-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- - عرض مشاركة واحدة

04-01-2010, 05:39 AM

مرحبا .. غرور الورد
الحب لا يموت ، إذا تاسس بين اثنين مهما مر عليه الدهر وطال به العمر ، وطالما هما يسقيانه بماء وفائهما وإخلاصهما ، ويربيانه كما يربي الرجل فلوه ، فلن يموت أبداً ، حتى وإن حصلت بينهما جفوة وبعاد وانتهى بهما الأمر فمن المستحيل أن يموت حب قد سكن القلب ، واختلط باللحم والدم وجرى في الشرايين كما يجري فيها الدم ، وسرى في الجسد كما تسري فيها الروح .

القلب مخزن للآلام وأوجاع الحب ، والعقل مخزن للذكريات ، تظل هذه هنا وتلك هناك ، وكلما طاف على المحب طيف من فرح أو ترح فهو يمر على أوتار الحب فتنبعث الذكريات من جديد وتصحو معها الآلام والآهات .
لا يموت الحب ، ولكنه يخبو ، ولكنه لا يضعف ابداً ، بل يزيد كلما مر عليه الزمن ، وإن كان هناك بعاد وفراق ( الحب يكبر ولكنه لا يشيخ ) .
لا يموت الحب ولكن بيد أحدهما أن يجعل منه أدات تعذيب للآخر ، عندما لا يكون حبه صادقاً ، وعندما يرى الطرف الآخر يسعى ويجري خلفه ليؤكد له حبه ، ويعطيه العهود والمواثيق على الوفاء .

هيهات أن تندثر حياة جديدة من الحب تسللت إلى قلب إنسان ، وغطتها الجراح والآلام ، لأن الحب تغير كامل في حياته . ينسى بها حياته السابقة ، ويتجه إليها بكل كيانه وأحاسيسه ومشاعره ، ولا يمكن أن يتحول حبيب عن حبيب فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه - وإن حدث هذا فسيكون له سبب أدى به إلى فعل ذلك من بعد يأس حاد قطع عليه طريق الرجعة وأغلق عليه أبواب الأمل ، فعندها سيتحول إلى آخر أو ربما سيبقى يضمد جراحه وأنى له ذلك ويلعق الصبر ويتجرع غصص الفراق ، وسيبقى حبه الأول مختزناً في داخله ، وإن أظهر غير ذلك ، فالحب يا عزيزتي جرح لا يندمل وإن تظاهر عاشق بذلك .

الحب سبب للشوق ، والشوق طريق للقاء ، وكلما زاد البعد والجفا كلما زاد الشوق بين المحبين ، أو ربما قد يكون موجوداً لدى طرف والطرف الآخر يتمنع ويبتعد كلما اقترب منه الآخر ، فيجد نفسه يسير في أنفاق مظلمة من الحيرة ، والإعياء ، لا يدري ماذا يفعل ، حتى تساوره الشكوك والظنون بأن طرفه الآخر يسير على ضفة الوادي الأخرى ، يسير معه في طريق متواز ومن المستحيل أن يلتقي الخطان المتوازيان حتى لو سارا إلى يوم القيامة .
لماذا نشعر بالحنين الى عهود لن تعود؟؟؟
هذه يا عزيزتي حيرتني فقد استقامت قراءتي للموضوع حتى وصلت إلى هذه الجملة ، لأنني لا أدري هل التساؤل بمعنى الجزم بأن تلك العهود لن تعود ، أو أن هناك بصيص أمل يجعلنا نشعر بالحنين ونتفاءل بعودة عهود قد مضت ، وإن كان لها عقود عدة .
أنا في اعتقادي بأنه ليس هناك شيء لا يمكن أن لا يعود سوى العمر ، أما شيء بأيدينا فبأيدينا أيضاً إعادته وتجديده وزراعته وسقياه من جديد ، الورد يموت ولكنه على موعد مع الحياة مرة أخرى ولا يموت منه إلا ماقد فسد وانتهى به العمر أما الحب فلا يفسد وليس له عمر حتى ينتهي ، ولا يموت حتى يكون له عودة أخرى بل هو ثابت وموجود في القلب ، وإنما مرت عليه فترة زمنية من الجفوة ، حثت عليه التراب والغبار ، كما يحثو الغبار على صفوان حتى إذا أصابه وابل تركه صلداً ، وقد زال عنه الغبار وعاد يلمع وعاد له بريقه كما كان .

أختي غرور الورد
أعتذر عن الإطالة ، ولكنها مشاركة أحببت أن أضيفها
دام قلمكِ مبدعاً وشامخاً .