عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2010, 03:50 PM   #1


الصورة الرمزية الشاعر ابو سلمان
الشاعر ابو سلمان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 980
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 06-27-2012 (02:19 AM)
 المشاركات : 5,908 [ + ]
 التقييم :  176909769
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي ماماجازان والقطاع الجبلي



ماما جازان .. و القِطاع الجبلي


بقلم المواطن : عبدالرحمن بن قاسم الفيفي




إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل



كانت منطقة جازان إلى وقت قريب - متخلفة عن ركب التقدم والتطور والنهضة الحضارية والعمرانية مقارنة ببقية مناطق المملكة , وذلك ناتج عن عوامل كثيرة ليس للدولة يد في كثير منها . ففي الوقت الذي كانت فيه مناطق المملكة بمختلفها تجري جري الغزلان نحو التقدم العمراني والصناعي والتجاري , كانت جازان كالسلحفاة تكاد لا تتحرك .

وكانت المشاريع نادرة , واستحداث المؤسسات الخدمية قليل , فإذا ما جاءت خدمة من الخدمات , أو مشروع من المشاريع - تكالبت عليه جهات متعددة لتحضى أو تستأثر به , بيد أنه لا يخرج عادة عن ( حدود تهامة ) حيث أن معظم المسئولين ورؤساء الدوائر الحكومية في منطقة جازان هم من أبناء تهامة , وبالطبع فكل واحد منهم يريد أن تكون الخدمة أو المشروع لمسقط رأسه , وهذا بالطبع عمل يشكر عليه ( عرفيا ) ودليل على حب الانتماء والإخلاص للأهل والديار ومرابع الصبا , ومن لا خير فيه لأهله لن يكون فيه خير لغيرهم ( والأقربون أولى بالمعروف ) !!!.

أما في حال كون هذا المسؤول من خارج المنطقة كلها – فحتما كبار الأعيان في تهامة من تجار وأدباء وعلماء وغيرهم ... سيكون لهم تأثيرا عليه في توجيه هذه الخدمة هنا أو هناك , وبالطبع فمثل هذه الأمور ليست جديدة فهي معروفة منذ الأزل وجازان ليس استثناء . بيد أن هذه الخدمات قد تراكمت في مكان محدود , وفي أماكن متقاربة , ولم يكن في توزيعها أي عدل أو مساواة ناهيك عن التخطيط الإستراتيجي والمنطقي السليم , مما جعل هذه الخدمات لا يستفيد منها إلا جهات معينة , وفئات بعينها . وانحرمت منها نواح أخرى هي في حقيقة الأمر أكثر حاجة وأولى بها من غيرها .

وبما أن القطاع الجبلي لم يكن يملك الكوادر المؤثرة في المنطقة بحيث يستطيعون جلب خدمة أو مصلحة لناحيتهم – فقد أصبح هذا القطاع كاليتيم الذي لم يجد أحدا يربت على كتفه أو يمسح دمعته , أو حتى يتصدق عليه بفتاتة من خبز أو شربة من ماء .

بل حتى إذا جاءت لقمة من بعيد من سماء نجد – اختطفتها الغربان قبل أن تصل , وإذا وصلت لم يصل منها إلا القليل . بل وصل الأمر إلى درجة نزع المشاريع القائمة رغم ندرتها من القطاع الجبلي ونقلها بكل جراءة وبرود إلى نواح أخرى من تهامة , ناهيك عن مشاريع اعتمدت للقطاع الجبلي ونجدها اليوم متوزعة في أماكن مختلفة وما زال بعضها يحمل مسميات الأماكن التي خصصت لها من الأساس والشواهد كثيرة والكل يعرفها , ولكن لا داعي لنبش ملفات الماضي .



