عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2013, 11:20 PM   #2


الصورة الرمزية ال شحري
ال شحري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2038
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : 07-30-2015 (01:29 PM)
 المشاركات : 349 [ + ]
 التقييم :  110
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من ادلة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم



الدليل الحادي عشر :


اليهود كانوا يقولون للمسلمين نحن اولياء الله وأحباءه وليس أنتم فأنزل الله تعالى هذا الإختبار لهم :

{قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ الجمعة7 }الجمعة6

فالله تعالى أخبر في القرآن الكريم أن اليهود لن يتمنوا الموت … وتحقق ذلك عندما طلب منهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يتمنوا الموت فرفضوا ….

فكيف علِم صلى الله عليه وسلم أن اليهود سيرفضون تمني الموت ؟

كان المطلوب من اليهود فقط أن يقولوا بألسنتهم ” نتمنى الموت ” …. ولكنهم رفضوا أن يتمنوا الموت …. وتحقق ما ذكرته الآية الكريمة من أن اليهود سيرفضون ذلك الطلب السهل …..

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى :

” عن ابن عباس رضي الله عنه : يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ) أي : ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب . فأبوا ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ) أي : بعلمهم بما عندهم من العلم بك ، والكفر بذلك ، ولو تمنوه يوم قال لهم ذلك ما بقي على الأرض يهودي إلا مات .

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : ( فتمنوا الموت ) فسلوا الموت .

وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عبد الكريم الجزري ، عن عكرمة ، قوله : ( فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ) قال :
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنه : ” لَوْ تَمَنَّى الْيَهُودُ الْمَوْتَ لَمَاتُوا “

فهل يوجد أعظم من هذه الثقة من النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفته بأنّ اليهود لن يفعلوا ما طلبه منهم رغم بساطته ؟

هذا الأمر لا يكون إلا لمن هو متصلٌ بالوحي …

الدليل الثاني عشر :



عدم إستغلاله فرص التعالي

يقول المستشرق الفرنسي اميل درمنغم Emile Dermenghem :

“.. ولد لمحمد -صلى الله عليه وسلم – من مارية القبطية] ابنه إبراهيم فمات طفلاً، فحزن عليه كثيرًا ودفنه بيده وبكاه، ووافق يوم موته كسوف الشمس فقال المسلمون: إنها انكسفت لموته، ولكن محمدًا -صلى الله عليه وسلم – كان من سموّ النفس أن صحح ذلك الإعتقاد فقال: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد..”. فقول مثل هذا مما لا يصدر عن كاذب مدُّعي للنبوة ..”(…

وهذا الكلام هو عين الحق …… فلو كان محمد صلى الله عليه وسلم من مُدعيي النبوة لانتهز هذه الفرصة وقال لقد انكسفت الشمس لوفاة ابني …. ولكنه لم يفعل ذلك بل قام بتصحيح إعتقاد الناس وقال أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته …..


وأيضا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الإطراء والمدح :

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ , فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ” رواه البخاري

وأيضا كان يكره أن يقوم الناس له :

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ ” لا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ” رواه ابوداود

ومن يقرأ السيرة النبوية لن يجد سوى التواضع من هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولن يجد أي موقف فيه تكبر أو تفاخر أو تباهي أو تعالي ….

فيا أيها الطاعنون في نبينا صلى الله عليه وسلم ….هل هذه طبيعة رجل صادق مخلص … أم طبيعة رجل مدّعي كما تزعمون ؟

الدليل الثالث عشر :


أيضا من الأدلة العجيبة التي يغفل عنها الكثيرون ما أشار إليه الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى بأن ” النبوة لا ينالها إلا أصدق الصادقين ولا يدعيها إلا أكذب الكاذبين ولا يخفى ذلك إلا على أجهل الجاهلين ! “

وهذا من أقوى ادلة النبوة !

الان إذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يبعث نبياً للناس فمن سيختار ؟

طبعا سيختار أفضل إنسان على سطح الأرض في الصدق والأمانة والإخلاص والأخلاق

وفي المقابل من الذي يدعي النبوة ؟

الذي يدعي النبوة هو أكذب أهل الأرض على الإطلاق لأنه تجاوز الكذب على الناس إلى مرحلة الكذب على الله تعالى وهذا أعظم الكذب على الإطلاق ….” وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ ” الأنعام93

إذن نحن الان لدينا نبيٌ حقيقي وهو أصدق أهل الأرض

ولدينا شخص دجال مُدعٍ للنبوة وهو أكذب أهل الأرض

بالله عليكم الا يستطيع الإنسان العاقل ان يُفرِّق بين أكذب الكاذبين وبين أصدق الصادقين ؟

الإنسان الصادق يُعرف من كلامه وتعامله وأخلاقه وتعابير وجهه ونوعية أصحابه وصدق ما يُحدث به ….

