عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2012, 04:03 PM   #1


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الألماس عندما يكون زجاجاً



نبض الكلمة


الألماس عندما يكون زجاجاً


على أبواب الحوانيت القديمة ، مع رائحة العتق ترفع عبارات كثيرة ، (الله مع الصابرين) .(الدين ممنوع والعتب مرفوع ) هذه أزمنتي كثيرا في صغري أتذكر أنني لم أكن أحسن قراءتها .وكنت أتعجب كيف يمكن أن يمنع الدين ( من التدين ). وعتبات الحوانيت لم تكن مرفوعة ، أخذت السؤال لأمي ، التي ضحكت مني وقالت الدين يا ابنتي يعني السلف . يعني اللي ما معه قروش ما يعطونه .والعتب يعني لا أحد يزعل.
من بين أيضا تلك الأمثال ( اتق شر من أحسنت إليه ).. وهو مثل يتكرر كثيرا ونلاحظه في حياتنا .دائما يمر بالخاطر لماذا نتقي شر من أحسنا له ، وأحيانا يكون الإحسان شيئا لا يذكر ، رفع حالة معنوية أو مساعدة على الحصول على حق له أصلا .. لماذا نريد الامتنان لمن أحسنا له. وهناك مثل شعبي يقول (اعمل خير وارمه في البحر ) فالبحر على هذا المنوال يكون مليئا بالخيرات الصغيرة التي تتجمع لتكن دررا .إذا كان المؤمن لا يمن متبعا قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ).لكنه كبشر لا يريد أن يُرد له الإحسان بالأذى.
(اتق شر من أحسنت إليه ) .. لو فكر المحسن والذي عادة يكون قلبه نقيا بالأمر هذا ، كيف يتقي الشر بمزيد من الإحسان أم بشيء من التغافل ، المزيد من الإحسان تريد الإنسان الخارق بكل معنى الكلمة ، الذي يستطيع أن يتحمل الشر كله ويجازي بالإحسان أكثر .. وهذه الصفة لا توجد غالبا إلا في الأنبياء والصديقين.. لذا يبقى خيار التغافل هو الخيار الأمثل .
ولكن السؤال لماذا يحرص البعض على عض اليد التي مدت لهم ؟ ، وأحيانا أكثر من ذلك القطع ..ولماذا يهربون منها ، ويكثرون أحيانا الطعن بها ، هذا الطعن الذي يتفننون كيف يجعلونه أشد إيلاما ..
للإجابة عن هذا السؤال لابد من البحث عن أنواع الأنفس البشرية ،منها تلك التي تريد أن تبين لكل من حولها أن مجدها المصنوع جدل بيدها، سهرت عليه الليالي وعبقته برائحة العرق والكفاح ، وحدها دون أحد ، وأن السلم الذي تسلقته ما كان يوجد أصلا لولا أنها عرفت كيف تصنعه لذا لابد من إزاحة من ساعدها ووقف جنبها إن لم يكن طمسه بالسواد فعلى الأقل إزاحته .. كي لا يظهر في خلفية الصورة .
لنفعل الخير ، ونرميه في بحور العالم علها تعود باللؤلؤ والمرجان ..وتنقي ما بها من أدران .
عفوا قبل أن اترك المقال ، هل جرب أحدكم المزاحمة لشراء واقتناء ألماسة تلمع ، ثم اكتشف أنها قطعة زجاج لا غير؟ عليه لابد من توجيه نصيحة افحصوا القطع جيدا قبل أن تكتشفوا أن الزجاج يحاصركم .
عفوا لماذا أحيانا يغدر بنا إحساسنا الأول ؟.. وأحيانا نُسكت صوت العقل المتوجس ؟ الألماس عندما يكون زجاجاً


 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس