عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2010, 12:06 AM   #1
[كبآر الشخصيآت في المنتدى]


الصورة الرمزية ابوعبدالعزيز
ابوعبدالعزيز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 93
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 11-27-2012 (12:23 PM)
 المشاركات : 177 [ + ]
 التقييم :  309736438
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تابع نهاية أسرائيل



تعقيب

من خلال ردود الأفعال الأولية لبعض الأخوة ، سواء من قرأ أو من لم يقرأ الكتاب ، وجدنا أن الكثير من الناس ، تخلط ما بين أمرين ؛ الأمر الأول : هو كشف الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، وهو ما لا ندعيه في كتابنا هذا ، ونعوذ بالله من أن ندعيه ؛ والأمر الثاني : هو قراءة وبيان وتفصيل ، ما هو مكشوف أصلا في القرآن والسنة ، من علم الغيب ، مما أوحى سبحانه وتعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام .
يقول سبحانه وتعالى ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ، ... ( 59 الأنعام ) ، ويقول ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65 النمل ) ، وقد جاء أسلوب النفي ومن ثم الإثبات في هذين الموضعين ليفيد الحصر ، أي حصر علم الغيب بالله دون غيره ممن في السموات والأرض ، وهذا ما يعلمه عامة الناس ويرددونه عن ظهر قلب ، وهذا مما لا خلاف فيه ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ، هل هذا الحصر مطلق ؟
فإن كانت الإجابة بنعم ، فما القول في الاستثناء الذي جاء في قوله تعالى ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ ( 179 آل عمران ) ، وفي قوله ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ، … (27 الجن ) ، حيث استثنى سبحانه وتعالى الرسل عليهم السلام من تلك القاعدة ، إذ يقول ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ، مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا ، فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49 هود ) ، ويقول ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ، مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ، وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ، وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52 الشورى ) . ليتبين لنا ، أن الله سبحانه وتعالى أطلع على غيبه من شاء من رسله ، وبذلك لم يحجب علم الغيب بالكلية عن البشر ، والإتيان بالحصر ثم الاستثناء ، يفيد بأن مرد العلم بالغيب أولا وأخيرا هو علام الغيوب ، وكذب وخاب من استقى علمه بالغيب من غيره .
أما ما كُشف للرسل فهو بعض من علم الله ، بما كان وما هو كائن وما سيكون ، مما اقتضت الحكمة الإلهية كشفه للناس عن طريق الوحي ، وكثير من هذا الغيب ، مخطوط فيما ورثته البشرية من كتب الأنبياء ، وفضلا عما جاء في القرآن من أنباء الغيب ، فقد أخبر عليه الصلاة والسلام بالكثير من أنباء الغيب ماضيا وحاضرا ومستقبلا ، وأفاضت الأحاديث النبوية في ذكر ما سيقع في مستقبل الأمة من فتوحات وفتن وابتلاءات ومحن وأشراط وأمارات للساعة .
وأما قوله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم ( قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ ، وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ، وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ، إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ، قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50 الأنعام ) ، وقوله : ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ، إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ ، لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ ، وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ، إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188 الأعراف ) ، لا ينفي علمه عليه الصلاة والسلام لبعض الغيب ، وما قيل له ذلك إلا ليجيب من يسأله عما لم يعلم من أنباء الغيب ، أو ما لا حكمة في الإخبار عنه مما علم .