لقد كان هذا هو حال المنطقة بالأمس , فوضى عارمة في كل شيء , وسوء تخطيط وشبه إقطاعيات هنا أوهناك , مما أسفر عن مصائب جمة لعل أبرزها ظهور وباء
( حمى الوادي المتصدع ) الذي ظهر أول ما ظهر في ( الحميرة ) في حدود القطاع الجبلي .
وبعد تولى ملك الخير والعطاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم – رأى ببعد نظره وحسن تدبيره بأنه قد آن الأوان بأن يسلط الضوء أكثر على منطقة جازان . وأن الوقت قد حان لتأخذ هذه المنطقة مكانتها المناسبة التي تستحقها بين بقية مناطق المملكة , كواحدة من أبرز المناطق اللاتي كان لهن الدور الكبير فيما مضى في ركب العلم والمعرفة , وإرساء قواعد الحكم السعودي المشرق . وللوصول إلى هذه الغاية أختار لتولى أمارة المنطقة ليث من ليوث آل سعود , ممن يشهد لهم القاصي والداني بالاستقامة والنزاهة وبراعة القيادة وحسن الإدارة . وأمر بتذليل كافة العوائق والصعاب في سبيل تنمية المنطقة و التسريع في نهضتها .



إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل



وبعد تولى صاحب السمو الملكي الأمير محمد ناصر بن عبد العزيز – أمارة منطقة جازان , وفي فترة قصيرة وقياسية – ورغم الإرث القديم من الفوضى والتخلف الحضاري للمنطقة – فقد استطاع بحكمته وذكاءه وإخلاصه - أن يجعل كثير من الأمور المعوجة في المنطقة تستقيم وتسير في طريقها الصحيح , وإذا بنا بين عشية وضحاها نجد وجه جازان قد تغير كليا , حتى أصبحت هذه المنطقة غير تلك المنطقة بالأمس , وبات لا يصدق زائر الأمس لجازان ما يراه اليوم أمامه من تغيرات جذرية هي في الحقيقة معجزات لا يصنعها إلا عظماء الرجال الذين لا يتجاهلهم التاريخ .

لقد عم الخير كافة أرجاء جازان سهلا وجبلا وجزرا منذ تولى الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز يحفظه الله إمارة جازان ومازال الخير يتوالى من ينابيع هذا الرجل المعطاء الذي يسير الخير معه أينما سار .

بيد أن القطاع الجبلي – على وجه الخصوص – ورغم كل هذه المجهودات الواضحة لسمو أمير المنطقة - مازال هذا القطر يحتاج إلى الكثير والكثير .. حيث انه من الأساس خال من أية بنية تحتية تتلائم مع مساحته وعدد سكانه وطبيعة تضاريسه ومناخه .


فصل من معاناة سكان القطاع الجبالي :
=====================


يمثل أهالي القطاع الجبلي في منطقة جازان نصف سكان المنطقة ( أو هكذا يفترض ) ومع هذا فالخدمات المتوفرة فيه والمشاريع السنوية التي ترصد له لا تقارن البتة مع ما يخصص للقطاع التهامي لا قديما ولا حديثا !!.
لذا فهذا البون الشاسع بين الجانبين في توزيع المنافع والخدمات جعلت كفتي الميزان ما كانت يوما متساوية ولا حتى متقاربة .. فكفة تهامة دائما ما نراها في القاع , وكفتنا شامخة شموخ جبالنا الشاهقة , فهل السر في ذلك عوامل الجاذبية الأرضية ..أم قوى مغناطيسية مجهولة تجعل كفتنا التعيسة لم تتساوى يوما مع أختها ؟!!

أم أن أهل تهامة ومسئوليها ما كانوا يظنون هناك أحد من البشر في هذه الجيال الشرقية .. أم أن سكان هذه الناحية قد بلغوا من التوحش والجهل والتخلف إلى درجة لا يستحقون معها أن ينالوا ولو جزء يسيرا من فتات المائدة ؟!!



وهذا هو الدليل القاطع :




إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل



إن جازان - أيها السادة - هي أمنا جميعا
ولكن هل ( ماما جازان ) كانت يوما عادلة بين ولديها ؟!!





إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


لقد شاء الله أن يسكن أهالي القطاع الجبلي مع الوحوش الضارية .. والطيور الجارحة .. و الثعابين والحشرات السامة في هذه الجبال الشامخة ذات التضاريس القاسية منذ الأزل .. يصارعون من أجل البقاء في جهاد دائم مع الحياة وعوامل الطبيعة و الحياة الفطرية والمناخ .. وها نحن قد ولجنا للألفية الثالثة .. وعلى مشارف العام ( 2010 ) وما زال القوم يسكنون تلك الجبال .. ومع نفس الحيوانات والحشرات والطيور..
ومازال هذا الفارس الجبلي النبيل يمتطي صهوة جواده ولم يجد من يقنعه بأن الحال قد تغير .. وقد آن له أن يستريح .

ولكن كيف تنتهي الحرب مع ظروف الحياة وما زال أكثر من نصف سكانهم لا تصل الطرق إلى بيوتهم , وإنما ينقلون حاجياتهم ومرضاهم على ظهورهم .. أو بهذه الطريقة العجيبة التي ابتكروها وهي ماركة مسجلة باسمهم ولا ينازعهم فيها أحد من بين كافة شعوب الأرض !! ؟!! .





إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل



||||ما زال سكان القطاع الجبلي يعانون من شح المياه .. ويعتمد معظمهم على خزانات أرضية من أنظمة العصور الحجرية تتجمع فيها مياه الأمطار التي تتلوث عند جريانها على الأرض بألف ملوث قبل دخولها تلك الخزانات البدائية . وإذا جفت كان على أحدهم أن يشتري صهريج ماء لا يتسع لعشرة أطنان بسعر خمسة صهاريج في مدينة أخرى , وماء يجلب من الأودية المجاورة التي باتت ملوثة بمياه المجاري التي تقع على ضفافها , مما جعل الأمراض تتكالب عليهم من فشل كلوي إلى فيروسات كبد وبائية مرورا بالملاريا والحمى المالطية ناهيك عن السرطان الذي لم يعد يموت احد منهم إلا به إلا ما شاء الله .

||||مازالوا يعانون من سوء الخدمات الصحية , فلا يوجد في القطاع الجبلي إلا عدد قليل من المستشفيات والمستوصفات بتجهيزات طبية متواضعة وكوادر طبيه غير مؤهلة مع نقص مستمر في الأدوية مما جعل كثير من الأهالي في الوقت الحاضر يعودون إلى الأدوية الشعبية الطبيعية للتداوي بها كما فعل أسلافهم من مئات السنين .
أما البعض الآخر فيضطرون للسفر إلى عسير أو غيرها للعلاج . حيث إن فرق المسافة بينها وبين تهامة التي تتوفر فيها مئات المستوصفات والمستشفيات لم تعد بذلك الفرق الكبير مع اختلاف الإمكانيات وحسن المعاملة .

وإذا طالب أهالي القطاع الجبلي بإنشاء مستشفى أو مستوصف في ديارهم .. ثم جاءت الموافقة لأحفادهم بعد زمن طويل – فرضت عليهم صحة جازان سلسلة من الشروط التعجيزية في توفير المساحة الملائمة بمئات الأمتار ( وبالمجان ) , وكأنهم يسكنون في صحراء النفود وليس في قمم جبال منحدرة لا تتوفر فيها مساحات أفقية كبيرة , وإذا ما توفرت المساحة المطلوبة بعد جهد جهيد , وتنازل عدة أشخاص عن أملاكهم – أو ساهم الأهالي بشراءها لصالح المشروع - طولبوا أيضا بأن يكون الموقع استراتيجيا يخدم كل ناحية بالسنتمتر - وكأن قراهم مخططات حديثة مسبقة الإعداد من أشهر مكاتب الهندسة العالمية , وليس في رؤوس جبال تحكمها التضاريس الطبيعية منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها . ويتوزعون فيها تبعا لسبل معاشهم وتفرق قبائلهم .
ثم وبعد كل هذا تنقل هذه الخدمة بكل بساطة – وكالعادة – لصوب تهامة حيث تتلاشى تلك الطلبات من الأساس , وتتساقط الشروط واحدا تلو الآخر وكأنها لم تكن !!! .

||||حينما تسقط الأمطار على ديار القطاع الجبلي - يستبشر بها الناس خيرا لتحيي الأرض التي لا تحيا بدونها .. بيد أنها إن اشتدت لم تنتهي إلا بكارثة محققة . فيجدون بأن نصف مزارعهم قد تهدمت .. وبيوتهم الحجرية قد تخلخلت .. هذا إذا لم ينهال جبل على رؤوسهم فيطمسهم وبيوتهم إلى الأبد .. فيبيدوا كما باد قبلهم قوم عاد وثمود !! .

