عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2012, 09:09 PM   #1


الصورة الرمزية احساس
احساس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1412
 تاريخ التسجيل :  Jun 2011
 أخر زيارة : 02-11-2018 (03:05 AM)
 المشاركات : 21,842 [ + ]
 التقييم :  2147483647
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي من مشاعر وعناوين



مشاعر وعناوين..
المنزل (الصالة).. الساعة 2:30 عصراً
أفتح جوالي وأمر على قائمة طويلة من الأسماء، تزيد عن 500 اسم،
أفتح جهازي وأنظر إلى العناوين البريدية تزيد عن 700 عنوان،
ولأنني أتعامل مع الكلمات ثلاثية الأبعاد فلكل اسم صورة تنطبع في ذهني،
وشريط من المشاعر والذكريات، لكل اسم تعبير يخصه، هنا ابتسامة، وهنا تكشيرة،
وهنا ضحكة خفيفة، وهنا شتيمة. المشاعر لايشترط أن تكون إيجابية قحة،
عاطفية مكتملة العاطفة، كما لايشترك أن تكون عدائية متوثبة،
يحكم المشاعر طبيعة العلاقة والمواقف مع الاسم المعروض.
أقضي لحظات الانتظار في مراجعة الأسماء وإنهاء بعض المكالمات،
مئات الأسماء من الرجال والنساء،
وروابط غريبة خفية كالموجات التي ينقلها الجهاز تجسدهم أمامي.
ثلاثية الأبعاد التي أتعامل بها تجعل الاسم روحاً تمشي، تحدثني،
أرى حركات الجسد وكأنه واقف أمامي،
أشعر بأثر الابتسامة، ونظرة التشجيع أو اللوم، أو حتى العاطفة.
القدرة الكبيرة على التخيل والتحليل نعمة من الله،
وبقدر مافيها من تميز فإنها متعبة في بعض الأوقات.
في بعض الأوقات لاتقبل تصرفاتنا ممن حولنا، ربما لأنها تكون صدمة لهم،
وربما لأنهم صدمة لنا. تعلمت الصدمة المشتركة في التعامل،
هذا لايعني بالضرورة وجود خلل في طرف من الأطراف،
ولكنها الخيارات الغير متوقعة، ومدى استيعاب كل طرف وبعد نظرته للأمور من حوله.
يمكن كذلك ملاحظة الفرق في الأرواح القريبة التي تقبل الأحداث بكافة تفاصيلها،
ثم تتعامل معها بطريقة تعالج الموقف وتبقي المودة..
ولمثل هؤلاء يكون الحنين ورسائل النفس ومساحات الظل ومعاني البعد القريب.
نحتار أحياناً في تحديد توقعاتنا ممن يحيط بنا ربما لأننا لانعرف مالديهم..
مع الأيام ستتكشف الأمور ويكون الاختيار أسهل..
ونعجز في أوقات أخرى عن تحديد ماذا نريد بالضبط منهم
لأننا لانعرف ماذا نريد، الأمر هنا يعود إلينا، إلى مستوى صراحتنا مع أنفسنا..
إلى تحديد احتياجاتنا وترتيب أولوياتنا.
في بعض الأوقات نعرف مانريد ولكن نخجل من المصارحة وتوضيح ذلك..
نظن أننا في أمان أكثر حين نتكتم.
قليل هم من يكونون كأنفسنا ويعرفون مانريد،
حين نختص إنساناً بأسرارنا فلأننا نثق فيه لدرجة مكاشفته بذواتنا..
كل أسرارانا موقعة بإهداء لإنسان ما،
تماماً كمجموع الخبرات التي حصلنا عليها بتواقيع الآخرين..
نعطي من قلوبنا من يحمي قلوبنا،
من يكون دماً لها لكي تنبض.
إذا لم نجد في واقعنا القلوب النابضة فمن الصعب أن نجدهم في قائمة اتصالات أو قائمة بريدية..
ولو وجدناهم فهل سيحققون فعلاً القرب لنا لدرجة تبعث الدفء في قلوبنا؟



بـــ قلم : عبدالله بن علي السعد


 
 توقيع : احساس




رد مع اقتباس