عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2012, 03:45 AM   #1


الصورة الرمزية احساس
احساس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1412
 تاريخ التسجيل :  Jun 2011
 أخر زيارة : 02-11-2018 (03:05 AM)
 المشاركات : 21,842 [ + ]
 التقييم :  2147483647
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الخَواتِم .. أحياناً تخرج عنَ كونها ملكاً لإصبعٍ واحد



البداية تُكلِّفنا الكَثيْر , والسَعيَّ وراءِها أشبَه بُمطارَدَة
السَرابْ .. صَعبْ , مُتعبْ , مُرهِقْ
ومخيِّب للآمال كثيْراً
البدَايُة كأعلى الجَبْل
نستَنزِفُ المَاضيْ وهُم سعياً للتخلّصِ من
كُل ماهُو سيءٍ وأحاط بنا , عُنوَة !
البَداية تُكلّفنا أثمَنْ ماقد نمِلك ..
لتجعلنا آخريْن حينَ نصلُ إليَها

تلِكَ الحالَة التيْ وضعَتنيْ بها عندَما هممتُ بالرحيْل
مُستوشِماً بأعذارٍ واهيه , تنهَشُ تفكيْريْ
وتُوقظ الصَدمة النائِمة فيْ العُمقْ
كالصَعقة فيْ أرضٍ جدبَاء ترتَجيْ المَطَر .
الغَريْب أننيْ غادرُتْ برحيْلك , أو ربَما قبَله بقليل
فمنذُ رأيتَك بدَأتْ تسلُبْ ذاتيْ ..
إنتشَلتْ الرُوح لتضَع أخرى
تصمُتْ كثيْراً , باعدَتْ بينها وبيْن قلَمها كلمَاتكْ ,
وسخَّرت لها الضَياع فيْ كُلِّ مرّة
تنطِقْ بها : أحبِّكْ !

الخَواتِم .. أحياناً تخرج عنَ كونها ملكاً لإصبعٍ واحد “



.

البداية تُكلِّفنا الكَثيْر , والسَعيَّ وراءِها أشبَه بُمطارَدَة
السَرابْ .. صَعبْ , مُتعبْ , مُرهِقْ
ومخيِّب للآمال كثيْراً
البدَايُة كأعلى الجَبْل
نستَنزِفُ المَاضيْ وهُم سعياً للتخلّصِ من
كُل ماهُو سيءٍ وأحاط بنا , عُنوَة !
البَداية تُكلّفنا أثمَنْ ماقد نمِلك ..
لتجعلنا آخريْن حينَ نصلُ إليَها


تلِكَ الحالَة التيْ وضعَتنيْ بها عندَما هممتُ بالرحيْل
مُستوشِماً بأعذارٍ واهيه , تنهَشُ تفكيْريْ
وتُوقظ الصَدمة النائِمة فيْ العُمقْ
كالصَعقة فيْ أرضٍ جدبَاء ترتَجيْ المَطَر .
الغَريْب أننيْ غادرُتْ برحيْلك , أو ربَما قبَله بقليل
فمنذُ رأيتَك بدَأتْ تسلُبْ ذاتيْ ..
إنتشَلتْ الرُوح لتضَع أخرى
تصمُتْ كثيْراً , باعدَتْ بينها وبيْن قلَمها كلمَاتكْ ,
وسخَّرت لها الضَياع فيْ كُلِّ مرّة
تنطِقْ بها : أحبِّكْ !

.

” الخَواتِم .. أحياناً تخرج عنَ كونها ملكاً لإصبعٍ واحد “
-


..




الحيَاة تنثَرنا على وجه الأرضَ , بطريَقة عشوائِية لامُباليَة بألواننا ومجتماعتنَا وحتى أعرافِنا المُتأصّله داخلنا , فقط ترميْنا
لكيّ تتلقفّنا الأرض وترعانا جيداً , في حيَن رعيَنا قاطِيْنها والجَزاء من جنسَ النيّة لا العَمل , فالأرضَ دائِماً تعمل عَنّا
قد أكُون مُخطئِة , ولكنّك تعلم يا أنت , أنّ الأرضَ وحدها أجتذبتنيْ نحو شُرفتَك , المرتبّة إلى حدِّ ما .. وتلك الطاولة
الساتَرة بشراشِف تميْل إلى البياضِ لولا بُقعة القهوه التيْ سكَبتها هذا الصبَاح حيْن كنت تتمتمَ أخبار العالم بعينيك متمللاً من تملّق الكتّابْ للصِدقْ .. و مُغازلتُهم للقرّاء من نافِذة التَوَاضِع دُون جدَوى فالكتّابْ ينطقُون ماتريدَه السطُور , ومايفرضه المَال .. لا مَ تراه أفئدتهم على وجوه البُؤساء من عَوازل القهر .. وأسوار الفقرِ العاليه التيْ ماإنّ يتسلقوا عدّه خُطى مِنه حَتى أمطَر القدَر ” حسب مايظنّون ” لعنَة أنّ الناس طبقاتْ , وأنّهم خُلِقوا ليبَقوا هكذا لا لينتهضُوا ويغادرُوا السفوَح السَوداء .. نَحو الطُرقَ الكبيَره , والمُضيئه بأملٍ أكبَر .. هكذاالكتّابْ .. يكتبُون مالا يُكتَب .. ولازلنَا مُطأطئِين الرأس نقرأ , مالا يُقرأ .. فالجَرائِد ممتَلئَة بهمّ .. ونحنُ لانفارِقْ الصبَاح إلا بَها !

صحيح , أقلقتنيْ تقطيبَة جبينك الحادّه هذا الصبَاح على معالمك , لا أدرَي هلّ للقهوَة المُجتذبَة نحو الأرضِ دخلٌ , أمّ أنّ الليلة الماضيْه لازالت تسكُن تفكيْرك , ليتك تعلَم فقط , أنّ الأغانيْ والأثوَابْ الفاخرَة , وحَتّى الأكوابْ
المتبختِره بمَا تحتبسَ من لذيذ الشَرابْ داخلها لا تعنيْ ليْ شيئاً .. وحَتى أننيْ لم أحسد تلك الفتاَة عندَما تقدّم أحد أبناء رجال المُجتمَع لطلَبِ يدها , فقد
كانتْ عينيّ مُلتصقة بك , حيْن دُخولك وخروجك , وحيَن إرتشافك للشرابِ الفاخر , وحتى حيْن إلتفّت عينيك إليّ .. مستغرباً عشوائيتيَ بينَهم فالكلّ مُتبهجاً ليلة البارح مندهشين بحفلٍ كهذاوأنا لازلتُ أحملقْ بكَ , علّنيْ أنتسبُ
لشيءٍ من غدك وإن كنتَ محلّ أحد كُتبك التيْ يعلوها الغُبار , لستُ آبهه إنْ إلتقطتنيْ أمَ لا .. فقط أريْد أن أبقى بجوارِ أشيائك إنَ لم تكنْ موجوداً ,فأنا مهووسَة بكلّ مايتعلّقْ بك , حتى سجائِرك الإيطاليّة وإنّ كنتْ أبغضَ رائِحة الدُخان ولكنّ لدخّانه المتصاعد نَحو السمَاء شكلٌ أخر حيَن تزفره أنتَ , ورائِحته التيّ ترفُض أن تغادرَ جسدك تختلفُ كثيراً عمّا كانتْ به ,
غريبٌ فعلاً فكلّ الاشيَاء أمامك تأخذ منحى أخر .. مختلفاً عمّا عهده النّاس, حتى أنا أمامك , لَم أعد تلك المدللّـه الحمَقاء التيْ تتاهفتُ على أبُوابَ المَنزل حيْن يصل أبيَها لترتميْ بيَن أحضانه وتقبّل منكبيْه , لمَ أعدُ تلك المتعجرَفة التيْ لايُرفضَ لها أمراً , لمَ أعد أهتّم بالملابسَ ولا أغانيْ العظَماء , وحَتى الألوان نبذَتها , فقط لأجعل كلّ حبٍ يسكنني „ خاصاً بك وحدك .. لايحقّ لشيء أن يشاركنيْ بك , أتعلم ؟
تغيّرت كثيراً منذُ رأيتك .. حتى ليلة البَارحه , أصبَحت أستيقظُ ليلاً وأنتظر الصبَاح لأسرَع نحو المَقهى المُكتظّ بالكراسيْ الفارغه فالكلّ غادر حَمل حبيبته إلى الطُرق الضيّقة النائيه , المنفيّه عن بَصر الأخريْن .. فقط
هُمّ والجدَران الخجولَة والأرضَ حيْن تحتضنَهم برفق ..!
ولكننيْ لنّ آبَه لمَدى رغبتيْ بأنّ أقتربْ أكثَر إليَك , أكثر من أنّ أسرق نظريْ إليك من شُرفتك العاديّة كما أسلَفت , لأشربْ نفسَ قهوتك اللعيْنه , وأقرأ نفسَ جريدَتك المملوءَة بكذب الكتَابْ بها , وحَتّى حيْن سقط فنجانَ قهوتك , تعمّدت أنّ أنثر ماتبّقى من قهوتيْ على تنُورتيْ الجَديده , لاتستغربَ فأنتَ تعلم أننيْ لمَ أعد أهتّم لتلك المَلابسَ .. ولاتعجَبْ حيَن تعلَم أننيْ بعدَما أنتهيْ من كتابَة رسالتيْ , أو هذيانيْ الذيْ يفوح منَه رغبتيْ بأنّ تلتفت لأنثى أصبَحت أخرى .. لأجلك فقط , كلّ هذا كان حتى ليلة البَارحه .. كأنّ كلماتُهم لمَ تكنّ موجّهةِ إليّ , وحَتى الحنَاء بيديّ كانْ أسوداً دامعاً , وعينيّ تُلاحقِ جسَدك المُتزّمت , الهادِئ .. كأنّ كلّ حرَكة تختزلْ جزءاً من جسديْ حقاً لَم أحسد تلك الفتاة حيَن تقدّم إليها أحد أبناء رجال المجتَمع , حقاً تغيّرَت .. وحتماً كانتْ له .. ولازلت غير آبهٍ بِها


 
 توقيع : احساس



التعديل الأخير تم بواسطة احساس ; 10-06-2012 الساعة 03:47 AM

رد مع اقتباس