أنظر إلى الطفل وحدق في عينيه .. ترى الدمع فيهما يترقرق
لقد فقد تحت الأنقاض أبويه ، في وسط ضجيج الصياح وزمجرة السلاح
اسمع لأمه وهي تئن يغلب صوتها دوي الصلاح ، ساقها مبتورة ويداها
مكسورة ، وعرضها من الطاغية مستباح .
وطفلة أخرى تندب حظها وتنادي أباها وهو كومة تحت الأنقاض ، وبين صلابة
الجدران قد فارق الحياة ، تقول وهي تظن أنه يداعبها ويلاعب البراءة فيها أبي
مالك دع المزاح بينما هو ضحية الشبيحة والطغام .
فارق الحياة شهيداً وصعد إلى الجنان وخلد في الجهاد ذكراً وسطر في التاريخ مجداً
وطفلته لازالت تعتقد أنه معها في مزاح رغم صوت السلاح ، إنها البراءة وإن بدت على
وجهها الحيرة والخوف والوجل ، عندما لم يجبها ذلك البطل .

قد بلغ الظلم ذروته وضجت في عنان السماء الملائكة وبسطت أذرعها إلى الله أن يعجل
بالفرج ويحكم العدل وهو حاكم عدل ..
عدت الذئاب ونفشت بين القوم واستعرت وأصابها الهوس فطغت وتجبرت وعاثت وأفسدت
وأهانت وعربدت ، لم ترعوي لصوت شيخ يدب على الأرض دبيباً يتوكأ على عصا وتارة
يهوي إلى الأرض من التعب .. والكِبَر وأرذل العمر .
لم تستمع لبكاء طفلة بريئة لاذنب لها إلا لأنها في الإسلام قد ولدت ونشأت وبحلاوة الإيمان
قد تلذذت وإن كانت في براءة الطفولة .
لم يرحموا صوت الثكالى .. زوج قد ووري الثرى وأخ وعم وأخت وكل أهل الحي قد أصبحو مشردين
حيارى لاذنب لهم إلا لأنهم بربهم قد آمنوا .

--------------------
أخي أيمن :
أعتذر منك على هذه الإطالة نوعاً ما في المقدمة ولكنني
حاولت أن أجاريك لعلي أتمكن من الإتيان ولو بنزر يسير مما
انهمر من إبداع من فيض قلمك العذب ونهر كلمك الخصب
ومعانيك الجزلة ..
قد أعجبتني كثيراً واستمتعت بما فيها من معاني سامية وعاطفة
جياشة صادقة وإبداع لا يوجد نظيره في هذا المنتدى .
فدام قلمك مبدعاً وحرفك سامياً متألقاً .
مع أطيب أمنياتي لك بالتوفيق .