفس الخبيثةاخرجي
إلى سخط من الله وغضب . قال : فتفرق في جسده ، فينتزعها كما ينتزع السفود [ الكثير
الشعب ] من الصوف المبلول ، [فتقطع معها العروق والعصب] "





سمارة 04-25-2012 03:17 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">


( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا


بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ - نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي


أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ - نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ) [ فصلت : 30-32 ] .











أما الكفرة الفجرة فإن الملائكة تتنزل عليهم بنقيض ذلك، قال تعالى:




( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ

الْحَرِيقِ - ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ) [ الأنفال : 50-51 ] .















للموت سكرات يلاقيها كل إنسان حين الاحتضار ، كما قال تعالى
: ( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ) [ ق : 19 ] ،

وسكرات الموت كرباته وغمراته.




وقد عانى الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه السكرات ، ففي مرض موته صلوات الله

وسلامه عليه كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء ، فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها

وجهه ، ويقول : " لا إله إلا الله ، إن للموت سكرات"









ولا شك أن الكافر والفاجر يعانيان من الموت أكثر مما يعاني منه المؤمن

ووصف لنا القرآن الكريم الشدة التي يعاني منها الكفرة ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ

كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ
الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ
الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) [الأنعام : 93] .










</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:18 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">


وقد يُحدِّث العقلاء في حال الاحتضار عما يعانونه من شدة الموت وسكراته ، وممن حدَّث بهذا
عمرو بن العاص فعندما حضرته الوفاة ، قال له ابنه : يا أبتاه ! إنك لتقول : يا ليتني ألقى رجلاً عاقلاً
لبيباً عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد ، وأنت ذلك الرجل ، فصف لي ،فقال : يا بني ، والله
كأن جنبي في تخت ، وكأني أتنفس من سمّ إبرة ، وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي ، ثم
أنشأ يقول : ليتني كنت قبل ما قد بدا لي .... في تلال الجبال أرعى الوعولا





الذي يخفف عنه سكرات الموت
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif


أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الشهيد الذي يسقط في المعركة تخفف عنه سكرات الموت ،
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" الشهيد لا يجد ألم القتل إلا
كما يجد أحدكم ألم القرصة "رواه الترمذي والنسائي والدارمي ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب





فرَح المؤمن بلقَاء رَبّه
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif


إذا جاءت ملائكة الرحمن العبد المؤمن بالبشرى من الله ظهر عليه الفرح والسرور ، أما الكافر والفاجر
فإنه يظهر عليه الضيق والحزن والتعب ومن ثم فإن العبد المؤمن في حال الاحتضار يشتاق إلى لقاء الله ،
والعبد الكافر أو الفاجر يكره لقاء الله تعالى.



</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:19 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">
http://www.mixuchat.com/vb/imgcache2/4553.gif
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif
فقد روى أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من أحب
لقاء الله أحب الله لقاءه،

ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ، قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: ليس كذلك،
ولكن المؤمن إذا حضره الموت
بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه ، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن
الكافر إذا حُضِر
بُشِّر بعذاب الله وعقوبته ، فليس شيء أكره إليه مما أمامه ، فكره لقاء الله ، وكر الله لقاءه".



ولذلك فإن العبد الصالح يطالب حامليه بالإسراع به إلى القبر شوقاً منه إلى النعيم ، بينما
العبد الطالح ينادي بالويل من المصير الذاهب إليه ، ففي صحيح البخاري وسنن النسائي عن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت : قدموني، وإن
كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ،
ولو سمع الإنسان لصعق".


تخيير الأنبيَاء عند المَوت

عندما يحضر الأنبياءَ الموتُ فإن الله يريهم ما لهم عنده من الثواب الجزيل والأجر العظيم، ثم يُخيَرون
بين البقاء في الدنيا والانتقال إلى ذلك المقام الكريم، ولا شك أن كل رسول يفضل النعيم المقيم
.وقدحدث هذا لرسولنا صلى الله عليه وسلم، خُيِّر فاختار، ففي صحيح البخاري عن عائشةرضي الله
عنها قالت:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح : " إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى
مقعده من الجنة ثم يخيّر ، فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة، ثم أفاق، فأشخص بصره
إلى السقف، ثم قال :"اللهمَّ الرفيق الأعلى" ، قلت : إذن لا يختارنا، وعرفت أنه الحديث الذي كان
يحدثنا به، قالت : "فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
"اللهم في الرفيق الأعلى".
</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:19 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">
أسَباب سوء الخاتمة
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif

بعض الذين يظهرون الإسلام ويعملون به يختم لهم والعياذ بالله بخاتمة سيئة، وللخاتمة السيئة أسباب يجب
على المؤمن أن يحترز منها ومنها:

http://www.mixuchat.com/vb/imgcache2/4553.gif


الفساد في الاعتقاد:


وإن كان مع كمال الزهد والصلاح ، فإن كان له فساد في اعتقاده مع كونه قاطعاً به متيقناً له غيرظان أنه أخطأ
فيه قد ينكشف له في حال سكرات الموت بطلان ما اعتقده من الاعتقادات الحقة، فيكون انكشاف بطلان
بعض اعتقاداته سبباًلزوال بقية اعتقاداته، فإن خروج روحه في هذه الحالة قبل أن يتدارك ويعود إلى أصل
الإيمان يختم له بالسوء ويخرج من الدنيا بغير إيمان، فيكون من الذين قال الله تعالى فيهم: (وَبَدَا لَهُم مِّنَ
اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)[ الزمر : 47 ]وقال في آية أخرى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا - الَّذِينَ
ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)[ الكهف : 103-104 ].وإنما ينفعه
الاعتقاد الصحيح المطابق لكتاب الله وسنة رسوله ، لأن العقائد الدينية لا يعتد بها إلا ما أخذت منهما.



الإصرار على المعاصي:

http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif


فإن من له إصرار عليها يحصل في قلبه إلفها ، وجميع ما ألفه الإنسان في عمره يعود ذكره عند موته ، فإن
كان ميله إلى الطاعات أكثر ، يكون أكثر ما يحضره عند الموت ذكر الطاعات ، وإن كان ميله إلى المعاصي
أكثر،يكون أكثر ما يحضره عند الموت ذكر المعاصي، فربما يغلب عليه حين نزول الموت به قبل التوبة
شهوة ومعصية من المعاصي ، فيتقيد قلبه بها، وتصير حجاباً بينه وبين ربه ، وسبباً لشقاوته في آخر حياته.
والذي لم يرتكب ذنباً أصلاً، أو ارتكب وتاب فهو بعيد عن هذا الخطر ، وأما الذي ارتكب ذنوباً كثيرة حتى
كانت أكثر من طاعاته ولم يتب عنها، بل كان مصراً عليها، فهذا الخطر في حقه عظيم جداً إذ قد يكون غَلَبَةُ
الإلف بها سبباً لأن يتمثل في قلبه صورتها، ويقع منه ميل إليها، وتقبض روحه عليها فيكون سبباً لسوء خاتمته.

</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:20 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">




العدول عن الاستقامة:






فإن كان مستقيماً في ابتدائه ثم تغير عن حاله وخرج مما كان عليه في ابتدائه يكون سبباً لسوء خاتمته،
كبلعام بن باعورالذي آتاه الله آياته فانسلخ بإخلاده إلى الدنيا، واتبع هواه وكان من الغاوين ، وكبَرْصِيصا
عابد من بني إسرائيل-الذي قال له الشيطان: اكفر، فلما كفر ، قال : إني بريء منك إني أخاف الله رب
العالمين ،فإن الشيطان أغراه على الكفر،فلما كفر تبرأ منه مخافة أن يشاركه في العذاب، ولم ينفعه ذلك، كما قال
تعالى:( فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ)[ الحشر : 17 ] .










ضعف الإيمان:








فإن كان في إيمانه ضعف يضعف حب الله تعالى فيه، ويقوى حب الدنيا في قلبه، ويستولي عليه بحيث لا


يبقى فيه موضع لحب الله تعالى، فينهمك في الشهوات، وارتكاب السيئات، فتتراكم ظلمات الذنوب على


القلب ،فلا تزال تطفيءما فيه من نور الإيمان مع ضعفه، فإذا جاءت سكرات الموت يزداد حب الله ضعفاً


في قلبه لما يرى أنه يفارق الدنيا،


وهي محبوبة له، وينقلب ذلك الحب الضعيف بغضاً ، فإن خروج روحه في اللحظة التي خطرت فيها هذه


الخطرة يختم له بالسوء ويهلك هلاكاً مؤبداً.والسبب المفضي إلى هذه الخاتمة حب الدنيا ، والركون إليها ،


والفرح بها مع ضعف الإيمان الموجب لضعف


حب الله تعالى ، وهو الداء العضال الذي قد عم أكثر الخلق. أعاذني الله وإياكم من ذلك.

</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:21 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">





فلنبدأ حبيبتي من التو واللحظة تصحيح إيماننا
حتى لا يُفاجئنا الموت ونحن على حالٍ لا تَسُر.









</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:22 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 


<table style="width:80%;background-color:black;"><tbody><tr><td style="filter:;">http://www.hudaelislam.org/es/image/profet1.jpg</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:22 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">
رحلة الرُّوح إلى السماء بعد نزعها
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290941825.gif







ماذا يُفعَل بروح المؤمن وروح الكافر أو الفاجر؟؟


عن أبي هريرة عند مسلم قال : " إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان – يُصعدانها " .


قال حماد وهو أحد رواة حديث أبي هُريرة عند مُسلم: فذكر من طيب ريحها ، وذكر المسك
قال : " ويقول أهل السماء: روح طيبة جاءت من قبل الأرض ، صلى الله عليك وعلى جسد
كنت تعمرينه ، فينطلق به إلى ربه عز وجل ، ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل".

قال: " وإنّ الكافر إذا خرجت روحه – قال حماد : وذكر من نتنها ، وذكر
لعناً – ويقول أهل السماء: روح خبيثة من قبل الأرض ، قال : فيقال : انطلقوا به آخر الأجل"



وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث البراء التكريم الذي يكون لروح العبد الصالح بعد
خروجها من جسده، حيث تصلي ملائكة الله على تلك الروح الطيبة، وتُفتَح له أبواب السماء،
وتجعل في كفن من الجنة
وحنوط من الجنة،وتخرج منها روائح طيبة عطرة تفوق رائحة المسك،
ثم تأخذها الملائكة في رحلة علوية كريمة، وتفتح لها أبواب السماء.



أما الروح الخبيثة ، فتلعنها ملائكة السماء عند خروجها، وتغلق أبواب السماء دونها، ويدعو
كل فريق من ملائكة الرحمن على باب ألا تعرج من قبلهم وتجعل تلك الروح الخبيثة في حنوط
من النار وكفن من النار، وتفوح منها الروائح الخبيثة التي تؤذي ملائكة الرحمن.ويعرج بها إلى
السماء فلا تفتح لها أبواب السماء ، فتلقى روحه من شاهق.



الرُّوح والنفس .. تعريف وَبيَان
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif


يقول ابن تيمية : "والروح المدبرة للبدن التي تفارقه بالموت هي الروح المنفوخة فيه، وهي
النفس التي تفارقه بالموت" ،وقد أخطأ الذين فرقوا بين الروح والنفس واعتقدوا أنهما
أمران مختلفان، ولكن النفس هي التي تقبضها الملائكة، وتصعد بها إلى السماء ، وتعود بها
إلى الجسد، وتُسأل ،وتُنَعَم وتُعَذَّب، وهي الروح أيضاً التي إذا خرجت من الجسد تبعها
البصر كما ثبت في الأحاديث.ويلاحظ شارح الطحاوية أن الروح والنفس وإن أطلقا على تلك
اللطيفة الربانية ، إلا أن "غالب ما يسمى نفساً إذا كانت الروح متصلة بالبدن ، وأما إذا أخذت
مجردة فتسمية الروح أغلب عليها"



هَل للرُّوح كيفيَّة تُعلَم ؟


لما كنت الروح مخلوقة من جنس لا نظير له في عالم الموجودات فإننا لا نستطيع أن نعرف
صفاتها، فقد عرفنا الله أنها تصعد وتهبط،وتسمع وتبصر وتتكلم إلى غير ذلك، إلا أن هذه
الصفات مخالفة لصفات الأجسام المعروفة، فليس صعودها وهبوطها وسمعها وبصرها
وقيامها وقعودها من جنس مانعرفه ونعلمه، فقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الروح

يُصعَد بها إلى السماوات العلى، ثم تُعَاد إلى القبر، وقد أخبرنا أنها تُنَعَّم أو تعذّب في
القبر، ولا شك أن هذا النعيم على نحو مخالف لما نعلمه ونعرفه.









</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:25 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">






وقد هدى الله الذين استجابوا لله ورسوله، وآمنوا بما أخبرهم به، فعلموا -كما عرفها الإمام ابن القيم رحمه الله في
كتابه الماتع "الروح"- أن "الروح جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهو جسم نوراني علوي خفيف
حيمتحرك، ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد، وسريان الدهن في الزيتون، والنار في الفحم،
فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف، بقي هذا الجسم اللطيف متشابكاً
بهذه الأعضاء، وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة والإرادة ، وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاءالأخلاط
الغليظة عليها، وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن وانفصل إلى عالم الأرواح"




هل يعلم الإنسان شيئاً عن أحوال الدنيا بعد موته؟؟
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif


ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الميت يسمع قرع نعال أصحابه ، بعد وضعه في قبره، حال انصرافهم ، فعن أنس بن
مالك ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه ، إنه ليسمع قرع نعالهم"


وقد أجاب شيخ الإسلام على إشكال من يقول: إن الله نفى السماع عن الميت في قوله : ( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ) [ النمل : 80 ]
وكيف تزعمون أن الموتى يسمعون؟ فقال: "وهذا السمع سمع إدراك، ليس يترتب عليه جزاء، ولا هو السمع المنفي بقوله:
( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ) [ النمل : 80 ] ، فإن المراد بذلك سمع القبول والامتثال ، فإن الله جعل الكافر كالميت الذي لا
يستجيب لمن دعاه ، وكالبهائم التي تسمع الصوت ،ولا تفقه المعنى ، فالميت وإن سمع الكلام وفقه المعنى ، فإنه لا يمكنه
إجابة الداعي ، ولا امتثال ما أُمر به ، ونُهى عنه ،فلا ينتفع بالأمر والنهي ، وكذلك الكافر لا ينتفع بالأمر والنهي ، وإن سمع
الخطاب ، وفهم المعنى ، كما قال تعالى : ( وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ )" [ الأنفال : 23 ]


وقد جاءت النصوص دالة أيضاً على أن الميت مع سماعه يتكلم ، فإن منكراً ونكيراً يسألانه ، فالمؤمن يُوفَق للجواب
الحق،والكافر والمنافق يضل عن الجواب، ويتكلم أيضاً في غير سؤال منكر ونكير، وكل هذا مخالف لما عَهِدَهُ أهل
الدنيامن كلام، فإن الذي يسأل ويتكلم الروح، وهي التي تجيب وتقعد وتعذب وتنعم، وإن كان لها نوع اتصال بالجسد ،
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسمع من هذا شيئاً كثيراً .


</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:26 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">





مستقر الأرواح في البرزخ









أرواح العباد في البرزخ متفاوتة في منازلها:




أولاً : أرواح الأنبياء




وهذه تكون في خير المنازل في أعلى عليين، في الرفيق الأعلى، وقد سمعت السيدة عائشة

الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر لحظات حياته يقول:


"اللهمَّ الرفيق الأعلى".









الثاني : أرواح الشهداء






وهؤلاء أحياء عند ربهم يرزقون، قال تعالى: ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )


[آل عمران : 16]،





وقد سأل مسروق عبد الله بن مسعود عن هذه الآية ، فقال: "إنا قد سألنا عن ذلك، فقال:

" أرواحهم في أجواف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل


" رواه مسلم في صحيحه.









الثالث : أرواح المؤمنين الصالحين






تكون طيوراً تعلق في شجر الجنة، ففي الحديث الذي يرويه عبد الرحمن بن كعب بن مالك رضي الله عنه،


عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

"إنما نسمة المسلم طير يعلق في شجر الجنة ، حتى يرجعها الله إلى جسده إلى يوم القيامة

" رواه أحمد.











الرابع: أرواح العصاة






وهناك نصوص تبين ما يلاقيه العصاة من العذاب، فمن ذلك أن الذي يكذب الكذبة تبلغ الآفاق يعذب

بكلوب من حديد يدخل في شدقه حتى يبلغ قفاه، والذي نام عن الصلاة المكتوبة يشدخ رأسه بصخرة، والزناة

والزواني يعذبون في ثقب مثل التنور،ضيق أعلاه، وأسفله واسع، توقد النار من تحته ،والمرابي يسبح في بحر من دم،

وعلى الشط من يلقمه حجارة، ونحو ذلك.











الخامس: أرواح الكفار






في حديث أبي هريرة عند النسائي بعد وصف حال المؤمن إلى أن يبلغ مستقره في الجنة ، ذكر حال الكافر ،

وما يلاقيه عند النزع، وبعد أن تقبض روحه " تخرج منه كأنتن ريح ، حتى يأتون به باب الأرض ، فيقولون :

ما أنتن هذه الريح ،حتى يأتون به أرواح الكفار".








هل العذابُ في البرزخ على الرُّوح أم على البدن أم على كليهما؟؟






ومذهب أهل السنة والجماعة أن الروح منفصلة عن الجسد، ومتصلة به،

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "العذاب و النعيم على النفس والبدن جميعاً باتفاق أهل السنة والجماعة،

تُنَعَّم النفس وتعذب منفردة عن البدن، وتعذب متصلةبالبدن، والبدن متصل بها، فيكون النعيم والعذاب

عليهما في هذه الحال مجتمعين، كما يكون للروح مفردة عن البدن".








</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:27 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">






هول القبر وفظاعته
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif
روى هانئ مولى عثمان بن عفان ، قال : كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى ، حتى يبل لحيته ،
فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟ فقال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"إنَّ القبر أول منزلة من منازل الآخرة ، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما رأيت منظراً قط إلا القبر أفظع منه


ولما كان ما بعد القبر أيسر منه لمن نجا فإن العبد المؤمن إذا رأى في قبره ما أعد الله له من نعيم يقول :
"رب عجل قيام الساعة ، كيما أرجع إلى أهلي ومالي"
والعبد الكافر الفاجر إذا رأى ما أعد الله له من العذاب الشديد فإنه يقول على الرغم مما هو فيه من عذاب : "
رب لا تقم الساعة لأن الآتي أشدُّ وأفظع.




ماتت امرأة كانت تَقُمُّ المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ففقدها الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فأخبروه أنها ماتت من الليل ، ودفنوها ، وكرهوا إيقاظه ، فطلب من أصحابه أن يدلوه على قبرها ، فجاء إلى
قبرها فصلى عليها ، ثم قال:
" إن هذه القبور مملؤة ظلمة على أهلها ، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم" رواه البخاري ومسلم.


ضمة القبر


عندما يوضع الميت في القبر فإنه يضمه ضمة لا ينجو منها أحد كبيراً كان أو صغيراً، صالحاً أو طالحاً ، فقد
جاء في الأحاديث أن القبر ضم سعد بن معاذ ، وهو الذي تحرك لموته العرش ، وفتحت له أبواب السماء ،
وشهده سبعون ألفاً من الملائكة ، ففي سنن النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :
" هذا الذي تحرك له العرش ، وفتحت له أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة ، لقد ضم ضمة ، ثم فرج عنه "
عن ابن عمر أيضاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجياً منها نجا سعد بن معاذ "


ومما يدل على أن ضمة القبر لازمة لكل إنسان أن الصبيان لا ينجون منها ، ففي معجم الطبراني الكبير عن أبي أيوب
الأنصاري بإسناد صحيح، عن أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " لو أفلت أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي"

وضمة القبر هي عذاب للكافر وتطهير للمؤمن ورفع درجات.

قال الذهبي رحمه الله تعليقاً على حديث سعد: هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء بل هو أمرٌ
يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده، وكما يجد من ألم مرضه، وألم خروج نَفْسهِ، وألم الموقف،
وألم الورود، ونحو ذلك.فهذه ما هي من عذاب القبر ولا هي من عذاب جهنم ولكن العبد التقي يرفق الله
به في بعض ذلك أو كله ولا راحةَ للمؤمن دون لِقاءِ ربهِ.


فتنة القبر وكيف تكون فتنته؟
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif

إذا وضع العبد في قبره جاءته ملائكة على صورة منكرة ، ففي سنن الترمذي " إذا قبر الميت – أو قال : أحدكم –
أتاه ملكان أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما : المنكر ، وللآخر : النكير ، فيقولان ، ما كنت تقول في هذا الرجل ؟
فيقول : ما كان يقول ، هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله .. وإن كان منافقاً ، قال :
سمعت الناس يقولون قولاً ، فقلت مثله ، لا أدري ...


"



وهنا تكمن أهمية عقيدة التوحيد فقد جاء في الحديث الذي يرويه البراء بن عازب عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
" فيأتيه ملكان [ شديدا الانتهار ] فـ [ ينتهرانه ، و ] يجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟
وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن ، فذلك حين يقول الله عز وجل:
( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) [ إبراهيم : 27 ] ،
فيقول: ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي " ،
وقال في العبد الكافر أو الفاجر : " ويأتيه ملكان [ شديد الانتهار ، فينتهرانه ، و ] ويجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟
فيقول : هاه ، هاه لا أدري ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه ، هاه لا أدري ، فيقولان : فما تقول في هذا الرجل
الذي بعث فيكم ؟فلا يهتدي لاسمه ، فيقال : محمد ، فيقول : هاه ، هاه لا أدري ،
[ سمعت الناس يقولون ذاك ، قال : فيقولان : لا دريت ][ ولا تلوت] فينادي منادي أن كذب عبدي "


ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم في أول الأمر أن هذه الأمة تفتن في قبورها ، ثم أوحى الله له بهذا العلم ،
فقد حدث عروة بن الزبير عن خالته عائشة ، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعندي امرأة من اليهود ،
وهي تقول : هل شعرت أنكم تفتنون في القبور ؟ قالت : فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقال : " إنما تفتن اليهود
قالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" هل شعرت أنه أوحي إليَّ أنَّكم تفتنون في القبور ؟
" قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد : يستعيذ من عذاب القبر".

عقيدة أهل السنة والجماعة في عذاب القبر وفتنته
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif

يقول شارح الطحاوية : " وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه
لمن كان لذلك أهلاً ، وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به ، ولا نتكلم في كيفيته ، إذ ليس للعقل
وقوف على كيفيته ، لكونه لا عهد له به في هذه الدار ، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ، بل إن الشرع قد
يأتي بما تحار فيه العقول ، فإن عودة الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا ، بل تعاد إليه إعادة غير
الإعادة المألوفة في الدنيا "



الإشارات القرآنية والنبوية الدالة على عذاب القبر وفتنته
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif

وقد وردت إشارات في القرآن تدل على عذاب القبر ، وقد ترجم البخاري في كتاب الجنائز لعذاب القبر ، فقال :
باب ما جاء في عذاب القبر ،
وساق في الترجمة قوله تعالى : ( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) [ التوبة : 101 ] .
وقوله تعالى :
( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ - النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )
[ غافر : 45-46 ].

