عرض مشاركة واحدة
[/table1]

قديم 12-07-2012, 10:34 AM   #1
مجلس الادارة


الصورة الرمزية ام ياسر
ام ياسر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1878
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
 المشاركات : 54,004 [ + ]
 التقييم :  637
 SMS ~
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي حِرْزِكَ وَحِفْظِكَ وَجِوَارِكَ وَتَحْتِ كَنَفِك.
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ



[table1="width:85%;background-color:black;border:4px inset teal;"]

بسم الله الرحمن الرحيم
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
اسباب النزول - أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي
قوله تعالى: { يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ...} الآية. [31].
أخبرنا سعيد بن محمد العدل، قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدَّثنا الحسن بن حماد الوراق، قال: أخبرنا أبو يحيى الحِمَّاني، عن نصر بن الحسن [الحداد] عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:
كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت، عراة حتى إن كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة، فتعلق على سُفْلَتِهَا سُيوراً مثل هذه السيور التي تكون على وجوه الحُمُر من الذّباب، وهي تقول:
اليومَ يَبْدُو بَعْضُه أو كلُّهُ * ومَا بَدَا مِنْه فَلاَ أُحِلُّهُ
فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم: { يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} فأمروا بلبس الثياب.
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار، قال: حدَّثنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدَّثنا محمد بن يعقوب المعقلي، قال: حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدَّثنا أبو داود الطَّيَالسي، قال: حدَّثنا شُعْبَة عن سَلَمَة بن كُهَيْل، قال: سمعت مُسْلِماً البَطِينِ يحدث عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:
كانت المرأة تطوف بالبيت في الجاهلية وهي عريانة، وعلى فرجها خرقة، وهي تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كلّهُ * وما بدا منه فلا أُحلُّهُ
فنزلت { خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} ونزلت { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ} الآيتان.
رواه مسلم عن بُنْدار، عن غُنْدَر، عن شُعْبَة.
أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون، قال: أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ، قال: حدَّثنا محمد بن يحيى، قال: حدَّثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدَّثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، قال:
كانوا إذا حجوا فأفاضوا من منى لا يصلح لأحد منهم في دينهم الذي اشترعوا أن يطوف في ثوبيه، فأيهم طاف ألقاهما حتى يقضي طوافه، وكان أتقى فأنزل الله تعالى فيهم: { يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} إلى قوله تعالى: { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} أنزلت في شأن الذين يطوفون بالبيت عراة.
قال الكلبي: كان أهل الجاهلية لا يأكلون من الطعام إلا قوتاً، ولا يأكلون دَسَماً في أيام حجهم، يعظمون بذلك حجَّهم، فقال المسلمون: يا رسول الله، نحن أحق بذلك، فأنزل الله تعالى: { وكُلُواْ} أي اللحم والدَّسَمَ { وَٱشْرَبُواْ} .
تفسير بن كثير
هذه الآية الكريمة رد على المشركين فيما كانوا يعتمدونه من الطواف بالبيت عراة، كما روي عن ابن عباس، قال: كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء، الرجال بالنهار والنساء بالليل، وكانت المرأة تقول: اليوم يبدو بعضه أو كله * وما بدا منه فلا أحله فقال اللّه تعالى: { خذوا زينتكم عند كل مسجد} ""رواه مسلم والنسائي وابن جرير واللفظ له""، وقال العوفي عن ابن عباس: كان رجال يطوفون بالبيت عراة، فأمرهم اللّه بالزينة، والزينةُ اللباس، وهو ما يواري السوأة، وما سوى ذلك من جيد البز والمتاع، فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد ""وروي عن مجاهد وعطاء والنخعي وقتادة والسدي والضحّاك وغيرهم"". ولهذه الآية وما ورد في معناها من السنّة يستحب التجمل عند الصلاة، ولا سيما يوم الجمعة، ويوم العيد، والطيب لأنه من الزينة، والسواك لأنه من تمام ذلك، ومن أفضل اللباس البياض، كما قال الإمام أحمد عن ابن عباس مرفوعاً قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم، وإن خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر)، وللإمام أحمد أيضاً وأهل السنن، عن سمرة بن جندب قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (عليكم بثياب البياض فالبسوها فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم) ويروى أن تميماً الداري اشترى رداء بألف وكان يصلي فيه. وقوله تعالى: { وكلوا واشربوا} الآية، قال بعض السلف: جمع اللّه الطب كله في نصف آية: { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا} ، وقال البخاري، قال ابن عباس: كل ما شئت، والبس ما شئت، ما أخطأتك خصلتان: سرف ومخيلة. وقال ابن عباس: أحل اللّه الأكل والشرب، ما لم يكن سرفاً أو مخيلة، وفي الحديث: (كلوا واشربوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف، فإن اللّه يحب أن يرى نعمته على عبده) ""رواه أحمد والنسائي وابن ماجه""، وقال الإمام أحمد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان فاعلاً لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه) ""ورواه النسائي والترمذي، وقال الترمذي: حسن صحيح""، وفي الحديث: (إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت) ""رواه الحافظ الموصلي والدارقطني وقال فيه: هذا حديث غريب"". وقال السدي: كان الذين يطوفون بالبيت عراة يحرمون عليهم الودك ""الدسم""ما أقاموا في المواسم، فقال اللّه تعالى لهم: { كلوا واشربوا} الآية، يقول: لا تسرفوا في التحريم، وقال مجاهد: أمرهم أن يأكلوا ويشربوا مما رزقهم اللّه، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم { ولا تسرفوا} ولا تأكلوا حراماً ذلك الإسراف، وقال ابن جرير، وقوله: { إنه لا يحب المسرفين} ، يقول اللّه تعالى: { إن اللّه لا يحب المعتدين} حده في حلال أو حرام، الغالين فيما أحل بإحلال الحرام أو بتحريم الحلال، ولكنه يحب أن يحلل ما أحل ويحرم ما حرم، وذلك العدل الذي أمر به.
تفسير الجلالين
{ يا بني آدم خذوا زينتكم } ما يستر عورتكم { عند كل مسجد } عند الصلاة والطواف { وكلوا واشربوا } ما شئتم { ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } .
تفسير الطبري
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { يَا بَنِي آدَم خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَتَعَرَّوْنَ عِنْد طَوَافهمْ بِبَيْتِهِ الْحَرَام وَيُبْدُونَ عَوْرَاتهمْ هُنَالِكَ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَب , وَالْمُحَرِّمِينَ مِنْهُمْ أَكْل مَا لَمْ يُحَرِّمهُ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنْ حَلَال رِزْقِهِ تَبَرُّرًا عِنْد نَفْسه لِرَبِّهِ : { يَا بَنِي آدَم خُذُوا زِينَتكُمْ } مِنْ الْكِسَاء وَاللِّبَاس , { عِنْد كُلّ مَسْجِد وَكُلُوا } مِنْ طَيِّبَات مَا رَزَقْتُكُمْ , وَحَلَّلْتُهُ لَكُمْ , { وَاشْرَبُوا } مِنْ حَلَال الْأَشْرِبَة , وَلَا تُحَرِّمُوا إِلَّا مَا حَرَّمْت عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِي أَوْ عَلَى لِسَان رَسُولِي مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 11276 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن حَبِيب بْن عَرَبِيّ , قَالَ : ثنا خَالِد بْن الْحَارِث , قَالَ : ثنا شُعْبَة , عَنْ سَلَمَة , عَنْ مُسْلِم البطين , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس : أَنَّ النِّسَاء كُنَّ يَطُفْنَ بِالْبَيْتِ عُرَاة - وَقَالَ فِي مَوْضِع آخَر : بِغَيْرِ ثِيَاب - إِلَّا أَنْ تَجْعَل الْمَرْأَة عَلَى فَرْجهَا خِرْقَة فِيمَا وُصِفَ إِنْ شَاءَ اللَّه , وَتَقُول : الْيَوْم يَبْدُو بَعْضه أَوْ كُلّه فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلّهُ قَالَ : فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } * حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثنا شُعْبَة , عَنْ سَلَمَة بْن كُهَيْل , عَنْ مُسْلِم البطين , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : كَانُوا يَطُوفُونَ عُرَاة , الرِّجَال بِالنَّهَارِ , وَالنِّسَاء بِاللَّيْلِ , وَكَانَتْ الْمَرْأَة تَقُول : الْيَوْم يَبْدُو بَعْضه أَوْ كُلّه فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلّهُ فَقَالَ اللَّه : { خُذُوا زِينَتكُمْ } 11277 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا اِبْن عُيَيْنَة , عَنْ عَمْرو , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : الثِّيَاب . * حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا غُنْدَر وَوَهْبُ بْن جَرِير , عَنْ شُعْبَة , عَنْ سَلَمَة بْن كُهَيْل , قَالَ : سَمِعْت مُسْلِمًا الْبَطِين يُحَدِّث عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : كَانَتْ الْمَرْأَة تَطُوف بِالْبَيْتِ عُرْيَانَة - قَالَ غُنْدَر : وَهِيَ عُرْيَانَة , قَالَ وَهْب : كَانَتْ الْمَرْأَة تَطُوف بِالْبَيْتِ وَقَدْ أَخْرَجَتْ صَدْرهَا وَمَا هُنَالِكَ . قَالَ غُنْدَر : وَتَقُول : مَنْ يُعِيرنِي تَطْوَافًا تَجْعَلهُ عَلَى فَرْجهَا - وَتَقُول : الْيَوْم يَبْدُو بَعْضه أَوْ كُلّه وَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلّهُ فَأَنْزَلَ اللَّه { يَا بَنِي آدَم خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } * حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { يَا بَنِي آدَم خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة , فَأَمَرَهُمْ اللَّه أَنْ يَلْبَسُوا ثِيَابهمْ وَلَا يَتَعَرَّوْا . * حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } الْآيَة , قَالَ : كَانَ رِجَال يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة , فَأَمَرَهُمْ اللَّه بِالزِّينَةِ . وَالزِّينَة : اللِّبَاس , وَهُوَ مَا يُوَارِي السَّوْأَة , وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ جَيِّد الْبَزّ وَالْمَتَاع , فَأُمِرُوا أَنْ يَأْخُذُوا زِينَتهمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد. 11278 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا الْمُحَارِبِيّ وَابْن فُضَيْل , عَنْ عَبْد الْمَلِك , عَنْ عَطَاء : { خُذُوا زِينَتكُمْ } قَالَ : كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة , فَأُمِرُوا أَنْ يَلْبَسُوا ثِيَابهمْ . * حَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم , قَالَ : ثنا هُشَيْم , عَنْ عَبْد الْمَلِك , عَنْ عَطَاء , بِنَحْوِهِ. * حَدَّثَنِي عَمْرو , قَالَ : ثنا يَحْيَى , قَالَ : ثنا عَبْد الْمَلِك , عَنْ عَطَاء , فِي قَوْله : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } : اِلْبَسُوا ثِيَابكُمْ . 11279 - حَدَّثَنَا يَعْقُوب ; قَالَ : ثنا هُشَيْم , قَالَ : أَخْبَرَنَا مُغِيرَة ; عَنْ إِبْرَاهِيم ; فِي قَوْله : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : كَانَ نَاس يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ . * حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا جَرِير , عَنْ مُغِيرَة , عَنْ إِبْرَاهِيم : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة , فَأُمِرُوا أَنْ يَلْبَسُوا الثِّيَاب. 11280 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن يَمَان , عَنْ عُثْمَان بْن الْأَسْوَد , عَنْ مُجَاهِد : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : مَا وَارَى الْعَوْرَة وَلَوْ عَبَاءَة . * حَدَّثَنَا عَمْرو قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن سَعِيد , وَأَبُو عَاصِم , وَعَبْد اللَّه بْن دَاوُد , عَنْ عُثْمَان بْن الْأَسْوَد , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : مَا يُوَارِي عَوْرَتك وَلَوْ عَبَاءَة . 11281 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } فِي قُرَيْش , لِتَرْكِهِمْ الثِّيَاب فِي الطَّوَاف . * حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , بِنَحْوِهِ . 11282 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ سَالِم , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : الثِّيَاب . 