عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2012, 06:48 PM   #1


الصورة الرمزية سمارة
سمارة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1837
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
 المشاركات : 6,134 [ + ]
 التقييم :  106
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي أُترك بصمة في حيآتك .. ..



°•.♥.•° °•.♥.•°°•.♥.•° °•.♥.•°
هل فكرت يوما ما كيف سيكون ذكرك بين الناس بعد أن تفارق الحياة الدنيا ؟

وهل تعتقد أن الموت هو نهاية المطاف ؟

وما هي البصمة التي ستتركها قبل أن ترحل ؟






من المؤكد أنك تستطيع أن تجيب عن هذه الأسئلة كلها وأنت على

قيد الحياة،
ومن الغريب أن القلة القليلة فقط يحاولون طرح هذا الموضوع مع

أنفسهم،
ما أتمناه هو أن تكون منهم وأن تقنع من تستطيع بجدية الموضوع

حتى يختلي بنفسه ويسأل ذاته تلك الأسئلة ويستوحي الاجابات من سلوكه

وتصرفه بين الناس.

هناك مقولة يمكن ذكرها في هذا المجال وهي :

( لا تكن ممن يقال عند رحيله الحمد لله،
ولكن كن ممن يقال عند رحيله :
لا حول ولا قوة إلا بالله )


وأظن أن هذه المقولة تجيبك عن السؤال الأول ومن البديهي أن يكون الفرق

واضحا بين من يقول الناس عند رحيله : الحمد الله، راحة منه وشكرا لله على

حذفه من سجل الأحياء، وتخليصه لهم من شروره ، وبين الإنسان المصلح الكريم

الذي يعطف على الفقراء والمساكين ويحترمهم ولا يتجبر عليهم، وهذا ما يجعلهم

يأسفون على رحيله ويقولون :
لا حول ولا قوة إلا بالله،
بل وأكثر من ذلك يدعون له

بالرحمة والمغفرة ويضيفون إلى سجل حسناته كل ما يستطيعون من صدقات

وأعمال بر، وبهذا يكون قد استثمر إحسانه إلى الناس فعاد هذا الاستثمار بأحسن
الفوائد عليه .


أما السؤال الثاني فلا أظن أن هناك عاقلا، مسلما كان أو غير مسلم يعتقد أن الموت

هو نهاية الحياة بشكل كامل، بل إن الكثير من أتباع أغلب الديانات يعتقدون أن هناك

حياة أخرى ولكن يختلفون في مدى جديتها ومدى استعدادهم لها . وطالما أن الحياة

الأخرى مؤكدة لنا نحن المسلمين فلم لا نجتهد في أن نترك بصمة تدل على الخير،

وتوقيعا يدل على الصلاح، وكلمة مرور توصلنا إلى رضوان الله تعالى ؟

وعلينا أن نعلم أن العمل الصالح والإحسان إلى الناس أفضل بصمة ايجابية يمكن أن

تكون عونا لنا على إضافة أسمائنا إلى سجلات أهل النعيم الدائم في ظل عرش الرحمن .

والآن يأتي دور السؤال الثالث: ما هي بصمتك التي تتركها في هذه الحياة ؟

من الطبيعي أن تتنوع الإجابات حسب تنوع الناس واختلاف مواقعهم على مسرح

الحياة، فهناك من يطالب ببصمة عدل، وهناك من يطالب ببصمة حق، وآخر يطالب

ببصمة علم، وغير ذلك كثير، فالمعلم مطالب بأن يبصم بصمة علمية، وان يترك بصمة

حب العلم في قلوب أبنائه الطلاب وربما طولب بأن يترك كتابا ما ينتفع الناس منه

بعد وفاته ، والقائد مطالب ببصمة عدل وتوقيع مساواة بين الناس ولن يستطيع المرور

إلى عداد المكرمين والمنعمين إلا إذا كان يحمل تلك البصمة ، والعامل مطالب ببصمة

الصدق والأمانة في عمله، ولا يمكنه أن يفوز بسعادة الدارين إلا إذا تطابقت خطوط

البصمة المطلوبة منه مع بصمته الواقعية وكلمة مروره المستخدمة، والطبيب كذلك

مطالب ببصمة النصيحة والوفاء والإخلاص في العمل والرفق بالمرضى، ولا يستطيع

اقتحام العقبة إلا إذا كان يحمل توقيع الصدق وبصمة الإخلاص .

ولعلي أريد أن اختم الموضوع بهذا السؤال: هل يكفي أن أعيش لنفسي ولا انفعل بما

حولي وأكف شري عن الناس كما يقال ؟

وهل ينجيني أن أغلق بابي وأسعد لوحدي وأن لا أبصم في دفتر الحياة ؟

الجواب بالطبع لا، فلا بد لك من موقف، ولا بد لك من رأي، ولا

مناص من التوقيع في سجل الزوار لهذه الدنيا فماذا أنت كاتب ؟

وأخيرا أتمنى أن نكون جميعا ممن يختارون أحلى بصمة

وأصدق سيرة وأثمن توقيع في الحياة .


°•.♥.•° °•.♥.•°°•.♥.•° °•.♥.•°


 
 توقيع : سمارة







رد مع اقتباس