عرض مشاركة واحدة
[/table1]

قديم 05-19-2012, 02:26 PM   #1


الصورة الرمزية عاشقة المستحيل
عاشقة المستحيل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1539
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 01-03-2020 (02:26 AM)
 المشاركات : 24,430 [ + ]
 التقييم :  978
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تعريف الوحي والقرآن



[table1="width:70%;background-color:white;border:10px double black;"]
النوع الأول: الوحي والقرآن


1-الوحي

أ - تعريفه:
لغة: الإعلام في خفاءبسرعة، تقول: أوحيت إلى فلان إذا كلمته خفاء
.
ومن معناه اللغوي
1- الإلهام الفطري للإنسان، كالوحي إلى أم موسى. قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَىأُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ}[اقصص:7
]
2-
الإلهام الغريزي للحيوان، كالوحيإلى النَّحل . قال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْالْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل: 68
].
3-
الإشارة السريعة على سبيل الرمز والإيحاء. قال تعالى عن زكريا: {فَخَرَجَ عَلَىقَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةًوَعَشِيًّا} [مريم: 11
].
4-
وسوسة الشيطان وتزيينه الشرَّ في نفس الإنسان. قالتعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} [ الأنعام: 121
].
5-
أمر الله إلى الملائكة في قوله تعالى: {إِذْ يُوحِيرَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [ الأنفال: 12
].
شرعاً:هو كلام الله المنزل على نبي من أنبيائه بطريقة خفية سريعة،غير معتادة للبشر
.
ب- كيفية وحي الله إلى رسله

1-
بواسطة جبريل عليه السلام

2-
بغير واسطة
أ-مثل الرؤيا الصالحة في المنام. عن عائشة رضي الله عنها قالتأول ما بدىء به صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلاجاءت مثل فلق الصبح. (فتح الباري شرح صحيح البخاري، رقم : 3
).
ب- التكليمالإلهي من وراء حجاب يقظة . قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164
].
جـ- التكليم ليلة الإسراء والمعراج مباشرة بلا واسطة [ فتحالباري 1/19
].
3-
الدليل للحالة (أ) و (ب): {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْيُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولافَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51
].
جـ- كيفية نزول جبريل عليه السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم
.
الحالة الأولى: يأتيه مثل صلصلة الجرس (1)، وهو أشده على الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن هذهالحالة: انسلاخ من البشرية الجسمانية واتصال بالملكية الروحانية
.
الحالةالثانية: أن يتمثل له الملك رجلاً، ويأتيه في صورة بشر (2) وهذه الحالة أخف علىالرسول صلى الله عليه وسلم، لأنها عكس الحالة الأولى، فهي الملك من الروحانيةالمحضة إلى البشرية الجسمانية
_______________________
1-
هو في الأصل صوتوقوع الحديد بعضه على بعض ، ثم أطلق على كل صوت له طنين [ فتح الباري 1/20
]
2-
فإن جبريل عليه السلام قد تمثل في صور كثيرة ، منها : في صورة دِحية الكلبي ، وصورةأعرابي . [ فتح الباري 1/19 بتصرف
].
دليل الحالتين: روت السيدة عائشة رضي اللهعنها أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيكالوحي فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهوأشده عليَّ فَيَفْصم عني (1) وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاًفيكلمني فأعي ما يقول. [فتح الباري شرح صحيح البخاري رقم: 2
] .
الحالة الثالثة: النفث في الرُّوْع (2). ودليل هذا ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
:
"
أنروح القدس نفث في رُوْعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجَلها، وتستوعب رزقها
…"
الحالة الرابعة: دوي النَّحْل(3). ودليل هذا ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب: كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحيُ يُسمَع عند وجهه دويٌ كدويالنَّحْل

