الموضوع: اسرتي مسئوليتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2011, 03:31 AM   #1


الصورة الرمزية همس الوفاء
همس الوفاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1128
 تاريخ التسجيل :  Jan 2011
 أخر زيارة : 02-14-2012 (08:45 PM)
 المشاركات : 694 [ + ]
 التقييم :  342774358
لوني المفضل : Cadetblue
4 اسرتي مسئوليتي







الحمدُ لله رَبِّ العالمين ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمُرسلين ،



وعلى آلهِ وصحبه أجمعين .




وبعـد ؛؛









يقولُ نبينا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( كُلُّكُم راعٍ ، وكُلُّكُم مَسئولٌ عن رعيَّتِه ))
متفقٌ عليه .



وبما أَنِّي عُضوةٌ داخل هذا المُجتمع الصغير ( الأُسْـرة ) ،



فأنا مَسئولةٌ عنه ، ولا بُدَّ أن يكون لي دورٌ فاعِلٌ فيه ،،



و مسؤوليتي تَمتدُّ إلى أمي وأبي وأختي وأخي ..




مِن غير المُمكن أنْ أعيشَ وحدي ، وأسعى لمصالح نفسي ،



وأتركُ أهلي لحالهم ..






مِن غير المُمكن أنْ أعزلَ نفسي عَمَّن حولي ، ولو بدت منهم بعضُ الأخطاء ..




مِن غير المُمكن أنْ أُنيرَ الطريقَ لِمَن هُم بعيدين عَنِّي ،



وأتركُ أهلي في ظلامٍ دامِس ..







مِن غير المُمكن أن يتعب أهلي في تربيتي وتعليمي ،



ثُمَّ لا يجدون مِنِّي إلا الجفاء والجُحودَ والنُّكْران ..



فـ




لكنْ : ما المطلوبُ مِنِّي بما أنِّي مَسئولةٌ في هذا المَقام ؟ وما هو دوري ؟



يقولُ رَبُّنا تبارك وتعالى : ﴿ يا أَيُّها الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًاوَقُودُهَا النَّاسُ والحِجَارَةُ ﴾ التحريم/6 ،،



فهذا أحـدُ دوري في الأُسْـرة .



لكنْ : كيف أفعلُ ذلك ؟



أولاً : بنقل ما أعرفُ مِن أمور ديني وما يحتاجونه مِنها إليهم .


ثانيًا : بالنُّصْح والتوجيه لِمَن يحتاجُ ذلك مِن أفرادِ أُسْـرتي .



ثالثًا : أمرُهُم بالمعروف ، ودوتُهم إليه ، وتشجيعُهُم عليه .



رابعًا : نهيهُم عن المنكر ، إنْ ظهر منهم .



لكنْ : كيف يكونُ نهيي عن المُنكر ؟



هل أضرِب ؟



هل أشتم ؟



هل أُعَنِّف ؟



هل أهجُـر ؟



يقولُ رسولُنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( مَن رأى منكم مُنكرًا فليُغيِّره بيده ،



فإنْ لم يستطع فبلسانه ، فإنْ لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعفُ الإيمان ))



رواه مُسلم ..



فإنْ رأيتُ مُنكرًا ، فعلَىَّ أنْ أُبادِرَ بتغييره بيدي إنْ استطعت ؛
كأنْ يكونَ شئٌ يحتاجُ إلى إتلافٍ كآلاتِ اللهو والغناء ،

أو صورٍ ذوات الأرواح ، أو تلفاز ( بتغيير القناة ) ، وغيرها .

لكنْ : قد يُؤدِّي هذا التغيير إلى ما لا تُحمَد عُقباه ، فماذا عَلَىَّ ؟

عَلَىَّ في هذه الحالة أنْ أستخدمَ لساني ؛ بأنْ أنصح ، وأُبَيِّنَ حُرْمَةَ الأمر .

لكنْ : قد يُعَرِّضُني ذلك لشئٍ مِن الإهانةِ أو الضرب مِن قِبَلِ والدىَّ أو أحدهما ..

إذًا .. عَلَىَّ الإنكارُ بالقلب؛ بأنْ أُغادرُ المكانَ مَثلاً ، أو أُبدىَ استيائي مِن

الأمرِ دُون كلام ..



