عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2010, 12:45 PM   #51


الصورة الرمزية ابواصيل
ابواصيل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 07-22-2012 (03:59 AM)
 المشاركات : 6,599 [ + ]
 التقييم :  388643593
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: باڷأمڛ دۇږڪ [تجږح] ۇاڷيۇم دۇږي بآخِذ [بثآږي] منـﮗ {ۇاڷبآدِي أظڷم..!!



فالطقس يخبر بأمر قد يطرأ و يستجد . الناس قد ضاقت بهم الطرقات , و قد غادروا أماكنهم من تحت الأشجار و الخيام , و أخذوا الحيطة و الحذر , و ضلوا يشاهدون الحدث , و يترقبون النتيجة من خلال نوافذ سياراتهم . و أحسنهم حالاً من ذهب إلى المطاعم المنتشرة , و استأجر كبينة , و بدأ يراقب الوضع من خلال زجاج كبينته . الرعد صوته يتقدم , و الكون يتحول إلى عالم مظلم , فكأنك في ليل بهيم . و كل حين تشاهد خطوط البرق تمتد من السماء حتى تلامس الأرض . بضوئها الكثيب و تعرجاتها المهولة . أما أنا و أسرتي فقد اخترت شجرة , فأوقفت السيارة تحت أغصانها , رغم علمي بخطورة هذا الموقف في أوقات البرق و الرعد , و لكن خوفي من العواصف , و ما تحمل هو الذي حملني على هذا الأمر , و حصل ماتوقعت فقد هطلت السماء بماء منهمر , و ألقت السحب بأمر ربها مافي بطنها من المطر و البرد . حيث بدأت زخات البرد تضرب الأرض و الأشجار . حتى تهلهلت أوراقها , وغدت الأرض تحت الشجر خضراء من الأغصان و الورق , و البعيدة عنها بيضاء من البرد . صوت البرد و هو يضرب سقف سيارتي و بتسارع مهول يجعل الخوف يدب في قلوب الصغار و الكبار . لأملك أما هذا القضاء و القدر إلا أن أدعو الله بسرعة الفرج . أضع يدي على زجاجة سيارتي الأمامية , و كلي خشية أن تتفتت بين يدي بفعل الضربات القوية من بلورات البرد و التي رأيتها تزداد حجماً و ترميها الرياح بقوة على جوانب السيارة . أيقنت أن البرد قد أصاب السيارة بأضرار بليغة , و أنني سوف أذهب بها إلى مكتب التأجير و أدفع تكاليف مضاعفة , فلما هدأت العاصفة , خرجت من سيارتي المستأجرة لأطمئن عليها , فوجدت فضل الله واسع فقد كانت الأغصان تخفف سقوط البرد على السيارة قبل أن تصل إليها . تنفس المتنزهين الصعداء بعد أن توقف هطول البرد , و استمر المطر فقط .

خرجوا من بين الأشجار , و أخذ يلملمون بقايا أغراض رحلتهم . و ما بعثرته الرياح من بعدهم . أما الأطفال و الصغار فقد أعجبهم أن تحولت أرض السودة إلى قطعة بيضاء في فصل الصيف و ليس الشتاء , فأخذوا يتقاذفون بكرات البرد المتبقية …
و بعد وقت يسير خرجت أشعة شمس عسير لتذيب المتبقي من البساط الأبيض , و تحاول أن تمسح بقع من الماء المتساقط . تذوب قطع البرد فتكون جداول صغيرة تمر بين الأشجار , و ثم تختفي من بين أغصانها , و أعشابها , و أحجارها . علم الناس أن الأرض لم تعد تناسبهم لقضاء بقية اليوم . فرطوبة الأرض , و خشيتهم من تكرر الحدث , و خوفهم على أطفالهم من موجة البرد التي هبت . لذا فقد خرجوا من السودة زرافات و وحداناً ليبحثوا عن مناطق أقل ضرراً و ارتفاعاً , أو لم تصبها سحابة السودة الصيفية فلم يكن للماء في أرضها بقية . اكتظت الشوارع بالسيارت نزولاً إلى إتجاه أبها …
و كانت سيارتي من بين السيارات الهاربة من تلك الأرض الغارقة . و لقد كان يوماً مشهود بالبرد و العواصف , حتى أن أحد الأشخاص ممن أعرفهم باسمه و أذاعت الصحف خبره توفي أثناء العاصفة الرعدية و هو يتلقى مكالمة هاتفية من على أرض السودة , بينما كانت عائلته بمرافقته – فرحمه الله تعالى – و أيضاً من الأحداث أن توقفت العربات المعلقة بعائلة لمدة خمس و أربعون دقيقة و هي معلقة بين السماء و الأرض , فنسأل الله اللطف بنا و الرحمة . و على أخوتنا المغفرة . خرجت من السودة حتى ابتعدت عن جبالها العالية .و وصلت إلى منطقة أقل سحباً , و ابعد عن المرتفعات العالية , انعطفت ذات اليمين , و ذلك لأتناول وجبة الغداء المنتظرة , اخترت جبل مطل على قرية .
هذا الجبل يردد من بين جباله أصوات الرعاة و ثغاء غنمهم , بل يكبر أصوات بيوت أهل القرية و أطفالهم , فكأن الجبال أخذت على عاتقها بترديد مقالهم . فتنشر الود بينهم و تنقل لبعضهم سرورهم و فرحهم و أخبارهم . هدأ أطفالي – أيضاً الكبار – بعد هذه العاصفة , و اخترنا مكاناً علياً لتناول الوجبة , فسبحان الله فتلك الأرض لم تصبها قطرة .
فتحنا الحافظات فانتشرت رائحة الكبسة التي أعدت بصورة رائعة , أو أن الجوع قد عمل عمله فأصبح بنظري بهذه الصورة – ليه مستخسر أن تثني على طبخ الريحانة …صحيح رجال مالكم أمان – بعدما وضعنا سفرة الأكل , و نوعنا فيها المشارب و المآكل و لله الحمد , خرجت علينا من بين الجبال البعيدة سحابة سوداء مظلمة , فبدت أشد من أختها التي سبقتها .
بل يسبقها صوت الرعد و زمجرته , فسبحان من سبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته . لما نظر أبنائي و زوجتي و أيضاً أبيهم لهذا القادم من بعيد طلبنا من الله الحفظ و العون , و أن يجعلها سقيا رحمة لا غرق , و لا عذاب , و أن يجعلها في بطون الأودية و الشعاب .
أراد الله سبحانه و تعالى أن يسوق هذه السحاب بسرعة عجيبة عبر رياح هبة من جهتها . بل لم يتوقف الأمر على ذلك بل من خلف جبل آخر خرجت سحب أخرى بيضاء ثم تبعتها رمادية ثم سوداء . فأظلمت الدنيا من حولنا .
و سكتت أصوات أهل القرية التي بقربنا , و أخذ الراعاة يطردون غنمهم باتجاه محلاتهم . فلا تسمع إلا صوت الرعد من بين الجبال يدوي , و الأغنام بسرعة تهرب . أنهينا الغداء بسرعة قياسية . و بالحلق غصة , و بين الأيدي بقية من الأطعمة .
فنفضنا أغرضنا بسرعة , و ركبنا سيارتنا لنحاول أن نهرب من عالي الجبل الذي هو بالتأكيد معرض للصواعق و البرق بصورة أكثر .
و عندما وضعنا أرجلنا بسيارتنا و إذ السماء تنقسم ببرق يكاد أن يخطف الأبصار …ثم ثواني فيتبعه صوت صواعق تكاد أن تذهب بالعقل و السمع . رحماك ربي خلقتنا من ضعف و أوكلنا أمرنا إليك بقوتك و عزتك . أحس بصوت الصواعق يهز سيارتي , و نور البرق يأتي من كل مكان . لم أخشى شيء سوى أن يصيب الهلع أطفالي و أمهم التي لم يروا مثل هذا من قبل . و أصدقكم القول لم أره حتى في أكثر البلدان الأوربية عرضة للصواعق و الرعود . و لقد مر بنا في ألمانيا عواصف موسمية و لكن لم تكن بمثل هذا الذي رأيت . لم يكن يسكن الطرقات سوى سيارتي التي تنزلق و بسرعة لتهبط إلى قاع الوادي , و لتتعدى المرتفعات العالية , و تهبط إلى منطقة أكثر أمناً , أيضاً خشيت إن لم أخرج من هذه المنطقة و بسرعة أن تحتجزني الأمطار عبر أماكن أخرى مررت بها و هي ليست معبدة . لم يدم الوضع كثيراً , فقد كانت سحابة صيف مرت على تلك الجبال و أروتها ثم غادرتها .


 
 توقيع : ابواصيل


وديَ ابوْح ب كل ما بخاطريَ مكَنونْ لـ كن
.........ظروف الوقت تَلزم سكوتي !
مآ قوى لسآني ينطق سوى ْ : . . !
[ آللهم من آراد بي السوءَ ف شغله في نفسه ]



رد مع اقتباس