-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*-

-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- (http://www.sh22r.com/vb/index.php)
-   【 منتدى الـقـرءآن الـكـريـم 】 (http://www.sh22r.com/vb/f122)
-   -   تفسير قوله تعالى - شهد الله أنه لا إله إِلَّا هو والملائكة (http://www.sh22r.com/vb/sh22r41050/)

[/table1]
سعودي ودقولي التحية 04-30-2012 07:52 AM

تفسير قوله تعالى - شهد الله أنه لا إله إِلَّا هو والملائكة
 
[table1="width:85%;background-color:silver;border:4px inset teal;"]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


{ شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلْعِلْمِ قَآئِمًۢا بِٱلْقِسْطِ ۚ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ﴿18﴾ إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلْإِسْلَـٰمُ ۗ وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَـٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ ﴿19﴾ فَإِنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِىَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْأُمِّيِّۦنَ ءَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا۟ فَقَدِ ٱهْتَدَوا۟ ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا۟ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَـٰغُ ۗ وَٱللَّهُ بَصِيرٌۢ بِٱلْعِبَادِ }

شَهِدَ تَعَالَى - وَكَفَى بِهِ شَهِيدًا ، وَهُوَ أَصْدَقُ الشَّاهِدِينَ وَأَعْدَلُهُمْ ، وَأَصْدَقُ الْقَائِلِينَ - ( أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) أَيْ : الْمُتَفَرِّدُ بِالْإِلَهِيَّةِ لِجَمِيعِ الْخَلَائِقِ ، وَأَنَّ الْجَمِيعَ عَبِيدُهُ وَخَلْقُهُ ، وَالْفُقَرَاءُ إِلَيْهِ ، وَهُوَ الْغَنِيُّ عَمَّا سِوَاهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ) الْآيَةَ [ النِّسَاءِ : 166 ] .

ثُمَّ قَرَنَ شَهَادَةَ مَلَائِكَتِهِ وَأُولِي الْعِلْمِ بِشَهَادَتِهِ فَقَالَ : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ) وَهَذِهِ خُصُوصِيَّةٌ عَظِيمَةٌ لِلْعُلَمَاءِ فِي هَذَا الْمَقَامِ .

(قَائِمًا بِالْقِسْطِ) مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ ، وَهُوَ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ كَذَلِكَ .

( لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) تَأْكِيدٌ لِمَا سَبَقَ ( الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الْعَزِيزُ الَّذِي لَا يُرَامُ جَنَابُهُ عَظَمَةً وَكِبْرِيَاءً ، الْحَكِيمُ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَشَرْعِهِ وَقَدَرِهِ .

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ،عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِعَرَفَةَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) "وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ يَا رَبِّ " .


وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ ثَابِتٍ أَبُو سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ الزُّبَيْرِقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ ) قَالَ : " وَأَنَا أَشْهَدُ أَيْ رَبِّ " .


وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ : حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ وَعَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْمُخْتَارِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي غَالِبٌ الْقَطَّانُ قَالَ : أَتَيْتُ الْكُوفَةَ فِي تِجَارَةٍ ، فَنَزَلْتُ قَرِيبًا مِنَ الْأَعْمَشِ ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةٌ أَرَدْتُ أَنْ أَنْحَدِرَ ، قَامَ فَتَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ ، فَمَرَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) ثُمَّ قَالَ الْأَعْمَشُ : وَأَنَا أَشْهَدُ بِمَا شَهِدَ اللَّهُ بِهِ ، وَأَسْتَوْدِعُ اللَّهَ هَذِهِ الشَّهَادَةَ ، وَهِيَ لِي عِنْدَ اللَّهِ وَدِيعَةٌ : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) قَالَهَا مِرَارًا . قُلْتُ : لَقَدْ سَمِعَ فِيهَا شَيْئًا ، فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ فَوَدَّعْتُهُ ، ثُمَّ قُلْتُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنِّي سَمِعْتُكَ تُرَدِّدُ هَذِهِ الْآيَةَ . قَالَ : أَوَمَا بَلَغَكَ مَا فِيهَا ؟ قُلْتُ : أَنَا عِنْدَكَ مُنْذُ شَهْرٍ لَمْ تُحَدِّثْنِي . قَالَ : وَاللَّهِ لَا أُحَدِّثُكَ بِهَا إِلَى سَنَةٍ . فَأَقَمْتُ سَنَةً فَكُنْتُ عَلَى بَابِهِ ، فَلَمَّا مَضَتِ السَّنَةُ قُلْتُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، قَدْ مَضَتِ السَّنَةُ . قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُجَاءُ بِصَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : عَبْدِي عَهِدَ إِلَيَّ ، وَأَنَا أَحَقُّ مَنْ وَفَّى بِالْعَهْدِ ، أَدْخِلُوا عَبْدِيَ الْجَنَّةَ " .

