عرض مشاركة واحدة
[/table1]

قديم 04-11-2012, 07:57 AM   #1


الصورة الرمزية سعودي ودقولي التحية
سعودي ودقولي التحية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1636
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 09-16-2012 (03:25 PM)
 المشاركات : 12,032 [ + ]
 التقييم :  125
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي من المستفيد الأول من الدعوة ؟ الداعية أم المدعو



[table1="width:85%;background-color:silver;border:4px inset teal;"]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
من الأشياء المهمة في نظرة الصحابة رضي الله عنهم إلى الدعوة
أنهم كانوا يعرفون من هو المستفيد الأول من الدعوة إلى الله تعالى.
ترى من هو؟
هل هو الداعية أم أنه المدعو؟

في الحقيقة المستفيد الأول من الدعوة هو الداعية نفسه، هذا الرجل الذي يدعو الناس إلى الله هو المستفيد الأول، سواء استجاب الناس له، أو لم يستجيبوا، وسواء سمعوا له حال دعوته لهم، أو لم يسمعوا، فهو مستفيد على كل الأحوال.
فأنت كما تصلي، وتصوم، وتزكي، وتجاهد في سيل الله، وكما تقوم بأي عمل من أعمال الخير، وتطلب الأجر، والثواب من الله عز وجل، فكذلك الحال بالنسبة للدعوة إلى الله، فأنت عندما تدعو تأخذ الأجر من الله تعالى.
وإذا كان بإمكانك أن تتخيل حجم الثواب على الصلاة، والزكاة، والحج، والإنفاق في سبيل الله، وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية بأجر هذه الأعمال، فإنه لا يمكن لعقل أن يتخيل ثواب الدعوة إلى الله عز وجل.
تعالوا بنا نطالع هذا الحديث، لنرى هذا الحجم الهائل من الحسنات، في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

مَنْ دَعَا إِلَى هَدْيٍ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مَنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا.

فإذا أردت أن تحصي ما يحصل عليه الداعية من الأجر، سوف تجد كَمّا هائلا من الحسنات.
فعلى سبيل المثال إذا دعوت إنسانا إلى الصلاة، ولم يكن يصلي مطلقا، وأذن الله بهدايته على يديك، فإن كل الصلوات التي يصليها هذا الرجل، والتي ربما تخفى عليك تماما، هي في ميزان حسناتك، وقد يسافر هذا الرجل الذي علمته الصلاة من بلدك، ولا تراه بعد ذلك، ويعيش ما شاء الله له أن يعيش عشرين سنة، أو خمسين، أو مائة، وتكتب كل صلواته الفرض منها، والنافلة، ما صلاه بالليل، أو النهار يكتب كله في ميزان حسناتك.
أيضا هذا الرجل إذا علم أولاده الصلاة، فكل صلوات أولاده تكتب في ميزان حسناتك أيضا، وكذا إذا علم جيرانه، وإذا عمل بالدعوة إلى الله في أي مكان، أو أي زمان فكل من يدعوهم في ميزان حسناتك، ولا ينقص من أجورهم شيء.
ربما تظل هذه الدائرة تتسع حتى بعد موتك بسنين طويلة، بل ربما تظل تكتب لك الحسنات إلى يوم القيامة، وعن طريق أناس لم تعرفهم، ولم ترهم، ولم تعش في زمانهم، كما هو الحال بالنسبة لنا، فالأمة كلها تضيف الحسنات لمن دعوها، وأوصلوا إليها ما هي عليه من الخير، تضيف الحسنات في ميزان الصديق، وعمر، وعثمان، وعلي، وبقية الصحابة، وبقية التابعين، وبقية من حملوا هذه الرسالة، وأوصلوها إلينا.
كم هو كثير هذا الخير الذي يعود على الإنسان من الدعوة إلى الله عز وجل!
لأجل هذا كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يضحون بكل شيء في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، يبذلون العرق، والجهد، والمال، والنفس، وكل شيء في سبيل، هذه القضية العظيمة؛ قضية الدعوة إلى الله تعالى لما لها من الأجر العظيم والثواب الجزيل عند الله عز وجل.
ومن هنا نستطيع أن نفهم جيدا كلام ربنا سبحانه وتعالى:
[وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ]
{فصِّلت:33} .
لا أحد على الإطلاق، فإن الذاكر لله تعالى، والقائم يصلي، وقارئ القرآن، أعمالهم لا شك فاضلة، ولكن تبقى الدعوة إلى الله أفضل، وأعظم، وأعلى قيمة من هذا كله؛ لأن الداعية إلى الله لا يكتفي بهذه الأعمال من ذكر، وصلاة، وقراءة للقرآن، بل يدعو غيره إليها، وهذا فضل عظيم، وكبير.

 
 توقيع : سعودي ودقولي التحية





رد مع اقتباس