![]() |
صرعى الموت ...
صرعى الموت
اقترب الليل من لحظة الوداع ، يودع الكون إذاناً للنهار بالسطوع على وجه البسيطة ، عندما تتسلل أشعة الشمس الصفراء في استحياء من خلال المشارق ، لتلقي بضوئها وتلقي معه بتطلعات بشر شأنهم شأن النجوم الطوالع ، وكل فرد من أفراد العالم له تطلع وتوجه يختلف عن الآخر وإن اتفقت في جزيئات فهي حتماً ستختلف في جزيئات أخرى . آمال وتطلعات عريضة نجوب الأرض طولاَ وعرضاً لنحققها ، وهي كسراب بقيعة كلما اقتربنا منه ابتعد وربما ذهب وزال ، نعلم أشياء ونجهل في مقابلها أشياء ، نعلم الرزق ونجهد أنفسنا في البحث عنه والجري خلفه في ملحمة طويلة لا تنتهي ، نسعى لجمع المال ونبسط يدنا لنأخذه ، ونغلها كي لا نعطي منه شيئاً لأهله الذي لهم في أموالنا حق معلوم - السائل والمحروم - نبتهج عندما نسمع طنين الدراهم والدنانير تتردد في سمعنا وكأننا حزنا الدنيا وما عليها وفي المقابل أغفلنا جانباً آخر طغى عليه هذا الجانب الذي كرسنا جهودنا من أجله ، أغفلنا شيئاً يطلبنا كما نطلب رزقنا ، تجاهلنا الموت الذي له في كل لحظة صرعى ، وضربات سيف لا تنقطع أبداً ولن تنقطع حتى تأتي على كل من في الوجود خلا الله سبحانه وتعالى ، فهو يأتي الديار زائراً متلطعاً إلى وجوه أهلها يتحققها ويتوعدها بصمت ، ولسان حاله يقول والله إن لي هنا لصرعى وقدوم مستمر حتى لا يبقى أحد فيها . أما نحن فقد فرحنا بصباحنا الجديد وانتشينا بنسيمه العليل ، واستنشقناه فرحين مرحين لا عبين لاهين ، حتى إذا حصلنا على ما نريد زاد الجشع والطمع فهرولنا من جديد لنجمع الكثير والكثير من ذلك الحطام والحطيم - ياحسرة على العباد - غفلة ، ونسيان ، ولعب ولهو ونسينا دورة الأيام ومصارع القوم تحت أقدام هاذم اللذات . يوم جديد لا ندري هل نتمه ، لنسمع نداء المغرب أم هل تختصر حياتنا عند زاوية من زواياه فنصبح في لحظة خبراً بعد عيان . |
رد: صرعى الموت ...
ارغمتني أن أطيل النظر
بجمال الحروف وعطر السطر وكل ما استطيع أن اقوله في حضرة روعة هذة الكلمات هو أنك أبدعت في النقل .. |
رد: صرعى الموت ...
شكراً لك أخي الفجر البعيد على مرورك وتعليقك الكريم
أرجو أن تكون في صحة وعافية . أما الموضوع فليس نقلاً عن أحد يا أخي الكريم ، ولو كان نقلاً لكنت أشرت إلى ذلك . لك شكري على حضورك . |
رد: صرعى الموت ...
تقف احرفي عاجزه عن وصف ثراء احرفك ومعانيها
طرح يشد الانتباه ونستمتع بالجلوس والبقاء بين جنبات متصفحك الرائع تميز وابداع متواصل لك الورد وعطره |
رد: صرعى الموت ...
مرحباً بكِ وردتنا الندية :
عندما يعلم الإنسان أنه يقف من خلفه من يشد من أزره ويشد على يده كما تفعلون لا شك أنه سيكون ذلك من لبنات الإبداع التي يرصفها في جدار بنائه . شكراً لكِ وردة على تواجدكِ في صفحاتي وأتمنى لك المتعة والفائدة . وتقبلي خالص شكري وامتناني . |
رد: صرعى الموت ...
فهو يأتي الديار زائراً متلطعاً إلى وجوه أهلها يتحققها ويتوعدها بصمت
خاطره رائعه اخي الكريم الله يخليك ,, ابداع قلمك شمعة تنير في ارجاء المنتدى. |
رد: صرعى الموت ...
ريما .. تحية تأتيكِ بها نسيم الصَّبا بريا القرنفل ..
الرائع هو أنكِ تفضلتي بقراءة هذه الخاطرة ، مما جعلها تنزل منازل الإبداع . شكراً لكِ ريما على تواجدكِ واطلاعكِ الجميل . |
الساعة الآن 08:49 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
SEO by vBSEO
sh22r.com