عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2012, 01:41 AM   #96


الصورة الرمزية قيس
قيس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1949
 تاريخ التسجيل :  Oct 2012
 أخر زيارة : 01-31-2014 (08:05 PM)
 المشاركات : 6,701 [ + ]
 التقييم :  71584925
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونتى من اختيارى



قصة : الحياة صدى



إذا قلت لأخيك كلمة طيبة فمذا تنتظر منه ؟ إذا عاملت جارك معاملة حسنة فمذا سيفعل ؟ إذا ساعدت محتاجا فمذا سيقول لك ؟ هذه القصة ستعلمك الكثير من الدروس حول الحياة.


يحكى أن أحدالحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على التضاريس من حوله في جوٍ نقي بعيداًعن صخب المدينة، سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة، وأثناء سيرهما، تعثر الطفل في مشيته، سقط على ركبته، صرخ الطفل على إثرهابصوتٍ مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآهفإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطرهالألم بصوتٍ مماثل : آآآآهنسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت: ومن أنت؟؟فإذا الجواب يرد عليه سؤاله: ومن أنت ؟؟انزعج الطفل من هذاالتحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً: بل أنا أسألك من أنت؟ومرة أخرى لا يكون الردإلا بنفس الجفاء والحدة: بل أنا أسألك من أنت؟فصاح الطفل غاضباً " أنت جبان". وبنفس القوة يجيء الرد " أنت جبان " ... أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلمفصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيمالذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهدالذي كان من إخراج ابنه .
قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابهوترك المجال لأبيه لإدارةالموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس .. تعامل _الأب كعادته _ بحكمةٍ مع الحدث.
وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرةوصاح في الوادي : " إني أحترمك " فجاء الجواب بنفسنغمة الوقار " إني أحترمك " ...
عجب الابن من تغيّر لهجة المجيب .. ولكن الأبأكمل المساجلة قائلاً : " كم أنت رائع " فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية " كمأنت رائع " ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمقلينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية ....
علّق الحكيم على الواقعةبهذه الحكمة : " أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياءصدى .لكنها في الواقع هي الحياة بعينها،إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ماتعطيها، ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها،الحياة مرآة أعمالكوصدى أقوالك،إذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك، إذا أردت أن يرحمك أحدفارحم غيرك،وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك،إذا أردت الناس أنيساعدوك فساعد غيرك، وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمعإليهم لتفهمهم أولاً، لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرتعليهم.
أي بني، هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة،وهذا ناموس الكونالذي تجده في كافة تضاريس الحياة، إنه صدى الحياة، ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت.
أرجوا أن تكون القصة قد أفادتكم وقدمت لكم درسا مفيدا عن الحياة.


 
 توقيع : قيس





رد مع اقتباس