وكذلك الكذاب يعرف الناس كذبه من كلامه وتعامله وأخلاقه وتعابير وجهه ونوعية أصحابه والأكاذيب التي عُرِفَ بها …

هذا في الإنسان الصادق والكاذب ….. فما بالكم إذاً بأصدق الصادقين على الأرض وهو النبي وأكذب الكاذبين وهو مُدعي النبوة ؟

الا يستطيع العقلاء التفريق بينهما بسهولة ؟

نُعيد كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

” النبوة لا ينالها إلا أصدق الصادقين ولا يدعيها إلا أكذب الكاذبين ولا يخفى ذلك إلا على أجهل الجاهلين “

فعلا لا يخفى الفرق بين أصدق الصادقين وأكذب الكاذبين إلا على أجهل الجاهلين !

الدليل الرابع عشر :


وهو دليل الإلزام …. وهذا الدليل يُسبب الحرج الشديد لدى اليهود والنصارى عندما نواجههم به …. دليل الإلزام يعني أن نُلزم اليهود والنصارى بما ألزموا أنفسهم به …. فمثلا اليهود والنصارى ألزموا أنفسهم بالإيمان بموسى عليه الصلاة والسلام على أنه نبيٌ من عند الله تعالى ….

فإذا قلنا لهم لماذا آمنتم بنبوته ؟

سيقولون بسبب المعجزات التي تحققت على يديه وبما رآه الناس من كمال أخلاقه وتأييد الله تعالى له ونصرته له والتشريع الذي أتى به وبسبب عدم رغبته في المصلحة الذاتية وغير ذلك من الأدلة ….

نقول لهم عند ذلك كل ما ذكرتموه مُتحقق في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبأضعاف مُضاعفة من الأدلة ….. فلماذا لم تؤمنوا به ؟!

لن تجدوا منهم جوابا ……

ودليل الإلزام لا يختص به موسى عليه الصلاة والسلام فقط بل كل الأنبياء الذين آمن بهم اليهود والنصارى أدلة نبوتهم موجودة ومتحققة في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ….

الدليل الخامس عشر :


23 عاما من الدعوة بدون تناقض واحد !!

كيف لرجل أميُّ أن يأتي بهذا الكم الهائل من المعلومات ولا تجد بينها تناقضا ولا تعارضا ولا إختلافا ؟!

كبار العلماء والمتعلمين لا يستطيعون فِعل ذلك …. فكيف برجل لا يقرأ ولا يكتب ولم يُعرف بالعلم طوال حياته ؟

كيف لرجل أميّ أن يُسأل في أي مسألة ثم يُجيب …. ويُناظر فينتصر …. ويُجادل فيُقيم الحجة ….

لو كان الكلام الذي أتى به صلى الله عليه وسلم من صنع البشر لكان فيه كثير من التناقض و الإختلاف كما قال تعالى :

{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82

فلو كان ما جاء به صلى الله عليه وسلم من صنعه لرأينا تأثير الحصار والحروب والجوع والتهديد على ما جاء به …. ولرأينا ضَعْفا في البيان هنا وقوة هناك وعمقا في الوصف هنا و سطحية في الوصف هناك حسب الظرف الذي يمر به محمد صلى الله عليه وسلم ….

ولكن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كان عميقا بليغا متناسقا لم يستطع أعظم أدباء العرب على أن يأتي بشيء يشبهه ولو بشيء بسيط …..

هذا التناسق والتوافق والعمق والبلاغة والجزالة في اللفظ والمعنى لا تتفق مع تلك الظروف الخطيرة التي كان يمر بها نبينا صلى الله عليه وسلم ….

من يقرأ القرآن لن يجد فرقا في القوة والبلاغة والبيان في أول سورة نزلت عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في الأربعين من عمره وآخر سورة نزلت وهو في الــ 63 من عمره ….

نعلم جميعا أن العطاء البشري يتأثر بالظروف المُحيطة … فإن أي مؤلف مشهور لن يكون عطاءه خلال الأحداث العصيبة التي بمر بها مثل عطاءه وهو في راحة وطمأنينة … وأيضا لن يكون إنتاجه الفكري متناسقا خلال 23 سنة بدون ضعف هنا و تراجع هناك … لم يحدث هذا أبدا في تاريخ البشر ….

الإستثناء الوحيد هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان ما جاء في في أول يوم مطابقا لما جاء به في آخر يوم … وهذا دليل على أن ما جاء به صلى الله عليه وسلم هو من عند الله تعالى ….

