عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2009, 08:04 AM   #1


الصورة الرمزية علي سلمان
علي سلمان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 231
 تاريخ التسجيل :  Aug 2009
 أخر زيارة : 10-25-2012 (11:50 PM)
 المشاركات : 1,333 [ + ]
 التقييم :  121
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي انا متحطم متحطم متحطم



السلام عليكم, صباح الخير للي
بيقراء الموضوع في الصباح
أما اللي ما بيشوفه إلا
بعد الظهر فـ
good after noon to him
هذا ايميل أترككم معه فقط لنأخذ
منه بعض الدروس
في كيفية معاملة أبنائنا
ولا تستهينوا بالموضوع..
علي سلمان
***
شاب سعودي يحكي عن معاناته للدكتور طارق الحبيب ولكن يحكيها ويشتكي بطريقته واسلوبه الخاص ...

[انا متحطم متحطم متحطم أنت مستوعب أو بس تهزراسك تسلك لي يا دكتور]

أترككم مع القصة واستمتعوا


المكان/ شقة احد الاصدقاء في منفوحه الزمان/عصر الاثنين الموافق غرة جمادى 2004الحدث/ جالس أكتب رساله عاجله للدكتور طارق الحبيب !( صاحب مستشفى طارق الحبيب)

" دكتور طارق الحبيب المحترم ، سلام من الله عليك ورحمة من لدنه وبركه كيف حالك وحال الاخوان والجماعه عساهم يزقحون؟ أكتب لك وكلي أمل ان تكون اسماً على مسمى أي "حبيباً" متجاوباً ترد على رسالتي، راجياً من الله العلي القدير ان لاتعطي رسالتي أشكلاً كبر دمجتي فأكون من الحانقين.

أكتب وانا في عجلة من أمري معتذراً عن فضاضة اللغه ورداءة الاسلوب الذي كنه وجهي ولكن الجود من الموجود،ثم إن المهم أن تصلك مشكلتي وليس المهم أن يعجبك أسلوبي فأنا لست تولستوي او جابريل جارسيا ماركيز أو حتى غاده السمان، انا في النهايه مجرد شخص عساه يقرا عربي ويراسلك من منفوحه !

دكتوري العزيز أعاني من مشكله لا يعلم بها الا الله ، هذه المشكله التي أخرجتني من بيتنا في الشفا وجعلتني ألجأ لجوءاً سياسياً لدى صديقي في منفوحه ! حيث كذبت على صديقي بقولي اني جاي عنده أغير جو، بينما الصحيح اني منحاش من ماي هاوس بسبب مشكلتي حاملاً جوالي وبوكي وماتيسر من بعض ملابسي ملتفتاً الى بيتنا ولسان حالي يقول: :" العطه يابطه" .

بطل مشكلتي هو والدي البالغ من العمر 77 سنه ! نعم نعم انه والدي وأرجوك ان لاتستغرب يا" دوك" < دوك اختصار لدكتور.
والدي اسمه عبدالله وفي روايه عبيّد بتشديد الياء كما كانت تناديه جدتي وهو صغير ويلقبونه في ديرتنا بالديناميت نظراً لعصبيته ! لا أدري من اطلق عليه هذا اللقب لكني أجزم انه ضليع في العياره وقد سبر أغوار شخصية ابي كما يجب. بالمناسبه / كل رجل في ديرتنا له عياره او لقب حيث ان هناك مجموعة شياب في ديرتنا ليس لهم من شغل سوى الاجتماع في الضحى ممارسين فن التندر والحش واطلاق الالقاب على السكان ، هذه الالقاب التي سرعان ماتتعمم في كل ارجاء الديره حتى تصبح أشهر من اسم الشخص نفسه - اعتذر عن الشطحه يادكتور ولكن أحببت ان اضعك في الصوره .

أعود لوالدي "الديناميت مان " فأقول انه رجل سريع الاشتعال حاد المزاج شديد الضرب وأرجو ان تركز يادكتور على الصفه الاخيره فهي شر الثلاث ألا لعنة الله على الثلاث!

أبي يستطيع الدخول في موسوعة جينيس كأكثر رجل يغضب في اليوم ،يستطيع ذلك بأريحيه صدقني، وفي حال وضعوا مسابقه لهذا الغرض فأنصحك بالمراهنه على والدي بكل ماتملك فسوف تكسب !

والدي كلاسيكي لآخر درجه ، نجديٌ صرف ! متأكد تماماً ان قلبه ابيض والكل يعلم هذا لكن مشكلته في طباعه وسلوكه ، يعتبر الضرب أنجع الحلول،والتهزيء أيسر السبل ، أما عن عصبيته فلا تسلني ولكن اسأل الجيران ،ابنهم الصغيرالمدلل تسطحت كورته عندنا الاسبوع الماضي فأتى أبي بسكين الخضره وشقها نصفين وهاوش ابنهم وسفل في أبوهم وجلد هندي البقاله قائلاً "لاعاد تبيع لبزارينهم كور لألعن والديك " !