و الأب مَسئولٌ داخل أُسْـرته ، مَسئولٌ عنها ، وعن أفعالها ،


وهو مُطالَبٌ بعـددٍ مِن الواجبات ، وعليه تقعُ كثيرٌ مِن المسئوليات


تجاه أُسْـرته .. ومِن ذلك :



-الأنفاق عليهم .. يقولُ ولنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :



(( دينارٌ أنفقته في سبيل الله ، ودنارٌ أنفقته في رقبة ، ودِينارٌ تصدَّقتَ


به على مِسكين ، ودِينارٌ أنفقته على أهلك ، أعظمُها أجرًا الذي أنفقته



على أهلك )رواه مُسلم .







- تعليمهم أمور دينهم ، ومنها : الصَّلاة وما يتعلقُ بها مِن أركانٍ

وواجباتٍ وسُنَن ومُبطلات ،، والصَّوم ومُفسداتِه ،، إلى غير ذلك ..

يقولُ رَبُّنا سبحانه وتعالى : ﴿ وَاْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ طه/132 ..



ومِنها : أمـرُ الزوجة والبنات بلبس الحِجاب الشرعىِّ الكامِل ..

ومُعالجة التقصير إنْ وُجِد .. وخلق جَوٍّ مِن التعاون والمَحبَّة داخل الأُسْـرة .








ومِن الناس مَن تخلَّى عن مَسئوليته ، أو تغافلها ، أو تجاهلها ،

ولم يعبأ بها ، ولم يُعطها اهتمامًا ..



فـ مِن الآباء مَن ترك أُسْـرته ورحل عنها ، بلا نفقة ، ونسى أو تناسى
أنَّ ورائه مَسئولياتٍ كبيرة رُبَّما تكونُ أهم مِمَّا رحل له .







ومِنهم مَن عاش بين زوجته وأولاده ، لكنَّ دوره قد غاب ، فلم يُشاركهم
حياتَهم ، ولم يتضح دورُه بينهم .







ومِنهم مَن رأى زوجتَه مُتبرجةً كاشفةً ولم ينصحها ، بل لم يأمرها بالتزام

شرع الله وستر نفسها ، ولبس حِجابها الشرعىّ .







ومِنهم مَن رأى أولاده لا يُصَلُّون ، ولم يأمرهم بالصَّلاة ، بل لم يستاء مِن

ذلك ، وكأنَّ الأمرَ عادىٌّ جدًا ، وكأنَّه يكفي أنْ يُصلِّىَ هو ، أمَّا أولادُه فلا

مُشكلة ..! صلَّوا أو لم يُصلُّوا ، الكُلُّ عنده سواء .



ومِن الآباء مَن جرى وراء مَصالحه ، وترك مَصالحَ أُسْـرته ،

ولم يُعْرها اهتمامًا .






وفي تعامُلي ونُصحي لِكُلِّ فردٍ مِن أفرادِ أُسْـرتي ، لا بُدَّ أنْ أُراعي مُستواه

العُمْرِىّ ، و مَدى قُربه مِنِّي ، و تقبُّله لنُصحي ، مع احتمال ما قد يظهر منه

من الرفض لقولي ، وعـدم الاهتمام بنُصحي ..







فـ تقديمُ النصيحةِ لأمي - مَثلاً - يختلفُ عن تقديمها لأبي ..


و مَسئوليتي تجاه أختي تختلفُ عن مَسئوليتي تجاه أخي ،،


و لا بُدَّ مِن وضع ذلك في الحُسْبان .








وهـذه المسئوليةُ تعني أنَّ عَلَىَّ واجباتٍ تجاه أُسْـرتي ،


لا بُـدَّ لي مِن الالتزامِ بها ..



وبالتزامي بهذه الواجبات ، وبالتزام كُلِّ فردٍ مِن أفرادِ أُسْـرتيواجباته



تجاه أُسْـرتنا الصغيرة ، تبقى أُسْـرتُنا عُنصرًا فعَّالاً مِن عناصِالمُجتمع ،



ولا يقتصرُ نفعُها داخليًا ، بل يمتدُّ للمجتمع المُسلم أجمع ..




فبِدايـة تطـوُّر المُجتمع وتحـوُّلِه للأفضل يبـداُ مِن الأُسْـرة .





 
 توقيع : همس الوفاء



رد مع اقتباس