عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2009, 01:45 PM   #1


الصورة الرمزية زارع الورد
زارع الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 04-22-2015 (12:54 AM)
 المشاركات : 1,965 [ + ]
 التقييم :  309736894
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي وين الوفا والتضحيه قصه تبين اهمية الوسم للمواشى





يذكر أن هناك قبيلة تسكن الصحراء وكان شيخ القبيلة معروف بكرمه
وحسن أخلاقه وهو الشيخ غنام الذي كان مضرب المثل عند القبائل في
الشجاعة والقوة وكان أفراد هذه القبيلة يعيشون بنعيم ورخاء حتى مرت
عليهم سنة قحط وجدب فجفت أبارهم ويبس العشب واصفرت الأرض فكان
لا بد لهذه القبيلة أن ترحل من مكانها فذهب الشيخ غنام يتجول هنا وهناك
لعله يجد منزلا لقبيلته فأشار عليه بعض الناس الذين صادفهم أن يتوجه إلى
الشمال حيث الكلأ والعشب، وبالفعل ذهب الشيخ غنام مع أفراد قبيلته وعند
وصولهم عرف الشيخ أن هذه الأرض يسكنها الشيخ زيد فتوجه الشيخ غنام
إلى الشيخ زيد لكي يستأذنه في النزول بأرضه وبينما هو في الطريق إذ شاهد
فتاة في غاية الجمال تقف وحدها عند البئر فتوجه إليها وسألها عن بيت الشيخ
زيد فعرف أنها ابنته فدلته إلى بيت والدها وبالفعل توجه غنام للشيخ زيد الذي
استقبله وأكرمه غاية الكرم وأذن لغنام وقبيلته بالنزول في أرضه وبعد أن نزلت
قبيلته كان عقله مشغولاً بسلمى بنت الشيخ زيد وكانت صورتها لا تفارق خياله
فعزم غنام الذهاب لوالدها وطلبها منه وبالفعل وافق الشيخ زيد على طلب غنام
وزوجه ابنته فعاد غنام لقبيلته ومعه زوجته سلمى التي لم تنعم بالسعادة مع
زوجها طويلاً حيث كانت تتعرض للمضايقات من قبل أم عناد وهي خالة الشيخ
غنام حيث كانت أم عناد تريد أن تزوج أبنتها للشيخ غنام ولكن بعد زواجه من
سلمى بدأت أم عناد بتدبير المؤامرات والفتن بهدف التفريق بينهما وبعد عدة شهور
قدم إلى الشيخ غنام رسول يخبره بأن قبيلة الشيخ زيد تعرضت لغزو أدى إلى مقتل
الشيخ زيد وبعض أفراد قبيلته.. وأن من تبغا منهم رحل إلى جهة غير معلومة فصدم
الشيخ غنام لسماع هذا الخبر واحتار كيف يخبر زوجته بذلك وفي هذا الوقت كانت
سلمى تنوي أخبار زوجها بأنها حامل ولكن ما إن سمعت خبر مقتل أبيها حتى سقطت
مغشياً عليها ودخلت في دوامه من الحزن والبكاء فذهب الشيخ غنام يبحث عمن بقي
من قبيلة الشيخ زيد وأصبحت سلمى وحيدة في بيتها فاستغلت أم عناد هذه الفرصة
ودبرت مكيدة لسلمى بمشاركة ابنتها صيته حيث ذهبت صيته لسلمى بحجة أنها
تواسيها وتسليها فوضعت بالقهوة عشبه منومه وتناولت سلمى القهوة ثم ما لبثت
أن استسلمت لنوم عميق وهنا ارتدت صيته ملابس رجل ونامت بالقرب من سلمى
وفي هذه الأثناء أخذت أم عناد تنادي على رجال القبيلة بصوت عالي كما خططت
هي وابنتها وبعد أن اجتمعوا القوم قالت لهم أنظروا إلى من ينام في فراش الشيخ
غنام فإذا هم يرون رجلاً يخرج مسرعاً من بيت الشيخ غنام ويختفي عن الأنظار
وما كان هذا الرجل إلا صيته وصدم القوم بما شاهدوه إذ كانوا يرون أن سلمى فتاة
شريفة وعفيفة ولم يكونوا يعلمون بالمكيدة التي حيكت لسلمى وبعد أن قدم الشيخ
غنام أخبرته أمه بما حصل في غيبته فدخل على زوجته وطلب منها أن تستعد لتذهب
معه إلى قبيلتها ولكنه أضمر في نفسه أن يقتلها أو يرميها في الصحراء ليتخلص
من عارها وفي صباح اليوم التالي اصطحب الشيخ غنام زوجته وسار بها طويلاً وفي
