عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2010, 09:41 PM   #1


الصورة الرمزية بدر المشاعر
بدر المشاعر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 224
 تاريخ التسجيل :  Aug 2009
 أخر زيارة : 11-12-2012 (11:36 PM)
 المشاركات : 2,536 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي حجاج يرفضون المخيمات ويلوذون بـ «جبل العذاب»



حجاج يرفضون المخيمات ويلوذون بـ «جبل العذاب»
ـ المشاعر المقدسة





ما بين «جبل البروز» أشهر جبال القوقاز التي تمتد بطول 60 ميلا ما بين البحر الأسود غربا وبحر قزوين شرقا في الشيشان إلى جبل وادي محسر ذلك التل الصغير في مشعر منى، قصة عشق للطبيعة الوعرة والتحديات القائمة على الجلادة والصبر.
فالافتراش، تسلق الجبال، والنوم في العراء دون وجل كلها مصطلحات تثير المخاوف لدى البعض لكنها تمثل مقومات الحياة لدى الحجاج الشيشانيين الذين يجدون فيها متعة الحياة الحقيقية، هكذا هي ثقافتهم، وهكذا يفضلون قضاء رحلة الحج بعيدا عن الرفاهية المتمثلة في مخيمات منى تحت أجهزة التكييف.
فما إن وطئت أقدامهم مشعر منى حتى شرعوا في البحث عن وادي محسر، وكأنما يرون في صعودهم جباله سنة مؤكدة لا بد لهم منها، إلى جانب ما يشعرون به من راحة وطمأنينة وسعادة وهم في جبال الوادي تاركين ارتباطهم بالحملات المنظمة لهم، وهذا الوادي الذي يقصدونه المعروف تاريخيا يقع بين مزدلفة ومنى وقد أنزل الله فيه بأسه بأصحاب الفيل عندما أتوا لهدم الكعبة، وسمي هذا الوادي بمحسر لأن قصة الفيل وقعت فيه، ويأتي معناه اللغوي من المصطلح حسرت فيه أي أعييت وكلت، وفي حجة الوداع أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسرع بالخروج منه وأخبر أصحابه بأن أصحاب الفيل أهلكوا في هذا الوادي، حيث أرسل الله عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، وأمر أصحابه بالإسراع بالخروج منه لأنه مكان عذاب.
وبالرغم من حملات التوعية التي تهدف صوب رفع ثقافة الحجاج إلا أن هؤلاء في اعتقادهم «الحج ليس سوى عبادة»، وما تنادي له الجهات التنظيمية من ربطه بالجانب السلوكي الحضاري لا يمثل لهم أهمية فكل ما يهمهم أن يؤدوا الحج وفق معتقداتهم الدينية وسلوكياتهم التي لا يمكن للحملات التوعوية أن تغيرها.
ولم يتوقف مدى تفكيرهم عند هذا الحد بل تجاوز إلى رفضهم لمحاولة «عكاظ» إبلاغهم أن هذا الوادي منهي الجلوس فيه والإقامة فيه، حيث يقول الحاج رشيد الحق «بحثنا عن هذا المكان طويلا، وفيه سنقيم أيام التشريق، هنا نجد الراحة ونعمد إلى الطبخ والأكل والنوم بعيدا عن صخب المخيمات».
الحجاج بأجسادهم هنا، لكن عقولهم هناك في ذلك البلد المحطم الذي يئن تحت ظروف سلسلة التغييرات السياسية والديموغرافية التي تحاول القوى الخارجية تحسينها على وجه الدولة الشيشانية لتذوب كل مؤثرات التجميل ويبقى ذلك الوجه البائس لهذه الدولة المنهكة.


 

رد مع اقتباس