عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2013, 07:41 PM   #1
مجلس الادارة


الصورة الرمزية ام ياسر
ام ياسر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1878
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
 المشاركات : 54,004 [ + ]
 التقييم :  637
 SMS ~
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي حِرْزِكَ وَحِفْظِكَ وَجِوَارِكَ وَتَحْتِ كَنَفِك.
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي حكم تحديد النسل



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بعض المستشفيات أحيانا يواجهنا نوع من التوجيه إلى تقليل النسل، وإذا لوحظ على المرأة أنها قد ولدت أكثر من أربعة أطفال أو خمسة فإن الطبيب المختص بأمراض النساء ينصحها ويقول: في تكرارك للحمل خطرٌ عليك، وفي هؤلاء كفاية، فما مدى صحة مثل هذا الكلام، وهل نستمع لنصائح هؤلاء الأطباء؟
تحديد النسل لا يجوز، ولا ينبغي أن يستمع لنصائح هؤلاء الأطباء، بل ينبغي للرجل والمرأة أن يستمرا في طلب النسل وتكثير الأولاد؛ لأن الشرع الإسلامي رغب في ذلك والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - رغب في إكثار النسل وفي تكثير الأمة التي تعبد الله وحده وتتبع شريعته، ولعل الله أن يعطي الرجل والمرأة أولاداً صالحين يشفعون لهم يوم القيامة ويدعون لهم في الدنيا، وينفعون الأمة في دينها ودنياها، فلا ينبغي التحديد، بل لا يجوز التحديد إلا من علة، كالمرض الذي يصيب المرأة في رحمها ويقرر الطبيب المختص بأنه لا حيلة في ذلك وأن الحمل يضرها ويخشى عليها منه، أو كالأمراض العارضة التي يمكن أن تعالج بعدم الحمل وقتاً معيناً كسنة أو سنتين أما تحديد النسل بأن يقتصر على أربعة أو ثلاثة أو خمسة ثم تتعاطى المرأة ما يقطع الحمل هذا لا يجوز، قد يموت هؤلاء قد يموت الأربعة قد يموت الخمسة بل يموت أكثرهم فيندم الرجل وتندم المرأة غاية الندامة، فالآجال بيد الله سبحانه وتعالى. فالحاصل أنه لا يجوز تحديد النسل، ولكن لا مانع من إيقاف النسل بعض الوقت للحاجة كالمرض العارض للمرأة أو لرحمها، وكالأولاد الكثيرين الذين يشق عليها تربيتهم، فتأخذ ما يمنع الحمل سنة أو سنتين مدة الرضاع حتى تستعين بهذا على تربية أطفالها الصغار أما المنع مطلقاً فهذا لا يجوز.
ما حكم الإسلام في تحديد النسل؟

تحديد النسل فيه تفصيل: الأصل أنه لا يحدد النسل ولا يجوز، وليس لدولة أو أي إنسان أن يتدخل في تحديد النسل، بل هذا يترك إلى الناس، وليس لدولة أن تقول: يجب أن يكون النسل أربعة أو خمسة أو ثلاثة، لا، هذا حرام ومنكر وظلم لا يجوز، لكن الإنسان إذا كان على زوجته مشقة لمرض في رحمها أو مرض بها يضرها الحمل بتقرير الأطباء جاز أن يؤجل الحمل إلى وقت آخر حتى يأذن الأطباء في ذلك ويقولوا إنه لا يضرها، وهكذا لو كانت تحمل هذا على هذا وكثر عليها الأولاد وشق عليها التربية لكثرة الأولاد فلا مانع من تعاطي ما يحدد النسل لمدة سنة أو سنتين حتى تستطيع التربية وحتى تتمكن من أداء ما يجب لأولادها من تربية وإحسان وملاحظة، مثل مدة الرضاع سنة سنتين أو سنة تتعاطى ما يمنع الحمل حتى يحصل لها الفراغ لتربية أولادها الصغار، وأما تحديده مطلقاً فلا يجوز.
الموقع الرسمي للشيخ بن باز رحمه الله