والآية الأولى تدل على أن هناك عذابين سيصيبان المنافقين قبل عذاب يوم القيامة ، العذاب الأول ما يصيبهم الله به
في الدنيا إما بعقاب من عنده وإما بأيدي المؤمنين ، والعذاب الثاني عذاب القبر ، قال الحسن البصري :
( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ) [ التوبة : 101 ] : "عذاب الدنيا ، وعذاب القبر"

والآية الثانية حجة واضحة لأهل السنة الذين أثبتوا عذاب القبر ، فإن الحق تبارك وتعالى قرر أن آل فرعون يعرضون
على النار غدواً وعشياً ، وهذا قبل يوم القيامة ، لأنه قال بعد ذلك :
( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )[ غافر : 46 ] ،
قال القرطبي : " الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ ، وهو حجة في تثبيت عذاب القبر"


ولعظم هذا الأمر وخطورته كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمه لأصحابه ، بل وخطب فيهم مرة به ،
ففي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : قالت :
" قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فذكر فتنة القبر التي يفتن فيها المرء ، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة
" رواه البخاري والنسائي ،
وزاد النسائي : "حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما سكنت ضجتهم ،
قلت لرجل قريب مني : أي بارك الله لك ، ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر قوله ؟ قال :
"قد أوحى إلي أنكم تفتنون في القبور قريباً من فتنة الدجال"
</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:27 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">







صفة نعيم القبر وعذابه


ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث البراء بن عازب أن الملائكة تسأل العبد المؤمن في قبره فيحسن
الإجابة وعند ذاك :
" ينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى
الجنة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مدّ بصره ، قال : ويأتيه [ وفي رواية : يمثل له ]
رجل حسن الوجه حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسرك ،
[ أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم ]



هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : [ وأنت فبشرك الله بخير ] من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير ،
فيقول : أنا عملك الصالح [ فو الله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله ، بطيئاً في معصية الله ، فجزاك الله خيراً ] ،
ثم يفتح له باب من الجنة ، وباب من النار ، فيقال : هذا منزلك لو عصيت الله ، أبدلك الله به هذا ، فإذا رأى ما في
الجنة ، قال : ربِّ عجل قيام الساعة ، كيما أرجع إلى أهلي ومالي ، [ فيقال له : اسكن ] "


وذكر صلوات الله عليه وسلامه أن العبد الكافر أو الفاجر بعد أن يسيء الإجابة " ينادي منادٍ في السماء
أن كذب ، فافرشوا له من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه في قبره ،
حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه ( وفي رواية : ويمثل له ) رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول :
أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول :
[ وأنت فبشرك الله بالبشر ] ، من أنت ؟ فوجهك الوجهالذي يجيء بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ،
[ فوالله ما علمتك إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله ، سريعاً إلى معصية الله ] ،
[ فجزاك الله شراً ، ثم يقيض الله له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة ، لو ضرب بها جبل كان تراباً ، فيضربه
حتى يصير بها تراباً، ثم يعيده كما كان ، فيضربه ضربة أخرى ، فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ،
ثم يفتح له باب من النار ،ويمهد من فرش النار ] ، فيقول : رب لا تقم الساعة "


وهذا الذي أشارت إليه الأحاديث من أنَّ كل إنسان يُعرَض عليه مقعده بعد أن يسأل في قبره مستمر طيلة بقائه
في القبر ، وقد صرح بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الذي يرويه عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل
الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة "

وفي سنن الترمذي عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الملكين يقولان للعبد المؤمن
بعد أن يجيب الإجابة السديدة :
" قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ، ثم ينور له فيه ، ثم يقال
له : نم ، فيقول ، أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله
إليه،حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك".

وأنهما يقولان للمنافق :
" قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، فيقال للأرض : التئمي عليه ، فتلتئم عليه ، فتختلف أضلاعه ،
فلا يزال معذباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك "
</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:28 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 


<table style="width:80%;background-color:black;"><tbody><tr><td style="filter:;">
بـــعـــد الـموت
***
مشـاهـــد وأهوال
***
سلسلة الدار الآخرة




http://www.cu-g.com/vb/uploaded/1_01320073581.jpg
</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:29 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">

هل يُعَذَّب المسلمون في قبورهم؟؟




http://www.mixuchat.com/vb/imgcache2/4553.gif



قال القرطبي : " قال أبو محمد عبد الحق :




اعلم أن عذاب القبر ليس مختصاً بالكافرين، ولا موقوفاً على المنافقين ، بل يشاركهم فيه طائفة من المؤمنين ،



وكل على حاله من عمله ، وما استوجبه من خطيئته وزلله " ، والأدلة على أن المؤمن قد يعذب في قبره بسبب ذنوبه كثيرة.









قال ابن القيم -رحمه الله-:





فإنهم يُعَذّبون على جهلهم بالله، وإضاعتهم لأمره، وارتكابهم لمعاصيه،فلا يُعَذب الله
روحاً عَرفتهُ وأحبته وامتثلت أمره واجتنبت نهيه ولا بدناً كانت فيه، فإن عذاب القبر وعذاب الآخرة
أثرُ غَضب اللهِ


وسَخَطهِ على العبد؛ فعذابُ القبرِ على معاصي القلب والعين والأذنِ والفَمِ واللسانِ والبطنِ والفَرجِ
واليدِ والرجل.


فالنمام، والكذاب، والمُغتاب، وشاهد الزور، وقاذف المحصن والمُوضِع في الفتنة، والداعي إلى
البدعة،
والقائل على الله ورسوله ما لا عِلمَ له بهِ، وآكل الربا، وآكل أموال اليتامى، وآكل السُحت من
الرشوة،
وآكل مال أخيه المسلم بغير بحقٍ أو مال المُعاهَد، وشارب المُسكِر، وآكل لقمة الشجرة الملعونة،
والزاني،
واللوطي، والسارق، والخائن، والغادر، والمُخادع، والماكر، وآخذ الربا ومُعطيه وكاتبه وشاهداه
والمُحَلِل
والمُحَلَل له، والمحتال على إسقاط فرائض الله وارتكاب محارمه، ومُؤذي المسلمين ومُتتبع
عوراتهم،
والمُفتي بغير ما شرعه الله، وقاتل النفس التي حرَّم الله، والمُلحِد في حرم الله والمُقَدِم رأيه على
سنة رَسول اللَّهِ
والنائحة والمستمعة إليها ونوَّاحوا جهنم وهم المغنون الغناء الذي حرمه الله ورسوله والمُستمع
إليهم
والذين يبنون المساجد على القبور ويوقدون عليها القناديل، والمطففون في استيفاء ما لهم إذا
أخذوه
وهضم ما عليهم والجبارون والمُتكبرون والمرائون والهمّازون واللمّازون، والذين يأتون
الكهنة والمنجمين
والعرافين فيسألونهم ويُصدقونهم، وأعوان الظلمة والذي إذا خوفته بالله وذكرته به لم يرعه ولم
ينزجر،
والذي يُهدي بكلام الله ورسوله فلا يهتدي، والذي يُقرأ عليه القرآن فلا يؤثر فيه فإذا سمع قرآن
الشيطان
ورقية الزنا طاب سِرهُ وتواجد وهاج من قلبه دواعي الطرب وَودّ أن المُغَنّي لا يسكت، والذي يحلف
بالله ويكذب
فإذا حلف بشيخه لم يكذب، والذي يفتخر بالمعصية ويتكثر بها بين إخوانه، والمُجاهر، والذي لا تأمنه
على مالك وحُرمتك،
والفاحش اللسان البَذيء، والذي يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها وينقرها ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً،
ولا يُؤدي زكاةَ مالِهِ


طَيبةً بها نفسه، ولا يحُج مع قدرته على الحج، ولا يتورع من لحظه ولا لفظه، ولا يَصل رحمه،
ولا يرحم المسكين،






فكل هؤلاء وأمثالهم يُعذبون في قبورهم بهذه الجرائم كثرتها وقِلتُها.




فظواهرُ القلوبِ ترابٌ وبواطِنها حسراتٌ وعذاب. ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات وفي بواطنها الدواهي
والبليات تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها. تالله لقد وَعَظَت فما تركت لواعظ مقالاً. ونادت: يا عمار الدنيا
لقد عمرتم داراً موشكةً بكم زوالاً وخربتم داراً أنتم مُسرِعون إليها انتقالاً. هذه دار الاستباق ومستودع الأعمال وبذر الزرع.))






</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:30 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">
وعظ الله رسوله بالموت فقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) [ الزمر : 30 ] ،

وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، عش ما شئت ،فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ،
واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ،وعزه استغناؤه عن الناس "


يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة بنون ،
فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل
" رواه البخاري.
ومن عظات العلماء ما جاء في تذكرة القرطبي :
"http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif
تفكر يا مغرور في الموت وسكرته ، وصعوبة كأسه ومرارته ، فيا للموت من وعد ما أصدقه ،
ومن حاكم ما أعدله ،
كفى بالموت مفزعاً للقلوب ، ومبكياً للعيون ، ومفرقاً للجماعات ، وهادماً للذات ، وقاطعاً للأمنيات .
فهل تفكرت يا ابن آدم
في يوم مصرعك ، وانتقالك من موضعك ، إذا نقلت من سعة إلى ضيق ، وخانك الصاحب والرفيق ،
وهجرك الأخ والصديق ،
وأخذت من فراشك وغطائك إلى غرر ، وغطوك من بعد لين لحافها بتراب ومدر ، فيا جامع المال ،
والمجتهد في البنيان ،
ليس لك من مالك والله إلا الأكفان ، بل هي للخراب والذهاب ، وجسمك للترائب والمئاب . فأين الذي
جمعته من المال ؟
فهل أنقذك من الأهوال ، كلا بل تركته لمن لا يحمدك ، وقدم بأوزارك على من لا يعذرك
ومن عظات الصحابي الجليل أبي الدرداء قوله :
"http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif
أضحكني ثلاث ، وأبكاني ثلاث ، أضحكني مؤمل الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وضاحك
بملء فيه ،وهو لا يدري أأرضى الله أم سخطه ؟! .
وأبكاني فراق الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه ، وهول المطلع عند غمرات الموت ، والوقوف بين
يدي الله ،يوم تبدو السريرة علانية ، ثم لا يدري إلى الجنة أو إلى النار"


نماذج من عظات الشعراء



وقد أكثر الشعراء من ذكر الموت والوعظ به ، فمن ذلك قول الشاعر :
لا شيء مما ترى تبقى بشاشتُهُ ..... يبقى الإلهُ ويفنَى المالُ والولدُ
لمْ تُغنِ عنْ هُرمز يوماً خزائنه......والخلدَ قَدْ حَاولت عَادٌ فمَا خَلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياحُ لَهُ ..... والإنسُ والجنُ فيما بينها تَرِدُ
أين الملوك التي كانت لعِزتها ........ من كُلِ أوبٍ إليها وافدٌ يَفِدُ
حوضٌ هُنالِك مَورودٌ بلا كذبِ .......لا بُد مِنْ وِردهِ يوماً كَمَا وَردوا

أثر تذكر الموت في إصلاح النفوس


إن لتذكر الموت أثراً كبيراً في إصلاح النفوس وتهذيبها ، ذلك أن النفوس تؤثر الدنيا وملذاتها ، وتطمع في
البقاء المديد في هذه الحياة ، وقد تهفو إلى الذنوب والمعاصي ن وقد تقصر في الطاعات ، فإذا كان الموت
دائماً على بال العبد ، فإنه يصغر الدنيا في عينه ، ويجعله يسعى في إصلاح نفسه ، وتقويم المعوج من أمره. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أكثروا ذكر هاذم اللذات : الموت ، فإنه لم يذكره في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها "
</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:42 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 




وقال الدقاق : " من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة : تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ، ونشاط العبادة ،
ومن نسى الموت عوجل بثلاثة: تسويف التوبة ، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة "
وقال القرطبي: قال العلماء – رحمهم الله – ليس للقلوب أنفع من زيارة القبور ، وخاصة إن كانت
قاسية ،فعلى أصحابها أن يعالجوها بثلاثة أمور :
أحدها :
الإقلاع عما هي عليه بحضور مجالس العلم بالوعظ والتذكير والتخويف والترغيب وأخبار
الصالحين ،فإن ذلك مما يلين القلوب .
الثاني :
ذكر الموت ، فيكثر من ذكر هادم اللذات ، ومفرق الجماعات ، وميتم البنين والبنات .
الثالث :
مشاهدة المحتضرين ،فإن النظر إلى الميت ومشاهدة سكراته ونزعاته ، وتأمل صورته بعد
مماته ، مما يقطع عن النفوس لذاتها ، ويطرد عن القلوب مسراتها ، ويمسح الأجفان من
النوم ، والأبدان من الراحة ، ويبعث على العمل ، ويزيد في الاجتهاد والتعب




التعريفُ بالقيَامة الكبرى

سيأتي يوم يبيد الحيُّ القيوم فيه الحياة والأحياء ، مصداقاً لقوله تعالى :
( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )
[ الرحمن : 26- 27 ] ،
( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) [ القصص : 88 ] ، ثم يأتي وقت يعيد الله العباد ويبعثهم
فيوقفهم بين يديه ويحاسبهم على ما قدموه من أعمال ، وسيلاقي العباد في هذا اليوم شيئاً عظيماً
من الأهوال ،ولا ينجو من تلك الأهوال إلا من أعدَّ لذلك اليوم عدته من الإيمان والعمل الصالح ،
ويساق العباد في ختام ذلك اليوم إلى دار القرار :

الجنة أو النار . هذا اليوم هو يوم القيامة .


أسمَاء يَوم القيَامَة


سمى الله ذلك اليوم الذي يحل فيه الدمار بهذا العالم ، ثم يعقبه فيه البعث والنشور للجزاء والحساب

بأسماء
كثيرة ، وقد اعتنى جمع من أهل العلم بذكر هذه الأسماء ، وقد عدها الغزالي والقرطبي فبلغت
خمسين اسماً كما يقول ابن حجر العسقلاني


أشهر أسماء ذلك اليوم:
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif

يوم القيامة .. اليوم الآخر.. الساعة .. يوم البعث .. يوم الخروج .القارعة

يوم الفصل .. يوم الدين ..الصاخة .الطامة الكبرى.. الغاشية .يوم الحساب
الواقعة .. يوم الآزفة .. يوم الجمع .. الحاقة .. يوم التناد .. يوم التغابن ..


السر في كثرة أسمائه

http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif
يقول القرطبي : "
وكل ما عظم شأنه تعددت صفاته ، وكثرت أسماؤه ، وهذا مهيع كلام العرب، ألا ترى أن السيف
لما عظم عندهم موضعه ، وتأكد نفعه لديهم وموقعه ، جمعوا له خمسمائة اسم ، وله نظائر فالقيامة

لما عظم أمرها ، وكثرت أهوالها ، سماها الله تعالى في كتابه بأسماء عديدة ، ووصفها بأوصاف كثيرة"

سمارة 04-25-2012 03:43 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ )[ الزمر : 68 ]
وهي نفخة هائلة مدمرة ، يسمعها المرء فلا يستطيع أن يوصي بشيء ، ولا يقدر على العودة إلى أهله وخلانه
( مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ - فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ )
[ يس : 49-50 ] .
وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن سرعة هلاك العباد حين تقوم الساعة ، فقال : "ولتقومن الساعة وقد
نشر الرجلان ثوبهما بينهما ، فلا يتبايعانه ، ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا
يطعمه ، ولتقومن الساعة ، وهو يليط حوضه ، فلا يسقي فيه ، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها "



الصّور الذي ينفخ فيه
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif

الصور في لغة العرب القَرْن
وقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصور ، ففسره بما تعرفه العرب من كلامها
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
: " ما الصور ؟ قال : "الصور قرن ينفخ فيه "


النَافخ في الصُّور
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif

قال ابن حجر العسقلاني : " اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل عليه السلام"
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن صاحب الصور مستعد دائماً للنفخ فيه منذ أن خلقه الله تعالى،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن طَرْف صاحب الصور منذ وُكِّل به مستعد ينظر نحو العرش ، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طَرْفه ،
كأن عينيه كوكبان دُرِّيان "
وفي هذا الزمان الذي اقتربت فيه الساعة ، أصبح إسرافيل أكثر استعداداً وتهيؤاً للنفخ في الصور، عن
أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كيف أنعم ، وقد التقم صاحب القرنِ القرنَ ، وحنى جبهته ، وأصغى سمعه ، ينتظر أن يؤمر أن ينفخ ،
فينفخ .قال المسلمون : فكيف نقول يا رسول الله ؟ قال : قولوا :حسبنا الله ونعم الوكيل ، توكلنا على الله ربنا "

اليَوم الذي يكون فيه النفخة
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif

تقوم الساعة في يوم الجمعة ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ، فيه خُلِق آدم ، وفيه أُدخل الجنة ، وفيه أُخرج منها ،
ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة "


كم مَرَّة يُنْفَخ في الصُّور؟
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif

الذي يظهر أن إسرافيل ينفخ في الصور مرتين ، الأولى يحصل بها الصعق ، والثانية يحصل بها البعث ، قال تعالى :
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ )
[ الزمر : 68 ] .
وقد سمى القرآن النفخة الأولى بالراجفة ، والنفخة الثانية بالرادفة ، قال تعالى :
( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ - تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) [ النازعات : 6-7 ]
وقد جاءت الأحاديث النبوية مصرحة بالنفختين ، ففي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" ما بين النفختين أربعون ". قالوا : يا أبا هريرة ، أربعون يوماً ؟ قال : أبيت . قالوا : أربعون شهراً ؟ قال
: أبيت ، قالوا : أربعون سنة ؟ قال : أبيت "

</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:44 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 


http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif
التعريفُ بالبَعث وَالنشور
المراد بالبعث المعاد الجسماني ، وإحياء العباد في يومي المعاد ، والنشور مرادف للبعث في المعنى ، فإذا
شاء الحق تبارك وتعالى إعادة العباد وإحياءهم أمر إسرافيل فنفخ في الصور فتعود الأرواح إلى الأجساد ،
ويقوم الناس لرب العالمين ،
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ )
[الزمر : 68].

http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif
وقد جاءت الأحاديث مخبرة بأنه يسبق النفخة الثانية في الصور نزول ماء من السماء، فتنبت منه
أجساد العباد ، ففي صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ثم ينفخ في الصور ، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً ورفع ليتاً " ليتًا: أي عُنقًا.


قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ، قال : فيصعق ، ويصعق الناس . ثم يرسل الله – أو قال :

ينزل الله – مطراً كأنه الطَّل أو الظِّلُّ ، فتنبت منه أجساد الناس ، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون "



وإنبات الأجساد من التراب بعد إنزال الله ذلك الماء الذي ينبتها يماثل إنبات النبات من الأرض إذا نزل عليها

الماء من السماء في الدنيا ، ولذا فإن الله قد أكثر في كتابه من ضرب المثل للبعث والنشور بإحياء الأرض
بالنبات غبَّ نزول الغيب ، قال تعالى :

( وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ )
[ فاطر : 9 ] .

والإنسان يتكون في اليوم الآخر من عظم صغير ، عندما يصيبه الماء ينمو نمو البقل ، هذا العظم هو عجب

الذنب ، وهو عظم الصلب المستدير الذي في أصل العجز ، وأصل الذنب .
ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما بين النفختين أربعون ، ثم ينزل من السماء ماء ، فينبتون كما ينبت البقل ، وليس في الإنسان شيء
إلا بَلي ،
إلا عظم واحد ، وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة" .


وقد دلت النصوص الصحيحة

أن أجساد الأنبياء لا يصيبها البلى والفناء الذي يصيب أجساد العباد ، ففي الحديث الذي يرويه أبو داود:
" إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء "

البَعث خَلق جَديد

http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif
يعيد الله العباد أنفسهم ، ولكنهم يخلقون خلقاً مختلفاً شيئاً ما عما كانوا عليه في الحياة الدنيا ، فمن ذلك

أنهم لا يموتون مهما أصابهم البلاء ( وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ) [ إبراهيم : 17 ]
ومن ذلك إبصار العباد ما لم يكونوا يبصرون ، فإنهم يبصرون في ذلك اليوم الملائكة والجن ،
وما الله به عليم ،ومن ذلك أن أهل الجنة لا يبصقون ولا يتغوطون ولا يتبولون .
أول من تنشق عنه الأرض
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif
أول من يبعث وتنشق عنه الأرض هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم عن



أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع .. وأول مشفع "

حشر الخلائق جَميعاً إلى الموقف العظيم

http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif

سمى الله يوم الدين بيوم الجمع ، لأن الله يجمع العباد فيه جميعاً :

( ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ )
[ هود : 103 ] ،
ويستوي في هذا الجمع الأولون والآخرون

( قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ - لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ) [ الواقعة : 49-50 ].
وقدرة الله تحيط بالعباد ، فالله لا يعجزه شيء ، وحيثما هلك العباد فإن الله قادر على الإتيان بهم ،
إن هلكوا في أجواز الفضاء ، أو غاروا في أعماق الأرض ، وإن أكلتهم الطيور الجارحة أو الحيوانات

المفترسة ،
أو أسماك البحار ، أو غيبوا في قبورهم في الأرض، كل ذلك عند الله سواء :

( أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [ البقرة : 148 ] .


وكما أن قدرة الله محيطة بعباده تأتي بهم حيثما كانوا ، فكذلك علمه محيط بهم ، فلا ينسى منهم
أحد ، ولا يضلُّ منهم أحد ، ولا يشذُّ منهم أحد ، لقد أحصاهم خالقهم تبارك وتعالى ، وعَدَّهم عداً

( إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا - لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا -

وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ) [ مريم : 93-95 ]
وهذه النصوص بعمومها تدل على حشر الخلق جميعاً الإنس والجن والملائكة ،

ولا حرج على من فقه منها أن الحشر يتناول البهائم أيضاً .

صِفَةُ حشر العبَاد
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif

يحشر العباد حفاة عراة غرلاً ، أي : غير مختونين ، ففي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إنكم محشورون حفاة عراة غرلاً " ثم قرأ ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ )

[ الأنبياء : 104 ] .
وعندما سمعت عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " يُحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً "

قالت : يا رسول الله ، الرجال والنساء جميعاً ، ينظر بعضهم إلى بعض؟
قال : " يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض " متفق عليه.

سمارة 04-25-2012 03:45 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">



أفادنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الوقت الذي يتم فيه هذا التبديل هو وقت مرور الناس على
الصراط أو قبل ذلك بقليل ،



ففي صحيح مسلم عن عائشة قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل :
( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ ) [إبراهيم : 48] ،
فأين يكون الناس يا رسول الله ؟ فقال : "على الصراط "




</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:46 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table><tbody><tr><td style="filter:;">







يحدثنا القرآن عن أهوال ذلك اليوم التي تَشْدَه الناس ، وتشدُّ أبصارهم ، وتملك عليهم نفوسهم ، وتزلزل قلوبهم .




ومن أعظم تلك الأهوال ذلك الدمار الكوني الشامل الرهيب الذي يصيب الأرض وجبالها ، والسماء ونجومها


وشمسها وقمرها.









قبض الأرض وطي السماء







يقبض الحق تبارك وتعالى الأرض بيده في يوم القيامة ، ويطوي السماوات بيمينه ، كما قال تبارك وتعالى :



( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )


[ الزمر : 67 ] .








وقد جاءت الأحاديث الصحيحة دالة على مثل ما دلت عليه النصوص القرآنية ، وهي ما يقوله الحق تبارك وتعالى بعد


قبضه الأرض ، وطيه السماء ، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


"يقبض الله الأرض يوم القيامة ، ويطوي السماء بيمينه ، ثم يقول : أنا الملك ، أين ملوك الأرض".















دك الأرض ونسف الجبال





يخبرنا ربنا تبارك وتعالى أن أرضنا الثابتة ، وما عليها من جبال صم راسية تحمل في يوم القيامة عندما


ينفخ في الصور فتدك دكة واحدة :





( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ - وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً - فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ )


[الحاقة : 13-15] ،





وعند ذلك تتحول هذه الجبال الصلبة القاسية إلى رمل ناعم ، كما قال تعالى :


( يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا )[ المزمل : 14 ] ،

أي تصبح ككثبان الرمل بعد أن كانت حجارة صماء.وأخبر في موضع آخر أن الجبال تصبح كالعهن ،
والعهن هو الصوف ، كما قال تعالى :

( وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ )[ المعارج : 9 ].


