04-12-2013, 07:47 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
دورة جزء عم تفسير وتدبر | سورة الفلق |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ✽سورة الفلق✽ وتسمى مع السورة التي بعدها {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} بالمعوذتين؛ قال ابن القيم:«فسورة الفلق تتضمن الاستعاذة من شر المصيبات، وسورة الناس تتضمن الاستعاذة من شر العيون التي أصلها كلها الوسوسة». تفسير السورة : قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. معنى {أَعُوذُ}: أعتصم وألتجئ وأستجير وأتحصن وأتحرز وألوذ وهذا هو الركن الأول من أركان الاستعاذة . قوله: {بِرَبِّ الْفَلَقِ}: وهذا هو الركن الثاني من أركان الاستعاذة. وربوبية الله عز وجل لخلقه تنقسم إلى قسمين: - ربوبية عامة لجميع خلقه بمعنى: خالقهم ومالكهم ومدبرهم، كما في قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين}. -وربوبية خاصة بأوليائه بتوفيقه لهم للطريق المستقيم في الدنيا، وفي الآخرة إلى الجنة، كما في قول المؤمنين {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}. و(الفلق): الخلق، والشق، وكل ما انشق عن شيء فهو فلق قال ابن القيم رحمه الله : «واعلم أن الخلق كله فلق، وذلك أن فلق «فعل» بمعنى «مفعول» كقبض وسلب وقنص بمعنى مقبوض ومسلوب ومقنوص. والله عز وجل (فالق الإصباح) و (فالق الحب والنوى) وفالق الأرض عن النبات، والجبال عن العيون، والسحاب عن المطر، والأرحام عن الأجنة، والظلام عن الإصباح، ويسمى الصبح المتصدع عن الظلمة «فلقا وفرقا» قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}. في هذه الآيات: الركن الثالث من أركان الاستعاذة، وهو المستعاذ منه، وهو أمور أربعة؛ الأول منها: ذكره الله عز وجل بقوله: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}: فهذا هو المستعاذ منه الأول في هذه السورة. وقوله: {مِنْ شَرِّ}: أي: أعوذ برب الفلق من شر جميع المخلوقات التي فيها شر؛ سواء من شرور الدنيا أو الآخرة، من شر شياطين الإنس والجن، وشر السباع والهوام، وشر النار وغير ذلك، فدخل كل شر، في أي مخلوق قام به الشر: من حيوان أو غيره، إنسيًا كان أو جنيًا أو هامة أو دابة أو ريحًا أو صاعقة، أو أي نوع كان من أنواع البلاء والشرور،وليس المراد الاستعاذة من شر كل ما خلقه الله، وإن كان مما ليس فيه شر؛ بل هو خير محض كالجنة والملائكة، وكذا الأنبياء؛ فإنه خير محض؛ بل الخير كله حصل على أيديهم والشر: هو الآلام الحسية والمعنوية، الجسدية والنفسية، وما يسببها من الكفر والشرك والمعاصي؛ فما من ألم نفسي أو معنوي، جسدي أو نفسي إلا سببه الكفر والمعاصي. قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}: هذا هو المستعاذ منه الثاني في هذه السورة قال ابن القيم : «والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة؛ فإن الشر الذي يناسب الظلمة أولى بالاستعاذة من البرد الذي في الليل، ولهذا استعاذ برب الفلق، الذي هو الصبح والنور، من شر الغاسق الذي هو الظلمة، فناسب الوصف المستعاذ به المعنى المطلوب بالاستعاذة». و سر الاستعاذة هنا أن أمر الله عباده أن يستعيذوا برب النور، الذي يقهر الظلمة ويزيلها، ويقهر عسكرها وجيشها، فهو سبحانه الذي يخرج عباده من الظلمات إلى النور قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}: هذا هو المستعاذ منه الثالث في هذه السورة قال الزمخشري : «وعرّف النفاثات لأن كل نفاثة شريرة، ونكّر غاسق لأنه ليس كل غاسق فيه الشر؛ إنما يكون في بعض دون بعض، وكذلك كل حاسد لا يضر، ورب حسد محمود وهو الحسد في الخيرات». وفي هذا دلالة على أن السحر من أعظم الذنوب، بل هو من أكبر الكبائر، لأن الله أمر بالاستعاذة من السواحر، بعد الأمر بالاستعاذة من جميع شرور الخلق مما يدل على خطره وعظيم جرمه وشدة ضرره وشره. ♈̷̴̇•̵• قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}: هذا هو المستعاذ منه الرابع والأخير في هذه السورة ذكر ابن القيم للحسد المذموم مرتبتين: الأولى: تمني زوال النعمة عن الغير، والثانية تمني استصحاب عدم النعمة، قال: «فهو يكره أن يحدث الله لعبده نعمة، بل يحب أن يبقى على حاله، من جهله، أو فقره، أو ضعفه، أو شتات قلبه عن الله، أو قلة دينه، فهو يتمنى دوام ما هو فيه من نقص وعيب، فهذا حسد على شيء مقدر، والأول حسد على شيء محقق، وكلاهما حاسد، عدو نعمة الله، وعدو عباده، وممقوت عند الله وعند الناس». ومعلوم أن عين الحاسد لا تؤثر بمجردها؛ إذ لو نظر إليه نظر لاهٍ ساهٍ عنه كما ينظر إلى الأرض مثلا ،لم يؤثر فيه شيئًا، وإنما إذا نظر إليه نظر من قد تكيفت نفسه الخبيثة ،أثرت بها تلك النظرة، فأثرت في المحسود تأثيرًا بحسب صفة ضعفه وقوة نفس الحاسد . قال القرطبي :«والحسد أول ذنب عُصي الله به في السماء، وأول ذنب عُصي الله به في الأرض، فحسد إبليس آدم، وحسد قابيل هابيل، والحاسد ممقوت مبغوض مطرود ملعون » وهذه السورة من أكبر أدوية الحسد؛ فإنها تتضمن التوكل على الله والالتجاء إليه، والاستعاذة به من شر حاسد النعمة؛ فهو مستعيذ بولي النعمة وموليها؛ كأنه يقول: يا من أولاني نعمته وأسداها إلي أنا عائذ بك من شر من يريد أن يستلبها مني ويزيلها عني، وهو حسب من توكل عليه، وكافي من لجأ إليه. فوائد من سورة الفلق : ♈̷̴̇•̵• الفائدة الاولى اسباب تحريم الحسد : الحسد فيه اعتراض على قضاء الله وقدره وحكمته في تقسيمه الأرزاق بين عباده . أنه من نواقض عرى الإيمان الموجبة لمحبة الخير لأخيه المسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» كما أن الحاسد مبغوض ممقوت عند الله وعند الناس ،لأنه عدو نعمة الله، وعدو عباد الله . والحسد سبب لإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس ، وهوكبيرة من كبائر الذنوب، ومن صفات إبليس لعنه الله؛ فهو الذي حسد آدم لشرفه، وأبى أن يسجد له حسدًا وكبرًا، وهو من صفات اليهود المغضوب عليهم. ♈̷̴̇•̵• الفائدة الثانية: الأسباب التي بها يندفع شر الحاسد بإذن الله عز وجل: التعوذ بالله والتحصن به واللجوء إليه ، و تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه؛ فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله إلى غيره. الصدقة والإحسان ما أمكنه؛ فإن لذلك تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء، ودفع العين، ودفع الحسد. ومن أصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها، ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله، وهو إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه. والجامع لكل الاسباب ، تجريد التوحيد فإذا جرد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه، وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله، وتجرد لله محبة وخشية وإنابة وتوكلاً واشتغالاً به عن غيره والله يتولى حفظه والدفع عنه؛ فإن الله سبحانه يدافع عن الذين آمنوا . الأسئله ..| 1/ بماذا تتضمن سورة الفلق ؟ 2/ مامعنى قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} ؟ 3/ أذكري مراتب الحسد المذموم ؟ الاجابه على الخاص .. ومن ترسل الاجابه | تكتب هنا تمت الاجابه| أسأل الله الأخلاص وان يوفقنا لفهم وتدبر القرآن .. .. |
التعديل الأخير تم بواسطة ام ياسر ; 05-07-2013 الساعة 02:16 PM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|