وَقَوْلُهُ : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِأَنَّهُ لَا دِينَ عِنْدَهُ يَقْبَلُهُ مِنْ أَحَدٍ سِوَى الْإِسْلَامِ ، وَهُوَ اتِّبَاعُ الرُّسُلِ فِيمَا بَعَثَهُمُ اللَّهُ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ ، حَتَّى خُتِمُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الَّذِي سَدَّ جَمِيعَ الطُّرُقِ إِلَيْهِ إِلَّا مِنْ جِهَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ بَعْدَ بِعْثَتِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدِينٍ عَلَى غَيْرِ شَرِيعَتِهِ ، فَلَيْسَ بِمُتَقَبَّلٍ . كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ] ) [ آلِ عِمْرَانَ : 85 ] وَقَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مُخْبِرًا بِانْحِصَارِ الدِّينِ الْمُتَقَبَّلِ عِنْدَهُ فِي الْإِسْلَامِ : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)

وَذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَرَأَ : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) بِكَسْرِ " إِنَّهُ " وَفَتْحِ ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) أَيْ : شَهِدَ هُوَ وَمَلَائِكَتُهُ وَأُولُو الْعِلْمِ مِنَ الْبَشَرِ بِأَنَّ { الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ }. وَالْجُمْهُورُ قَرَءُوهَا بِالْكَسْرِ عَلَى الْخَبَرِ ، وَكِلَا الْمَعْنَيَيْنِ صَحِيحٌ . وَلَكِنَّ هَذَا عَلَى قَوْلِ الْجُمْهُورِ أَظْهَرُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى بِأَنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ الْأَوَّلَ إِنَّمَا اخْتَلَفُوا بَعْدَ مَا قَامَتْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ إِلَيْهِمْ ، وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) أَيْ : بَغَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَاخْتَلَفُوا فِي الْحَقِّ لِتَحَاسُدِهِمْ وَتَبَاغُضُهِمْ وَتَدَابُرِهِمْ ، فَحَمَلَ بَعْضَهُمْ بُغْضُ الْبَعْضِ الْآخَرِ عَلَى مُخَالَفَتِهِ فِي جَمِيعِ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ ، وَإِنْ كَانَتْ حَقًّا ، ثُمَّ قَالَ : ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) أَيْ : مَنْ جَحَدَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُجَازِيهِ عَلَى ذَلِكَ ، وَيُحَاسِبُهُ عَلَى تَكْذِيبِهِ ، وَيُعَاقِبُهُ عَلَى مُخَالَفَتِهِ كِتَابَهُ

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : ( فَإِنْ حَاجُّوكَ) أَيْ : جَادَلُوكَ فِي التَّوْحِيدِ ( فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِىَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ ۗ ) أَيْ : فَقُلْ أَخْلَصْتُ عِبَادَتِي لِلَّهِ وَحْدَهُ ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا نِدَّ [ لَهُ ] وَلَا وَلَدَ وَلَا صَاحِبَةَ لَهُ ( وَمَنِ اتَّبَعَنِ ) عَلَى دِينِي ، يَقُولُ كَمَقَالَتِي ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (قُلْ هَـٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى ۖ وَسُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ) [ يُوسُفَ : 108 ] .

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى آمِرًا لِعَبْدِهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى طَرِيقَتِهِ وَدِينِهِ ، وَالدُّخُولِ فِي شَرْعِهِ وَمَا بَعَثَهُ اللَّهُ بِهِ الْكِتَابِيِّينَ مِنَ الْمِلَّتَيْنِ وَالْأُمِّيِّينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : ( وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْأُمِّيِّۦنَ ءَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا۟ فَقَدِ ٱهْتَدَوا۟ ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا۟ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَـٰغُ ۗ )أَيْ : وَاللَّهُ عَلَيْهِ حِسَابُهُمْ وَإِلَيْهِ مَرْجِعُهُمْ وَمَآبُهُمْ ، وَهُوَ الَّذِي يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ، وَيُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ ، وَلَهُ الْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ ، وَالْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ، وَلِهَذَا قَالَ : (وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) أَيْ : هُوَ عَلِيمٌ بِمَنْ يَسْتَحِقُّ الْهِدَايَةَ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ الضَّلَالَةَ ، وَهُوَ الَّذِي (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) [ الْأَنْبِيَاءِ : 33 ] وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِحِكْمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ .

وَهَذِهِ الْآيَةُ وَأَمْثَالُهَا مَنْ أَصْرَحِ الدَّلَالَاتِ عَلَى عُمُومِ بِعْثَتِهِ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ ، إِلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ ، كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ مِنْ دِينِهِ ضَرُورَةً ، وَكَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فِي غَيْرِ مَا آيَةٍ وَحَدِيثٍ ، فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) [ الْأَعْرَافِ : 158 ]
وَقَالَ تَعَالَى : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) [ الْفُرْقَانِ : 1 ] وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا ، مِمَّا ثَبَتَ تَوَاتُرُهُ بِالْوَقَائِعِ الْمُتَعَدِّدَةِ ، أَنَّهُ بَعَثَ كُتُبَهُ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ مُلُوكَ الْآفَاقِ ، وَطَوَائِفَ بَنِي آدَمَ مِنْ عَرَبِهِمْ وَعَجَمِهِمْ ، كِتَابِيِّهِمْ وَأُمِّيِّهِمْ ، امْتِثَالًا لِأَمْرِ اللَّهِ لَهُ بِذَلِكَ . وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ هَمَّامٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ، وَمَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ "رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

وَقَالَ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ " وَقَالَ : " كَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً " . وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ غُلَامًا يَهُودِيًّا كَانَ يَضَعُ لِلنَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءَهُ وَيُنَاوِلُهُ نَعْلَيْهِ ، فَمَرِضَ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَأَبُوهُ قَاعِدٌ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا فُلَانُ ، قُلْ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ ، فَسَكَتَ أَبُوهُ ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ ، فَقَالَ أَبُوهُ : أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ ، فَقَالَ الْغُلَامُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَخَرَجَ النَّبَيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْرَجَهُ بِي مِنَ النَّارِ "أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ .


عاشقة المستحيل 04-30-2012 10:56 AM

رد: تفسير قوله تعالى - شهد الله أنه لا إله إِلَّا هو والملائكة
 
جزآآكٍ الله
.,.خير جزآآء المحسنين.,.
.،.وعطاك المولى .,.الصحه والعافية.,.
.،.على طرحك للموضوع.,.القيم والرآآئع.،.
.,.ربي يوفقكٍ دنيا وآخره.,.
.،.اعجبني عطاكٍ الباذخْ لهذاً الصرح.،.
.،.بإنتظار قادمك .,.النير.,.

http://www9.0zz0.com/2011/02/21/12/311033289.gif
http://im29.gulfup.com/2012-04-04/1333517413801.png

ابو اياد 04-30-2012 11:46 AM

رد: تفسير قوله تعالى - شهد الله أنه لا إله إِلَّا هو والملائكة
 
طرح رائع بورك في جهودك
ودام هذا الابداع
ودااام هذا التميز
وبنتظار جديدك الرائع
ولك خالص تحياتي .

سعودي ودقولي التحية 04-30-2012 04:17 PM

رد: تفسير قوله تعالى - شهد الله أنه لا إله إِلَّا هو والملائكة
 
يعطيكم العااافيه
حياكم الله و يسلموووو على المرور العطر
دمتم بخير

ابوماجد 04-30-2012 07:42 PM

رد: تفسير قوله تعالى - شهد الله أنه لا إله إِلَّا هو والملائكة
 
جزاااااكم المولى خير الجزاء
على هذه المشاركة القيمة ونفع بكم
وجعلها شاهد ة لكم لا عليكم

سعودي ودقولي التحية 05-01-2012 03:00 PM

رد: تفسير قوله تعالى - شهد الله أنه لا إله إِلَّا هو والملائكة
 
يعطيكم العااافيه
حياكم الله و يسلموووو على المرور العطر
دمتم بخير

الحياه حلوه 05-05-2012 02:22 PM

رد: تفسير قوله تعالى - شهد الله أنه لا إله إِلَّا هو والملائكة
 
طررح اكثر من رائع
تسلم الاياادي
على روعة اختيارك
باانتظار جديدك بشوق
مودتي

سعودي ودقولي التحية 05-06-2012 07:24 AM

رد: تفسير قوله تعالى - شهد الله أنه لا إله إِلَّا هو والملائكة
 
الله يعطيكم العااافيه
حياكم الله و يسلموووو على المرور العطر
دمتم بخير



الساعة الآن 05:58 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
SEO by vBSEO sh22r.com