11283 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا زَيْد بْن حُبَاب , عَنْ إِبْرَاهِيم , عَنْ نَافِع , عَنْ اِبْن طَاوُس , عَنْ أَبِيهِ : { خُذُوا زَيْتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : الشَّمْلَة مِنْ الزِّينَة . * حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا اِبْن عُيَيْنَة , عَنْ عَمْرو , عَنْ طَاوُس : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : الثِّيَاب . 11284 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا سُوَيْد وَأَبُو أُسَامَة , عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد , عَنْ أَيُّوب , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ : كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة , فَطَافَتْ اِمْرَأَة بِالْبَيْتِ وَهِيَ عُرْيَانَة , فَقَالَتْ : الْيَوْم يَبْدُو بَعْضه أَوْ كُلّه فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلّهُ 11285 - حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : قَوْله : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : كَانَ حَيّ مِنْ أَهْل الْيَمَن كَانَ أَحَدهمْ إِذَا قَدِمَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا يَقُول : لَا يَنْبَغِي أَنْ أَطُوف فِي ثَوْب قَدْ دَنِسْت فِيهِ , فَيَقُول : مَنْ يُعِيرنِي مِئْزَرًا ؟ فَإِنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ , وَإِلَّا طَافَ عُرْيَانًا , فَأَنْزَلَ اللَّه فِيهِ مَا تَسْمَعُونَ : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } 11286 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ : قَالَ اللَّه : { يَا بَنِي آدَم خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } يَقُول : مَا يُوَارِي الْعَوْرَة عِنْد كُلّ مَسْجِد . 11287 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الزُّهْرِيّ : أَنَّ الْعَرَب كَانَتْ تَطُوف بِالْبَيْتِ عُرَاة , إِلَّا الْحُمْس قُرَيْش وَأَحْلَافهمْ ; فَمَنْ جَاءَ مِنْ غَيْرهمْ وَضَعَ ثِيَابه وَطَافَ فِي ثِيَاب أَحْمَس , فَإِنَّهُ لَا يَحِلّ لَهُ أَنْ يَلْبَس ثِيَابه , فَإِنْ لَمْ يَجِد مَنْ يُعِيرهُ مِنْ الْحُمْس فَإِنَّهُ يُلْقِي ثِيَابه وَيَطُوف عُرْيَانًا , وَإِنْ طَافَ فِي ثِيَاب نَفْسه أَلْقَاهَا إِذَا قَضَى طَوَافه يُحَرِّمهَا فَيَجْعَلهَا حَرَامًا عَلَيْهِ , فَلِذَلِكَ قَالَ : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } * وَبِهِ عَنْ مَعْمَر قَالَ : قَالَ اِبْن طَاوُس , عَنْ أَبِيهِ : الشَّمْلَة مِنْ الزِّينَة . 11288 - حَدَّثَنَا عَنْ الْحُسَيْن بْن الْفَرَج , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ , قَالَ : ثنا عُبَيْد بْن سُلَيْمَان , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } الْآيَة , كَانَ نَاس مِنْ أَهْل الْيَمَن وَالْأَعْرَاب إِذَا حَجُّوا الْبَيْت يَطُوفُونَ بِهِ عُرَاة لَيْلًا , فَأَمَرَهُمْ اللَّه أَنْ يَلْبَسُوا ثِيَابهمْ وَلَا يَتَعَرَّوْا فِي الْمَسْجِد. 11289 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد : { خُذُوا زِينَتكُمْ } قَالَ : زِينَتهمْ ثِيَابهمْ الَّتِي كَانُوا يَطْرَحُونَهَا عِنْد الْبَيْت وَيَتَعَرَّوْنَ . 11290 - وَحَدَّثَنِي بِهِ مَرَّة أُخْرَى بِإِسْنَادِهِ , عَنْ اِبْن زَيْد فِي قَوْله : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَة اللَّه الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَات مِنْ الرِّزْق } قَالَ : كَانُوا إِذَا جَاءُوا الْبَيْت فَطَافُوا بِهِ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ ثِيَابهمْ الَّتِي طَافُوا فِيهَا , فَإِنْ وَجَدُوا مَنْ يُعِيرهُمْ ثِيَابًا , وَإِلَّا طَافُوا بِالْبَيْتِ عُرَاة , فَقَالَ : { مَنْ حَرَّمَ زِينَة اللَّه } قَالَ : ثِيَاب اللَّه الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ الْآيَة . الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { يَا بَنِي آدَم خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَتَعَرَّوْنَ عِنْد طَوَافهمْ بِبَيْتِهِ الْحَرَام وَيُبْدُونَ عَوْرَاتهمْ هُنَالِكَ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَب , وَالْمُحَرِّمِينَ مِنْهُمْ أَكْل مَا لَمْ يُحَرِّمهُ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنْ حَلَال رِزْقِهِ تَبَرُّرًا عِنْد نَفْسه لِرَبِّهِ : { يَا بَنِي آدَم خُذُوا زِينَتكُمْ } مِنْ الْكِسَاء وَاللِّبَاس , { عِنْد كُلّ مَسْجِد وَكُلُوا } مِنْ طَيِّبَات مَا رَزَقْتُكُمْ , وَحَلَّلْتُهُ لَكُمْ , { وَاشْرَبُوا } مِنْ حَلَال الْأَشْرِبَة , وَلَا تُحَرِّمُوا إِلَّا مَا حَرَّمْت عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِي أَوْ عَلَى لِسَان رَسُولِي مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 11276 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن حَبِيب بْن عَرَبِيّ , قَالَ : ثنا خَالِد بْن الْحَارِث , قَالَ : ثنا شُعْبَة , عَنْ سَلَمَة , عَنْ مُسْلِم البطين , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس : أَنَّ النِّسَاء كُنَّ يَطُفْنَ بِالْبَيْتِ عُرَاة - وَقَالَ فِي مَوْضِع آخَر : بِغَيْرِ ثِيَاب - إِلَّا أَنْ تَجْعَل الْمَرْأَة عَلَى فَرْجهَا خِرْقَة فِيمَا وُصِفَ إِنْ شَاءَ اللَّه , وَتَقُول : الْيَوْم يَبْدُو بَعْضه أَوْ كُلّه فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلّهُ قَالَ : فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } * حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثنا شُعْبَة , عَنْ سَلَمَة بْن كُهَيْل , عَنْ مُسْلِم البطين , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : كَانُوا يَطُوفُونَ عُرَاة , الرِّجَال بِالنَّهَارِ , وَالنِّسَاء