ثم إن الحق تبارك وتعالى يزيل هذه الجبال عن مواضعها ، ويسوّي الأرض حتى لا يكون فيها موضع

مرتفع ،ولا منخفض كما قال تعالى :
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا - فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا - لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا )

[ طه : 105-107 ].




تفجير البحار وتسجيرها







أما هذه البحار التي تغطي الجزء الأعظم من أرضنا ، وتعيش في باطنها عوالم هائلة من الأحياء ، وتتهادى فوقها



السفن ذاهبة آيبة ، فإنها تفجر في ذلك اليوم، عند ذلك تسجر البحار ، وتشتعل ناراً ، ولك أن تتصور هذه البحار


العظيمة الهائلة وقد أصبحت مادة قابلة للاشتعال ، كيف يكون منظرها ، واللهب يرتفع منها إلى أجواز الفضاء ،





قال تعالى : ( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ) [الإنفطار : 3] ، وقالوَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) [التكوير: 6]







بَعض معَالم أهَوال القيَامَة
</td></tr></tbody></table>

سمارة 04-25-2012 03:48 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 




وقال الدقاق : " من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة : تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ، ونشاط العبادة ،
ومن نسى الموت عوجل بثلاثة: تسويف التوبة ، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة "
وقال القرطبي: قال العلماء – رحمهم الله – ليس للقلوب أنفع من زيارة القبور ، وخاصة إن كانت
قاسية ،فعلى أصحابها أن يعالجوها بثلاثة أمور :
أحدها :
الإقلاع عما هي عليه بحضور مجالس العلم بالوعظ والتذكير والتخويف والترغيب وأخبار
الصالحين ،فإن ذلك مما يلين القلوب .
الثاني :
ذكر الموت ، فيكثر من ذكر هادم اللذات ، ومفرق الجماعات ، وميتم البنين والبنات .
الثالث :
مشاهدة المحتضرين ،فإن النظر إلى الميت ومشاهدة سكراته ونزعاته ، وتأمل صورته بعد
مماته ، مما يقطع عن النفوس لذاتها ، ويطرد عن القلوب مسراتها ، ويمسح الأجفان من
النوم ، والأبدان من الراحة ، ويبعث على العمل ، ويزيد في الاجتهاد والتعب




التعريفُ بالقيَامة الكبرى

سيأتي يوم يبيد الحيُّ القيوم فيه الحياة والأحياء ، مصداقاً لقوله تعالى :
( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )
[ الرحمن : 26- 27 ] ،
( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) [ القصص : 88 ] ، ثم يأتي وقت يعيد الله العباد ويبعثهم
فيوقفهم بين يديه ويحاسبهم على ما قدموه من أعمال ، وسيلاقي العباد في هذا اليوم شيئاً عظيماً
من الأهوال ،ولا ينجو من تلك الأهوال إلا من أعدَّ لذلك اليوم عدته من الإيمان والعمل الصالح ،
ويساق العباد في ختام ذلك اليوم إلى دار القرار :

الجنة أو النار . هذا اليوم هو يوم القيامة .


أسمَاء يَوم القيَامَة


سمى الله ذلك اليوم الذي يحل فيه الدمار بهذا العالم ، ثم يعقبه فيه البعث والنشور للجزاء والحساب

بأسماء
كثيرة ، وقد اعتنى جمع من أهل العلم بذكر هذه الأسماء ، وقد عدها الغزالي والقرطبي فبلغت
خمسين اسماً كما يقول ابن حجر العسقلاني


أشهر أسماء ذلك اليوم:
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif

يوم القيامة .. اليوم الآخر.. الساعة .. يوم البعث .. يوم الخروج .القارعة

يوم الفصل .. يوم الدين ..الصاخة .الطامة الكبرى.. الغاشية .يوم الحساب
الواقعة .. يوم الآزفة .. يوم الجمع .. الحاقة .. يوم التناد .. يوم التغابن ..


السر في كثرة أسمائه

http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif
يقول القرطبي : "
وكل ما عظم شأنه تعددت صفاته ، وكثرت أسماؤه ، وهذا مهيع كلام العرب، ألا ترى أن السيف
لما عظم عندهم موضعه ، وتأكد نفعه لديهم وموقعه ، جمعوا له خمسمائة اسم ، وله نظائر فالقيامة

لما عظم أمرها ، وكثرت أهوالها ، سماها الله تعالى في كتابه بأسماء عديدة ، ووصفها بأوصاف كثيرة"

سمارة 04-25-2012 03:49 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 

موران السماء وانفطارها
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif



أما سماؤنا الجميلة الزرقاء، فإنها تمور موراناً ، وتضطرب اضطراباً عظيماً ( يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا ) [ الطور : 9 ].
ثم تنفطر ، وتتشقق ( إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ ) [الانفطار : 1] ، ( إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ - وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ )
[ الانشقاق : 1-2 ] .
وعند ذلك تصبح ضعيفة واهية ، كالقصر العظيم ، المتين البنيان ، الراسخ الأركان ، عندما تصيبه الزلازل ،
تراه بعد القوة أصبح واهياً ضعيفاً متشققاً ، ( وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ) [ الحاقة : 16 ] .
أما لون السماء الأزرق الجميل فإنه يزول ويذهب ، وتأخذ السماء في التلون في ذلك اليوم كما تتلون
الأصباغ التي يدهن بها ،فتارة حمراء ،وتارة صفراء ، وأخرى خضراء ، ورابعة زرقاء ، كما قال تعالى :
( فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ) [الرحمن : 37].


تكوير الشمس وخسوف القمر وتناثر النجوم

أما هذه الشمس التي نراها تشرق كل صباح فإنها تجمع وتكوَّر ، ويذهب ضوؤها ، كما قال تعالى :
( إذا الشمس كورت ) [ التكوير : 1 ].

أما القمر فإنه يخسف ويذهب ضوؤه ( فَإذَا بَرِقَ البَصَرُ – وَخَسَفَ القَمَرُ ) [ القيامة : 7-8 ].

أما تلك النجوم المتناثرة في القبة السماوية الزرقاء ، فإن عقدها ينفرط ، فتتناثر وتنكدر
( وإذا الكواكب انتثرت )[ الانفطار : 2 ] ، ( وإذا النجوم انكدرت ) [ التكوير : 2 ].


الحساب والجزاء


يراد بالحساب والجزاء أن يُوقف الحق تبارك وتعالى عباده بين يديه ، ويعرفهم بأعمالهم التي عملوها،
وأقوالهم التي قالوها، وما كانوا عليه في حياتهم الدنيا من إيمان وكفر ، واستقامة وانحراف، وطاعة وعصيان،
وما يستحقونه على ما قدموه من إثابة وعقوبة ، وإيتاء العباد كتبهم بأيمانهم إن كانوا صالحين ، وبشمالهم إن
كانوا طالحين .ويشمل الحساب ما يقوله الله لعباده ، وما يقولونه له ، وما يقيمه عليهم من حجج وبراهين ،
وشهادة الشهود ووزن للأعمال .والحساب منه العسير ، ومنه اليسير ، ومنه التكريم ، ومنه التوبيخ ، والتبكيت ،
ومنه الفضل والصفح ، ومتولي ذلك أكرم الأكرمين .

سمارة 04-25-2012 03:49 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 


حدثنا ربنا عن مشهد الحساب والجزاء في يوم الحساب فقال :

( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )
[ الزمر : 69 ] .
وحسبنا أن نعلم أن القاضي والمحاسب في ذلك اليوم هو الحكم والعدل قيوم السماوات والأرض ليتبين
لنا عظم هذا المشهد وجلاله ومهابته ،
ويجاء في موقف القضاء والحساب بالرسل ، ويسألون عن الأمانة التي حمَّلهم الله إياها. وهي إبلاغ وحي
الله إلى من أرسلوا إليه ، ويشهدون على أقوامهم ما علموه منهم.
ويقوم الأشهاد في ذلك اليوم العظيم فيشهدون على الخلائق بما كان منهم ، والأشهاد هم الملائكة الذين
كانوا يسجلون على المرء أعماله ، ويشهد أيضاً الأنبياء والعلماء كما تشهد على العباد الأرض والسماء
والليالي والأيام .

http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif

ويؤتى بالعباد الذين عقد الحق محكمته العظيمة لمحاسبتهم ، ويقامون صفوفاً للعرض على رب العباد
( وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا ) [ الكهف : 48 ] ،
ويؤتى بالمجرمين منهم وهم الذين كذبوا الرسل ، وتمردوا على ربهم ، واستعلوا في الأرض
– مقرنين في الأصفاد ، مسربلين بالقطران ،
( وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ - سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ -
لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) [ إبراهيم : 49-51 ] ،

ولشدة الهول تجثوا الأمم على الركب عندما يدعى الناس للحساب لعظم ما يشاهدون ،
وما هم فيه واقعون
( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
[ الجاثية : 28 ] .

إنه مشهد جليل عظيم نسأل الله أن ينجينا فيه بفضله وَمَنِّهِ وكرمه .


http://www.mixuchat.com/vb/imgcache2/4553.gif

القواعد التي يحاسب العباد على أساسها

http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif

1- العدل التام الذي لا يشوبه ظلم :
يُوَفِّي الحقُّ – عز وجل – عباده يوم القيامة أجورهم كاملة غير منقوصة ، ولا تظلم نفس شيئاً وإن
كان مثقال حبة من خردل ( ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) [ البقرة : 281 ]

http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif

2- لا يؤخذ أحد بجريرة غيره :
قاعدة الحساب والجزاء التي تمثل قمة العدل ومنتهاه أن الله يجازي العباد بأعمالهم ، إن خيراً فخير ،
وإن شراً فشر ، ولا يحمل الحق تبارك وتعالى أحداً وزر غيره.
وهذا هو العدل الذي لا عدل فوقه ، فالمهتدي يقطف ثمار هدايته ، والضال ضلاله على نفسه ،
( مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا
مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) [ الإسراء : 15 ] .

سمارة 04-25-2012 03:50 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 




الذين يجمعون أثقالاً مع أثقالهم

قد يعارض بعض أهل العلم هذا الذي ذكرناه من أن الإنسان لا يحمل شيئاً من أوزار الآخرين بمثل
قوله تعالى :
( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ) [ العنكبوت : 13] ،
وقوله :
( وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ) [ النحل : 25 ] .

وهذا الذي ذكروه موافق لما ذكرناه من النصوص ، وليس بمعارض لها ، فإن هذه النصوص تدل
على أن الإنسان يتحمل إثم ما ارتكب من ذنوب ، وإثم الذين أضلهم بقوله وفعله ، كما أن دعاة
الهدى ينالون أجر ما عملوه ، ومثل أجر من اهتدى بهديهم ، واستفاد بعلمهم ، فإضلال هؤلاء
لغيرهم هو فعل لهم يعاقبون عليه.


3- إطلاع العباد على ما قدموه من أعمال :

من إعذار الله لخلقه ، وعدله في عباده أن يطلعهم على ما قدموه من صالح أعمالهم وطالحها ،
حتى يحكموا على أنفسهم ،فلا يكون لهم بعد ذلك عذر.وإطلاع العباد على ما قدموه يكون
بإعطائهم صحائف أعمالهم ، وقراءتهم لها ،فقد أخبرنا ربنا – تبارك وتعالى

أنه وكل بكل واحد منا ملكين يسجلان عليه صالح أعماله وطالحها ، فإذا مات ختم على كتابه ،
فإذا كان يوم القيامة أعطى العبد كتابه ، وقيل له : اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً.
قال تعالى :
( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا -
اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) [ الإسراء : 13-14] .
وهو كتاب شامل لجميع الأعمال كبيرها وصغيرها


4- مضاعفة الحسنات دون السيئات :


ومن رحمته أن يضاعف أجر الأعمال الصالحة
( إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ) [ التغابن : 17 ] .

وأقل ما تضاعف به الحسنة عشرة أضعاف
( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) [الأنعام : 160] .



أما السيئة فلا تجزى إلا مثلها
( وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا ) [ الأنعام : 160 ] .
وهذا مقتضى عدله تبارك وتعالى.



http://www.mixuchat.com/vb/imgcache2/4553.gif

تبديل السيئات حسنات


http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif

وتبلغ رحمة الله بعباده وفضله عليهم أن يبدِّل سيئاتهم حسنات ، ففي الحديث الذي يرويه مسلم في
صحيحه
عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



" إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولاً الجنة ، وآخر أهل النار خروجاً منها . رجل يؤتى به يوم القيامة .
فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه ، فيقال : عملت يوم كذا وكذا ، وعملت يوم كذا وكذا ، كذا
وكذا .فيقول نعم : لا يستطيع أن ينكر .
وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه . فيقال له : فإن لك مكانا كل سيئة حسنة . فيقول : رب ،
عملت أشياء لا أراها ها هنا " .فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه.






5- إقامة الشهود على الكفرة والمنافقين :



أعظم الشهداء في يوم المعاد على العباد هو ربهم وخالقهم وفاطرهم ، الذي لا تخفى عليه خافية من
أحوالهم،ولكن الله يحب الإعذار على خلقه ، فيبعث من مخلوقاته شهداء على المكذبين الجاحدين
حتى لا يكون لهم عذر.وأول من يشهد على الأمم رسلها ، فيشهد كل رسول على أمته بالبلاغ،ويشهدون
عليهم بالتكذيب.ومن الأشهاد الأرض والأيام والليالي ، تشهد بما عمل فيها وعليها ، ويشهد المال على
صاحبه.ويشهد على العبد أيضاً ملائكة الرحمن الذين كانوا يسجلون عليه صالح أعماله وطالحها


سمارة 04-25-2012 03:51 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 







فإذا لج العبد في الخصومة ، وكذب ربه ، وكذب الشهود الذين شهدوا عليه ، أقام الله عليه شاهداً منه ،

فتشهد على المرء أعضاؤه وإن هذا الحوار الذي يجري بين العبد وجوارحه موضع عجب واستغراب ،وقد
أضحك هذا الموقف الرسول صلى الله عليه وسلم ،



ففي الحديث الذي يرويه مسلم عن أنسبن مالك قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك .فقال :
" هل تدرون مم أضحك ؟ قال : قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : من مخاطبة العبد ربه . يقول :
يا رب ألم تجرني من الظلم ؟
قال : يقول : بلى . قال : فيقول : إني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني . قال : فيقول :
كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً ،وبالكرام الكاتبين شهوداً ، ثم يختم على فيه ، فيقال لأركانه : انطقي ، قال :
فتنطق بأعماله . قال : ثم يخلى بينه وبين الكلام .قال : فيقول : بعداً لكنَّ وسحقاً ، ف عنكن كنت أناضل "




سمارة 04-25-2012 03:52 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 

<table style="width:95%;border:2px groove skyblue;"> <tbody><tr><td style="filter:;">
ما يُسأل عنه العباد




يسأل العباد عن الإله الذي كانوا يعبدونه ، وعن إجابتهم للمرسلين ،
ويُسألون عن أعمالهم التي عملوها ،
وعما تمتعوا به من النعيم في الحياة الدنيا ، كما يسألون عن عهودهم

ومواثيقهم ، وعن أسماعهم وأبصارهم وأفئدتهم.

</td></tr></tbody> </table>









أول ما يُحاسب عليه العبد من أعماله
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif


أول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله تبارك وتعالى الصلاة ، فإن صلحت أفلح
ونجح وإلا خاب وخسر ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول :
" إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ،
وإن فسدت فقد خاب وخسر ، فإن انتقص من فريضته شيئاً . قال الرب تبارك وتعالى :
انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بهاما انتقص من الفريضة ،ثم يكون سائر عمله على ذلك "




شدة الحساب على العباد
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif


ففي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك" ، فقلت : يا رسول الله ، أليس قد قال الله تعالى :
( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ- فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) [الانشقاق : 7-8] ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنما ذلك العرض ، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا هلك "




إيتاء العباد كتبهم وتطاير الصحف
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif


في ختام مشهد الحساب يعطى كل عبد كتابه المشتمل على سجل كامل لأعماله التي عملها
في الحياة الدنيا وتختلف الطريقة التي يؤتى بها العباد كتبهم ، فأما المؤمن فإنه يؤتى كتابه
بيمينه من أمامه ، فيحاسب حساباً يسيراً ، وينقلب إلى أهله في الجنة مسروراً
( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ - فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا - وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا )
[الانشقاق : 7-9] ،




في ختام ذلك اليوم ينصب الميزان لوزن أعمال العباد ، يقول القرطبي :
" وإذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال ، لأن الوزن للجزاء ، فينبغي أن
يكون بعد المحاسبة ، فإن المحاسبةلتقدير الأعمال ، والوزن لإظهار مقاديرها ليكون
الجزاء بحسبها ".

وقد دلت النصوص على أن الميزان ميزان حقيقي ، لا يقدر قدره إلا الله تعالى ، فعن النبي
صلى الله عليه وسلم قال :
" يوضع الميزان يوم القيامة ، فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت .
فتقول الملائكة :
يا رب لمن يزن هذا ؟فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي .
فتقول الملائكة :
سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ".
وهو ميزان دقيق لا يزيد ولا ينقص
( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ
خَرْدَلٍ أَتَيْنَابِهَاوَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) [ الأنبياء : 47 ] .

سمارة 04-25-2012 03:52 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
ما الذي يوزن في الميزان


اختلف أهل العلم في الموزون في ذلك اليوم على أقوال :


الأول :
أن الذي يوزن في ذلك اليوم الأعمال نفسها ، وأنها تجسم فتوضع في الميزان، ويدل لذلك حديث
أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


" كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان :
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم "


الثاني :
أن الذي يوزن هو العامل نفسه ، فقد دلَّت النصوص على أن العباد يوزنون في يوم القيامة ،
فيثقلون في الميزان

أو يخفون بمقدار إيمانهم ، لا بضخامة أجسامهم ، وكثرة ما عليهم من لحم ودهن ، ففي صحيح
البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ، وقال : اقرؤوا :
( فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا )[ الكهف : 105 ] "


الثالث :
أن الذي يوزن إنما هو صحائف الأعمال . فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر له تسعة وتسعين سجلاً ،
كل سجل مثل مد البصر ، ثم يقول : أتنكر من هذا شيئاًَ ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب ،
فيقول : ألك عذر ؟ فيقول : لا يا رب .

فيقول الله تعالى : بلى ، إن لك عندنا حسنة ، فإنه لا ظلم اليوم ، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا
الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فيقول : احضر وزنك فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه
السجلات ؟ فيقول : فإنك لا تظلم ، فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات ،
وثقلت البطاقة ، ولا يثقل مع اسم الله شيء ".

ولعل الحق أن الذي يوزن هو العامل وعمله وصحف أعماله ، فقد دلت النصوص التي سقناها على أن كل
واحد من هذه الثلاثة يوزن ،
ولم تنفِ النصوص المثبتة لوزن الواحد منها أن غيره لا يوزن ، فيكون مقتضى الجمع بين النصوص إثبات
الوزن للثلاثة المذكورة جميعها .


الحوض

يُكرم الله عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم في الموقف العظيم بإعطائه حوضاً واسع الأرجاء ،
ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، يأتيه هذا الماء
الطيب من نهر الكوثر ، الذي أعطاه لرسوله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، ترد عليه أمة المصطفى صلى
الله عليه وسلم ، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً .


وقد اختلف أهل العلم في موضعه فذهب الغزالي والقرطبي إلى أنه يكون قبل المرور على الصراط في
عرصات القيامة ، واستدلوا على ذلك بأنه يؤخذ بعض وارديه إلى النار فلو كان بعد الصراط لما استطاعوا
الوصول إليه.واستظهر ابن حجر أن مذهب البخاري أن الحوض يكون بعد الصراط ، لأن البخاري أورد
أحاديث الحوض بعد أحاديث الشفاعة ،وأحاديث نصب الصراط "وما ذهب إليه القرطبي أرجح ،
أي أنه قبل المرور على الصراط.


الأحاديث الواردة فيه

عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء. ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك،
وكيزانه كنجوم السماء، من يشرب منها فلا يظمأ أبداً". متفق عليه.

وعن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن حوضي أبعد من أيلة من عدن لهو أشدُّ بياضاً من الثلج ، وأحلى من العسل باللبن ، ولآنيته أكثر
من عدد النجوم ،وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه" قالوا : يا رسول الله !
أتعرفنا يومئذ ؟ قال :" نعم لكم سيماء ليست لأحد من الأمم ، تردون علي غُراً مُحجلين من أثر الضوء".
رواه مسلم
وإذا اطلع المؤمن على ما تحويه صحيفته من التوحيد وصالح الأعمال سر واستبشر ، وأعلن هذا السرور ،
ورفع به صوته ،

( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ - إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ - فَهُوَ فِي
عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ – في جنَّةٍ عَالِيَةٍ - قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ - كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ )
[الحاقة : 19-24] .

وأما الكافر والمنافق وأهل الضلال فإنهم يؤتون كتبهم بشمالهم من وراء ظهورهم ، وعند ذلك يدعو
الكافر بالويل والثبور ، وعظائم الأمور

( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ - فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا - وَيَصْلَى سَعِيرًا ) [الانشقاق : 10-12] .

( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ - وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ - يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ
- مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ - هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ - خُذُوهُ فَغُلُّوهُ - ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) [الحاقة : 25-31] .


اقتصاص المظالم بين الخلق

يقتص الحكم العدل في يوم القيامة للمظلوم من ظالمه ، حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة ،
حتى الحيوان يقتص لبعضه من بعض ،

فإذا انططحت شاتان إحداهما جلحاء لا قرون لها ، والأخرى ذات قرون ، فإنه يقتص لتلك من هذه ، ففي
صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء"

والذي يعتدي على غيره بالضرب ، يقتص منه بالضرب في يوم القيامة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ضرب بسوط ظلماً ، اقتص منه يوم القيامة "

والذي يقذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد في يوم القيامة ، إن كان كذاباً فيما رماه به ، ففي صحيح مسلم
عن أبي هريرة قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم :
" من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة ، إلا أن يكون كما قال "



كيف يكون الاقتصاص في يوم القيامة

إذا كان يوم القيامة كانت ثروة الإنسان ورأس ماله حسناته ، فإذا كانت عليه مظالم للعباد فإنهم يأخذون
من حسناته بقدر ما ظلمهم ، فإن لم يكن له حسنات أو فنيت حسناته ، فإنه يؤخذ من سيئاتهم فيطرح
فوق ظهره .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "





إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات
أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه "



وهذا الذي يأخذ الناس حسناته ، ثم يقذفون فوق ظهره بسيئاتهم هو المُفْلِس ، كما سماه الرسول
من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء ، فليتحلل منه اليوم ، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ،

صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


" أتدرون من المفلس ؟ " قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال :
" إن المفلس من أمتي ، من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ،
وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإذا
فنيت حسناته ، قبل أن يقضي ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار "


وإذا كانت بين العباد مظالم متبادلة اقتص لبعضهم من بعض ، فإن تساوى ظلم كل واحد منهما للآخر
كان كفافاً لا له ولا عليه ، وإن بقي لبعضهم حقوق عند الآخرين أخذها

سمارة 04-25-2012 03:53 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 



في ختام هذا اليوم يحشر العباد إما إلى الجنة وإما إلى النار ، وهما المقرّ الأخير الذي يصير إليه العباد
جميعاً، وقد أخبرناالرسول صلى الله عليه وسلم أنه يطلب من كل أمة في آخر ذلك اليوم أن تتبع الإله
الذي كانت تعبده ، فالذي كان يعبد الشمس يتبع الشمس، والذي كان يعبد القمر يتبع القمر ، والذي
كان يعبد الأصنام تصور لهم آلهتهم ثم تسير أمامهم ويتبعونها ،والذين كانوا يعبدون فرعون يتبعونه ، ثم
إن هذه الآلهة الباطلة تتساقط في النار ، ويتساقط عبادها وراءها في السعير ، كما قال تعالى في فرعون :
( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) [ هود : 98 ] .


ولا يبقى بعد ذلك إلا المؤمنون وبقايا أهل الكتاب ، وفي المؤمنين المنافقون الذين كانوا معهم فيالدنيا ،
فيأتيهم ربهم ، فيقول لهم : ما تنتظرون ؟ فيقولون : ننتظر ربنا ، فيعرفونه بساقه عندما يكشفها لهم ،
وعند ذلك يخرون له سجوداً ، إلا المنافقون فلا يستطيعون
( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ )[القلم : 42] ،

ثم يتبع المؤمنون ربهم ، وينصب الصراط ويعطى المؤمنون أنوارهم ، ويسيرون على الصراط ،ويطفأ
نور المنافقين ، ويقال لهم : ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً ، ثم يضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه
الرحمة ، وظاهره من قبله العذاب ،ويمر العباد على الصراط مسرعين بقدر إيمانهم وأعمالهم الصالحة .


حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المشهد
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif

روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن :لتتبع كل أمة ما كانت تعبد ، فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه
من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار ، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر ،
وغبَّر (بقايا) أهل الكتاب . فيدعى اليهود ، فيقال لهم :ما كنتم تعبدون ؟قالوا : كنا نعبد عزيز ابن
الله . فيقال : كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد . فماذا تبغون ؟ قالواعطشنا يا ربنا ، فاسقنا .
فيشار إليهم : ألا تردون ؟
فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً ، فيتساقطون في النار .


ثم يدعى النصارى ، فيقال لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد المسيح ابن الله ، فيقال لهم :
كذبتم ، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد ، فيقال لهم : ما تبغون ؟ فيقولون : عطشنا ، يا ربنا فاسقنا
قال : فيشار إليهم : ألا تردون ؟
فيحشرون إلى جهنم كأنهم سراب ، يحطم بعضها بعضاً ، فيتساقطون في النار. حتى إذا لم يبق إلا
من كان يعبد الله من بر وفاجر ، أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها ،
قال : فماذا تنتظرون ؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد . قالوا : يا ربنا ، فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا
إليهم ، ولم نصاحبهم ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، لا نشرك بالله شيئاً ( مرتين أو
ثلاثاً ) حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب . فيقول : هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها ؟ فيقولون : نعم ،
فيكشف عن ساق ، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ، ولا يبقى من
كان يسجد اتقاءً ورياءً إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خرَّ على قفاه ،ثم يرفعون رؤوسهم ،
وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فقال : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا .


ثم يضرب الجسر على جهنم ، وتحل الشفاعة ، ويقولون : اللهم سَلِّم سَلِّم .قيل : يا رسول الله ، وما الجسر ؟
قال : دحض مزلة ، فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها : السعدان ،فيمر المؤمنون
كطرف العين ، وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب ، فناج مسلم ،ومخدوش مرسل ، ومكدوس في
نار جهنم "


حشر الكفار إلى النَّار
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif

جاءت نصوص كثيرة تصور لنا كيف يكون حشر الكفار إلى النار هم وآلهتهم التي كانوا يعبدونها.فمن
ذلك أنهم يحشرون كقطعان الماشية جماعات جماعات ، ينهرون نهراً غليظاً ، ويصاح بهم من هنا
وهناك ،كما يفعل الراعي ببقره أو غنمه (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ) [الطور : 13]
وأفادت النصوص أنهم يحشرون إلى النار على وجوههم ، لا كما كانوا يمشون في الدنيا على أرجلهم ،
قال تعالى :
( الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ) [ الفرقان : 34 ]
وقبل أن يصلوا إلى النار تصك مسامعهم أصواتها التي تملأ قلوبهم رعباً وهلعاً
( إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ) [الفرقان : 12] .
وعندما يبلغون النار ويعاينون أهوالها يندمون ويتمنون العودة إلى الدنيا كي يؤمنوا
( وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )
[ الأنعام : 27 ].

الصراط
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif
قال السفاريني : " الصراط في اللغة الطريق الواضح.
وفي الشرع جسر ممدود على متن جهنم ، يرده الأولون والآخرون ، فهو قنطرة بين الجنة والنار".
وقد بين شارح الطحاوية معقتده في الصراط المذكور في الأحاديث فقال :
" ونؤمن بالصراط ، وهو جسر على جهنم ، إذا انتهى الناس بعد مفارقتهم الموقف إلى الظلمة التي
دون الصراط"
وأنكر العلامة القرافي كون الصراط أدق من الشعر وأحد من السيف ، وسبقه إلى ذلك شيخه العز بن عبد
السلام ، والحق أن الصراط وردت به الأخبار الصحيحة وهو محمول على ظاهره بغير تأويل كما ثبت
في الصحيحين والمسانيد والسنن الصحاح مما لا يحصى إلا بكلفة من أنه جسر مضروب على متن جهنم
يمر عليه جميع الخلائق ، وهم في جوازه متفاوتون.

الذين يمرُّون على الصّراط
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif
والظاهر من جملة الأحاديث أن الذين يمرون على الصراط هم المؤمنون، وفيهم المنافقون ، وعصاة المؤمنين،
لأن "الناس منقسمون إلى مؤمن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً، ومشرك يعبد مع الله غيره، فأما المشركون،
فإنهم لا يمرون على الصراط ، وإنما يقعون في النار قبل وضع الصراط " كما قال ابن رجب الحنبلي في
كتابه ((التخويف من النار)).



مرور المؤمنين على الصّراط وخلاص المؤمنين من المنافقين
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290942068.gif

عندما يُذهَب بالكفرة الملحدين ، والمشركين الضالين إلى دار البوار : جهنم يصلونها، وبئس القرار ، يبقى
في عرصات القيامة أتباع الرسل الموحدون ، وفيهم أهل الذنوب والمعاصي ، وفيهم أهل النفاق ، وتلقى
عليهم الظلمة قبل الجسر.يقول شارح الطحاوية:
" وفي هذا الموضع يفترق المنافقون عن المؤمنين ، ويتخلفون عنهم ،ويسبقهم المؤمنون ، ويحال بينهم
بسور يمنعهم من الوصول إليهم ".


الظلمة التي قبل الصراط
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif
تُلقى الظلمة يوم القيامة على الناس قبل مرورهم على الصراط وهنا يُعطى كل إنسان نوره على قدر إيمانه
وطاعاته.قال صلى الله عليه وسلم:
" فمنهم مَنْ يُعطَى نوره مِثل الجبل بين يديه، ومنهم من يُعطَى نوره فوق ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل
النخلة بيمينه، ومنهم من يُعطَى دون ذلك بيمينه ،
حتى يكونَ آخر مَنْ يُعْطَى نُوره في إبهام قدمه يُضِيء مَرة ويُطفَأ أخرى، إذا أضاء قدَّم قدمه ، وإذا أطفأ قام"


وقد حدثنا تبارك وتعالى عن مشهد مرور المؤمنين على الصراط ، فقال :
( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ - يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ
ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ
نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِالْغَرُورُ
فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) [الحديد : 12-15] .

فالحق يخبر أن المؤمنين والمؤمنات الذين استناروا بهذا الدين العظيم في الدنيا ، وعاشوا في ضوئه ،
يعطون في يوم القيامة نوراً يكشف لهم الطريق الموصلة إلى جنات النعيم ، ويجنبهم العثرات والمزالق في طريق
دحض مزلة، وهناك يبشرون بجنات النعيم ، ويحرم المنافقون الذين كانوا يزعمون في الدنيا أنهم مع المؤمنين ،
وأنهم منهم، لكنهم في الحقيقة مفارقون لهم لا يهتدون بهداهم ، ولا يسلكون سبيلهم من النور ، كما حرموا
أنفسهم في الدنيا من نور القرآن العظيم ، فيطلب المنافقون من أهل الإيمان أن ينتظروهم ليستضيئوا بنورهم ،
وهناك يخدعون ، كما كانوا يخدعون المؤمنين في الدنيا ، ويُقال لهم : ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً ، وبذلك يعود
المنافقون إلى الوراء ، ويتقدم المؤمنون إلى الأمام ، فإذا تمايز الفريقان ، ضرب الله بينهم بسور له باب باطنه فيه
الرحمة وظاهره من قبله العذاب ، ويكون مصير المؤمنين والمؤمنات الجنة ، ومصير المنافقين والمنافقات النار.


معنى ورُود النّار

قوله تعالى : ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ) [مريم : 71]
" واختلف المفسرون في المراد بالورود في قوله تعالى : ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) [مريم : 71] ما هو ؟
والأظهر والأقوى أنه المرور على الصراط قال تعالى : ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا )
[مريم : 72] .
وفي (( الصحيح )) أنه صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده ، لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة " ،
قالت حفصة : فقلت : يا رسول الله ، أليس الله يقول : ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) [مريم : 71] .
فقال : " ألم تسمعيه قال : ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) [مريم : 72] .
وأشار صلى الله عليه وسلم إلى أن ورود النار لا يستلزم دخولها ، وأن النجاة من الشر لا تستلزم حصوله ،
بل تستلزم انعقاد سببه ، فمن طلبه عدوه ليهلكوه ، ولم يتمكنوا منه يقال : نجاه الله منهم .

والحق أن الورود على النار ورودان :

ورود الكفار أهل النار ، فهذا ورود دخول لا شك في ذلك كما قال تعالى في شأن فرعون
يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) [ هود : 98 ] ، أي بئس المدخل المدخول .

والورود الثاني : ورود الموحدين ، أي مرورهم على الصراط على النحو المذكور في الأحاديث

الحشر إلى دار القرار : الجنَّة أو النار

سمارة 04-25-2012 03:54 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 


الشفاعة العظمى


، وهي المقام المحمود ، الذي يرغب الأولون والآخرون فيه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليشفع إلى ربه

كي يخلص العباد من أهوال المحشر .
الشفاعة في أهل الذنوب

من الموحدين الذين دخلوا النار.

شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم

، فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة ، وفي آخرين قد أمر

بهم إلى النار أن لا يدخلوها .شفاعته صلى الله عليه وسلم في رفع درجات من يدخل الجنة فيها فوق ما كان يقتضيه ثواب
أعمالهم .الشفاعة في أقوام يدخلون الجنة بغير حساب ، ويمكن أن يستشهد لهذا بحديث عكاشة بن محصن حيث دعا له
الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجعله من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، والحديث في الصحيحين .شفاعة
الرسول صلى الله عليه وسلم في تخفيف عذاب عمه أبي طالب ، حيث يخرجه الله به إلى ضحضاح من نار يغطي
قدميه يغلي لهما دماغه .
شفاعته في الإذن للمؤمنين بدخول الجنة
والشفاعة في أهل الذنوب ليست خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد يشفع النبيون والشهداء والعلماء

، وقد يشفع للمرء

أعماله ،ولكن رسولنا صلى الله عليه وسلم له النصيب الأوفر منها وقد يشفع غيره أيضاً في رفع درجات المؤمنين ، وبيقة الأنواع
خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم
صفة النار وأهوالها وأنكالها
عمق جهنم وشدة حرها:
عن عُتبة بن غزوان عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال: "إن الصَخرة العظيمة لَتُلقَى من شَفير جهنم فتهوي فيها سبعين خريفًا وما

تُفضي إلى قرارها" رواه أحمد وصححه الألباني.وعن أبي هُريرة رَضِي الله عنْهُ قال: كنا عند رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم فسمعنا
وَجْبَة (يعني سقطة) فقال النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم:"أتدرون ما هذا؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "هذا حجر رُمِي به في النار
منذ سبعين خريفَا فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها". رواه مسلم.ولجهنم سبعة أبواب؛ قال الله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ
لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} [الحجر: 44].وقيل المراد بالأبواب الأطباق؛ طبق فوق
طبق.وعن عبد الله بن مسعود رَضِي الله عنْهُ في قوله تعالى: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة: 24]، قال: هي حجارة من كبريت
خلقها الله يوم خلق السماوات والأرض في السماء الدنيا يعدها للكافرين.وعن ابن مسعود في قوله تعالى{إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ}
[المرسلات: 32]، قال: أما إني لست أقول كالشجرة ولكن كالحصون والمدائن.عن أبي هُريرة رَضِي الله عنْهُ قال: قال رَسول
اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: "ناركم هذه التي يُوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءًا من حر جهنم" قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول
الله. قال: "فإنها فُضِّلت عليها بتسعة وتسعين جزءًا. كلها مثل حرها". رواه البخاري ومسلم.وفي الصحيحين أن النبي صَلَى اللهُ
عَليهِ وَسلَّم قال: "لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه فتقول: قَط، قَط، وعِزتك (يعني كفى).
ويُزوى بعضها إلى بعض".
طعام أهل النار:

قال الله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} [الغاشية: 6- 7]، والضريع: نوع من الشوك لا
تأكله إلا الدواب لخباثته.وقال تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} [المزمل: 12- 13]. قال ابن
عباس: الغصة شوك يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج.وقد وصف الله عز وجل شجرة الزقوم فقال: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ
(64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ
إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ} [الصافات: 64- 68]والشوب هو: الخلط والمزج أي يخلط الزقوم المتناهي في القذارة والمرارة والحميم
المتناهي في اللهب والحرارة.عن ابن عباس رَضِي الله عنْهُما أن رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قرأ هذه الآية:{اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ
إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران: 102] فقال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: "لو أن قطرة من الزقوم قُطِرت في دار الدنيا؛ لأفسدت على
أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه؟!"رواه الترمذي وصححه الترمذي.وقال تعالى{فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا

مِنْ غِسْلِينٍ} [الحاقة: 36- 37] قال ابن عباس رَضِي الله عنْهُما: الغسلين: الدم والماء والصديد الذي يسيل من لحومهم.
شراب أهل النار:

قال الله تعالى: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ}



[إبراهيم: 16- 17]،أي: يستقي من ماء صديد شديد النتانة والكثافة فيتكرهه ولا يكاد يبتلعه من شدة نتانته وكثافته.قال تعالى: {وَسُقُوا

مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]والحميم هو الماء الحار المغلي بنار جهنم يُذاب بهذا الحميم ما في بطونهم وتسيل به أمعاؤهم،
وتتناثر جلودهم كما قال تعالى: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [الحج: 20].
ملابس أهل النار:

قال الله عز وجل: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ} [إبراهيم: 49- 50]،



أي قمصانهم من قطران تُطلى به جلودهم حتى يعود ذلك الطلاء كالسرابيل، وخص القطران لسرعة اشتعال النار فيه مع نتن رائحته


ووحشة لونه.وقال تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} [الحج: 19]؛ أي قُدرت لهم على
قدر جثثهم؛ لأن الثياب تُقطع على مقدار بدن من يلبسها.وعن سمُرة بن جندب رَضِي الله عنْهُ أن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال: "منهم

من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته" رواه مسلم.



أسرة أهل النار:


قال تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} [الأعراف: 41]، أي فرش من النار ويلتحفون بألحفة من النار عياذًا بالله من حالهم.

وقال تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: 16]،أي أطباق وفراش ومهاد وسرادقات، وإطلاق الظلل عليها تهكمًا.
عظم أهل النار وبشاعة منظرهم:



عن أبي هُريرة رَضِي الله عنْهُ عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال" مابين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المُسرِع"رواه البخاري والمنكب

هو الكتف.وعنه رَضِي الله عنْهُ قال: قال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: "ضِرس الكافر أو ناب الكافر مثل اُحُد، وغِلَظ جلده مسيرة ثلاث".
بعض من عذاب أهل النار:
عن النعمان بن بشير رَضِي الله عنْهُ عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال: "إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة رجلٌ على أخمص قدميه جمرتان
يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجلُ والقمقم" رواه البخاري.وعن الحسن البصري في قوله تعالى:{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا
لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [النساء: 56]قال: تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة، كلما أكلتهم قيل لهم: عودوا، فيعودوا كما كانوا.وعن أنس بن مالك
رَضِي الله عنْهُ قال:قال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: "يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامةفيُصبغ في النار صبغة. ثم يُقال: يا ابن
آدم! هل رأيت خيرًا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا. والله يا رب!.ويُؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة فيُصبَغ صبغة في الجنة

فيُقال له: يا ابن آدم! هل رأيت بؤسًا قط؟هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا. والله يا رب! ما مر بي بؤسٌ قط، ولا رأيت شدة قط". رواه مسلم.


سمارة 04-25-2012 03:55 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table style="width:80%;background-color:black;"><tbody><tr><td style="filter:;">
</td></tr></tbody></table>




ومن عذاب أهل النار المعنوي أن الملائكة تبكتهم قبل أن يدخلوا منازلهم في النار. كما قال تعالى:


{كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا

نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ} [الملك: 8- 9]







ومنه أنه يلعن بعضهم بعضًا ويسب بعضهم بعضًا؛ قال تعالى:

{كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا} [الأعراف: 38].






ويتبرأ الكبراء من المستضعفين ويقول المستضعفون:


{لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ

بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 167].







ومن عذابهم المعنوي أنهم يرون الذين كانوا يسخرون منهم ويستهزئون بهم من أهل الإيمان قد

فازوا بالرضى والرضوان،ونجوا من غضب الملك الديان كما قال تعالى:


{وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62)أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ}
[ص: 62- 63]
















سمارة 04-25-2012 03:56 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table style="width:80%;background-color:black;"><tbody><tr><td style="filter:;">
</td></tr></tbody></table>

صفة الجنة وأصناف نعيمها



في الجنة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال:


عن أبي هُريرة رَضِي الله عنْهُ قال: قال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: "قال الله تعالى:
أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم:
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17].


رواه البخاري ومسلم.




وثبت عن ابن عباس أنه قال: ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء، فليس العسل كالعسل، وليس الخمر
كالخمر،وليس العنب كالعنب.عن أبي هُريرة رَضِي الله عنْهُ قال: قال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم:
"ولَقَاب قوس أحدكم في الجنة خيرٌمما طلعت عليه الشمس أو تغرب" رواه البخاري.




عن سهل بن سعد رَضِي الله عنْهُ عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال:
"في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يُسمى الريان،
لا يدخله إلا الصائمون" رواه البخاري.


وعن أبي هُريرة رَضِي الله عنْهُ قال: سمعت رَسول اللهِ يقول:
"من أنفق زوجين من شيءٍ من الأشياء في سبيل الله، دُعي من أبواب –يعني الجنة- يا عبد الله هذا خير، فمن
كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل
الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام، وباب الريان"
فقال أبو بكر رَضِي الله عنْهُ: ما على هذا الذي يُدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال:
هل يُدعى منها
كلها أحدٌ يا رَسول اللهِ؟ قال: "نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر" رضي الله عن أبي بكر.
رواه البخاري ومسلم.


درجات الجنة:



في الصحيحين عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم أنه قال: "الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض"،

وهذا يدل على أنها غاية في العلو والارتفاع والله أعلم،
وهناك لفظ للحديث: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله لمجاهدين في سبيله" وكان شيخ الإسلام يُرجح هذا اللفظ
وهو لا ينفي أن يكون درج الجنة أكثر من ذلك، ويدل على صحة هذا أن منزلة نبينا محمد صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم
فوق هذا كله؛ في درجة في الجنة ليس فوقها درجة، وتلك المائة ينالها آحاد أمته بالجهاد، كما قال صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم:


"فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة، فوقه عرش الرحمن، ومنه تَفَجَّر انهار الجنة"

رواه البخاري.

وعن أبي سعيدٍ الخدري رَضِي الله عنْهُ عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال:
"إن أهل الجنة يتراءون أهل الغُرف من فوقهم كما يتراءون
الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو
المغرب لِتَفاضُلِ ما بينهم".


أبنية الجنة:


قال تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ} [الزمر: 20]
فأخبر أنها غرف، وأنها مبنية بناء حقيقة لئلا تتوهم النفوس أن ذلك تمثيل وأنه ليس بناء.عن أبي موسى
الأشعري رَضِي الله عنْهُ أن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال:
"إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها
ستون ميلًا. للمؤمن فيها أهلون؛ يطوف عليهم
المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا". رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هُريرة رَضِي الله عنْهُ قال: أتى جبريل النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم فقال:
يا رَسول اللهِ هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام
من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخبَ فيه ولا نصب"


رواه البخاري ومسلم. والقصب ها هنا قصب اللؤلؤ المجوف.

وعن أبي هُريرة رَضِي الله عنْهُ قال: بينما نحن عند رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم إذ قال:
"بينما أنا نائم رأيتني في الجنة،فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت:لمن هذا القصر؟ فقالوا:
لعُمر بن الخطاب، فذكرتُ غيرته، فوليت مُدبرًا"
فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رَسول اللهِ.

طعام أهل الجنة:
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1290887752.gif


قال الله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة: 20- 21]
أما فاكهة الجنة فقد قال تعالى في وصفها:
{كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} [البقرة: 25]
قال الحسن: خيار كله لا رذل ألم تروا إلى ثمر الدنيا كيف تسترذلون بعضه،
وقال تعالى: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} [الواقعة: 32- 33]
أي لا تكون في وقت دون وقت ولا تمنع ممن أرادها،
وقال تعالى: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} [الإنسان: 14]
قال ابن عباس رَضِي الله عنْهُما:إذا همَّ أن يتناول ثمرها تدلت له حتى يتناول ما يريد.
وعن جابر رَضِي الله عنْهُما قال: سمعت النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم يقول:
"إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون،ولا يتفلون، ولا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتمخطون"
وعن ثوبان مولى رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم حدثه قال: كنت قائمًا عند رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم
فجاء حبر من أحبار اليهود فذكر أسئلة إلى أن قال: فمن أول الناس إجازة؟ -يعني على الصراط- قال:
"فقراء المهاجرين".قال اليهودي: فما تُحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: "زيادة كبد النون". قال: فما غذاؤهم
على إثرها ؟ قال: "يُنحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها". قال: فما شرابهم عليه؟ قال: "من عين
تُسمى سلسبيلًا" قال: صدقت.رواه مسلم.

عاشقة المستحيل 04-29-2012 02:49 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
<table style="width:90%;background-image:url('http://img210.imageshack.us/img210/2706/58sw0.gif');border:2px double deeppink;"><tbody><tr><td style="filter:;">

<table style="width:70%;background-color:black;border:3px solid deeppink;"><tbody><tr><td style="filter:;">

http://img210.imageshack.us/img210/2706/58sw0.gif

http://img208.imageshack.us/img208/4954/59un0.gif



جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الاجر يارب
وانار الله قلبك بنور الايمان
دمت بحفظ الرحمن

ودي وتقديري
http://img208.imageshack.us/img208/4954/59un0.gif

http://img213.imageshack.us/img213/6449/61fh0.gif

</td></tr></tbody></table>

</td></tr></tbody></table>

ابوماجد 04-29-2012 04:56 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
جزاك المولَى على هذا الطرح خيرا
واثابك ولاحرمك الاجرَ
واسأل الله تعالى ان يجعله في موازين حسناتك
دام لنا عطائك ..
<!-- / message -->

سمارة 05-01-2012 11:59 PM

رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة
 
.اردد دائما ان حضورك دائما مميز وكلمات ليست كالكلمات..
حضور يضيف الكثير من الضياء لمتصفحي...
دمت بخير
http://imagecache.te3p.com/imgcache/...87c6549174.gif


الساعة الآن 08:54 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
SEO by vBSEO sh22r.com