نعم أخي المعلم ، ابتسم ، تواضع إلى مستوى تفكير الطالب الذي أمامك ، لن تخسر شيئاً من دخلك الشهري ، و لن تخسر شيئاً من ذاتك ، فقد كنت أنت في يومٍ من الأيام تجلس مكان هذا الطالب الذي يعتبرك أمامه قدوة يستنبط منها شخصيته حتى يكبر و تفخر بأنك رجل تربوي قبل أن تكون معلماً ، لا تتعجل بالحكم على الطالب البليد فقد يحصد يوماً ما براءة اختراع ، لا تُحبطه ، بل لا تغضب عليه إن لم يفهم شرحك ، فالطلاب تختلف مستويات التفكير لديهم .

أنت تعمل و تشقى و تتعب ، نعم و في هذه الكلمات سأكون معك ، و لكنك في نهاية العام أنجزت التربية قبل أن تُعطي رسالة العلم فما أنت سوى شمعة تضيء للطلاب طريق المعرفة ، و التربية لا تحتاج إلى العصا ، و لا الضرب ، و لا الإهانة للطالب عديم التربية ، و لكنها ابتسامة و نزول لمستوى هذا الطالب ، لأنه قد يكون في المنزل مكبوتاً داخل حجرته و يحتاج دائماً إلى إخراج كل ما بداخله ، أنت بدورك قف بجانبه و ابتسم له ، ليس فقط ، بلا داعبه بكل براءة و عفوية ، سيحترم شخصك بلا أدنى شك ، لماذا ؟ ، لأنك فقط نزلت إلى مستواه و شعر بأن هناك من البشر من أعطاه اهتماماً سيحظى به كثيراً إلى أن يتخرج من مدرسته .

فقط ابتسم أخي المعلم ، ستكسب أجر الصدقة في وجه أخيك الطالب ، و ستكسب احترامه لك كرجل تربوي في المقام الأول ، و ستكسب أيضاً عامل حب الطالب لمادته و لمدرسته و بالتالي سيُنجز النجاح الذي كان عاجزاً عنه قبل أن تبتسم ، و لربما ستكون ابتسامتك أجمل ما رأى في يومه المدرسي !! ، فقط ابتسم .
اتمنى ان يتغيرون كل المعلمين
لينك