بِاللَّيْلِ , وَكَانَتْ الْمَرْأَة تَقُول : الْيَوْم يَبْدُو بَعْضه أَوْ كُلّه فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلّهُ فَقَالَ اللَّه : { خُذُوا زِينَتكُمْ } 11277 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا اِبْن عُيَيْنَة , عَنْ عَمْرو , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : الثِّيَاب . * حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا غُنْدَر وَوَهْبُ بْن جَرِير , عَنْ شُعْبَة , عَنْ سَلَمَة بْن كُهَيْل , قَالَ : سَمِعْت مُسْلِمًا الْبَطِين يُحَدِّث عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : كَانَتْ الْمَرْأَة تَطُوف بِالْبَيْتِ عُرْيَانَة - قَالَ غُنْدَر : وَهِيَ عُرْيَانَة , قَالَ وَهْب : كَانَتْ الْمَرْأَة تَطُوف بِالْبَيْتِ وَقَدْ أَخْرَجَتْ صَدْرهَا وَمَا هُنَالِكَ . قَالَ غُنْدَر : وَتَقُول : مَنْ يُعِيرنِي تَطْوَافًا تَجْعَلهُ عَلَى فَرْجهَا - وَتَقُول : الْيَوْم يَبْدُو بَعْضه أَوْ كُلّه وَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلّهُ فَأَنْزَلَ اللَّه { يَا بَنِي آدَم خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } * حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { يَا بَنِي آدَم خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة , فَأَمَرَهُمْ اللَّه أَنْ يَلْبَسُوا ثِيَابهمْ وَلَا يَتَعَرَّوْا . * حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } الْآيَة , قَالَ : كَانَ رِجَال يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة , فَأَمَرَهُمْ اللَّه بِالزِّينَةِ . وَالزِّينَة : اللِّبَاس , وَهُوَ مَا يُوَارِي السَّوْأَة , وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ جَيِّد الْبَزّ وَالْمَتَاع , فَأُمِرُوا أَنْ يَأْخُذُوا زِينَتهمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد. 11278 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا الْمُحَارِبِيّ وَابْن فُضَيْل , عَنْ عَبْد الْمَلِك , عَنْ عَطَاء : { خُذُوا زِينَتكُمْ } قَالَ : كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة , فَأُمِرُوا أَنْ يَلْبَسُوا ثِيَابهمْ . * حَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم , قَالَ : ثنا هُشَيْم , عَنْ عَبْد الْمَلِك , عَنْ عَطَاء , بِنَحْوِهِ. * حَدَّثَنِي عَمْرو , قَالَ : ثنا يَحْيَى , قَالَ : ثنا عَبْد الْمَلِك , عَنْ عَطَاء , فِي قَوْله : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } : اِلْبَسُوا ثِيَابكُمْ . 11279 - حَدَّثَنَا يَعْقُوب ; قَالَ : ثنا هُشَيْم , قَالَ : أَخْبَرَنَا مُغِيرَة ; عَنْ إِبْرَاهِيم ; فِي قَوْله : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : كَانَ نَاس يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ . * حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا جَرِير , عَنْ مُغِيرَة , عَنْ إِبْرَاهِيم : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة , فَأُمِرُوا أَنْ يَلْبَسُوا الثِّيَاب. 11280 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن يَمَان , عَنْ عُثْمَان بْن الْأَسْوَد , عَنْ مُجَاهِد : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : مَا وَارَى الْعَوْرَة وَلَوْ عَبَاءَة . * حَدَّثَنَا عَمْرو قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن سَعِيد , وَأَبُو عَاصِم , وَعَبْد اللَّه بْن دَاوُد , عَنْ عُثْمَان بْن الْأَسْوَد , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : مَا يُوَارِي عَوْرَتك وَلَوْ عَبَاءَة . 11281 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } فِي قُرَيْش , لِتَرْكِهِمْ الثِّيَاب فِي الطَّوَاف . * حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , بِنَحْوِهِ . 11282 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ سَالِم , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : الثِّيَاب . 11283 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا زَيْد بْن حُبَاب , عَنْ إِبْرَاهِيم , عَنْ نَافِع , عَنْ اِبْن طَاوُس , عَنْ أَبِيهِ : { خُذُوا زَيْتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : الشَّمْلَة مِنْ الزِّينَة . * حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا اِبْن عُيَيْنَة , عَنْ عَمْرو , عَنْ طَاوُس : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : الثِّيَاب . 11284 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا سُوَيْد وَأَبُو أُسَامَة , عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد , عَنْ أَيُّوب , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ : كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة , فَطَافَتْ اِمْرَأَة بِالْبَيْتِ وَهِيَ عُرْيَانَة , فَقَالَتْ : الْيَوْم يَبْدُو بَعْضه أَوْ كُلّه فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلّهُ 11285 - حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : قَوْله : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } قَالَ : كَانَ حَيّ مِنْ أَهْل الْيَمَن كَانَ أَحَدهمْ إِذَا قَدِمَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا يَقُول : لَا يَنْبَغِي أَنْ أَطُوف فِي ثَوْب قَدْ دَنِسْت فِيهِ , فَيَقُول : مَنْ يُعِيرنِي مِئْزَرًا ؟ فَإِنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ , وَإِلَّا طَافَ عُرْيَانًا , فَأَنْزَلَ اللَّه فِيهِ مَا تَسْمَعُونَ : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } 11286 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ : قَالَ اللَّه : { يَا بَنِي آدَم خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } يَقُول : مَا يُوَارِي الْعَوْرَة عِنْد كُلّ مَسْجِد . 