قصيدة للشاعر الأستاذ عبد الرحمن الفيفي بعد مقتل المعلم ببني مالك.

أرأيتَ أهونَ من معلم صبيةٍ
جعلتْه أنظمة الضياع رهينا

يبني وينشئُ أنفساً فتردّه
هذي النفوسُ بخيبةٍ مسكونا

الناسُ ترجو منه أمرا معجزاً
أن يجعل الصخرَ الأصمَّ مبينا

أن يجعل المعتوهَ فَرْدَ زمانه
ويعيدَ مجدَ الأولينَ قرونا

أن يملأ الليلَ البهيمَ مشاعلاً
ويقولَ للإصباح كُنْ ليكونا

أن يخرجَ الأغوالَ من طاقيّةٍ
ملفوفةٍ أو يخرجَ التّـنّينا

ويلام مهما كانَ إنْ لم يشحن الـ
ـأذهانَ علماً والضمائرَ دينا

مَنَعوه من حمل العصا مهما عصى
الطلاب أو جُنّوا عليه جُنُونا

فاتى لنا جيلٌ عنيدٌ لا يرى
حزمَ المعلم بل يراه مَهِينا

كمْ من وقاحةِ طالبٍ قُلِبَتْ على
رأس المعلم ثمّ بات سجينا

ولربما لِيمَ المعلمُ بعدما
ذاق المنونَ مُضَرّجاً مطعونا

لا تعجبوا إنْ جاء جيلٌ ماردٌ
لم يحترمْ ديناً ولا تَقْـنٍينا

يشقى به الوطنُ العزيزُ لأنه
عاشَ الشقا والانحرافَ سنينا

لا خيرَ في تعليمِ قومٍ همّهم
أنْ يحسنوا التحفيظ والتلقينا

لا يبتني قيمَ المعالي في الورى
إلا المعلّم آمناً مأمونا

إن المعلم في عيون ذوي النهى
التاج قدراً والأعز جبينا

......
عابرسبيل