الموضوع: وصف الدنيا
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2010, 03:28 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 235
 تاريخ التسجيل :  Aug 2009
 أخر زيارة : 06-15-2012 (11:36 PM)
 المشاركات : 1,560 [ + ]
 التقييم :  819567420
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي وصف الدنيا



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين :

أما بعد :

مما يكشف الكربة عند فقد الأحبة , العلم بأن الدنيا فانية زائلة , كلُ ما فيها يتغير , ويضمحل ويفني ويزول , لأنها هي مزرعةٌ للآخرة , علي التحقيق أنّها ألمٌ يخفيه أمل , وأملٌ يحققهُ بإذن الله عمل , وعملٌ يقطعهُ الأجَل , وعندها يجزي كلُ امرئٍ بما فعل , أنّها الدنيا إن حلت أوحلت , وكستْ أوكست , ودنت أودنت ,

وكم من ملك رفعت له علامات , فلما علا مات

هي الأيام لا تبقي عزيزاً

وساعات السرور بها قليلة

إذا نُشِر الضياء عليك نجمٌ

وأشرق فارتقب يوماً أفُوله

هذه الدنيا إن أضحكت قليلا , أبكت كثيراً , وإذا سرّت يوماً أحزنت شُهورا , وإن متّعت يسيراً منعت طويلاً , لا يبقي لها حضور , ولا يزيد فيها ثبُور , اليوم عندك دُّلها وحديدها , وغداً لغيرك , كفُكَ والمِعصم .

قال الله تعالي : (( اعلموا أنما الحيوة الدُنيا لعبٌ ولهوٌ وزينةٌ وتفاخرٌ بينكم وتكاثرٍ في الأموال والأولاد كمثلِ غيثٍ أعجب الكُفارُ نباتُهُ ثمّ يهيجُ فتراهُ مصفراً ثمّ يكونُ حطاماً وفي الآخرةِ عذابٌ شديد ومغفرةٌ من الله ورضوان وما الحيوة الدُنيا إلاّ متاعُ الغرور


ما أدقُ التعبير والوصف القرءاني يوم أن يشير إلي أن الحياة الدنيا تبدوا أمرا عظيما هااائلا ضخماً لكنها حين تقاس وتوزن بموازين الآخرة تبدو شيئا تافها حقيراً زهيدا , هي كلعبة أطفالٍ بالقياس إلي ما في الآخرة من قياس ينتهي إليه المصائر , عند انتهاء لعبة الحياة الدنيا , لعبٌ ولهوُ وزينةٌ وتفاخر وتكاثر , ثم يأتي الوصف القرءاني لتصور الدنيا كزرع أعجب الكفار نباته , ينمو شيئا فشيئا حتى يكتمل فتراه مصفراً جاهزا للحصاد فهو موقوف الأجل ينتهي عاجلا وينتهي أجلُهُ قريباً , ثم يكون حطاما , فينتهي شريط الحياة في مشهد الحطام , ويالها من نهاية .


فأما الآخرة فلها شأنٌ وأي شأن يستحق شأنها أن يُحسب حسابه , وينظر إليه فيستعدَ له وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرةٌ من الله ورضوان وما الحياة الدُنيا إلا متاع الغرور , فهي لا تنتهي بلمحة كالحياة الدنيا وهي لا تنتهي كالحطام كاالنبات الهائج , بل هي جزاء تستحق الإهتمام متاع يستمد قوامه من الغرور الخادع فما أحوج المؤمن للإستعلاء علي الغرور الخادع ليحقق عقيدته ولو ارتضي أن يضحي بالحياة الدنيا جميعها فما هي إلاّ كظل أو سرابٍ أو حُطام




فكم من مؤملٍ أدركه الموت قبل تحقيقِ أمله , وكم من زرعٍ عاش ومات زارعه.

صلي الله علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين





ربي تقبل مني إنّك أنت السميع العليم وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم




 
 توقيع : مجموعة انسان




رد مع اقتباس