د- آثار الوحي ومظاهره على النبي صلى الله عليه وسلم
.
عن ابنعباس رضي الله عنهما في قوله تعالى
:
{
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَبِهِ} [ القيامة: 16
]
قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيلشدة وكان يحرك شفتيه… فأنزل الله عز وجل: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَبِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 16-17] قال: جمعه لك فيصدرك. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع ، فإذاانطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما كان قرأ
.
ومن آثار الوحي أنه صلىالله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي سُمع عند وجهه دويٌّ كدوي النحل
.
[
انظرالحالة الرابعة من القسم السابق
].
ومنها أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم كان إذانزل عليه الوحي ثقل جسمه حتى يكاد يرضّ فخذه فخذ الجالس إلى جنبه
.
عن زيد بنثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه
:
{
لا يَسْتَوِيالْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِيسَبِيلِ اللَّهِ} [ النساء: 95
].
فجاء ابن مكتوم وهو يُمِلُّها عليّ، قال: يارسول الله. والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت-وكان أعمى

_________________________
1-
أي يقطع ويتجلى ما يغشاني
.
2-
أي الإلقاء في القلب والخاطر
.
3-
صوتالنحل
.
فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي، فثقلت عليَّحتى
خفت أن ترضّ فخذي، ثم سُرِّيَ عنه فأنزل الله: {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} [النساء: 95
].
ومنها أنه صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي بركت بهراحلته. عن عائشة رضي الله
عنها قالت:إن كان يوحى إلى رسول الله صلى الله عليهوسلم وهو على راحلته فتضرب، بِجِرانها(1
).

2-
القرآن
أ- تعريفه:
لغة: على أصح الآراء مصدر على وزن فُعلان، كالغُفران، بمعنىالقراءة. قال تعالى
:
{
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَاقَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [ القيامة: 17- 18
].
اصطلاحاً: هو كلام اللهالقديم (2) المعجز (3) المُنَزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، المكتوببالمصاحف، المنقول بالتواتر (4)، المُُتعَّبد بتلاوته (5
) .
______________________________
1-
الجِران : باطن عنق الناقة
.
2-
كلامالله القديم (العقيدة
)
3-
القرآن معجز بجملته ، كما أنه معجز بأي سورة منه ،ولو كانت أقصر سورة منه ، ولو عُرِّف القرآن بهذه الصفة " الكلام المعجز " لكفى ذلكلتمييزه والتعريف به
.
قال تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوابمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً} [ الإسراء : 88
] .
4-
التواتر (مصطلح الحديث
).
5-
أي أن مجرد تلاوة القرآن عبادة يثاب عليهاالمؤمن
.
ب- أسماؤه وأوصافه
:
1-
القرآن:إشارة إلى حفظه في الصدر: {إِنَّ هَذَاالْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9
].
2-
الكتاب: إشارة إلىكتابته في السطور: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ
}
[
البقرة:1-2
].
3-
الذكر: في قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُلَحَافِظُونَ} [ الحجر: 9
].
4-
الفرقان: إشارة إلى أنه يفرق بين الحق والباطل: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَنَذِيرًا} [ الفرقان: 1
].
أما أوصافه
:
1-
هدى: في قوله تعالى: {هُدًىوَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} [ لقمان: 3
].
2-
نور: في قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَاإِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [ النساء: 174
].
3-
شفاء: في قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} [ الإسراء: 82
].
4-
حكمة: فيقوله تعالى: {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} [ القمر : 5
] .
5-
موعظة: في قوله تعالى: {قَدْجَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [ يونس: 57
] .
6-
وحي: في قوله تعالى: {إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ} [ الأنبياء : 45
] .
وهناك خمس وخمسون اسماًللقرآن .راجع: البرهان في علوم القرآن " للزركشي
"
جـ- تنزلات القرآن
:
التنزلالأول: نزوله إلى اللوح المحفوظ (1) بطريقة ووقت لا يعلمها إلا الله ومن أطلعه علىغيبه، وكان جملة لا مفرقاً، وذلك ظاهر من قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: 21-22
] .
التنزل الثاني : النزول من اللوحالمحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ويظهر من خلال الآيات القرآنية التي يستدلبها على هذا النزول ما يفيد بأن القرآن نزل في ليلة واحدة إلى السماء الدنيا. ووصفها القرآن: بمباركة، وسماها تارة ليلة القدر، وهي في رمضان ونزل جملة واحدة
.
_____________________________
(1)
عالم علوي عظيم جعله الله تعالى منأعظم المظاهر الدالة على عظمة علمه تعالى وحكمته وقدرته النافذة في الأكوان، ويختصاللوح المحفوظ بكونه مشتملاً على تسجيل ما قضى الله وقدر، وما كان وما سيكون
.
الآيات
:
قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [ القدر
: 1] .
وقال عز وجل {إِنَّاأَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3]. وقال سبحانه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ} [ البقرة: 185
].
التنزل الثالث: النزول من السماء الدنيا من بيت العزة على قلبخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي المرحلة الأخيرة التيشعّ منها النور على البشرية جمعاء . نزل به جبريل على قلب الرسول صلى الله عليهوسلم منجماً (1) في ثلاث وعشرين سنة حسب الحوادث والطوارىء، وما يتدرج من تشريع
.
الدليل: قوله تعالى: { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ(2) * عَلَى قَلْبِكَلِتَكُونَ مِنَ المُنذِرين * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} [ الشعراء: 193-195
] .
ولقد نسب الله القرآن إلى نفسه في عدة آيات منها:{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّىالْقُرْءانَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [ النمل: 6]. وقوله تعالى: {وَإِنْأَحَدُُ مِّنَ الْمُشْرِكيَن اسْتَجَارِكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله} [التوبة :6
].
حكمة نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا
.
أ- تفخيم أمرالقرآن وأمر من نزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتبالمنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم
.
ب- سر يرجع لإعجاز القرآن، في ترتيبالقرآن في النزول، ثم ترتيبه في المصحف، حيث ينظره جبريل في سماء الدنيا وهو علىترتيب المصحف، ثم ينزل بآياته تباعاً على حسب الحوادث، فتوضع كل آية مكانها فيالمصحف وفق الترتيب في اللوح المحفوظ
.
______________________________
1-
أيمفرقاً بحسب المناسبات، واقتضاء الحال
.
2-
أي سيدنا جبريل عليهالسلام
.
حكمة نزول القرآن منجماً من السماء الدنيا
:
أ- تثبت فؤاد الرسول صلىالله عليه وسلم وتقوية قلبه: كما قال تعالى
:
{
كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِفُؤَادَكَ} . [ الفرقان: 32
] .
فقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم في قوم جفاة،شديدة عداوتهم، كما قال تعالى: {وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمَاً لُّدّاً} [ مريم: 97]. وكانوا لا يكادون ينتهون من حملة أو مكيدة حتى يشرعوا في تدبير أخرى مثلها أو أشدمنها، فكانت تنزلات القرآن بين الفينة والأخرى تواسيه وتسليه، وتشد أزره وعزيمتهعلى تحمل الشدائد والمكارة
.
ب- مواجهة ما يطرأ من أمور أو حوادث تمس الدعوة: كما قال تعالى:{وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَتَفْسِيراً} [ الفرقان: 33] وهذه حكمة جليلة لها أثرها البالغ في نجاح الدعوة،لمواجهة الوحي نفسه للطوارىء والملمات، ومن أهم ذلك ما يثيره المبطلون منالاعتراضات أو الشبهات، وهو الأصل الذي صرحت به الآية الكريمة : أي لا يأتونك بسؤالعجيب أو شبهة يعارضون بها القرآن بباطلهم العجيب إلا جئناهم بما هو الحق في نفسالأمر الدامغ لباطلهم، وهو أحسن بياناً وأوضح، وأحسن كشفاً لما بعثت له
.
جـ- تعهد هذه الأمة التي أنزل عليها القرآن: وذلك لصياغتها على النهج الإسلامي القرآنيعلماً وعملاً، وفكراً واعتقاداً وسلوكاً، تخلقاً وعرفاً
.
كما قالتعالى:{وَقُرءاناً فَرَقنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} [ الإسراء: 106
].
ومن مظاهر هذا الجانب أنهم كانوا قوماً أميين لا يحسنون القراءةوالكتابة، فكانت الذاكرة عمدتهم الرئيسية، فلو نزل القرآن جملة واحدة لعجزوا عنحفظه
.
د- التحدي والإعجاز
.
هـ- تربية للرسول صلى الله عليه وسلم وتصبيره علىأذى المشركين، وتثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر واليقين
.
 
 توقيع : عاشقة المستحيل



رد مع اقتباس