نظر الي الاتوبيس الذي مال علي جانبه الايمن
وهو يسير .......

لأول مره لاتضيق عيناه ....... لايغمغم بصوت كالفحيح
بل يبتسم

ينظر ألي المناكب التي تتدافع وهو يختلق لها
الاعزار ........

ينظر الي أصحابه علي أنهم أناس مثله يعانون
لحظات مرت قبل أن يغيب الاتوبيس عن عينيه

مد يده يطمئن علي جيوبه ....كان يتساءل كيف اندفع
وسط تلك الكتل البشريه الي عرض الطريق

ابتسم ثانيه وأكمل السير ......

لابئس من العوده الي البيت .......
لابد أن يبدأ الان آن يكون لحياته برنامج جديد

يقدم لوالدته النقود وليكن نصف راتبه.... لابد أن تشعر
إنه موجود

أن تنظر إليه بـأكبار وأن تركن إليه بوقت الضيق
ولابد لوالده الشيخ الذي يري في عينيه ما يقال

والذي يتحدث صمته بما يريد ..... أن تعود إبتسامته
لابد أن تعود اليه الحياه ......من جديد

تلك الرجفه آن لها أن تغيب ....وأن يزول الانطواء
والشرود

لقد حقق أبنه الحلم أمتدت حياه في ولده لابد إذن
........أن يستريح

أخوه الصغير أيضا لن يذهب الي المدرسه دون
كراسات ........لن يضربه المدرس أو يلومه

سيأخذ الدرس الخصوصي الذي تحدث عنه سيقف
علي قدم المساواه ......مع الزملاء

هو أيضا لن ينسي اليوم سيدور علي المحلات يشاهد
بنفسه ......ويختار ما يريد

نظر الي الناس .....إلي الاسفلت ....إلي الطريق ...إلي الخطوط

البيضاء ذات الاسهم ...إلي الاشارات الضوئيه

التي تتلألأ نورها بالون الاخضر .... إلي الشمس
المتدفقه النور

تبادل إبتسامه وديه مع شخص ما ..... مد يده الي
جيبه يطمئن علي ما فيه

لم ينتبه الي إحمرار إشاره المرور


بقلمي فارس