11287 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الزُّهْرِيّ : أَنَّ الْعَرَب كَانَتْ تَطُوف بِالْبَيْتِ عُرَاة , إِلَّا الْحُمْس قُرَيْش وَأَحْلَافهمْ ; فَمَنْ جَاءَ مِنْ غَيْرهمْ وَضَعَ ثِيَابه وَطَافَ فِي ثِيَاب أَحْمَس , فَإِنَّهُ لَا يَحِلّ لَهُ أَنْ يَلْبَس ثِيَابه , فَإِنْ لَمْ يَجِد مَنْ يُعِيرهُ مِنْ الْحُمْس فَإِنَّهُ يُلْقِي ثِيَابه وَيَطُوف عُرْيَانًا , وَإِنْ طَافَ فِي ثِيَاب نَفْسه أَلْقَاهَا إِذَا قَضَى طَوَافه يُحَرِّمهَا فَيَجْعَلهَا حَرَامًا عَلَيْهِ , فَلِذَلِكَ قَالَ : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } * وَبِهِ عَنْ مَعْمَر قَالَ : قَالَ اِبْن طَاوُس , عَنْ أَبِيهِ : الشَّمْلَة مِنْ الزِّينَة . 11288 - حَدَّثَنَا عَنْ الْحُسَيْن بْن الْفَرَج , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ , قَالَ : ثنا عُبَيْد بْن سُلَيْمَان , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد } الْآيَة , كَانَ نَاس مِنْ أَهْل الْيَمَن وَالْأَعْرَاب إِذَا حَجُّوا الْبَيْت يَطُوفُونَ بِهِ عُرَاة لَيْلًا , فَأَمَرَهُمْ اللَّه أَنْ يَلْبَسُوا ثِيَابهمْ وَلَا يَتَعَرَّوْا فِي الْمَسْجِد. 11289 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد : { خُذُوا زِينَتكُمْ } قَالَ : زِينَتهمْ ثِيَابهمْ الَّتِي كَانُوا يَطْرَحُونَهَا عِنْد الْبَيْت وَيَتَعَرَّوْنَ . 11290 - وَحَدَّثَنِي بِهِ مَرَّة أُخْرَى بِإِسْنَادِهِ , عَنْ اِبْن زَيْد فِي قَوْله : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَة اللَّه الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَات مِنْ الرِّزْق } قَالَ : كَانُوا إِذَا جَاءُوا الْبَيْت فَطَافُوا بِهِ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ ثِيَابهمْ الَّتِي طَافُوا فِيهَا , فَإِنْ وَجَدُوا مَنْ يُعِيرهُمْ ثِيَابًا , وَإِلَّا طَافُوا بِالْبَيْتِ عُرَاة , فَقَالَ : { مَنْ حَرَّمَ زِينَة اللَّه } قَالَ : ثِيَاب اللَّه الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ الْآيَة . ' وَكَاَلَّذِي قُلْنَا أَيْضًا , قَالُوا فِي تَأْوِيل قَوْله : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا } ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 11291 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ اِبْن طَاوُس , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : أَحَلَّ اللَّه الْأَكْل وَالشُّرْب مَا لَمْ يَكُنْ سَرَفًا أَوْ مَخِيلَة . * حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ } فِي الطَّعَام وَالشَّرَاب . 11292 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ : قَالَ : كَانَ الَّذِينَ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة يُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمْ الْوَدَك مَا أَقَامُوا بِالْمَوْسِمِ , فَقَالَ اللَّه لَهُمْ : { كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ } يَقُول : لَا تُسْرِفُوا فِي التَّحْرِيم . 11293 - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا عَبْد الْعَزِيز , قَالَ : ثنا أَبُو سَعْد , قَالَ : سَمِعْت مُجَاهِدًا يَقُول فِي قَوْله : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا } قَالَ : أَمَرَهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّه . 11294 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَلَا تُسْرِفُوا } لَا تَأْكُلُوا حَرَامًا ذَلِكَ الْإِسْرَاف . وَكَاَلَّذِي قُلْنَا أَيْضًا , قَالُوا فِي تَأْوِيل قَوْله : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا } ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 11291 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ اِبْن طَاوُس , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : أَحَلَّ اللَّه الْأَكْل وَالشُّرْب مَا لَمْ يَكُنْ سَرَفًا أَوْ مَخِيلَة . * حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ } فِي الطَّعَام وَالشَّرَاب . 11292 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ : قَالَ : كَانَ الَّذِينَ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاة يُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمْ الْوَدَك مَا أَقَامُوا بِالْمَوْسِمِ , فَقَالَ اللَّه لَهُمْ : { كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ } يَقُول : لَا تُسْرِفُوا فِي التَّحْرِيم . 11293 - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا عَبْد الْعَزِيز , قَالَ : ثنا أَبُو سَعْد , قَالَ : سَمِعْت مُجَاهِدًا يَقُول فِي قَوْله : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا } قَالَ : أَمَرَهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّه . 11294 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَلَا تُسْرِفُوا } لَا تَأْكُلُوا حَرَامًا ذَلِكَ الْإِسْرَاف . ' وَقَوْله { إِنَّهُ لَا يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ } يَقُول : إِنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْمُتَعَدِينَ حَدّه فِي حَلَال أَوْ حَرَام , الْغَالِينَ فِيمَا أَحَلَّ اللَّه أَوْ حَرَّمَ بِإِحْلَالِ الْحَرَام , وَبِتَحْرِيمِ الْحَلَال , وَلَكِنَّهُ يُحِبّ أَنْ يُحَلِّل مَا أَحَلَّ وَيُحَرِّم مَا حَرَّمَ , وَذَلِكَ الْعَدْل الَّذِي أَمَرَ بِهِ .وَقَوْله { إِنَّهُ لَا يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ } يَقُول : إِنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْمُتَعَدِينَ حَدّه فِي حَلَال أَوْ حَرَام , الْغَالِينَ فِيمَا أَحَلَّ اللَّه أَوْ حَرَّمَ بِإِحْلَالِ الْحَرَام , وَبِتَحْرِيمِ الْحَلَال , وَلَكِنَّهُ يُحِبّ أَنْ يُحَلِّل مَا أَحَلَّ وَيُحَرِّم مَا حَرَّمَ , وَذَلِكَ الْعَدْل الَّذِي أَمَرَ بِهِ .'
