عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2012, 03:25 PM   #14


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة









وقد هدى الله الذين استجابوا لله ورسوله، وآمنوا بما أخبرهم به، فعلموا -كما عرفها الإمام ابن القيم رحمه الله في
كتابه الماتع "الروح"- أن "الروح جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهو جسم نوراني علوي خفيف
حيمتحرك، ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد، وسريان الدهن في الزيتون، والنار في الفحم،
فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف، بقي هذا الجسم اللطيف متشابكاً
بهذه الأعضاء، وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة والإرادة ، وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاءالأخلاط
الغليظة عليها، وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن وانفصل إلى عالم الأرواح"




هل يعلم الإنسان شيئاً عن أحوال الدنيا بعد موته؟؟


ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الميت يسمع قرع نعال أصحابه ، بعد وضعه في قبره، حال انصرافهم ، فعن أنس بن
مالك ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه ، إنه ليسمع قرع نعالهم"


وقد أجاب شيخ الإسلام على إشكال من يقول: إن الله نفى السماع عن الميت في قوله : ( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ) [ النمل : 80 ]
وكيف تزعمون أن الموتى يسمعون؟ فقال: "وهذا السمع سمع إدراك، ليس يترتب عليه جزاء، ولا هو السمع المنفي بقوله:
( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ) [ النمل : 80 ] ، فإن المراد بذلك سمع القبول والامتثال ، فإن الله جعل الكافر كالميت الذي لا
يستجيب لمن دعاه ، وكالبهائم التي تسمع الصوت ،ولا تفقه المعنى ، فالميت وإن سمع الكلام وفقه المعنى ، فإنه لا يمكنه
إجابة الداعي ، ولا امتثال ما أُمر به ، ونُهى عنه ،فلا ينتفع بالأمر والنهي ، وكذلك الكافر لا ينتفع بالأمر والنهي ، وإن سمع
الخطاب ، وفهم المعنى ، كما قال تعالى : ( وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ )" [ الأنفال : 23 ]


وقد جاءت النصوص دالة أيضاً على أن الميت مع سماعه يتكلم ، فإن منكراً ونكيراً يسألانه ، فالمؤمن يُوفَق للجواب
الحق،والكافر والمنافق يضل عن الجواب، ويتكلم أيضاً في غير سؤال منكر ونكير، وكل هذا مخالف لما عَهِدَهُ أهل
الدنيامن كلام، فإن الذي يسأل ويتكلم الروح، وهي التي تجيب وتقعد وتعذب وتنعم، وإن كان لها نوع اتصال بالجسد ،
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسمع من هذا شيئاً كثيراً .




 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس