عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2012, 03:52 PM   #32


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بـــعـــد الـموت *** مشـاهـــد وأهوال*** سلسلة الدار الآخرة



ما الذي يوزن في الميزان


اختلف أهل العلم في الموزون في ذلك اليوم على أقوال :


الأول :
أن الذي يوزن في ذلك اليوم الأعمال نفسها ، وأنها تجسم فتوضع في الميزان، ويدل لذلك حديث
أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


" كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان :
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم "


الثاني :
أن الذي يوزن هو العامل نفسه ، فقد دلَّت النصوص على أن العباد يوزنون في يوم القيامة ،
فيثقلون في الميزان

أو يخفون بمقدار إيمانهم ، لا بضخامة أجسامهم ، وكثرة ما عليهم من لحم ودهن ، ففي صحيح
البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ، وقال : اقرؤوا :
( فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا )[ الكهف : 105 ] "


الثالث :
أن الذي يوزن إنما هو صحائف الأعمال . فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر له تسعة وتسعين سجلاً ،
كل سجل مثل مد البصر ، ثم يقول : أتنكر من هذا شيئاًَ ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب ،
فيقول : ألك عذر ؟ فيقول : لا يا رب .

فيقول الله تعالى : بلى ، إن لك عندنا حسنة ، فإنه لا ظلم اليوم ، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا
الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فيقول : احضر وزنك فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه
السجلات ؟ فيقول : فإنك لا تظلم ، فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات ،
وثقلت البطاقة ، ولا يثقل مع اسم الله شيء ".

ولعل الحق أن الذي يوزن هو العامل وعمله وصحف أعماله ، فقد دلت النصوص التي سقناها على أن كل
واحد من هذه الثلاثة يوزن ،
ولم تنفِ النصوص المثبتة لوزن الواحد منها أن غيره لا يوزن ، فيكون مقتضى الجمع بين النصوص إثبات
الوزن للثلاثة المذكورة جميعها .


الحوض

يُكرم الله عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم في الموقف العظيم بإعطائه حوضاً واسع الأرجاء ،
ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، يأتيه هذا الماء
الطيب من نهر الكوثر ، الذي أعطاه لرسوله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، ترد عليه أمة المصطفى صلى
الله عليه وسلم ، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً .


وقد اختلف أهل العلم في موضعه فذهب الغزالي والقرطبي إلى أنه يكون قبل المرور على الصراط في
عرصات القيامة ، واستدلوا على ذلك بأنه يؤخذ بعض وارديه إلى النار فلو كان بعد الصراط لما استطاعوا
الوصول إليه.واستظهر ابن حجر أن مذهب البخاري أن الحوض يكون بعد الصراط ، لأن البخاري أورد
أحاديث الحوض بعد أحاديث الشفاعة ،وأحاديث نصب الصراط "وما ذهب إليه القرطبي أرجح ،
أي أنه قبل المرور على الصراط.


الأحاديث الواردة فيه

عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء. ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك،
وكيزانه كنجوم السماء، من يشرب منها فلا يظمأ أبداً". متفق عليه.

وعن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن حوضي أبعد من أيلة من عدن لهو أشدُّ بياضاً من الثلج ، وأحلى من العسل باللبن ، ولآنيته أكثر
من عدد النجوم ،وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه" قالوا : يا رسول الله !
أتعرفنا يومئذ ؟ قال :" نعم لكم سيماء ليست لأحد من الأمم ، تردون علي غُراً مُحجلين من أثر الضوء".
رواه مسلم
وإذا اطلع المؤمن على ما تحويه صحيفته من التوحيد وصالح الأعمال سر واستبشر ، وأعلن هذا السرور ،
ورفع به صوته ،

( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ - إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ - فَهُوَ فِي
عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ – في جنَّةٍ عَالِيَةٍ - قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ - كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ )
[الحاقة : 19-24] .

وأما الكافر والمنافق وأهل الضلال فإنهم يؤتون كتبهم بشمالهم من وراء ظهورهم ، وعند ذلك يدعو
الكافر بالويل والثبور ، وعظائم الأمور

( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ - فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا - وَيَصْلَى سَعِيرًا ) [الانشقاق : 10-12] .

( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ - وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ - يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ
- مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ - هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ - خُذُوهُ فَغُلُّوهُ - ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) [الحاقة : 25-31] .


اقتصاص المظالم بين الخلق

يقتص الحكم العدل في يوم القيامة للمظلوم من ظالمه ، حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة ،
حتى الحيوان يقتص لبعضه من بعض ،

فإذا انططحت شاتان إحداهما جلحاء لا قرون لها ، والأخرى ذات قرون ، فإنه يقتص لتلك من هذه ، ففي
صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء"

والذي يعتدي على غيره بالضرب ، يقتص منه بالضرب في يوم القيامة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ضرب بسوط ظلماً ، اقتص منه يوم القيامة "

والذي يقذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد في يوم القيامة ، إن كان كذاباً فيما رماه به ، ففي صحيح مسلم
عن أبي هريرة قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم :
" من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة ، إلا أن يكون كما قال "



كيف يكون الاقتصاص في يوم القيامة

إذا كان يوم القيامة كانت ثروة الإنسان ورأس ماله حسناته ، فإذا كانت عليه مظالم للعباد فإنهم يأخذون
من حسناته بقدر ما ظلمهم ، فإن لم يكن له حسنات أو فنيت حسناته ، فإنه يؤخذ من سيئاتهم فيطرح
فوق ظهره .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "





إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات
أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه "



وهذا الذي يأخذ الناس حسناته ، ثم يقذفون فوق ظهره بسيئاتهم هو المُفْلِس ، كما سماه الرسول
من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء ، فليتحلل منه اليوم ، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ،

صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


" أتدرون من المفلس ؟ " قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال :
" إن المفلس من أمتي ، من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ،
وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإذا
فنيت حسناته ، قبل أن يقضي ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار "


وإذا كانت بين العباد مظالم متبادلة اقتص لبعضهم من بعض ، فإن تساوى ظلم كل واحد منهما للآخر
كان كفافاً لا له ولا عليه ، وإن بقي لبعضهم حقوق عند الآخرين أخذها


 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس