عرض مشاركة واحدة
[/TABLE1]

قديم 03-13-2012, 09:04 AM   #1


الصورة الرمزية سعودي ودقولي التحية
سعودي ودقولي التحية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1636
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 09-16-2012 (03:25 PM)
 المشاركات : 12,032 [ + ]
 التقييم :  125
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي إني أخاف إن عصيت ربي



[TABLE1="width:85%;background-color:silver;border:4px double purple;"]
كان بالكوفة فتى جميل الوجه ،شديد التعبد والاجتهاد، وأحد الزهاد ، فنزل بجوار قوم من النخع ، فنظر إلى جارية منهم جميلة ،فهويها وهام بها عقله ، ونزل بها مثل الذي نزل به ،فأرسل يخطبها من أبيها ، فأخبره أنها لابن عم لها ، واشتد عليهما ما يقاسيان من ألم الهوى ، فأرسلت إليه الجارية :قد بلغني شدة محبتك لي ،وقد اشتد بلائي بك لذلك مع وجدي بك فإن شئت زرتك وإن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي .
فقال للرسول : لا واحدة من هاتين الخصلتين (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)،أخاف ناراً لا يخبو سعيرها ولا يخمد لهبها، فلما انصرف الرسول إليها فأبلغها ما قال ، قالت :وأراه مع هذا زاهداً يخاف الله ! والله ما أحد أحق بهذا من أحد * وإن العباد فيه لمشتركون ، ثم انخلعت من الدنيا ، وألقت علائقها خلف ظهرها ، ولبست المسوح ، وجعلت تعبد الله ، وهي مع ذلك تذوب وتنحل حباً للفتى وأسفاً عليه ، حتى ماتت شوقاً إليه ، فكان الفتى يأتي قبرها ,فرآها في منامه وكأنها في أحسن منظر ,فقال : كيف أنت ,وما لقيت من بعدي ؟
فقالت :
نعم المحبة يا حبيبي حبك حب يقود إلى الخير وإحسان
فقال : على ذلك إلى ما صرت ؟
فقالت :
إلى نعيم لا زوال له وفي جنة الخلد و ملك ليس بالفاني
فقال لها :اذكريني هناك فإني لست أنساك ,فقالت لا أنا والله أنساكَ ,ولقد سألت ربي مولاي ومولاكَ,فأعانني على ذلك الاجتهادَ,ثم ولت مدبرة ,فقال لها : متى أراك ؟

قالت : تأتينا عن قريب ، فلم يعش الفتى بعدها إلا سبع ليال حتى مات, رحمهما الله تعالى.

من كتاب التوابين لأبن قدامه المقدسي (266_267) وقد ذكر ابن القيم رحمه الله هذه القصه في كتابه نزهة المشتاقين وروضه المحبين



 
 توقيع : سعودي ودقولي التحية





رد مع اقتباس