عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2012, 03:27 PM   #16


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة



.







هول القبر وفظاعته

روى هانئ مولى عثمان بن عفان ، قال : كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى ، حتى يبل لحيته ،
فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟ فقال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"إنَّ القبر أول منزلة من منازل الآخرة ، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما رأيت منظراً قط إلا القبر أفظع منه


ولما كان ما بعد القبر أيسر منه لمن نجا فإن العبد المؤمن إذا رأى في قبره ما أعد الله له من نعيم يقول :
"رب عجل قيام الساعة ، كيما أرجع إلى أهلي ومالي"
والعبد الكافر الفاجر إذا رأى ما أعد الله له من العذاب الشديد فإنه يقول على الرغم مما هو فيه من عذاب : "
رب لا تقم الساعة لأن الآتي أشدُّ وأفظع.



ظلمة القبر

ماتت امرأة كانت تَقُمُّ المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ففقدها الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فأخبروه أنها ماتت من الليل ، ودفنوها ، وكرهوا إيقاظه ، فطلب من أصحابه أن يدلوه على قبرها ، فجاء إلى
قبرها فصلى عليها ، ثم قال:
" إن هذه القبور مملؤة ظلمة على أهلها ، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم" رواه البخاري ومسلم.


ضمة القبر


عندما يوضع الميت في القبر فإنه يضمه ضمة لا ينجو منها أحد كبيراً كان أو صغيراً، صالحاً أو طالحاً ، فقد
جاء في الأحاديث أن القبر ضم سعد بن معاذ ، وهو الذي تحرك لموته العرش ، وفتحت له أبواب السماء ،
وشهده سبعون ألفاً من الملائكة ، ففي سنن النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :
" هذا الذي تحرك له العرش ، وفتحت له أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة ، لقد ضم ضمة ، ثم فرج عنه "
عن ابن عمر أيضاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجياً منها نجا سعد بن معاذ "


ومما يدل على أن ضمة القبر لازمة لكل إنسان أن الصبيان لا ينجون منها ، ففي معجم الطبراني الكبير عن أبي أيوب
الأنصاري بإسناد صحيح، عن أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " لو أفلت أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي"

وضمة القبر هي عذاب للكافر وتطهير للمؤمن ورفع درجات.

قال الذهبي رحمه الله تعليقاً على حديث سعد: هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء بل هو أمرٌ
يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده، وكما يجد من ألم مرضه، وألم خروج نَفْسهِ، وألم الموقف،
وألم الورود، ونحو ذلك.فهذه ما هي من عذاب القبر ولا هي من عذاب جهنم ولكن العبد التقي يرفق الله
به في بعض ذلك أو كله ولا راحةَ للمؤمن دون لِقاءِ ربهِ.


فتنة القبر وكيف تكون فتنته؟

إذا وضع العبد في قبره جاءته ملائكة على صورة منكرة ، ففي سنن الترمذي " إذا قبر الميت – أو قال : أحدكم –
أتاه ملكان أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما : المنكر ، وللآخر : النكير ، فيقولان ، ما كنت تقول في هذا الرجل ؟
فيقول : ما كان يقول ، هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله .. وإن كان منافقاً ، قال :
سمعت الناس يقولون قولاً ، فقلت مثله ، لا أدري ...


"



وهنا تكمن أهمية عقيدة التوحيد فقد جاء في الحديث الذي يرويه البراء بن عازب عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
" فيأتيه ملكان [ شديدا الانتهار ] فـ [ ينتهرانه ، و ] يجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟
وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن ، فذلك حين يقول الله عز وجل:
( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) [ إبراهيم : 27 ] ،
فيقول: ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي " ،
وقال في العبد الكافر أو الفاجر : " ويأتيه ملكان [ شديد الانتهار ، فينتهرانه ، و ] ويجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟
فيقول : هاه ، هاه لا أدري ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه ، هاه لا أدري ، فيقولان : فما تقول في هذا الرجل
الذي بعث فيكم ؟فلا يهتدي لاسمه ، فيقال : محمد ، فيقول : هاه ، هاه لا أدري ،
[ سمعت الناس يقولون ذاك ، قال : فيقولان : لا دريت ][ ولا تلوت] فينادي منادي أن كذب عبدي "


ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم في أول الأمر أن هذه الأمة تفتن في قبورها ، ثم أوحى الله له بهذا العلم ،
فقد حدث عروة بن الزبير عن خالته عائشة ، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعندي امرأة من اليهود ،
وهي تقول : هل شعرت أنكم تفتنون في القبور ؟ قالت : فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقال : " إنما تفتن اليهود
قالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" هل شعرت أنه أوحي إليَّ أنَّكم تفتنون في القبور ؟
" قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد : يستعيذ من عذاب القبر".

عقيدة أهل السنة والجماعة في عذاب القبر وفتنته

يقول شارح الطحاوية : " وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه
لمن كان لذلك أهلاً ، وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به ، ولا نتكلم في كيفيته ، إذ ليس للعقل
وقوف على كيفيته ، لكونه لا عهد له به في هذه الدار ، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ، بل إن الشرع قد
يأتي بما تحار فيه العقول ، فإن عودة الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا ، بل تعاد إليه إعادة غير
الإعادة المألوفة في الدنيا "



الإشارات القرآنية والنبوية الدالة على عذاب القبر وفتنته

وقد وردت إشارات في القرآن تدل على عذاب القبر ، وقد ترجم البخاري في كتاب الجنائز لعذاب القبر ، فقال :
باب ما جاء في عذاب القبر ،
وساق في الترجمة قوله تعالى : ( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) [ التوبة : 101 ] .
وقوله تعالى :
( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ - النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )
[ غافر : 45-46 ].

والآية الأولى تدل على أن هناك عذابين سيصيبان المنافقين قبل عذاب يوم القيامة ، العذاب الأول ما يصيبهم الله به
في الدنيا إما بعقاب من عنده وإما بأيدي المؤمنين ، والعذاب الثاني عذاب القبر ، قال الحسن البصري :
( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ) [ التوبة : 101 ] : "عذاب الدنيا ، وعذاب القبر"

والآية الثانية حجة واضحة لأهل السنة الذين أثبتوا عذاب القبر ، فإن الحق تبارك وتعالى قرر أن آل فرعون يعرضون
على النار غدواً وعشياً ، وهذا قبل يوم القيامة ، لأنه قال بعد ذلك :
( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )[ غافر : 46 ] ،
قال القرطبي : " الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ ، وهو حجة في تثبيت عذاب القبر"


ولعظم هذا الأمر وخطورته كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمه لأصحابه ، بل وخطب فيهم مرة به ،
ففي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : قالت :
" قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فذكر فتنة القبر التي يفتن فيها المرء ، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة
" رواه البخاري والنسائي ،
وزاد النسائي : "حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما سكنت ضجتهم ،
قلت لرجل قريب مني : أي بارك الله لك ، ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر قوله ؟ قال :
"قد أوحى إلي أنكم تفتنون في القبور قريباً من فتنة الدجال"


 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس