عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2012, 09:32 AM   #1


الصورة الرمزية سعودي ودقولي التحية
سعودي ودقولي التحية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1636
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 09-16-2012 (03:25 PM)
 المشاركات : 12,032 [ + ]
 التقييم :  125
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي فوائد موقظة للشيخ بكر ابوزيد



<B>
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فوائـد موقظـة للشيخ بكر أبو زيد

الموقظـة الأولـى

عن الكمال بن الهمام, رحمه الله تعالى:
قال المناوي رحمه الله تعالى في ((فيض القدير 1 / 229)): (تنبيه: قال الكمال بن الهمام: ما تعارفه الناس في هذه الأزمان, من التمطيط, والمبالغة في الصياح, والاشتغال بتحريرات النغم – أي الدعاء – إظهاراً للصناعة النغمية لا إقامة للعبودية, فإنه لا يقتضي الإِجابة بل هو من مقتضيات الرد. وهذا معلوم: إن كان قصده إعجاب الناس به, فكأنه قال: اعجبوا من حسن صوتي وتحريري. ولا أرى أن تحرير النغم في الدعاء – كما يفعله القراء في هذا الزمان – يصدر ممن يفهم معنى الدعاء والسؤال, وما ذاك إلاَّ نوع لعب؛ فإنه لو قدر في الشاهد: سائل حاجة من ملك: أدى سؤاله, وطلَبه, بتحرير النغم فيه, من الخفض والرفع, والتطريب, والترجيع, كالتغني: نسب البتة إلى قصد السخرية واللعب, إذ مقام طلب الحاجة: التضرع لا التغني. فاستبان أن ذاك من مقتضيات الخيبة والحرمان) اهـ.
الموقظـة الثانيـة:
في دعوة الأئمة والمؤذِّنين – إلى التخلص من تقليد الأصوات فلو يعلم الإِمام مثلاً ما في ذلك من إثارة شعور المصلين, بل وتأذيهم؛ لخجل بعد السلام من الصلاة أن يستقبلهم, وفيهم من ينظر إليه نظر من يرثي حاله. وعليه: فعلى من وفقه الله, وتشرّف بإمامة المصلين في أي من بيوت الله تعالى – والإِمامة طريق إلى الجنة بإذنه تعالى -: أن يأخذ بآداب التلاوة الشرعية المعروفة في كتب آداب تلاوة القرآن, من: إرسال الصوت على ما يسَّر الله له, بخشوع, وحسن أداء, وترتيل, وترك التكلف بالأداء والتجويد, هذا هو ما يعرف من هدي السلف من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم, أما تقليد الأصوات في القراءة فلا, وعلى المثبت الدليل. وقد بسطت هذا – ولله الحمد – في كتاب: ((بدع القراء)). وفقنا الله وإياكم لصالح القول والعمل.
الموقظـة الثالثـة:
في إيقاظ من يقنت في الوتر – إلى التقيد بالوارد, وإن زاد على الوارد في تعليم النبي rللحسن كما في السنن فليكن من جنس الدعاء المشروع في القنوت, آخذاً بمجامع الدعاء من الأدعية الواردة عن النبي r.وأن يترك الأدعية المخترعة المسجوعة المتكلفة.
الموقظـة الرابعـة:
في النهي عن تتبع المساجد طلباً لحسن صوت الإِمام في القراءة, قال محمد بن بحر كما في ((بدائع الفوائد 4 / 111)): (رأيت أبا عبد الله في شهر رمضان وقد جاء فضل بن زياد القطان فصلى بأبي عبد الله التراويح, وكان حسن القراءة, فاجتمع المشايخ وبعض الجيران حتى امتلأ المسجد, فخرج أبو عبد الله فصعد درجة المسجد, فنظر إلى الجمع, فقال: ما هذا؟ تَدَعُون مساجدكم وتجيئون إلى غيرها؟ فصلى بهم ليالي ثم صرفه كراهية لما فيه, يعني إخلاء المساجد, وعلى جار المسجد أن يصلي في مسجده) اهـ. وفي مبحث ((سد الذرائع)) من ((إعلام الموقعين 2 / 160)) قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (الوجه الرابع والخمسون: أنه نهى الرجل أن يتخطى المسجد الذي يليه إلى غيره, كما رواه بقية عن المجاشع بن عمرو عن عبيد الله, عن نافع عن ابن عمر عن النبي r: ((ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه, ولا يتخطاه إلى غيره)). وما ذاك إلاَّ أنه ذريعة إلى هجر المسجد الذي يليه, وإيحاش صدر الإِمام.(وإن كان الإِمام لا يتم الصلاة, أو يرمى ببدعة, أو يعلن بفجور؛ فلا بأس بتخطيه إلى غيره) اهـ. وعنه في ((الهدية العلائية ص 284)) للبرهاني. والحديث المذكور رواه الطبراني في ((الأوسط)) كما في ((الجامع الصغير)) و ((وكنز العمال 6 / 659)) و ((مجمع الزوائد)) للهيثمي وقال: (رجاله موثقون إلاَّ شيخ الطبراني: محمد بن أحمد بن نصر المروزي, لم أرَ من ترجمه) اهـ.ورواه الطبراني أيضاً في ((المعجم الكبير 12 /370)) وعزاه في ((صحيح الجامع)) إلى الطبراني في ((الكبير)) وتمام والعقيلي. وعن نوفل بن إياس قال: (كنا نقوم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد, فيفترق ههنا فرقة, وههنا فرقة, وكان الناس يميلون إلى أحسنهم صوتاً, فقال عمر: أراهم قد اتخذوا القرآن أغاني, أما والله لإِن استطعت لأغيرن, فلم يمكث إلاَّ ثلاث ليال حتى أمر أُبَيّاً فصلى بهم). رواه البخاري في ((خلق أفعال العباد ص51)), وابن سعد في ((الطبقات 5 / 51)), والمروزي في ((قيام الليل)). وما نبهت على هذا إلاَّ لأنه أخذ يمثل في زماننا هذا ظاهرة لها صفة التكاثر, والفضائل لا تدرك بارتكاب النواهي, مع أنه ((فتنة للمتبوع)). والله تعالى أعلم.
</B>


 
 توقيع : سعودي ودقولي التحية





رد مع اقتباس