تميزت النصوص النبوية التي تتحدث عن أحداث المستقبل ، سواء في القرآن والسنة أو في التوراة والإنجيل ، بالتلميح لا بالتصريح ، فهي غالبا ما تصف الشخوص والأزمان والأماكن والظروف والنتائج ، باستخدام عدة أساليب لغوية ، كالاستعارة والتشبيه والالتفات والاعتراض وما إلى ذلك ، مما هو غير مألوف لأناس هذا الزمان ، وخير مثال على ذلك هو ذكر اسم رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في التوراة والإنجيل ، ( أحمد ) بالمعنى لا باللفظ ، وأحمد لغة هي اسم التفضيل من ( حمد ) ، ومعناها أحمد الناس أو أكثر الناس حمدا ، مع أن اسمه - محمد - في الواقع جاء بنفس المعنى مع اختلاف اللفظ .
والحكمة التي قد لا يدركها الكثير من الناس ، من عدم وضوح النصوص النبوية ، هو بقاء نسبة ضئيلة من الشك ، لحرمان الناس ذوي العلاقة من الدافع لتعطيل مجريات الأمور ، إذ لا بد للأسباب والمسببات أن تأخذ مجراها ، من حيث الزمان والمكان والشخوص ، حتى تتحقق النبوءات كما تم الإخبار عنها .
ولنا في قصة فرعون مع موسى عليه السلام خير مثال على ما قد يفعله المجرمون لتعطيل أمر الله ، عندما أمر بذبح مواليد بني إسرائيل كافة ، لمجرد رؤيا منام علم من تأويلها ، بأن واحدا منهم سيكون سببا في تقويض أركان ملكه ، ورغم ما اتخذه من إجراءات وتدبيرات احترازية لحرمان هذا الطفل من الحياة ، إلا أن مكر الله كان أعظم وأكبر ، وبالرغم من قدرته سبحانه على منع فرعون من إيذائه دون تدخل بشري ، إلا أنه أوحى لأم موسى بأن تتخذ من الأسباب ، ما هو كفيل بتحقيق المراد الإلهي .
هذا ما كان من أحد المجرمين والعتاة لمجرد رؤيا منام ، فماذا لو أتاه نص صريح بأن الذي سيقوض أركان ملكه ، هو ذلك الطفل الذي سيأتي به اليم إلى قصره ، فهل كان فرعون سيتخذه ربيبا ، أم ماذا سيفعل به ؟
وللناس من أمر النبوءات الواردة في القرآن والسنة مواقف شتى ، فمنهم من لا يرغب بالفهم ، ومنهم من ليس لديه القدرة على الفهم ، ومنهم من يعتقد بأن لا جدوى من البحث في أمرها ، ومنهم من يحاكمها بناء على أهواءه وأحلامه ، فيأخذ ما اتفق وينكر ما اختلف . ولذلك تجد بعض الناس ، عند الحديث عن المستقبل ، يقول مستنكرا لا يعلم الغيب إلا الله .
ونحن كمسلمين مطلوب منا أن نؤمن بالغيب المخبر عنه في القرآن والسنة ، لقوله تعالى ( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3 البقرة ) ، وأعظم الغيب هو وجود الله ، ونحن وآباؤنا لم نعلم بوجود الله ولم نعرفه حق المعرفة ، ولم نعلم باليوم الآخر وما سيجري فيه من بعث وحساب وثواب وعقاب ، إلا من خلال القرآن الموحى به من عند الله جل وعلا إلى محمد عليه الصلاة والسلام ، وما دمنا آمنا بالله وباليوم الآخر من خلال كتابه ، فما لنا لا نؤمن بما سواها من أخبار الغيب مما حواه هذا القرآن العظيم بين جنباته .
يقول سبحانه وتعالى ( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ ءَايَاتِنَا ، وَيُزَكِّيكُمْ ، وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ، وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151 البقرة ) ، لم يُبعث عليه الصلاة والسلام فقط ليتلو علينا القرآن ، بل بُعث أيضا ليُزكينا وليعلمنا الكتاب والحكمة ، وليعلمنا ما لم نكن نعلم من قبل ، لنخلص من هذه الآية وغيرها من الآيات التي جاءت بنفس النص ، أن هناك شيء اسمه الحكمة ، يراد لنا أن نتعلمه من القرآن والسنة ، لكل ما ورد فيها من تشريعات وحدود وأوامر ونواهي وأخبار الماضي والمستقبل ، قررها سبحانه في أواخر الآيات وفي نهاية القصص ، كل حسب موضوعه .
ومن مجمل الآيات التي ورد فيها نبوءات مستقبلية ، تبين لنا وحسب ما تقرره تلك الآيات أن هناك حِكما إلهية من الإخبار عنها ، وقد حُصرت هذه الحِكم الإلهية عموما في أمرين :
