عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2013, 03:12 AM   #1


الصورة الرمزية أم أحمد
أم أحمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2016
 تاريخ التسجيل :  Apr 2013
 أخر زيارة : 07-30-2015 (02:10 AM)
 المشاركات : 890 [ + ]
 التقييم :  110
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي ^^ ثمرة زواج ذوي الاحتياجات الخاصة ^^




كلٌ منا يحلم بحياة هانئة ..صالحة ..و سعيدة ..يضع لها الخطط والسبل ...ويحاول جاهداً الوصول إليها ، يبدأ باختيار الشريك ، ومعه تبدأ رحلة الأحلام و الأفكار والتخطيط لبناء البيت السعيد ، وكل الآمال تركز على ثمرة هذا الزواج أي الطفل وبه تكتمل سعادتهم ، فهم زينة الحياة الدنيا ، كما ورد في القرآن الكريم ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) .
البداية بحسن الاختيار بالخلق و العلم والدين .. و لكن هناك حالات استثنائية عندما يكون الوالدان من ( ذوي الاحتياجات الخاصة ) أحدهما أو كلاهما ، هل فكرا كيف ستكون نظرة الطفل لوالديه عندما يدرك الحياة ...و يخرج إلى النور ويجد أن أحد والديه أو كلاهما ..مختلف عن أباء أقرانه ؟


لقد حسبا كل الحسابات و رسما كل الأحلام لهذا الطفل لكن بقي هناك إشارات استفهام ترتسم عند الطفل .. حول وضع والديه ، أو أحدهما عن بقية أهل أصدقائه .


فعندما يجد والده (مثلاً) يتكلم بطريقة مختلفة ليعبر عما يريد بينما والد صديقه يعبر بكلمة ، أو يحلم أن يرافقه والده إلى حديقة الملاهي لكن الكرسي التي تنقل والده من مكان إلى أ خر لها حدود معينة أو إشارات تعجب كثيرة سترسم على وجهه عندما يكتشف أن والدته (على سبيل المثال ) ساقها اصطناعية .


هل تساءل الوالدان كم سيعاني هذا الطفل من تعليقات أقرانه في الطريق أو المدرسة ،عندما ينادونه يا ابن الأعرج أو ابن الأعمى ، أو يسألونه هذه أمك لا تنطق إلا بعض الأحرف غير المفهومة (تلجلج ) لماذا تتكلم هكذا ...؟ أو يقلدون له مشية والده أو والدته و يسألونه لماذا يسير هكذا ؟ إذاً هنا يجب تأهيل الوالدين " ذوي الاحتياجات الخاصة " .


الوالدان ليس لهما ذنب في كل ما قدر لهما ... أحبا وارتبطا و توجا ثمرة هذا الحب بأطفال ، لكن بالإضافة للأحلام والخطط التي وضعاها لمستقبل وحياة هذا الطفل عليهما أن يتأهلا ويتعلما كيف يتعاملان مع هذا الطفل ، ماذا يجيبانه عن أسئلته البريئة و المحرجة عن وضعهما أو وضع أحدهما و كيف يخففان عنه ألم الغيرة من أباء أصدقائه وكيف يخففان عنه ألم استهزاء أصدقائه من وضعه العائلي ..؟


الحب و الحنان لا يكفيان في هذه الحالة ،إذا لم يجدا الأساليب و الإجابة المقنعة عليهما استشارة الأخصائيين بذلك ، و أن لا ينتظرا حتى يقع ابنهم بالإحراج للبدء بمعالجة الموقف




تأهيل الطفل لتقبل والديه :


الأهم في هذا البحث والدراسة هو الطفل نفسه ثمرة هذا الزواج بالرغم من رضى الأطفال بواقعهم وهنا أشير " لا أحد يكره والديه مهما كانا " وحبهما أمر فطري إن كانوا أصحاء أو من ذوي الاحتياجات الخاصة ) وتبين الدراسات أن أولئك الأطفال ينالون قسطاً من الحب يفوق حب غير المعاقين لأولادهم .




إذاً من أين تأتي حالات الاستغراب أو الاكتئاب...؟

هناك دراسات كثيرة و حالات على أرض الواقع عرضت حالات أطفال أصيبوا باكتئاب أو إحباط والسبب إما من الأطفال أنفسهم وتساؤلاتهم و استغرابهم و عدم وجود التفسير أو الرد المقنع أو من المحيط القاسي الذي يعشون فيه عند وجود مثل هذه التساؤلات و الاستغراب أو وجود علامات الحزن على الطفل و ذلك بمقارنته لوالديه مع والديّ أقرانه غير المعاقين أو سماعه للتعليقات التي تعيره و تذكره بحالة والده أو والدته ..هنا وفي كلا الحالتين يدخل دور المصلح الاجتماعي أو الطبيب النفسي إذا لم يكن دور الأهل كافياً، المختص له أسلوبه بعرض و تحليل المشكلة و لديه أساليب للإقناع قد يعجز عنها الأهل ، و من الممكن الاستعانة بأصحاب الخبرة أو رجل الدين يستطيع اطلاعه و إفهامه بقضاء الله وقدره و يعطيه أحاديث شتى بالرضى و الامتحانات الصعبة التي يتعرض لها الإنسان و المهم بوجود الإنسان هو عمله الذي يقوم به و أخلاقه السوية و يبين كم يتفانى والديه من أجله .



تأهيل المجتمع :

المجتمع هو النواة الأهم في كل هذه الشرائح لأنه بوجود مجتمع واعٍ مثقف مدرك للمحيط و يستطيع التعامل السليم مع هذه الشريحة و أبنائها قد يتفهم البعض ويستطيع التعامل الحسن مع هذه الشريحة من خلال الإنسانية الموجودة داخله و عواطفه و لكن الإنسانية و العطف وحدهما لا يكفيان وبهذه الحالة ننادي بمجتمع إنساني واعٍ وذلك عن طريق الإعلام و الإعلان و هذه الطريقة الأهم و الأسرع في نشر الوعي و التوعية لاسيما بهذه الأيام و لا يخلو منزل من تلفاز ، ذلك من خلال عرض ندوات تتحدث عن هذه المشكلة و عرض الحلول و طرح أمثلة كثيرة عن شرائح من الواقع و دور الإعلان في الصحف و المجلات في طرح هذه المواضيع و معالجتها وعرض ومضات مابين البرامج و المسلسلات تعرض مثل هذه الفكرة تصل إلى الكبير و الصغير و دور الدراما التي أصبحت تعنى بهذه الشريحة ، لكن التنويع يعرض حالات و مشاكل الإعاقة و نقصد أن تطرح حالة مشابهة للبحث الذي نتحدث عنه ، و من الوسائل الهامة في تأهيل المجتمع والمدرسة فيها القسم الأكبر الواجب تأهيله و لاسيما الأطفال الذين هم أكثر احتكاك مع أولئك الأطفال و يمثلون الدور الأكبر في المشكلة في عدم تفهمهم و وعيهم لحالة أهل صديقهم و أن والديه معاقون ( أحدهما أو كلاهما ) و مختلفون بالوضع عن أهلهم و ذلك عن طريق طرح الموضوع في المناهج و ذكر هذه الشريحة وكم هي فعالة أيضاً بالمجتمع و عدم التمييز بينها وبين غيرها ، و يكون دور المعلم كبير جداً و لاسيما أنه يعلم تفاصيل ومعلومات عن طلابه و يعلم من لديه أهل معاقين و كذلك يصله و يرى كيف يتصرف طلابه مع صديقهم فيكون دوره مباشر و فعال و الأطفال ( و نقصد هذا الجيل هو ذكي ولماح ويدرك معنى التنبيه ..) و للإيضاح يكون دور المعلم أو المدير بعرض الأفلام و المحاضرات التي تعنى بالموضوع من خلال غرف المنهج الصحي التي تسلط الضوء على مثل هذه الحالات وكيفية التعامل معها وكم هم فعالون في المجتمع و أنها ليست حالة شاذة أو غريبة وأن لديه مواهب وقدرات أخرى قد لا تكون موجودة عند غير المعاقين وأن أبناء أصحاب الحاجة الخاصة ليسوا مسؤولين عن إعاقة والديهم أو أحدهما .


فإذا تمكنا من تعميق هذه الأفكار عن النظرة إلى المرض أو الإعاقة عند الناس يصبح التضامن الاجتماعي حالة قائمة وتذوب كل الاحتكاكات السلبية والأحكام و الآراء المسبقة بين الناس .


 
 توقيع : أم أحمد



رد مع اقتباس