لايفوتني هنا أن أخبرك ان إبن جيراننا يطامرون به اهله الأن في عيادتك للعلاج من حالة هستيريا من الدرجه الثالثه تنتابه اذا شاهد الكرة أمامه او فتح التلفزيون على مباراه!

أبي لا تعرف كلمات الاطراء لشفتيه سبيلاً، لا يشكر أحداً ولايثني على أحد ، يأتي للبيت فأوافيه بفنجال قهوه يرتشفه سريعاً وهو يقول لو انك جايبن لي شاهي كان أخير يالفدامه ! يأتي الغد فأوافيه ببيالة شاهي فيلطها ويمضي قائلا:الشاهي للحريم ابي فنجالن يطير عماسي أداهمه من بكره بفنجال قهوه وبيالة شاهي فيجرعهما مكشراً ثم يمسح شفتيه بطرف شماغه قائلا : وش لي بالشاهي والقهوه عطشان ابي ماء. من الآخر يا دكتور إنس ان ابوي يمدحني وكأن عبارات المدح تعتبر عنده من خوارم المروءة! قبل أيام كنت في مجلس صديقي الحجازي " عدنان " وكان أبوه جالساً معنا وكأنه صديق ليس أب ! عندما مد عدنان لأبيه بيالة الشاي هالني ماسمعت : الاب قال لابنه تسلم ياحبيبي!(ح ب ي ب ي!!) لاحظ يادكتور قال لابنه حبيبي بينما أمي خمسين سنه لم تسمع من ابي الا " هيش " !

عندما اشتكيت لأمي من معاملة أبي أجابتني انها طوال هذه السنين لم تسمع منه كلمه وحده زينه ،" نعم فوالدي رجلٌ عملي لاوقت لديه للهمس والحب ! - اعتذر على هذا الايراد السوقي ولكن أعطيك يادكتور كامل المعطيات المتوفره لدي عن صفات الديناميت حتى تأتيني بالحل الناجع ولا حياء في الطب !

لدى والدي عادات ومعتقدات ما أنزل الله بها من سلطان يادكتور ! تخيل ذلك اليوم كنت ألبي نداء جهازي الهضمي وكعادة أي انسان في الحمام لا بد من استخدام الماء فإذا بباب الحمام أجلك الله يكاد يسقط من قوة الضرب والركل ووالدي خلف الباب يصيح قائلا ً "خسرتونا جعلكم الضربه اقصر للمويه ياللي من داخل قصر الله منيب قايل عمرك" ! وقتها لم أكن أدري مع أيها أركز ؟ مع نداء الطبيعه ام نداء الوالد - ثم إن فاتورة الماء في أسوأ احوالها لن تتجاوز الخمسين ريالا وهو مبلغ مقدورن عليه ولكن عبثاً إقناع "عبيّد" ! وقتها تسمرت في الحمام انتظاراً لأذان العصر حتى ذهب ابي يصلي فخرجت من الحمام سريعاً كأني مرتكباً لمنكر!- ارجو ان لاتتقزز مني يادكتور فأنا أكاتبك لأشتكي لا لأسليك بإنتقاء العبارات المنمقه.

والدي يجمع كل مايرميه الجيران ، وكأن بيتنا أصبح منفى لزوائد بيوت الآخرين! حديد ألعاب مواصير الخ.. يقوم بجمعها وتعبئتها في مخزننا ، لا أدري مالفائده المرجوه من جمع هذه الخردات وتحويل المخزن لفرع تشليح ! بكل دكتاتوريه يرفض والدي النقاش في هذا الأمر والويل كل الويل لمن يعترض . وإن كنت رجلا ً فتجرأ واجدع قطعتن من هذه القطع خارجاً!! ستقوم عليك القيامه وسيثور في وجهك قاموس السباب الذي يتقن والدي إلقاءه بكل حرفنه ، في أحد المرات أخذت " صاموله " صغيره ورميتهاخارجاً مختبراً لذاكرة أبي ، تفاجأت به ليلا ً أقام البيت ولم يقعده لماذا ؟ افتقد الصاموله يادكتور تخيل !؟

أكثر مايغيظ والدي هو مشاهدة سباك او عامل في المنزل ، ويغضب إن ذهبت انا او احد اخوتي بأي أجهزتنا المنزليه للكهربائي ، يريد أن يفعل كل شيء بنفسه ! تركيب السخان - تصليح الخلاط- تفكيك المكيف ومن ثم تجميعه -تركيب افياش المنزل - حتى جهازي اللاب توب لو سمع والدي انه يحتاج لفورمات لقال " جبه جبه الله والفرمته عاد مايبي لها شي !! " كل شيء كل شيء في المنزل يريد ان يعمله هو وكأنه من مواليد طوكيو ، أخشى عليه من العبث بالكهرباء ولكن يرد قائلا ً "مابقى الا هي نجيب عاملن بذيك العده عشان شن مايسوى" ! ثم يبدأ مغامرته وتحرشه بالكهرباء والخوض فيها وانا أهرب بعيداً واضعاً سبابتاي في اذناي منتظراً لأي انفجار! هكذا قصتنا معه في المنزل، رعب في رعب خطر في خطر وان حكينا ندمنا وان سكتنا قهر .