ولذا فكل أسرة تخصص سنويا مالا يقل عن ( 10000) ريال , لإصلاحات البيوت والمزارع والطرق , مما يرهقهم ماليا , ويزيدهم عناء على عناء , ودون أن يجدوا أية جهة محددة تمد يد العون لهم , أو تخفف عنهم هذه الأعباء .



إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


|||| الوظائف في قطاعهم التعيس شحيحة , حيث لا دوائر ولا قطاعات حكومية كبيرة ولا مصانع ولا شركات .. لذا ف 90% من سكان القطاع الجبلي عاطلين عن العمل , أو يعتمدون على الضمان الاجتماعي فقط , والبعض الآخر مربون للمواشي التي باتت تكاليف تربيتها أعلى تكلفة من أثمانها .

|||| تكلفة بناء منزل في القطاع الجبلي ضعفي تكلفة بناء مثيلا له في المدن , لارتفاع تكاليف وصول المواد وشح العمالة الماهرة .. والبعض لا تصل الطرق إلى بيوتهم أو قريب منها وهنا تكون التكاليف أكثر جسامة . والبعض اضطر لعمل عربات معلقة بمبالغ كبيرة لنقل حاجياته إلى منزله في مشهد يدعو لتوثيقه في كتب غرائب الدنيا . ومع كل هذا العناء فلا يوجد قروض عقارية ناهيك عن استثناء يتلاءم مع ظروف المنطقة وتضاريسها المعقدة , وكما هو معمول به في معظم دول العالم للمناطق ذات التضاريس المشابهة , وهذه مفارقة عجيبة تدعو للطرافة . والدعم الوحيد الذي يجده أبناء القطاع الجبلي من الجهات الحكومية هو وقف تصاريح البناء وفرض غرامات على المواطنين

|||| مدارس القطاع الجبلي مستأجرة وأشبه ما تكون بمزارع الدجاج , بيوت حجرية قديمة لاتقي من مطر, ولا يؤمن جانبها من سقوط في أية لحظة .
يسير لها أبناءهم على أقدامهم من مسافات بعيدة , يرتقون جبالا شاهقة أو ينحدرون إلى وديان سحيقة دون نقل مدرسي , والمقتدرون - وهم قلة - يدفع الواحد منهم على كل واحد من أبناءه مبالغ طائلة طوال العام لنقله لمدرسته في مركبات متهالكة وغير آمنة . ولذا فكل عام تفقد كثير من الأسر بعض أبناءها في حوادث مؤلمة تقشعر لها الأبدان .

|||| بناتهم بعد أن ينهين دراسة المرحلة الثانوية يتخللن في المنازل معضلة أخرى تعيق مواصلة الدراسة وهي عجز أولياء الأمور عن السفر اليومي بهن إلى مدن تهامة لإكمال تعليمهن لما في ذلك من مخاطر وجهد وتكلفة , ومحاذير شرعية وعرفية , حيث أن معظم الإباء ليس لديهم سيارات , ولا مصادر دخل تساعدهم , ولا يتحملون تسليم مخصصات الضمان الاجتماعي لأصحاب سيارات النقل الخاص الذين يقومون بنقل الطالبات إلى كليات البنات في تهامة
التي يوجد بها جامعة وسبع كليات مختلفة للبنات متورعة في مختلف جهات تهامة .
في جازان – وصامطة – وأبي عريش – وصبيا – وفرسان .

|||| أولادهم عندما يبلغ أحدهم الحلم فبدلا من مشكلة ختان التجليد بالأمس - تأتي اليوم معضلة الحصول على بطاقة شخصية , فالقطاع الجبلي كله لا توجد فيه إدارة للأحوال المدنية , ولذا لابد من السفر إلى إحدى مدن تهامة للمراجعة عدة أيام وأحيانا لعدة شهور( للمعاملة المتميزة التي يحضى بها أبناء الجبال من قبل الدوائر الحكومية في تهامة ) .
هذا مع وجود خمس إدارات للأحوال المدنية متورعة بين مختلف مدن تهامة .