ما حكم تحديد النسل أو بعضه خصوصا إذا لم يكن هناك مانع طبي ولكن التحديد للخوف من الرزق على المستوى الفردي ؟
وما الحكم إذا كانت الدولة تأخذ كسياسة لها , خصوصا أن بعض المرتزقة ممن يقال لهم علماء ويفتون بفتاوى لإرضاء الحاكم للحصول على أموال يفتون كل يوم أن الإسلام لا يحرم تحديد النسل ويلعبون بحديث العزل فما الحكم في ذلك؟
نقول إن منع الحمل على نوعين:
أحدهما : أن يكون الغرض منه تحديد النسل بمعنى أن الإنسان لا يتجاوز أولاده من ذكور أو إناة هذا القدر فهذا لا يجوز لأن الأمر بيد الله عز وجل ولا يدري هذا المحدد لنسله فلعل من عنده من الأولاد يموتون فيبقى ليس له أولاد
والنوع الثاني :من حمل لتنظيم النسل بمعنى أن تكون المرأة كثيرة الإنجاب وتتضرر في بدنها أو في شؤون بيتها وتحب أن تقلل من هذا الحمل لمدة معينة مثل أن تنظم حملها في كل سنتين مرة فهذا لا بأس به بإذن الزوج لأن هذا يشبه العزل الذي كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلونه ولم ينهى عنه الله ولا رسوله وموضوع تحديد النسل أو تنظيمه للخوف من ضيق الرزق هذا لا شك أنه سوء ظن بالله عز وجل وأنه يشبه من بعض الوجوه ما كان يفعله أهل الجاهلية من قتل أولادهم خشية الفقر وهذا لا يجوز لأن فيه هذين المحضورين هما:

1) سوء الظن بالله سبحانه وتعالى.
2) مشابهة عمل الجاهلية من بعض الوجوه.
والواجب على المسلم ان يؤمن بأنه( ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)) وأن الله تعالى إذا رزقه أولادا فسيفتح له أبوابا من الرزق حتى يقوم بشؤون هؤلاء الأولاد ورزقهم, ثم إن بعض الناس قد يقول : أنا لا أحدد النسل أو لا أنظمه من خوف ضيق الرزق ولكن من خوف العجز عن تأديبهم وتوجيههم وهذا أيضا خطأفإن تأذيبهم وتوجيههم كرزقهم الكل بيد الله سبحانه وتعالى في أدب أولادك وهدايته فإن الله تعالى هو الهادي سبحانه وبحمده ((من يهدي الله فهو مهتدي )) فعلى هذا فالذي ينظم نسله أو يحدده خوفا من غوايتهم وعدم القدرة على تأديبهم هو أيضا مسيء لظن ربه تبارك وتعالى وإلا فالله سبحانه وتعالى بيده الأمور , والذي ينبغي للإنسان ألأا يفعل شيئا مما يقلب الأولاد إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك أو الضرورة , ثم ينبغي أن يعلم المستمعون أن كثرة الأمة وكثرة النسل من نعم الله عز وجل, ولهذا شعيب عليه الصلاة والسلام ذكر قومه بهذه النعمة فقال ( واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم )) وكذلك من اله عليها على بني إسرائيل حيث قالى(وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا )) فكثرة الأمة لا شك أنه سبب لعزتها وقيامه بنفسها واكتفائها بما لديها عن غيرها وربما لكثرتها تكون سببا لفتح مصادر كثيرة من الرزق كما أشرنا إليه أولا بأنه (( ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )) ونحن نعلم أن بعض الدول غزت دولا أكبر منها وأشد منها قوة بسبب كثرة أفرادها لأنهم صاروا يفتحون معامل ومصانع وينتجون انتاجا بالغا لهذا يجب على الأمة الإسلامية أن تعرف أن محاولة تحديد النسل أو تنظيمه إنما هو من كيد أعدائنا بنا وهو مخالف لما يرمي إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولما يود من تكثير هذه الأمة وتحقيق المباهات صلى الله عليه وسلم بها الأنبياء .
الوجه الثاني من الشريط التاسع
برنامج نور على الدرب

للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى

الحكم في تنظيم وتحديد النسل محمد بن عثيمين



 
 توقيع : ام ياسر




رد مع اقتباس