تفسير القرطبي
فيه سبع مسائل: الأولى: قوله تعالى: { يا بني آدم} هو خطاب لجميع العالم، وإن كان المقصود بها من كان يطوف من العرب بالبيت عريانا؛ فإنه عام في كل مسجد للصلاة. لأن العبرة للعموم لا! للسبب. ومن العلماء من أنكر أن يكون المراد به الطواف؛ لأن الطواف لا يكون إلا في مسجد واحد، والذي يعم كل مسجد هو الصلاة. وهذا قول من خفي عليه مقاصد الشريعة. وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال : كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة وتقول : من يعيرني تِطوافا؟ تجعله على فرجها. وتقول : اليوم يبدو بعضه أو كله ** وما بدا منه فلا أحله فنزلت هذه الآية { خذوا زينتكم عند كل مسجد} . التطواف (بكسر التاء). وهذه المرأة هي ضباعة بنت عامر بن قرط؛ قاله القاضي عياض. وفي صحيح مسلم أيضا عن هشام بن عروة عن أبيه قال : كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس، والحمس قريش وما ولدت، كانوا يطوفون بالبيت عراة إلا أن تعطيهم الحمس ثيابا فيعطي الرجال الرجال والنساء النساء. وكانت الحمس لا يخرجون من المزدلفة، وكان الناس كلهم يقفون بعرفات. في غير مسلم : ويقولون نحن أهل الحرم، فلا ينبغي لأحد من العرب أن يطوف إلا في ثيابنا، ولا يأكل إذا دخل أرضنا إلا من طعامنا. فمن لم يكن له من العرب صديق بمكة يعيره ثوبا ولا يسار يستأجره به كان بين أحد أمرين : إما أن يطوف بالبيت عريانا، وإما أن يطوف في ثيابه؛ فإذا فرغ من طوافه ألقى ثوبه عنه فلم يمسه أحد. وكان ذلك الثوب يسمى اللقى؛ قال قائل من العرب : كفى حزنا كري عليه كأنه ** لقى بين أيدي الطائفين حريم فكانوا على تلك الجهالة والبدعة والضلالة حتى بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم؛ فأنزل الله تعالى { يا بني آدم خذوا زينتكم} الآية. وأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا لا يطوف بالبيت عريان. قلت : ومن قال بأن المراد الصلاة فزينتها النعال؛ لما رواه كرز بن وبرة عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ذات يوم : (خذوا زينة الصلاة) قيل : وما زينة الصلاة؟ قال : (البسوا نعالكم فصلوا فيها). الثانية: دلت الآية على وجوب ستر العورة كما تقدم. وذهب جمهور أهل العلم إلى أنها فرض من فروض الصلاة. وقال الأبهري هي فرض في الجملة، وعلى الإنسان أن يسترها عن أعين الناس في الصلاة وغيرها. وهو الصحيح؛ لقوله عليه السلام للمسور بن مخرمة : (ارجع إلى ثوبك فخذه ولا تمشوا عراة). أخرجه مسلم. وذهب إسماعيل القاضي إلى أن ستر العورة من سنن الصلاة، واحتج بأنه لو كان فرضا في الصلاة لكان العريان لا يجوز له أن يصلي؛ لأن كل شيء من فروض الصلاة يجب الإتيان به مع القدرة عليه، أو بدله مع عدمه، أو تسقط الصلاة جملة، وليس كذلك. قال ابن العربي : وإذا قلنا إن ستر العورة فرض في الصلاة فسقط ثوب إمام فانكشف دبره وهو راكع فرفع رأسه فغطاه أجزأه؛ قاله ابن القاسم. وقال سحنون : وكل من نظر إليه من المأمومين أعاد. وروي عن سحنون أيضا : أنه يعيد ويعيدون؛ لأن ستر العورة شرط من شروط الصلاة، فإذا ظهرت بطلت الصلاة. أصله الطهارة. قال القاضي ابن العربي : أما من قال، إن صلاتهم لا تبطل فإنهم لم يفقدوا شرطا، وأما من قال إن أخذه مكانه صحت صلاته وتبطل صلاة من نظر إليه فصحيفة يجب محوها ولا يجوز الاشتغال بها. وفي البخاري والنسائي عن عمرو بن سلمة قال : لما رجع قومي من عند النبي صلى الله عليه وسلم قالوا قال : (ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن). قال : فدعوني فعلموني الركوع والسجود؛ فكنت أصلي بهم وكانت علي بردة مفتوقة، وكانوا يقولون لأبي : ألا تغطي عنا إست ابنك. لفظ النسائي. وثبت عن سهل بن سعد قال : لقد كانت الرجال عاقدي أزرهم في أعناقهم من ضيق الأزر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة كأمثال الصبيان؛ فقال قائل : يا معشر النساء، لا ترفعن رءوسكن حتى ترفع الرجال. أخرجه البخاري والنسائي وأبو داود. الثالثة: واختلفوا إذا رأى عورة نفسه؛ فقال الشافعي : إذا كان الثوب ضيقا يزره أو يخلله بشيء لئلا يتجافى القميص فترى من الجيب العورة، فإن لم يفعل ورأى عورة نفسه أعاد الصلاة. وهو قول أحمد. ورخص مالك في الصلاة في القميص محلول الأزرار، ليس عليه سراويل. وهو قول أبي حنيفة وأبي ثور. وكان سالم يصلي محلول الأزرار. وقال داود الطائي : إذا كان عظيم اللحية فلا بأس به. وحكى معناه الأثرم عن أحمد. فإن كان إماما فلا يصلي إلا بردائه؛ لأنه من الزينة. وقيل : من الزينة الصلاة في النعلين؛ رواه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح. وقيل : زينة الصلاة رفع الأيدي في الركوع وفي الرفع منه. قال أبو عمر : لكل شيء زينة وزينة الصلاة التكبير ورفع الأيدي. وقال عمر رضي الله عنه : إذا وسع الله عليكم فأوسعوا على أنفسكم، جمع رجل عليه ثيابه، صلى في إزار ورداء، في إزار وقميص، في إزار وقباء، في سراويل ورداء، في سراويل وقميص، في سراويل وقباء - وأحسبه قال : في تبان وقميص - في تبان ورداء، في تبان وقباء. رواه البخاري والدارقطني. الرابعة: قوله تعالى { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا} قال ابن عباس : أحل الله في هذه الآية الأكل والشرب ما لم يكن سرفا أو مخيلة. فأما ما تدعو الحاجة إليه، وهو ما سد الجوعة وسكن الظمأ، فمندوب إليه عقلا وشرعا، لما فيه من حفظ النفس وحراسة الحواس؛ ولذلك ورد الشرع بالنهي عن الوصال؛ لأنه يضعف الجسد ويميت النفس، ويضعف عن العبادة، وذلك يمنع منه الشرع وتدفعه العقل. وليس لمن منع نفسه قدر الحاجة حظ من بر ولا نصيب من زهد؛ لأن ما حرمها من فعل الطاعة بالعجز والضعف أكثر ثوابا وأعظم أجرا. وقد اختلف في الزائد على قدر الحاجة على قولين : فقيل حرام، وقيل مكروه. قال ابن العربي : وهو الصحيح؛ فإن قدر الشبع يختلف باختلاف البلدان والأزمان والأسنان والطعمان. ثم قيل : في قلة الأكل منافع كثيرة؛ منها أن يكون الرجل أصح جسما وأجود حفظا وأزكى فهما وأقل نوما وأخف نفسا. وفي كثرة الأكل كظ المعدة ونتن التخمة، ويتولد منه الأمراض المختلفة، فيحتاج من العلاج أكثر مما يحتاج إليه القليل الأكل. وقال بعض الحكماء : أكبر الدواء تقدير الغذاء. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بيانا شافيا يغني عن كلام الأطباء فقال : (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه). خرجه الترمذي من حديث المقدام بن معدي كرب. قال علماؤنا : لو سمع بقراط هذه القسمة لعجب من هذه الحكمة. ويذكر أن الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق فقال لعلي بن الحسين : ليس في كتابكم من علم الطب شيء، والعلم علمان : علم الأديان وعلم الأبدان. فقال له علي : قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابنا. فقال له : ما هي؟ قال قوله عز وجل { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا} . فقال النصراني : ولا يؤثر عن رسولكم شيء من الطب. فقال علي : جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطب في ألفاظ يسيرة. قال : ما هي؟ قال : (المعدة بيت الأدواء والحمية رأس كل دواء وأعط كل جسد ما عودته). فقال النصراني : ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طبا. قلت : ويقال إن معالجة المريض نصفان : نصف دواء ونصف حمية : فإن أجمعا فكأنك بالمريض قد برأ وصح. وإلا فالحمية به أولى؛ إذ لا ينفع دواء مع ترك الحمية. ولقد تنفع الحمية مع ترك الدواء. ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أصل كل دواء الحمية). والمعني بها - والله أعلم - أنها تغني عن كل دواء؛ ولذلك يقال : إن الهند جل معالجتهم الحمية، يمتنع المريض عن الأكل والشراب والكلام عدة أيام فيبرأ ويصح. الخامسة: روى مسلم عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في مِعىً واحد). وهذا منه صلى الله عليه وسلم حض على التقليل من الدنيا والزهد فيها والقناعة بالبلغة. وقد كانت العرب تمتدح بقلة الأكل وتذم بكثرته. كما قال قائلهم : تكفيه فلذة كبد إن ألم بها ** من الشواء ويروي شربه الغمر وقالت أم زرع في ابن أبي زرع : ويشبعه ذراع الجفرة. وقال حاتم الطائي يذم بكثرة الأكل : فإنك إن أعطيت بطنك سؤله ** وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا وقال الخطاب : معنى قوله صلى الله عليه وسلم : (المؤمن يأكل في معى واحد) أنه يتناول دون شبعه، ويؤثر على نفسه ويبقي من زاده لغيره؛ فيقنعه ما أكل. والتأويل الأول أولى والله أعلم. وقيل في قوله عليه السلام : (والكافر يأكل في سبعة أمعاء) ليس على عمومه؛ لأن المشاهدة تدفعه، فإنه قد يوجد كافر أقل أكلا من مؤمن، ويسلم الكافر فلا يقل أكله ولا يزيد. وقيل : هو إشارة إلى معين. ضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيف كافر يقال : إنه الجهجاه الغفاري. وقيل : ثمامة بن أثال. وقيل : نضلة بن عمرو الغفاري. وقيل : بصرة بن أبي بصرة الغفاري. فشرب حلاب سبع شياه، ثم إنه أصبح فأسلم فشرب حلاب شاة فلم يستتمه؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. فكأنه قال : هذا الكافر. والله أعلم. وقيل : إن القلب لما تنور بنور التوحيد نظر إلى الطعام بعين التقوي على الطاعة، فأخذ منه قدر الحاجة، وحين كان مظلما بالكفر كان أكله كالبهيمة ترتع حتى تثلط. واختلف في هذه الأمعاء، هل هي حقيقة أم لا؟ فقبل : حقيقة، ولها أسماء معروفة عند أهل العلم بالطب والتشريح. وقيل : هي كنايات عن أسباب سبعة يأكل بها النهم : يأكل للحاجة والخبر والشم والنظر واللمس والذوق ويزيد استغناما. وقيل : المعنى أن يأكل أكل من له سبعة أمعاء. والمؤمن بخفة أكله يأكل أكل من ليس له إلا معى واحد؛ فيشارك الكافر بجزء من أجزاء أكله، ويزيد الكافر عليه بسبعة أمثال. والمعى في هذا الحديث هو المعدة. السادسة: وإذا تقرر هذا فاعلم أنه يستحب للإنسان غسل اليد قبل الطعام وبعده؛ لقوله عليه السلام : (الوضوء قبل الطعام وبعده بركة). وكذا في التوراة. رواه زاذان عن سلمان. وكان مالك يكره غسل اليد النظيفة. والاقتداء بالحديث أولى. ولا يأكل طعاما حتى يعرف أحارا هو أم باردا؟ فإنه إن كان حارا فقد يتأذى. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أبردوا بالطعام فإن الحار غير ذي بركة) حديث صحيح. ولا يشمه فإن ذلك من عمل البهائم، بل إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه، ويصغر اللقمة ويكثر مضغها لئلا يعد شرها. ويسمي الله تعالى في أوله ويحمده في آخره. ولا ينبغي أن يرفع صوته بالحمد إلا أن يكون جلساؤه قد فرغوا من الأكل؛ لأن في رفع الصوت منعا لهم من الأكل. وآداب الأكل كثيرة، هذه جملة منها. وسيأتي بعضها في سورة { هود} إن شاء الله تعالى. وللشراب أيضا آداب معروفة، تركنا ذكرها لشهرتها. وفي صحيح مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشمال ويشرب بشماله). السابعة: قوله تعالى: { ولا تسرفوا} أي في كثرة الأكل، وعنه يكون كثرة الشرب، وذلك يثقل المعدة، ويثبط الإنسان عن خدمة ربه، والأخذ بحظه من نوافل الخير. فإن تعدى ذلك إلى ما فوقه مما يمنعه القيام الواجب عليه حرم عليه، وكان قد أسرف في مطعمه ومشربه. روى أسد بن موسى من حديث عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : أكلت ثريدا بلحم سمين، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أتجشأ؛ فقال : (اكفف عليك من جشائك أبا جحيفة فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة). فما أكل أبو جحيفة بملء بطنه حتى فارق الدنيا، وكان إذا تغدى لا يتعشى، وإذا تعشى لا يتغدى. قلت : وقد يكون هذا معنى قوله عليه السلام : (المؤمن يأكل في معى واحد) أي التام الإيمان؛ لأن من حسن إسلامه وكمل إيمانه كأبي جحيفة تفكر فيما يصير إليه من أمر الموت وما بعده؛ فيمنعه الخوف والإشفاق من تلك الأهوال من استيفاء شهواته. والله أعلم. وقال ابن زيد : معنى { ولا تسرفوا} لا تأكلوا حراما. وقيل : (من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت). رواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، خرجه ابن ماجة في سننه. وقيل : من الإسراف الأكل بعد الشبع. وكل ذلك محظور. وقال لقمان لابنه : يا بني لا تأكل شبعا فوق شبع، فإنك إن تنبذه للكلب خير من أن تأكله. وسأل سمرة بن جندب عن ابنه ما فعل؟ قالوا : بشم البارحة. قال : بشم! فقالوا : نعم. قال : أما إنه لو مات ما صليت عليه. وقيل : إن العرب في الجاهلية كانوا لا يأكلون دسما في أيام حجهم، ويكتفون باليسير من الطعام، ويطوفون عراة. فقيل لهم { خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا في تحريم ما لم يحرم عليكم.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
والزينة إذا سمعتها تنصرف إلى تجميل فوق قوام الشيء، وقوله سبحانه وتعالى: { خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } [الأعراف: 31]
هذا يعني أن يذهب المسلم إلى المسجد بأفخر ما عنده من ملابس، وكذلك يمكن أن يكون المقصود بـ { خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } هو رد على حالة خاصة وهو أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة، وأن المراد بالزينة هنا هو ستر العورة. أو المراد بالزينة ما فوق ضروريات الستر، أو إذا كان المراد بها اللباس الطيب الجميل النظيف، فنحن نعلم أن المسجد هو مكان اجتماع عباد الله، وهم متنوعون في مهمات حياتهم، وكل مهمة في الحياة لها زيها ولها هندامها؛ فالذي يجلس على مكتب لمقابلة الناس له ملابس، ومن يعمل في " الحِدَادَة " له زي خاص مناسب للعمل، ولكن إذا ذهبتم إلى المسجد لتجتمعوا جميعاً في لقاء الله أيأتي كل واحد بلباس مهنته ليدخل المسجد؟ لا، فليجعل للمسجد لباساً لا يُضَايق غيره، فإن كانت ملابس العمل في مصنع أو غير ذلك لا تليق، فاجعل للمسجد ملابس نظيفة حتى لا يُؤذَي أحد بالوجود بجانبك؛ لأننا نذهب إلى المسجد لعمل مشترك يحكم الجميع وهو لقاء الله في بيت الله، فلابد أن تحتفي بهذا اللقاء. {...وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ } [الأعراف: 31]
والمأكل والمشرب من الأمور المباحة لأن فيها مقومات الحياة، وكل واشرب على قدر مقومات الحياة ولا تسرف، فقد أحل الله لك الأكثر وحرّم عليك الأقل، فلا تتجاوز الأكثر الذي أُحلِّ لك إلى ما حرم الله؛ لأن هذا إسراف على النفس، بدليل أنه لو لم تجد إلا الميتة، فهي حلال لك بشرط ألا تُسرف. ولا يصح أن تنقل الأشياء من تحليل إلى تحريم؛ لأن الله جعل لك في الحلال ما يغنيك عن الحرام، فإذا لم يوجد ما يغنيك، فالحق يحل لك أن تأخذ على قدر ما يحفظ عليك حياتك، والمسرفون هم المتجاوزون الحدود. ولا سرف في حل، إنما السرف يكون في الشيء المحرم، ولذلك جاء في الأثر:
" لو أنفقت مثل أحد ذهباً في حِلِّ ما اعتبرت مسرفاً، ولو أنفقت درهماً واحداً في محرم لاعتبرت مسرفاً ". " ولذلك يطلب منك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعطي كل نعمة حقها بشرط ألا يؤدي بك ذلك إلى البطر، وحينما ذهب إليه سيدنا عثمان بن مظعون، وقد أراد أن يترهب، ويتنسك، ويسيح في الكون، وقال لرسول الله: يا رسول الله، إنني أردت أن اختصي؛ أي يقطع خصيتيه؛ كي لا تبقى له غريزة جنسية، فقال صلى الله عليه وسلم: يا عثمان خصاء أمتي الصوم " لذلك قال صلى الله عليه وسلم في شأن من لم يستطع الزواج: " " يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ".
" وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الناس وخوفهم فاجتمع عشرة من الصحابة وهم: أبو بكر وعمر وعلي وابن مسعود وأبو ذر وسالم مولى أبي حذيفة والمقداد وسليمان وعبدالله بن عمرو بن العاص ومعقل بن مقرن في بيت عثمان بن مظعون فاتفقوا على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ولا يناموا على الفراش ولا يأكلوا اللحم ولا يقربوا النساء ويجبّوا مذاكيرهم ". فكان التوجيه النبوي أن حمد الرسول صلى الله عليه وسلم ربه وأثنى عليه وقال: " ما بال أقوام قالوا كذا وكذا ولكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
ويتابع الحق سبحانه بعد ذلك: { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ... }
 
 توقيع : ام ياسر



التعديل الأخير تم بواسطة ام ياسر ; 12-07-2012 الساعة 10:36 AM

رد مع اقتباس