عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2012, 03:44 AM   #1


الصورة الرمزية ابوعبدالرحمن
ابوعبدالرحمن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 348
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 11-15-2014 (09:52 PM)
 المشاركات : 11,357 [ + ]
 التقييم :  652508925
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي قصة حول "الصداقة والوفاء"



قصة حول "الصداقة والوفاء"

كان في صباح ذلك اليوم يقطف الزهور ليضعها في مزهرية مملوءة بالماء
رن الهاتف، فإذا صديقه يقول له" كيفك يا أحمد، أود أن أراك مساءا"
فرد عليه قائلا:"إنشاء الله"
لقد كانا أحمد و خالد صديقين حميمين، وبكل ما للصداقة من معنى
إلتقى به مساءا:وأخبره أنه نجح في مباراة وأنه سيمسي "قائد مقاطعة ترابية"
ففرح خالد بصديقة وكاد الفرح لا يسعه...
فتواعدا وصديق آخر لهما أن لا يفترقا أبدا مهما كانت الظروف...وأن صداقتها دائمة.
فرحل خالد هو و أسرته إلى مكان التعيين ...وترك صديقاه في شوق لسماع أخبار جديدة عنه..
لكن و مع مرور االشهور رأى خالد و مصطفى أن صديقهما مرت سنتان ونصف دون أن يأتي منه خبر لا عبر الهاتف...ولا من خلال الشبكة...
وكأن الأرض إبتلعته...
فتطوع واحد منهما أن يتكلف عناء السفر للذهاب إليه لتجديد الصداقة...
وبالفعل وصل أحمد إلى مدينة تعيينه، وسأل عنه، فقالوا له ذلك الشخص شديد الطبع و سيء الخلق، كل الناس يكرهونه
فأخذه العجب من قولهم، فما يحفظه عن صديقه جيدا هو أنه طيب القلب...
ذهب إلى المقاطعة التي تم تعيينه فيها، وبقي ساعات طويلة ينتظر لقاءه دون ان يحظى بذلك
رأى أن يبقى حتى يخرج من مكتبه فيسلم عليه...وبالفعل خرج القائد خالد من مكتبه، مسرعا....وكأنه لم يرى صديق طفولته، وكأنه لم يكن يوما صديقا له، ناداه :"خالد، خالد ....أنا صديقك. أحمد....لكن وكأنه لم يسمع شيئا...
لكن القلب الطيب لا يرى إلا الصورة البيضاء من المشهد، قال احمد في نفسه:" لعل خالد لم يرني أو لم يسمعني...فلا يمكن ان يخون صداقة دامت سنين، فما اعرف عنه إلا الوفاء"
و في الصباح الباكر...
كرر الزيارة، فإذا صديقه يتنكر له تنكرا عجيبا، قال له:"هذا مكان العمل ...لا تاتيني هنا"
فكادت صاعقة قوله تخنق عبارات أحمد....لم ينبت ببنت شفه...ظل صامتا...
وعاد أدراجه...
فإلتقى بصديقه :"مصطفى" وقال له:" يا مصطفى لقد إفتقدنا صديقنا خالد و إلى الأبد..."
وقص عليه ما حدث بالتفصيل...
قال له مصطفى:"كيف...لقد تواعدنا أن صداقتنا في الله دائمة ...""...وأين الوفاء...."
ومرت سنين...
فأمسى مصطفى مفتشا عاما للإدارة الترابية.....
وشاءت الصدف أن تأمره الداخلية أن يحاسب قائد مقاطعة أشتهر بتعسفه، وبظلمه للناس...
فكان ذلك الشخص صديقه، خالد....
فلما رآه مع لجنة التفتيش كاد أن يخر على الأرض، ولم تسعه الدنيا، وأحب لو الأرض تنشق و تبلعه...
فسلما على بعضهما البعض...فقال له :"...كيف حالك صديقي مصطفى، ليك وحشة كبيرة..."
لكن هيهات و مصطفى يعرف نفاق صديقه جيدا، فرد عليه:"..هذا مكان العمل لا مكان الصداقة..." بنفس العبارة التي قابل بها خالد صديقهما أحمد..
فحاسبه حسابا عسيرا...فوجد إختلالات كبرى في الميزانية، ورأى أن معاملاته مع الناس سيئة، وأن الكل يشتكي منه...
فخاطبه بلهجة قوية:"...ما الذي وقع لك يا خالد...لماذا لبست لباس الذئاب مع الضعفاء...وجلد الخرفان مع أسيادك، و مع من هم أعلى منك مرتبة...
قال له :"...لقد أخطأت يا صديقي ...سامحني...أرجوك أستر علي..."
قال له صديقه:"وكيف وكل الادلة ضدك..."
وبقيا بين أخذ و رد....وقال في نفسه مصطفى:"...هذا صديقي على أية حال..وهذه مسؤوليتي...فماذا أفعل...إن تركته أتهمت في نزاهتي...وإن عاقبته قيل عاقب صديقه...ما المخرج"
فقال له مصطفى "..موعدنا الصبح، لكي تبرر ما أفسدته يداك..."
وفي الصباح...
جاءت لجنة التفتيش إلى القائد خالد...وقلبه يكاد يخرج من مكانه خوفا و هلعا...
قال له مصطفى، أمام اللجنة وبصوت عال:"..ستعاقب بالقانون، ولن أرحمك أبدا..."
وذهب إليه و بصوت خافت:"..لا تخف يا خالد سأعمل على تخليصك من هذه الورطة، لكن بشرط أن لا تعود إليها مستقبلا..." فقاسمه أن لا يعود إلى ذلك أبدا...
فوضعا خطة لذلك....وقال له ماذا يفعل بالتفصيل لكي يتخلص من مشكلته....
فقال بصوت عال:"..إن الإختلالات الموجودة في ميزانية المقاطعة تشي أن سرقة كبرى تعرضت لها...فماذا تقول"
فرد خالد، مطمئنا:"...إن ترميم المقاطعة أخذ نصيب الاسد منها..والأوراق لدي تتبث ذلك.."
لكن لا نراها عندك...
قال:" كلها موجودة، و سأطلعك عليها..."
قال له :"..هيا أرنيها..."
فأراه مجموعة من الأوراق على أنها وصلات للبيع...
فبدأ يتظاهر مصطفى أنه يقرأها، فقال له لكي لا يثير شك مساعديه...:"...لكنها ليست كاملة...غدا أرى كل الأوراق و إلا السجن هو المآل الأخير لك..."
فقال له :"...سأتيك إنشاء الله بها كلها غدا...."
وضرب موعدا مع صديقه أن يراه في المساء في الفندق ...
وبالفعل إلتقيا...لكن كان الجو متصنعا، فلقد زال الحب و الود و خفتت صداقتهما..لقد كان شبيه بلقاء عمل لا لقاء صداقة حيث تسود الذكريات و تبادل الوفاء...
وبالفعل خلصه من ورطته، لكن عاقبته الدولة بترحيله إلى مكان بعيد جدا بألفي كيلومتر عن أسرته، وعن أحبابه...
وكان الله عاقبه لما إبتعد عن أصدقائه و خان الوعد وظهرت منه الخيانة وزال الوفاء...بأن جعل عمله في مكان سحيق بعيد....
الصداقة وفاء قبل كل شيء...



 
 توقيع : ابوعبدالرحمن




هذه مدونة[{ أبوعبدالرحمن }]


رد مع اقتباس