قبل ثلاثة أيام جاء خالي الينا يادكتور وليته ماجا ، ليس في المجلس الا انا وابي وخالي ، يتناقش أبي مع الخال وانا ممسكاً بالدله ومنتبهاً للحوار الدائر عن سرقة السيارات المتفشيه هالايام ، أرجو ان تعيرني كامل تركيزك هاهنا يادكتور !! في المجلس يتناقش والدي وخالي فقط وانا على الهامش ، سائني أن أكون كالمركى او المسنده ماغير أدربي دمجتي بين سوالف الرجلين! فنظراً لأني ما حبيت جلوسي بينهم كالمزهريه ، ونظراً لأني أريد منذ زمن أن أوطن نفسي على الجرأه والتحدث في المجالس ونظراً لأنني أرى نفسي صرت رجال ، ونظراً لأنه صادف قبل يومين ان احد الاصدقاء تم سرقة سيارته وانا على اطلاع كامل بحيثيات وملابسات هذه السرقه' فقدقررت يا " دوك " أن أقتحم نقاشهم واكون عنصرا فاعلاً في الجلسه:

" هذا واحد من العيال يا خالي معه هوندا مودي.. " هكذا بدأت .هكذا بدأت سالفتي الشيقه يادكتور .

.." إلا وشلون الديره يقولون انك واصلها اول امس " هكذا خطم أبي موجهاً سؤاله لخالي دون اعتبار لسالفتي أنت ملاحظ يادكتور ؟
" بخير لااااآ وابشرك جايها سيل و .. " هكذا أجاب خالي وبدأ هو وأبي في النقاش عن السيول والديره والربيع مطنشين محاتسيك يادكتور !

أنا هنا تم سحقي بكل ساديه ، هنا تأكدت أن والدي لا يراني الامجرد ثوب ! لن أحدثك عن احمرار شدوقي ولن أحدثك عن إطراق رأسي للأرض وتلقيط وجهي ودوران الارض فيني


لن أحدثك عن صراع ملك الخير وملك الشر فوق رأسي : الأول يقول احتسب واصبر والآخر يقول ألعن الزلايب كلهم، وتسكت له؟

ولأن المصائب لا تأتي فرادى بل تنهمر انهمار المطر : قضى فنجال خالي!

اثنائها كنت سرحاناً في صراع الخير والشر ومازلت أعاني من اثار التهزيئه المحترمه ومغتاظاً جداً ومتفشل للآخر لم أعر انتباهاً لخالي اللي له دقيقه ماد فنجاله لي وانا سرحان ولا داااااااري ! لم أفق الا على صوت ابي يعاود الانقضاض كجلمود صخرن حطه السيل من عل و قائلا "إما افطن للدله وصب ولا انقلع عن وجيهنا ! ولا اقول هات الدله هات الدله لابارك الله في البزوره كلهم .. "

هنا لم يكن والدي يهوش فقط ، إنما كان يغتصب ثقتي بكل وحشيه ، دعني أقول لك وبكل صراحه : كنت سابقاً اترنح على أثر الضربات المتلاحقه ولم أسقط انما هنا تم ضربي وبالقاضيه ودق الحكم الجرس! هنا تم تدمير بنيتي التحتيه يادكتور وتم سحق آخر دفاعاتي نهائياً حتى أن ملك الشر صرع ملك الخير ارضاً واستفرد بتوجيهي .

قمت بكل ماأحمل من غيظ ومن ترسبات سابقه ووقفت في وجه أبي وعلى مرأى من خالي وانطلقت هادراً : ترى والله ماهيب عيشه مهوب حلا منيب بزر عندك الى متى وانت تعاملني كذا ، أخذني خالي بجانبه يخبأني عن والدي الذي كان يحاول جاهداً الوصول الي ، قلت لخالي : وخر خله يطقني انا خلاص ماعاد عندي احساس ولا حس ، ابتعد خالي عني منصاعاً لكلامي فإذا انا وابي وجهاً لوجه فخفت وارتميت خلف ظهر خالي من جديد ومن ثم الى باب المجلس والى غرفتي ودخلت في نوبة بكاء وتحطيم !

قررت الخروج ومغادرة هذا البيت الى الأبد يادكتور ، أنا شاب ولست " شاة " ! انا متحطم متحطم متحطم أنت مستوعب او بس تهز راسك تسلك لي يا دكتور ؟خرجت من بيتنا وأقيم الآن في منفوحه حيث أكتب لك فهل من حل يابوالشباب؟


 
 توقيع : علي سلمان





رد مع اقتباس