-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- - فضل العقل و ذم الهوى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكل فضيله أصل ولكل أدب ينبوع
وأصل الفضائل وينبوع الأدب هو العقل الذي جعله الله تعالى للدين أصلاً وللدنيا عماداً
فأوجب التكليف بكماله وجعل الدنيا مدبرة بأحكامه وألّف به بين خلقه مع اختلاف هممهم وحاجاتهم
وتباين أغراضهم ومقاصدهم
لذا قيل صديق كل امرئ عقله وعدوه جهله ..!
وقيل خير المواهب العقل وشر المصائب الجهل ..!
إن العقل هو العلم بالمدركات الضروريه وذلك نوعان :
1/ ماوقع من درك الحواس
2/ ما كان مبتدأ في النفوس
الأول ، مثل المرئيات المدركه بالنظر والأصوات المدركه بالسمع والطعوم المدركه بالذوق والروائح
المدركه بالشم
أما الثاني ، فكالعلم بأن الشيء لايخلو من وجود أو عدم وأن الموجود لايخلو من حدوث
وأن من المحال اجتماع الضدين
وسمي بذلك تشبيهاً بعقل الناقه لأن العقل يمنع الإنسان من الإقدام على شهواته كما يمنع العقال
الناقه من الشرود ..!
والعقل غريزي ومكتسب
الغريزي مايمتاز به الإنسان عن سائر الحيوانات
أما المكتسب فهو نتيجة العقل الغريزي هو المعرفه وصحة السياسه وإصابة الفكره
وليس لهذا حد لأنه ينمو إن استعمل وينقص إن أُهمل ، وبوجهين إما بكثرة الاستعمال من تجارب
وممارسة الأمور وأخذ الرأي من العلماء وكما قيل لاتدع الأيام جاهلاً إلا أدّبته
أو بفرط الذكاء والفطنه وذلك بجودة التخمين والاستنتاج
فإذا امتزج ذلك بالعقل الغريزي صارت النتيجه نمو عقل مكتسب
والرسول صلى الله عليه وسلم قال "أفضل الناس أعقل الناس"
قيل : قليل يكفي خير من كثير يطغى ..!
زيادة العقل التي تقضي صاحبها إلى الدهاء الماكر ، هذا مذموم وصاحبه ملوم
لأن ماجاوز الحد لايسمى فضيله كالشجاع إذا زاد عن حد الشجاعه سُمي متهور
والسخي وإذا زاذ عن حد السخاء سُمي مبذّر
أمـــــــــــا
الهوى فهو عن الخير صادّ وللعقل مضاد لأنه ينتج من الأخلاق قبائحها ويظهر من الأفعال فصائحها
ويجعل ستر المروءه مهتوك ومدخل الشر مسلوك
قال ابن عباس رضي الله عنهما الهوى إله ييُعبد من دون الله ثم تلا "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه"
سمي الهوى بذلك لأنه يهوي بصاحبه
خاف علينا بن أبي طالب -رضي الله عنه- من اتباع الهوى لأنه يصد عن الحق

قيل في منثور الحكم ،
* من أطاع هواه أعطى عدوّه مناه
* العقل صديق مقطوع والهوى عدو متبوع
مقطوع أي يقطعه كثير من الناس لمنعه عن الشهوات ، متبوع يتبعه كثير من الناس لاغرائه ع الشهوات
* أفضل الناس من عصى هواه
وُصف حال الهوى وما يقارنه من محن الدنيا فقيل
الهوى مطية الفتنه والدنيا دار المحنه فاترك الهوى تسلم واعرض عن الدنيا تغنم