06-25-2013, 10:30 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
التوكل على الله والاستعانة به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحمد لله الذي وعد المتوكلين عليه بالكفاية التامة والمعونة، وهون عليهم الأثقال وحمل عنهم المشقة والمؤنة . وأشهـــد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهـد أن محمــدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه . أما بعد : أيها الناس اتقوا الله تعالى الذي خلقكم ورزقكم ورباكم، والذي أطعمكم وكفاكم وآواكم ، والــــذي أنقذكم مـن الردى وهداكم ، وتوكلوا حق التوكل عليه في إصلاح دينكم ودنياكم ، واعلموا أن التوكل على الله من لوازم الإيمان ، وبـــه يتحقق للعبد كل خيــر وبر وامتنان ، فأنتم تعلمون أنكم فقراء مضطرون إلــى ربكم في كل الأحوال والشئون ، والرب هو الفعال لما يريد إذا قضى أمرا قال له كن فيكون ، وهــو الـذي يعلم من مصالحكم ما لا تعلمون ، ويريد منها ما لا تريدون ويقدر على مــا ليس عليـــــه تقدرون ، فقوموا بالأسباب متوكلين على الله لا على ســـواه فـــأدوا أمـــره ، واجتنبوا نهيه طالبين منه أن يعينكم علــى محبته ورضاه ، وقوموا بالأسباب الدنيوية مـــن تجارة أو صناعة أو فلاحة أو غيــرهــا مـن الأسباب قائمين بالسبب متوكلين ومعتمدين علــى مسبب الأسباب ، فإنكــم إذا اتصفتم بذلك لــم تزالوا في عبادة وأعانكم المولى ، ويسر لكم الطرق والأبواب ، وثلاث كلمات هن روح التوكل والاستعانة ، فمــن قالها بلسانه مستحضرا لمعناها فــي قلبه فقـــد حقــق التوكل واستقـــام بنيـــانه { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وحسبــي الله لا إله إلا هو عليـــه توكــــلت ، وهــــو رب العرش العظيم ، ولا حـــول ولا قــوة إلا بالله ، التي هي كنز من كنوز الجنة ، توصل العبد إلى كل خير عميم ، فمتى علم العبد أنه لا حــول لأحد ولا قوة إلا بالله ، فاعتمد كل الاعتماد على ربه في جلب مصالح دينه ودنياه ، وفــــي استدفاع المضار والمكاره واثقا بمولاه ، عالما أنه النافع الضار، وأنه الواقي للشرور الجالب للمحاب والمسار ، وأن الخلق كلهم في غاية الاضطرار إلـــى ربهم ونهاية الافتقار، فقطع رجاءه وتعلقه بالمخلوقين وانزل حوائجه وشؤونه كلهــــا بالله رب العالمين ، فليبشر بالكفاية التامة وتيسير الأمور ، ويا قرة عينه بالحياة الطيبة في كـــل ما يجري به المقدور ، ومـــن انقطع تعلقه بالله وتعلق بمـــن سواه خذله ووكله إلــى غيره وولاه ما رضيه لنفسه وتولاه ، فاتقوا الله عباد الله ، وأجملوا فــي السعي والطلب ، وتوكلوا على المسبب لا على السبب{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } الطلاق2-3 |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|