المساء توقفا على أن يستريحا ويستأنفا المسير صباح الغد، ولما انتصف الليل تركها
وعاد متسللاً إلى قبيلته وعندما طلع الصباح استيقظت سلمى ودُهشت حين لم تجد
زوجها إلى جوارها فخافت خوفاً شديداً ، وهامت على وجهها بالصحراء حزينة باكية
شاكية إلى أن أجهدها التعب والجوع والعطش فخرت مغشياً عليها، فمر بالقرب منها
رجلاً يدعي الشيخ حامد وكان معه بعض مرافقيه فشاهدوها ملقاة على الأرض وبها
رمق فسقوها وحملوها معهم إلى قبيلتهم وهناك طلب الشيخ حامد من أخته أن تعتني
بها ولما استعادت سلمى وعيها وعادت إليها صحتها عزمت على ألا تخبر أحد بقصتها
ولطالما حاولوا معرفة واقعها فباءت محاولاتهم دون جدوى ولما علموا كراهيتها لذلك
كفوا عن سؤلها وكانت تلقى منهم أحسن معاملة وأطيبها ثم ما لبثت أن أنجبت ولداً
فأهداها الشيخ حامد عشراً من الإبل وطلب أن تحدد لها وسماً وأنها لولدها فما كان
من سلمى إلا أن اختارت وسم ابل زوجها الشيخ غنام ولبي الشيخ حامد طلبها
ووسم الإبل بالوسم الذي اختارته وضلت هذه الإبل مع أبل الشيخ حامد وفي رعايته
وبعد عدة سنوات طلب الشيخ حامد من أخته أقناع سلمى بالزواج منه فوافقت سلمى
لأنها تجهل مصير زوجها ثم تزوجها الشيخ حامد فكان محب لها ولأبنها فعاشت
معه في غبط وسعادة .. أما الشيخ غنام فكان قد تزوج أبنت خالته صيته ولكنه
لم يسعد معها ولم يحبها كما أحب سلمى ولكن صيته ظلت تعاني من تأنيب الضمير
وتوبيخ النفس وكان القلق والخوف لا يفارقها على ما كان من فعلتها الظالمة،ولم
تعد تقوى على كتمان الأمر فاعترفت لزوجها وأقرت بكل شئ فما كان من الشيخ غنام
إلا أن طردها بعد أن صدم بما سمع ولا نفسه وأظلمت الدنيا في وجهه فراح يفتش
عن زوجته الوفية وفي هذه الأثناء غزا قوم قبيلة الشيخ غنام واستاقوا إبله فراح
يبحث عنها وقد تتابعت عليه الهموم والأحزان حتى أخبره رجل بأنه شاهد إبله مع
إبل الشيخ حامد فظن غنام أن الشيخ حامد هو الذي غزاه وأخذ أبله،فعزم على أن
يستردها وفي ليلة من الليالي قدم أحد فرسان قبيلة الشيخ غنام يريد أن يسترد الإبل
ولكن أفراد قبيلة الشيخ حامد أمسكوا به وقيدوه حتى ينظر في أمره صباحاً فذهبت
سلمى في هذه الأثناء وأطلقت قيد الرجل وطلبت منه أن يهرب وبالفعل هرب الفارس
وأخبر الشيخ غنام بما حصل معه، فرأى الشيخ غنام أن يذهب بنفسه إلى الشيخ حامد
للمطالبة بإبله، ولما قدم الشيخ غنام وجماعته إلى بيت الشيخ حامد فوجئت سلمى برؤية
زوجها الأول ووالد أبنها وأدركت أنه تعمد أن يتركها في الصحراء وحيدة بلا أنيس أو
زاد أو متاع تواجه مصيراً مجهولاً،ولكن الله برحمته الواسعة ولطفه الخفي كان معها
بمعيته الخاصة التي يحفظ بها عباده المؤمنين الطاهرين، ثم طالب الشيخ غنام الشيخ
حامد أن يعيد إليه إبله أخبرهم أن ليس لديه إبل له فسأل الشيخ غنام عن سبب
( وسم الإبل ) بهذا الوسم الخاص بإبله فقال الشيخ حامد أن الجواب عند زوجته فنادي
زوجته ولما أتت سلمى إلى المجلس ورآها الشيخ غنام صُدم برؤية سلمى ولم يصدق
ما يرى ولم ينطق بكلمة فتكلمت سلمى وقالت أنها اختارت وسم إبله إخلاصاً منها له ووفاء
وحتى تثبت نسب ولدها، فحمدت الله وحده الذي أظهر براءتها وحصانتها ،وكان الفضل
يعود في ذلك إلى الله ثم إلى الوسم الذي قادهم إلى معرفة الحقيقة .



منقول من كتاب وسوم الإبل في الجزيرة العربية حاضرة وبادية


 
 توقيع : زارع الورد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب) حديث صحيح.




رد مع اقتباس