عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2012, 03:30 PM   #20


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة



وعظ الله رسوله بالموت فقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) [ الزمر : 30 ] ،

وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، عش ما شئت ،فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ،
واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ،وعزه استغناؤه عن الناس "


يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة بنون ،
فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل
" رواه البخاري.
ومن عظات العلماء ما جاء في تذكرة القرطبي :
"
تفكر يا مغرور في الموت وسكرته ، وصعوبة كأسه ومرارته ، فيا للموت من وعد ما أصدقه ،
ومن حاكم ما أعدله ،
كفى بالموت مفزعاً للقلوب ، ومبكياً للعيون ، ومفرقاً للجماعات ، وهادماً للذات ، وقاطعاً للأمنيات .
فهل تفكرت يا ابن آدم
في يوم مصرعك ، وانتقالك من موضعك ، إذا نقلت من سعة إلى ضيق ، وخانك الصاحب والرفيق ،
وهجرك الأخ والصديق ،
وأخذت من فراشك وغطائك إلى غرر ، وغطوك من بعد لين لحافها بتراب ومدر ، فيا جامع المال ،
والمجتهد في البنيان ،
ليس لك من مالك والله إلا الأكفان ، بل هي للخراب والذهاب ، وجسمك للترائب والمئاب . فأين الذي
جمعته من المال ؟
فهل أنقذك من الأهوال ، كلا بل تركته لمن لا يحمدك ، وقدم بأوزارك على من لا يعذرك
ومن عظات الصحابي الجليل أبي الدرداء قوله :
"
أضحكني ثلاث ، وأبكاني ثلاث ، أضحكني مؤمل الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وضاحك
بملء فيه ،وهو لا يدري أأرضى الله أم سخطه ؟! .
وأبكاني فراق الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه ، وهول المطلع عند غمرات الموت ، والوقوف بين
يدي الله ،يوم تبدو السريرة علانية ، ثم لا يدري إلى الجنة أو إلى النار"


نماذج من عظات الشعراء



وقد أكثر الشعراء من ذكر الموت والوعظ به ، فمن ذلك قول الشاعر :
لا شيء مما ترى تبقى بشاشتُهُ ..... يبقى الإلهُ ويفنَى المالُ والولدُ
لمْ تُغنِ عنْ هُرمز يوماً خزائنه......والخلدَ قَدْ حَاولت عَادٌ فمَا خَلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياحُ لَهُ ..... والإنسُ والجنُ فيما بينها تَرِدُ
أين الملوك التي كانت لعِزتها ........ من كُلِ أوبٍ إليها وافدٌ يَفِدُ
حوضٌ هُنالِك مَورودٌ بلا كذبِ .......لا بُد مِنْ وِردهِ يوماً كَمَا وَردوا

أثر تذكر الموت في إصلاح النفوس


إن لتذكر الموت أثراً كبيراً في إصلاح النفوس وتهذيبها ، ذلك أن النفوس تؤثر الدنيا وملذاتها ، وتطمع في
البقاء المديد في هذه الحياة ، وقد تهفو إلى الذنوب والمعاصي ن وقد تقصر في الطاعات ، فإذا كان الموت
دائماً على بال العبد ، فإنه يصغر الدنيا في عينه ، ويجعله يسعى في إصلاح نفسه ، وتقويم المعوج من أمره. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أكثروا ذكر هاذم اللذات : الموت ، فإنه لم يذكره في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها "


 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس