الموضوع: مرج البحرين
عرض مشاركة واحدة
[/TABLE1]


قديم 04-30-2012, 07:27 AM   #1


الصورة الرمزية سعودي ودقولي التحية
سعودي ودقولي التحية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1636
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 09-16-2012 (03:25 PM)
 المشاركات : 12,032 [ + ]
 التقييم :  125
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مرج البحرين



[TABLE1="width:85%;background-color:silver;border:4px inset green;"]


بسم الله الرحمن الرحيم
مــــرج البحــــرين

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَان


﴿الرحمن:19-20﴾

الدكتور‏:‏ زغـلول النجـار

هاتان الآيتان الكريمتان وردتا في آخر الربع الأول
من سورة الرحمن‏,‏ وهي سورة مدنية‏,‏ وآياتها ثمان وسبعون‏,‏

وقد سميت بهذا الإسم الكريم لاستهلالها به‏,‏

وهو من أسماء الله الحسني‏,‏ وتضمنت عددا من لمسات

رحمة الله الرحمن‏,‏ وعظيم آلائه ونعمه علي عباده‏,‏

ومنها تعليم القرآن لخاتم أنبيائه ورسله

‏(‏ صلي الله عليه وسلم ـ وللصالحين من الإنس والجن

في زمانه ومن بعده‏,‏ وخلق الانسان‏,‏ وتعليمه البيان‏.‏


وتدعو سورة الرحمن إلي عدد من القيم الدينية العليا‏,

‏ ومنها الإيمان بالله وحده‏,‏ وبما أخبرنا به من خلقه الغيبي

من الملائكة والجن‏,‏ وبالبعث والحساب‏,‏ وبالجنة ونعيمها‏,‏

وبالنار وعذابها‏,‏ وتوصي بحسن القيام بواجبات الاستخلاف

في الأرض‏,‏ وإقامة عدل الله فيها فتقول‏:‏

والسماء رفعها ووضع الميزان‏*‏ ألا تطغوا في الميزان‏*‏


وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان‏*

(‏ الرحمن‏:7‏ ـ‏9)‏ وتؤكد السورة الكريمة علي حتمية فناء

كل شيء‏,‏ وعلي حقيقة بقاء الله الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏


فيقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ كل من عليها فان‏*‏


ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام‏*


(‏ الرحمن‏:27,26)‏


كما تؤكد سورة الرحمن التباين الواضح في الآخرة بين

كل من أهل النار وأهل الجنة‏,‏ فأهل النار يعرفون بسيماهم


‏(‏ أي بعلامات في وجوههم من السواد والزرقة‏),‏

وأنهم سوف يلقون من صور الإذلال والمهانة ما لخصت


السورة الكريمة جانبا منه‏,‏ وعلي النقيض من ذلك

أفسحت السورة في آخرها أكثر من‏40%‏ من عدد آياتها


لتصوير شيء من مقامات التكريم في جنات النعيم التي


يلقاها كل من خاف مقام ربه في الحياة الدنيا‏,‏ وتصف

جانبا مما في هذه الجنات من نعيم‏.‏ وتشير سورة الرحمن


إلي أن من طلاقة القدرة الإلهية أن الله‏(‏ تعالي‏)...‏

كل يوم هو في شأن‏,‏ وتستعرض عددا من آيات الله الكونية


الدالة علي عظيم آلائه‏,‏ ونعمه‏,‏ وعميم فضله وكرمه

علي كافة خلقه‏,‏ وإن كان كثير من عباده المكلفين


من الإنس والجن غافلين عن تلك الآلاء والنعم‏,‏

أو مكذبين بها أو منكرين لها من قبيل الجهل أو الانحراف


والتطاول والصلف‏..!!‏ ولذلك تختتم السورة الكريمة

بقول الحق‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏ تبارك اسم ربك

ذي الجلال والإكرام


ومن الآيات الكونية التي استشهدت بها السورة الكريمة


علي صدق ما جاءت به من الحق ما يلي‏:


‏‏(1)‏ أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي أنزل القرآن الكريم‏,‏ أنزله بعلمه‏,‏


وعلمه خاتم أنبيائه ورسله كما علمه عددا من خلقه‏.‏


‏(2)‏ وأنه‏(‏ سبحانه‏)‏ هو الذي خلق الانسان‏,‏ وعلمه البيان‏,

‏ وقضية نشأة اللغات شغلت بال العلماء والمفكرين

لقرون طويلة دون جواب سليم‏.‏ ‏(3)‏ وهو‏(‏ تبارك اسمه‏)‏


الذي أجري ولا يزال يجري كلا من الشمس والقمر بحسبان

دقيق‏(‏ وهذا ينطبق علي كل أجرام السماء‏,‏ وعلي كل


لبنات بنائها الأولية‏).‏


‏(4)‏ وأن كل ما في الوجود من الجمادات والأحياء غير


المكلفة‏,‏ وقليل من المكلفين يسجد لله‏(‏ تعالي‏)‏


ويسبح بحمده‏.‏ ‏(5)‏ وأن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هو الذي

رفع السماء بغير عمد مرئية‏,‏ ووضع ميزان التعامل


بين الخلائق‏,‏ وأمر بعدم الطغيان فيه‏.‏

‏(6)‏ وأنه‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي وضع الأرض للأنام‏,‏ وهيأها


لاستقبال الحياة‏,‏ وجعل فيها من النباتات وثمارها


ومحاصيلها ما يشهد علي ذلك‏.‏ ‏(7)‏ وأنه‏(‏ تعالي‏):

‏ خلق الإنسان من صلصال كالفخار‏*‏ وخلق الجان من مارج


من نار‏*.‏

‏(8)‏ وأنه‏(‏ سبحانه‏):‏ رب المشرقين ورب المغربين‏*‏


وهي إشارة ضمنية رقيقة لكروية الأرض‏,‏ ولدورانها

حول محورها أمام الشمس‏.‏ ‏(9)‏ وأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي


مرج البحرين يلتقيان‏*‏ بينهما برزخ لا يبغيان‏*....‏

يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان‏*‏ وهي إشارة قرآنية دقيقة

إلي حقيقة علمية مؤكدة لم يدركها العلماء المتخصصون
إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في أثناء رحلة


الباخرة البريطانية‏(Challenger)‏ أو التحدي

‏(1872‏ ـ‏1876)‏ مؤداها أن الماء في البحار المتجاورة‏,


‏ وحتي في البحر الواحد يتمايز إلي العديد من البيئات


المتباينة في صفاتها الطبيعية والكيميائية‏,‏ والتي تلتقي


مع بعضها البعض دون امتزاج كامل‏,‏ فتبقي مفصولة

علي الرغم من اختلاطها وتلاقي حدودها‏,‏ وذلك لما للماء


من خصائص ميزه بها الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏).‏

‏(10)‏ وأن من هذه الخصائص المميزة للماء ما جعله قادرا

علي حمل السفن العملاقة علي ظهره‏,‏ وجريها في عبابه‏,‏

وطفوها فيه كأنها الجبال الشامخات‏.‏ ‏(11)‏ وأن الفناء من

صفات كل المخلوقات‏,‏ وأن البقاء المطلق هو للخالق وحده‏.‏

‏(12)‏ وأن الأرض في مركز الكون لتوحد أقطارها وأقطار

السماوات‏,‏ وأن الكون شاسع الاتساع بصورة لا يستطيع


العقل البشري استيعابها‏,‏ وأن أيا من الجن والإنس


لا يستطيع النفاذ من أقطار السماوات والأرض


إلا بسلطان من الله‏(‏ تعالي‏).‏ ‏(13)‏ وأن السماء الدنيا


مليئة بالنيران وفلز النحاس‏(‏ علي هيئة نوي ذراته‏).‏


‏(14)‏ وأن السماء سوف تنشق في الآخرة علي هيئة


وردة حمراء مدهنة‏,‏ وهي حالة تنشق عليها النجوم في


زماننا كما صورها مقراب هابل الفضائي‏.‏


وعقب كل آية من هذه الآيات الكونية يأتي قول الحق


‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ فبأي آلاء ربكما تكذبان وقد ترددت

هذه الآية إحدي وثلاثين مرة بين آيات هذه السورة الكريمة

‏.(‏ أي بنسبة‏40%‏ تقريبا من عدد آياتها الثماني والسبعين‏),‏

وفيها من التقريع العنيف‏,‏ والتبكيت الشديد ما يستحقه

المكذبون بآلاء الله من الجن والإنس‏,‏ الجاحدون لنعمه

وأفضاله‏,‏ وعلي رأسها دينه الخاتم الذي بعث به رسوله

الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ والذي لا يرتضي من عباده

دينا سواه‏,‏ بعد أن أتمه‏,‏ وأكمله‏,‏ وحفظه بنفس لغة

الوحي كلمة كلمة‏,‏ وحرفا حرفا علي مدي أربعة عشر قرنا

وإلي أن يرث الله‏(‏ تعالي‏)‏ الأرض ومن عليها‏...!!‏

وكل آية من الآيات الكونية الواردة في سورة الرحمن

تحتاج إلي معالجة خاصة بها‏,‏ ولما كان ذلك يحتاج
إلي تفصيل لا يتسع له المقام‏,‏ فسوف أقصر الحديث

هنا علي الآيتين‏(20,19),‏ من السورة الكريمة‏,‏ واللتين

أشير إليهما في النقطة التاسعة من القائمة السابقة‏,‏

وقبل الدخول في ذلك لابد من استعراض سريع للدلالات

اللغوية للغريب من ألفاظ هاتين الآيتين‏,‏ ولأقوال عدد

من المفسرين السابقين في شرحهما‏.

 
 توقيع : سعودي ودقولي التحية




التعديل الأخير تم بواسطة سعودي ودقولي التحية ; 04-30-2012 الساعة 07:42 AM

رد مع اقتباس