||||حينما يريد احدهم تجديد رخصة سيارته , أو رخصة قيادتها , أو نقل ملكيتها لا يوجد في القطاع الجبلي كله إدارة أو شعبة أو حتى تشاهد سيارة للمرور , هذا مع توفر دفاتر المخالفات المرورية في كل مركز شرطة ومع كل رجل أمن , ولم يتبقى إلا المجاهدين لم تسلم لهم .
ولذا فعلى احد ( الجبالية ) - وكالعادة - السفر إلى تهامة لتجديد استمارة سيارته أو رخصة قيادتها حاملا رزمة لا بأس بها من المخالفات .

|||| الأمن في القطاع الجبلي شبه معدوم , فالسرقات والقتل والسلب , وترويج الخمور والمخدرات أصبحت عادة يومية , فمراكز الشرطة قليلة كقلة إفرادها لا تستطيع تأمين منطقة جبلية شاسعة وحدودية تعتبر بؤرة ملتهبة وملاذ آمن للمخالفين والإرهابيين

|||| الخدمات البلدية معدومة والبلديات لا يتعدى دورها توزيع تراخيص للمحلات التجارية
فلم نر مجسم جمالي لائق في مدخل هام , أو نرى شارع فسيح منظم , أو حتى حاجز طريق يمنع سقوط المركبات من قمم الجبال ناهيكم عن مكافحة البعوض الذي كاد يفتك بالمواطنين أو أعمال النظافة اليومية , حيث تتراكم النفايات بالأسابيع مما يضطر السكان إلى حرقها أو نقلها بسياراتهم الخاصة . اما الطرق الفرعية فحدث ولا حرج عن أعمال سفلتتها وصيانتها لا يقوم بذلك غالبا إلا الأهالي فـ 80 % من طرق فيفاء وبني مالك وغيرها – إنما فتحها الأهالي وسفلتوها من جيوبهم , وكأنهم أغنى شعوب الأرض , هذا في الوقت الذي قامت فيه أمانة منطقة جازان بردم أجزاء كبيرة من البحر الأحمر حتى كادت أن تصل سواحل الصومال وجعلته متنزهات سياحية حالمة . بعد أن فرشته بمئات الملايين .



إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل



|||| الاتصالات الهاتفية التي أصبحت موضة قديمة وهي متوفرة حتى في مجاهل أفريقيا و أدغال فيتنام - في قطاعنا الجبلي غير موجودة حتى في بعض الدوائر الحكومية , أما الجوالات فهي لا تعمل إلى في مواقع محدودة جدا , ومعظم الأهالي يتصلون ببعضهم دوليا عن طريق الشبكة اليمنية التي تعمل بكفاءة عالية هناك .
أما عن الاتصالات المتقدمة الأخرى مثل DSL وما شابهها .. فلن تصل إليهم إلا بعد عدة قرون .
ومع كل هذا العناء والمشقة , وسفر الواحد منهم إلى تهامة لقضاء حاجة من الحاجات فهو لا يجد أمامه من موظفي الدوائر الحكومية هناك - التسهيل و مراعاة مجيء هذا المسافر من مسافة بعيدة ومن أقاصي جبال جازان , فسواء كان كبير سن جاء يتوكأ على عصاه حتى هناك , أو معاق حمل على الأكتاف حتى وصل , أو جاهل لا يفرق بين مدير وفراش .. أو أديب أو عالم - فالأمر سيان . بل على النقيض من ذلك – فالموظفين - للأسف إن تواجدوا في مقراتهم وعلى مكاتبهم وذلك نادر الحدوث – يتعمدون تعقيد أبسط الأمور , ويتلذذون برؤية هذا المراجع واقف أمامهم بذلة ومسكنة كل يوم يحمل ملفه ومعاريضه , ولا ينتهي من أبسط الحاجات إلا بعد جهد جهيد , هذا إذا سلمت معاملته من ضياعها .. أو تضييعها - بكل بساطة فيعود من حيث أتى بخفي حنين .

فهل من الغريب بعد كل هذا أن يعالج سكان القطاع الجبلي مرضاهم - مع فقرهم - في المستشفيات الخاصة أو خارج حدود منطقة جازان مع توفر كل الإمكانات في المنطقة ؟!

وهل تساءل أحد عن سبب نقلهم لملفاتهم من إدارات الأحوال المدنية من صبيا وغيرها إلى شتى مدن المملكة , ويسافرون إلى هناك لقضاء حاجياتهم رغم البعد والمشقة ؟!!

وعن سبب تجديد كثير منهم لإستمارة سيارته أو رخصته من عسير أو نجران أو غيرها ولا يجددونها من تهامة جازان ؟!! .

وعن المبرر والحاجة التي دفعت أبناءهم وبناتهم لإكمال دراستهم الجامعية – خارج منطقة جازان رغم عناء البعد والترحال ؟!! .

وهل من الغريب – بعد كل هذا - أن يتناقص سكان القطاع الجبلي عاما بعد عام .. كأهالي فيفاء وبني مالك وبني الغازي والعبادل وغيرهم ؟!!
فعدد أهالي فيفاء - على سبيل المثال – يتجاوزون ( 120000 ) نسمة .
وسكان فيفاء المقيمين حاليا فيها لا يزيدون عن(15000 ) يتناقصون سنويا بمعدل
(5 % ) , حيث كانوا في إحصائيات سابقة أعلى بكثير من هذا العدد , ( فأين 95000 نسمة) ؟!!!
ولم لا يعود منهم على الأقل الربع لديارهم .. أو على الأقل يبقى المعدل كما هو دون تناقص . أليس هذا دليل واضح وضوح الشمس في رابعة النهار بأن هناك مشكلة تنموية في القطاع الجبلي ؟!!
وان هناك هجرة مستمرة من قبل السكان إلى خارج المنطقة , وان هناك عزوف من الأهالي في العودة والاستقرار في ديارهم لكل ذلك .
أما عشق المكان وكثرة المنازل المشيدة هناك في ( فيفاء ) ؟!!
لو دخلتموها ستجدوا معظمها خاوية على عروشها حيث هجرها أهلها بعد أن ذاقوا عناء ما ذكرناه هنا .. وضحوا بها في سبيل الاستقرار و الأمان , وتفرقوا بين مدن المملكة وقراها كما تفرق وغرب أسلافهم من قبل ( بني هلال ) في أرجاء الأرض .

إن الجميع يريدون الخلاص من هذا العناء , لو أقام احدهم في صحراء الربع الخالي . ومن يذهب لا يعود إلا زائرا , ومن يتقاعد في مدينة من مدن المملكة يبقى هناك حيث الحضارة والمدنية وكل شيء متوفر له ولأبنائه وبالقرب منه .

ففي عسير- على سبيل المثال - ما يزيد عن ( 35000 ) من أبناء فيفاء ومثلهم من بني مالك أي أكثر من ضعف سكان فيفاء وبني مالك الموجودين فيها حاليا . ولا يأتون لديارهم إلا كزوار كغيرهم من غير أهلها .
فرغم الحنين للوطن وحبهم للأرض ومرابع الصبا – إلا أن فكرة عودة احدهم لدياره والاستقرار فيها - ضرب من الحماقة والجنون في ظل هذه المعطيات .ونقص الخدمات . فالواحد منهم ليس مستعدا إذا أراد خدمة من الخدمات أن يسافر من أعالي الجبال لأقاصي تهامة من أجل خدمة من أبسط الخدمات , أو معتادا على أن يراجع شهرا في أمر بسيط لا يحتاج يوما واحدا أو ساعة واحدة من دائرة حكومية أو خدمية. أو تضيع معاملاته من الدوائر الحكومية واحدة تلو أخرى دون حسيب أو رقيب , أو لا يحصل على خدمة كفلتها له الدولة رعاها الله دون مقابل– إلا بشق الأنفس أو بطرق ملتوية وبعد ذلة وتمنن .



|||| فمنطقة جازان في الحقيقة ليس قطاعين جبلي وتهامي , كما توهمنا .. وإنما قطاع واحد .
( قطـــــــــــــاع تهـــــــــامي ) !



إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


وتقبلوا تحياتي







 

رد مع اقتباس