عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2011, 04:17 PM   #4


الصورة الرمزية ابواصيل
ابواصيل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 07-22-2012 (03:59 AM)
 المشاركات : 6,599 [ + ]
 التقييم :  388643593
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تفسير صوره مريم




(واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا (56) ورفعناه مكانا عليا) (57)
يقول تعالى : واذكر يا محمد في كتابنا هذا إدريس ( إنه كان صديقا ) لا يقول الكذب، (نبيا) نوحي إليه من أمرنا ما نشاء.( ورفعناه مكانا عليا ) يعني به إلى مكان ذي علو وارتفاع. وقال بعضهم: رفع إلى السماء السادسة.وقال آخرون: الرابعة.

عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعبا وأنا حاضر، فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس ( ورفعناه مكانا عليا ) قال كعب: أما إدريس، فإن الله أوحى إليه: إني رافع لك كل يوم مثل عمل جميع بني آدم، فأحب أن تزداد عملا فأتاه خليل له من الملائكة، فقال: إن الله أوحى إلي كذا وكذا، فكلم لي ملك الموت، فليؤخرني حتى أزداد عملا فحمله بين جناحيه، ثم صعد به إلى السماء; فلما كان في السماء الرابعة، تلقاهم ملك الموت منحدرا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس ، فقال: وأين إدريس؟ فقال: هو ذا على ظهري، قال ملك الموت: فالعجب بعثت أقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟ فقبض روحه هناك
فذلك قول الله تبارك وتعالى ( ورفعناه مكانا عليا ).

عن مجاهد، قوله ( ورفعناه مكانا عليا ) قال: إدريس رفع فلم يمت، كما رفع عيسى.

عن ابن عباس ( ورفعناه مكانا عليا ) قال: رفع إلى السماء السادسة، فمات فيها.

عن أبي سعيد الخدري( ورفعناه مكانا عليا ) قال: في السماء الرابعة.

عن أبي هريرة أو غيره " شك أبو جعفر الرازي " قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم صعد به جبريل إلى السماء الرابعة، فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبرائيل، قالوا: ومن معه؟ قال: محمد، قالوا: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، قال: فدخل فإذا هو برجل، قال: هذا إدريس رفعه الله مكانا عليا.

عن قتادة، في قوله ( ورفعناه مكانا عليا ) قال: حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله حدث أنه لما عرج به إلى السماء قال: أتيت على إدريس في السماء الرابعة.

( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) (58)

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: هؤلاء الذين اقتصصت عليك أنباءهم في هذه السورة يا محمد، الذين أنعم الله عليهم بتوفيقه، فهداهم لطريق الرشد من الأنبياء من ذرية آدم، ومن ذرية من حملنا مع نوح في الفلك، ومن ذرية إبراهيم خليل الرحمن، ومن ذرية إسرائيل، وممن هدينا للإيمان بالله والعمل بطاعته واجتبينا: يقول: وممن اصطفينا واخترنا لرسالتنا ووحينا، فالذي عنى به من ذرية آدم إدريس، والذي عنى به من ذرية من حملنا مع نوح إبراهيم، والذي عنى به من ذرية إبراهيم إسحاق ويعقوب وإسماعيل، والذي عنى به من ذرية إسرائيل: موسى وهارون وزكريا وعيسى وأمه مريم، ولذلك فرق تعالى ذكره أنسابهم وإن كان يجمع جميعهم آدم لأن فيهم من ليس من ولد من كان مع نوح في السفينة، وهو إدريس، وإدريس جد نوح.

وقوله تعالى ذكره ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن ) يقول إذا تتلى على هؤلاء الذين أنعم الله عليهم من النبيين أدلة الله وحججه التي أنـزلها عليهم في كتبه، خروا لله سجدا، استكانة له وتذللا وخضوعا لأمره وانقيادا، (وبكيا) يقول: خروا سجدا وهم باكون، والبكي: جمع باك، كما العتي جمع عات والجثي: جمع جاث، فجمع وهو فاعل على فعول، كما يجمع القاعد قعودا، والجالس جلوسا، وكان القياس أن يكون: وبكوا وعتوا، ولكن كرهت الواو بعد الضمة فقلبت ياء، كما قيل في جمع دلو أدل. وفي جمع البهو أبه، وأصل ذلك أفعل أدلو وأبهو، فقلبت الواو ياء لمجيئها بعد الضمة استثقالا وفي ذلك لغتان مستفيضتان، قد قرأ بكل واحدة علماء من القراء بالقرآن بكيا وعتوا بالضم، وبكيا وعتيا بالكسر. وقد يجوز أن يكون البكي هو البكاء بعينه.

عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قرأ عمر بن الخطاب سورة مريم فسجد وقال: هذا السجود، فأين البكي؟ يريد: فأين البكاء.

( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) (59)
يقول تعالى : فحدث من بعد هؤلاء الذين ذكرت من الأنبياء الذين أنعمت عليهم، ووصفت صفتهم في هذه السورة، خلف سوء في الأرض أضاعوا الصلاة.

عن أبي عمرو، عن القاسم بن مخيمرة، قال: أضاعوا المواقيت، ولو تركوها لصاروا بتركها كفارا.

عن إبراهيم بن يزيد، أن عمر بن عبد العزيز بعث رجلا إلى مصر لأمر أعجله للمسلمين، فخرج إلى حرسه، وقد كان تقدم إليهم أن لا يقوموا إذا رأوه، قال: فأوسعوا له، فجلس بينهم فقال: أيكم يعرف الرجل الذي بعثناه إلى مصر؟ فقالوا: كلنا نعرفه، قال: فليقم أحدثكم سنا، فليدعه، فأتاه الرسول فقال: لا تعجلني أشد علي ثيابي، فأتاه فقال: إن اليوم الجمعة، فلا تبرحن حتى تصلي، وإنا بعثناك في أمر أعجله للمسلمين، فلا يعجلنك ما بعثناك له أن تؤخر الصلاة عن ميقاتها، فإنك مصليها لا محالة، ثم قرأ ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) ثم قال: لم يكن إضاعتهم تركها، ولكن أضاعوا الوقت.

قال مسروق: لا يحافظ أحد على الصلوات الخمس، فيكتب من الغافلين، وفي إفراطهن الهلكة، وإفراطهن: إضاعتهن على وقتهن.


عن القرظي، أنه قال في هذه الآية ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ) يقول: تركوا الصلاة.

عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) قال: عند قيام الساعة، وذهاب صالحي أمة محمد صلى الله عليه وسلم ينـزو بعضهم على بعض في الأزقة. قال محمد بن عمرو : زنا. وقال الحارث: زناة.


عن أبي تميم بن مهاجر في قول الله: ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ) قال: هم في هذه الأمة يتراكبون تراكب الأنعام والحمر في الطرق، لا يخافون الله في السماء، ولا يستحيون الناس في الأرض.

وأما قوله ( فسوف يلقون غيا ) فإنه يعني أن هؤلاء الخلف الذين خلفوا بعد أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين سيدخلون غيا، وهو اسم واد من أودية جهنم، أو اسم بئر من آبارها.

عن لقمان بن عامر الخزاعي، قال: جئت أبا أمامة صدي بن عجلان الباهلي، فقلت: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فدعا بطعام، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أن صخرة زنة عشر أواق قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها خمسين خريفا، ثم تنتهي إلى غي وأثام ، قال: قلت وما غي وما أثام؟ قال: بئران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار، وهما اللتان ذكر الله في كتابه( أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) ، وقوله في الفرقان ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما .

عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو ( فسوف يلقون غيا ) قال: واديا في جهنم.


عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله ( أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) قال: نهر في النار يقذف فيه الذين اتبعوا الشهوات.


عن ابن عباس قوله ( فسوف يلقون غيا ) يقول: خسرانا.

في قوله ( فسوف يلقون غيا ) الغي: الشر.

قال أبو جعفر: وكل هذه الأقوال متقاربات المعاني، وذلك أن من ورد البئرين اللتين ذكرهما النبي صلى الله عليه وسلم، والوادي الذي ذكره ابن مسعود في جهنم، فدخل ذلك، فقد لاقى خسرانا وشرا، حسبه به شرا.

( إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا) (60)
يقول تعالى : فسوف يلقى هؤلاء الخلف السوء الذين وصف صفتهم غيا، إلا الذين تابوا فراجعوا أمر الله، والإيمان به وبرسوله ( وعمل صالحا ) يقول: وأطاع الله فيما أمره ونهاه عنه، وأدى فرائضه، واجتنب محارمه من هلك منهم على كفره ، وإضاعته الصلاة واتباعه الشهوات.
وقوله ( ولا يظلمون شيئا ) يقول: ولا يبخسون من جزاء أعمالهم شيئا، ولا يجمع بينهم وبين الذين هلكوا من الخلف السوء منهم قبل توبتهم من ضلالهم، وقبل إنابتهم إلى طاعة ربهم في جهنم، ولكنهم يدخلون مدخل أهل الإيمان.

( جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا) (61)
يقول تعالى : فأولئك يدخلون الجنة ( جنات عدن ) وقوله (جنات عدن) نصب ترجمة عن الجنة.
ويعني بقوله ( جنات عدن ) بساتين إقامة. وقد بينت ذلك فيما مضى قبل بشواهده المغنية عن إعادته.

وقوله ( التي وعد الرحمن عباده بالغيب ) هذه الجنات هي الجنات التي وعد الرحمن عباده المؤمنين أن يدخلوها بالغيب، لأنهم لم يروها ولم يعاينوها، فهي غيب لهم. وقوله ( إنه كان وعده مأتيا )
يقول تعالى : إن الله كان وعده، ووعده في هذا الموضع موعوده، وهو الجنة مأتيا يأتيه أولياؤه وأهل طاعته الذين يدخلهموها الله.
( لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) (62)

يقول تعالى : لا يسمع هؤلاء الذين يدخلون الجنة فيها لغوا، وهو الهدي والباطل من القول والكلام ( إلا سلاما ) وهذا من الاستثناء المنقطع، ومعناه: ولكن يسمعون سلاما، وهو تحية الملائكة إياهم. وقوله ( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ) يقول: ولهم طعامهم وما يشتهون من المطاعم والمشارب في قدر وقت البكرة ووقت العشي من نهار أيام الدنيا، وإنما يعني أن الذي بين غدائهم وعشائهم في الجنة قدر ما بين غداء أحدنا في الدنيا وعشائه، وكذلك ما بين العشاء والغداء وذلك لأنه لا ليل في الجنة ولا نهار، وذلك كقوله خلق الأرض في يومين و خلق السماوات والأرض في ستة أيام يعني به: من أيام الدنيا.

( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ) ليس في الجنة ليل، هم في نور أبد، ولهم مقدار الليل والنهار، يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب، وفتح الأبواب.

عن الحسن وذكر أبواب الجنة فقال: أبواب يرى ظاهرها من باطنها، فتكلم وتكلم، فتهمهم انفتحي انغلقي، فتفعل.

عن مجاهد، قال: ليس بكرة ولا عشي، ولكن يؤتون به على ما كانوا يشتهون في الدنيا.

عن قتادة، قوله ( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ) فيها ساعتان بكرة وعشي، فإن ذلك لهم ليس ثم ليل، إنما هو ضوء ونور.

(تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا) (63)
يقول تعالى ذكره: هذه الجنة التي وصفت لكم أيها الناس صفتها، هي الجنة التي نورثها، يقول: نورث مساكن أهل النار فيها( من عبادنا من كان تقيا ) يقول: من كان ذا اتقاء عذاب الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه.

( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ) (64)
ذكر أن هذه الآية نـزلت من أجل استبطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم جبرائيل بالوحي، وقد ذكرت بعض الرواية ، ونذكر إن شاء الله باقي ما حضرنا ذكره مما لم نذكر قبل.

عن ابن عباس، قوله ( وما نتنزل إلا بأمر ربك) إلى (وما كان ربك نسيا ) قال: احتبس جبرائيل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وحزن، فأتاه جبرائيل فقال : يا محمد
( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ).

عن قتادة ( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا ) قال: هذا قول جبرائيل، احتبس جبرائيل في بعض الوحي، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم " ما جئت حتى اشتقت إليك فقال له جبرائيل ( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا ) ".

عن مجاهد، قال: لبث جبرائيل عن محمد اثنتي عشرة ليلة، فلما جاءه قال: أي جبرائيل لقد رثت علي حتى لقد ظن المشركون كل ظن فنـزلت ( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ).

عن الضحاك يقول في قوله ( وما نتنزل إلا بأمر ربك ) احتبس عن نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى تكلم المشركون في ذلك، واشتد ذلك على نبي الله، فأتاه جبرائيل، فقال: اشتد عليك احتباسنا عنك، وتكلم في ذلك المشركون، وإنما أنا عبد الله ورسوله، إذا أمرني بأمر أطعته ( وما نتنزل إلا بأمر ربك ) يقول: بقول ربك.

عن أبي جعفر، عن الربيع ( له ما بين أيدينا ) يعني الدنيا( وما خلفنا) الآخرة (وما بين ذلك ) النفختين.

عن قتادة ( له ما بين أيدينا ) من أمر الآخرة ( وما خلفنا ) من أمر الدنيا( وما بين ذلك ) ما بين الدنيا والآخرة ( وما كان ربك نسيا ).

عن قتادة ( له ما بين أيدينا ) من الآخرة( وما خلفنا) من الدنيا(وما بين ذلك ) ما بين النفختين.

عن ابن جريج ( ما بين أيدينا ) قال: ما مضى أمامنا من الدنيا( وما خلفنا ) ما يكون بعدنا من الدنيا والآخرة ( وما بين ذلك ) قال: ما بين ما مضى أمامهم، وبين ما يكون بعدهم.

قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب معناه: له ما بين أيدينا من أمر الآخرة، لأن ذلك لم يجئ وهو جاء، فهو بين أيديهم، فإن الأغلب في استعمال الناس إذا قالوا : هذا الأمر بين يديك، أنهم يعنون به ما لم يجئ، وأنه جاء، فلذلك قلنا: ذلك أولى بالصواب. وما خلفنا من أمر الدنيا، وذلك ما قد خلفوه فمضى، فصار خلفهم بتخليفهم إياه، وكذلك تقول العرب لما قد جاوزه المرء وخلفه هو خلفه، ووراءه وما بين ذلك: ما بين ما لم يمض من أمر الدنيا إلى الآخرة، لأن ذلك هو الذي بين ذينك الوقتين.

وإنما قلنا: ذلك أولى التأويلات به، لأن ذلك هو الظاهر الأغلب، وإنما يحمل تأويل القرآن على الأغلب من معانيه، ما لم يمنع من ذلك ما يجب التسليم له. فتأمل الكلام إذن: فلا تستبطئنا يا محمد في تخلفنا عنك، فإنا لا نتنـزل من السماء إلى الأرض إلا بأمر ربك لنا بالنـزول إليها، لله ما هو حادث من أمور الآخرة التي لم تأت وهي آتية، وما قد مضى فخلفناه من أمر الدنيا، وما بين وقتنا هذا إلى قيام الساعة ، بيده ذلك كله، وهو مالكه ومصرفه، لا يملك ذلك غيره، فليس لنا أن نحدث في سلطانه أمرا إلا بأمره إيانا به ( وما كان ربك نسيا ) يقول: ولم يكن ربك ذا نسيان، فيتأخر نـزولي إليك بنسيانه إياك بل هو الذي لا يعزب عنه شيء في السماء ولا في الأرض فتبارك وتعالى ولكنه أعلم بما يدبر ويقضي في خلقه. جل ثناؤه.

(رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا) (65)
يقول تعالى : لم يكن ربك يا محمد رب السماوات والأرض وما بينهما نسيا، لأنه لو كان نسيا لم يستقم ذلك، ولهلك لولا حفظه إياه، فالرب مرفوع ردا على قوله ربك وقوله (فاعبده) يقول: فالزم طاعته، وذل لأمره ونهيه ( واصطبر لعبادته ) يقول: واصبر نفسك على النفوذ لأمره ونهيه، والعمل بطاعته، تفز برضاه عنك، فإنه الإله الذي لا مثل له ولا عدل ولا شبيه في جوده وكرمه وفضله ( هل تعلم له سميا ) يقول: هل تعلم يا محمد لربك هذا الذي أمرناك بعبادته، والصبر على طاعته مثلا في كرمه وجوده، فتعبده رجاء فضله وطوله دونه كلا ما ذلك بموجود.

عن قتادة، قوله ( هل تعلم له سميا ) لا سمي لله ولا عدل له، كل خلقه يقر له، ويعترف أنه خالقه، ويعرف ذلك، تم يقرأ هذه الآية ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله .

عن ابن جريج، في قوله ( هل تعلم له سميا ) قال: يقول: لا شريك له ولا مثل.
لله الأمر من قبل ومن بعد


<!-- / message -->
<!-- stamps hack --><!-- / stamps hack -->


 
 توقيع : ابواصيل


وديَ ابوْح ب كل ما بخاطريَ مكَنونْ لـ كن
.........ظروف الوقت تَلزم سكوتي !
مآ قوى لسآني ينطق سوى ْ : . . !
[ آللهم من آراد بي السوءَ ف شغله في نفسه ]



رد مع اقتباس