أولا : أن معرفة الخبر قبل تحققه من القرآن أو السنة ، هي بمثابة زف البشرى للذين آمنوا ، ونذير للذين كفروا ، من الذين يعايشون ظروف الحدث المخبر عنه . وهذا مما يملأ نفوس المؤمنين بالأمل ، ويعطيهم الدافع للعمل ، دون كلل أو ملل ، ويلهمهم الصبر على ما أصابهم من الأسقام والعلل ، ويملأ نفوس الكفرة والمنكرين الخوف والترقب والحذر ، ويزيدهم تحديا وطغيانا وكفرا ، لدرجة أن يتحدّوا الله لينزل بهم ما يعدهم من العذاب ، كما هي عادة الجبابرة والظلمة والمفسدين في الأرض .
ثانيا : أن معاينة الحدث عند تحققه على أرض الواقع تماما كما ورد في القرآن أو السنة ، سيكون بالضرورة سبب لزيادة إيمان المؤمنين بربهم وكتبه ، وزيادة في اجتهادهم بعبادته ، وأما للذين كفروا فهو زيادة في قهرهم وإذلالهم ، رغم كل ما أخذوه من إجراءات احترازية درءا ومنعا لأمر الله .
أما من يدّعي بأن لا حكمة ولا فائدة من الإخبار عنها ، وأن معرفتها على حقيقتها يبعث في النفس اليأس والقنوط والتواكل ، فأولئك يقولون على الله ما لا يعلمون ، لمخالفتهم لما اقتضته الحكمة الإلهية من الإخبار عنها ، ويدّعون بأنهم أكثر حكمة وعلما من أحكم الحاكمين وأعلم العالمين .
وخلاصة القول : أننا لم نكشف شيئا من الغيب ، وما قمنا به لم يتعدى حدود القراءة والتفكر والتدبر ، فيما أنزل رب العزة على رسله وأنبيائه من أخبار الغيب ، وبذلنا ما وفقنا الله إلى بذله ، من جهد في فهمها واستيعابها وتفصيلها وتبسيطها وتقديمها للناس بلغة يفهمونا ، وما لنا في ذلك من فضل ، إن الفضل إلا لله .
وفي نهاية الأمر ، وبعد مخاض عسير ، كان هذا الكتاب ، الذي نعرضه مجانا ، ونحاول جهدنا إيصاله للناس في شتى بقاع الأرض ، ونشكر كل من ساهم في نشره ، وغايتنا سواء أصبنا أو أخطانا ، هي نفع الناس في دينهم ودنياهم ، وإنما الأعمال بالنيّات ولكل امرئ ما نوى .
وبضاعتنا في هذا الكتاب مستقاة ، من كتاب الله وسنة رسوله ، والناس أحرار في شرائها أو الإعراض ، فصانعها بشري متهم ، حيث لا وحي يوحى ، بعد وفاة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، ولا نفرضها على أحد ، ولكن لا عليك إن اطلعت عليها ، فهي إن لم تنفعك ، فلن تضرك في شيء ، مع يقيننا الشخصي ، بأنها لا تخلو من الفائدة ، بل فيها الكثير ، كما أجمع معظم من حظي بقراءة هذا الكتاب ، وتذكر أنك حر فيما اعتقدت بشأن هذه البضاعة .
أما بالنسبة لمسألة تحديد موعد من خلال العد ، فهو نتيجة لعملية عدّ في كلام الله ومن كتاب الله ، وما هو بقراءة في فنجان ، أو نظر في النجوم ، وما طرحنا الفصل الخاص بهذه المسألة ، والتي قد تصيب وقد تخطئ ، إلا بعد أن تولدت لدينا قناعة ، بصرف النظر عن المواعيد المطروحة في ذلك الفصل ، تقول بأن نهاية كل من إسرائيل وأمريكا ، قريبة جدا جدا ، ومجريات الأمور سـتأخذ منحى مغايرا لما عليه الحال الآن ، وسيكون التغير سريعا ومفاجئا ومضطردا ، بحيث تأخذ الناس حالة مستمرة من الخوف والترقب ربما تدوم لعدة سنين .
أما ما نود قوله لقرّاء هذا الكتاب ، هو أن يأخذوا بأحسن ما في هذا الكتاب ، وأن يتركوا ما هو دونه ، تماشيا مع ما أخبر به أتباع رسله الكرام ، في حق ما أنزله عليهم من الهدي ، قال تعالى ( فَبَشِّرْ عِبَادِ ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ ، فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ ، وأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (18 الزمر ) .
هذا ما قاله رب العزة في حق كتبه ، وما أنزل فيها من الهدي على رسله ، فما بالك بقولنا في حق كتاب ، أنجزه عبد من عباد الله ، لا ولن يصل إلى حد الكمال ، مهما بذل من جهد ، والعقل البشري له حدود وطاقات ، مهما بلغ من إبداع ، فإن أصاب في شيء أخطأ في أشياء ، وكل إنسان في نهاية المطاف لدية قدر من الحكمة ، ليميز الغث من السمين فيما قرأ أو سمع .
ونسأل الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل


 
 توقيع : ابوعبدالعزيز

من السهل أن تحب الناس لكن
من الصعب أن تلقى أنسان يحبك


رد مع اقتباس