الدليل السادس عشر :


لماذا يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من أتباعه أشياء صعبة على النفس البشرية مثل الصيام والإستيقاظ يوميا لصلاة الفجر والحج إلى مكان حار في وسط الصحراء ؟؟

…..لو كان صلى الله عليه وسلم مُدعياً للنبوة لطلب أشياء سهلة حتى لا يخسر أتباعه …. فبدلاً من أن يطلب منهم الحج إلى مكان حار بعيد مثل مكة كان بإمكانه أن يجعلهم يحجون إلى مكان بارد مثل جنوب الجزيرة العربية أو لقال لهم حُجوا إلى بلاد الشام بعد أن تفتحوها ….

وكذلك الصلاة …. كان بإمكانه أن يجعلها صلاة واحدة في الإسبوع مثلا حتى يكسِب رضا الناس ….

فطلبه صلى الله عليه وسلم هذه الأمور من أمته رغم أن فيها مشقة على النفس البشرية دليل واضح على أنها من عند الله سبحانه وتعالى وليست من عند بشر ……

واستمرار الناس على أداء هذه الشعائر رغم مشقتها طوال 1400 سنة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم هو دليل آخر على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بأن حفظ الله تعالى دينه من التحريف وبقي الناس يسيرون على سنة محمد صلى الله عليه وسلم طوال هذه القرون الطويلة بدون أي تغيير أو تبديل ….

الدليل السابع عشر :


أُمي يُعلِّم العالِم

النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأ كتابا ولم يتعلم أي علم من العلوم ……. ورغم ذلك تخرج على يديه علماء كبار وأئمة لم تسمع الدنيا بمثلهم …


من أعظم أدلة النبوة هو هذا العدد الذي لا يُحصيه إلا الله تعالى من الأئمة والعلماء والصالحين الصادقين المتقين الذين كانوا قُدوات يقتدي بها الناس في زمانهم …. وهم جميعا ثمرة دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ….

مثلا من يتأمل سيرة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لن يجد إلا كل خير وصدق وإخلاص …. ومن أراد أن يكتب سيرته فلن يكفيه مجلدات …. وأبوبكر ليس إلا ثمرة من ثمار محمد صلى الله عليه وسلم …

وكل صحابي من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم هو جامعة مستقلة في الخير والصلاح …

وكذلك التابعين رحمهم الله تعالى … كل تابعي نستطيع ان نكتب في سيرته مجلدات … وأيضا هم ثمرة من ثمار محمد صلى الله عليه وسلم …

وتابعي التابعين وتابعيهم وهكذا على مدى 1400 سنة إلى عصرنا الحاضر … هل يستطيع أحد أن يحصي عدد الصالحين المصلحين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحتى عصرنا الحاضر ؟!


هناك من يقضي عمره في دراسة مؤلفات الإمام مالك رحمه الله تعالى …. والإمام مالك ليس إلا ثمرة صغيرة من ثمار محمد صلى الله عليه وسلم …

وهناك من يقضي عمره في دراسة مؤلفات ابن تيمية رحمه الله تعالى … وابن تيمية ليس إلا ثمرة صغيرة من ثمار دعوة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ….

وهكذا كل إمام من أئمة المسلمين

الان لو أن أي واحد منا وفقه الله لتربية شاب واحد أو فتاة واحدة على طاعة الله تعالى لما وسعته الدنيا من الفرح على هذا الإنجاز ….

فما بالكم بمن أخرج لنا أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وخديجة والزبير وابوعبيدة وخباب وابن عمير وخالد ابن الوليد وعمرو بن العاص وعبدالله بن عمر وابوهريرة وانس بن مالك وعائشة وعبدالله بن عباس وعبدالله بن مسعود وجعفر والزهري والحسن البصري ومحمد بن سيرين وابوحنيفة وعطاء والشافعي ومالك واحمد بن حنبل ويحي بن معين وسفيان الثوري وابن عيينة والبخاري ومسلم والنووي وابن الجوزي والذهبي وابن كثير والطبري وابن القيم وابن رجب وابن حجر وغيرهم كثير جدا جدا جدا ….

وكلهم كانوا صالحين مُصلحين صادقين يأمرون بكل خير وينهون عن كل شر …. كتب الله تعالى لهم القبول في الأرض ….

فيا أصحاب العقول هل هذه الأجيال المتتالية من الأئمة الأخيار الأبرار الصادقين المُصلحين هم ثمرة رجل مُدعيِ للنبوة ؟!!

الدليل الثامن عشر :


لماذا يُلزم النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بأمور صعبة هو في غنىً عنها ؟

مثلا قيام الليل )) واجب (( عليه صلى الله عليه وسلم …. وفي المقابل فإن قيام الليل سُنُّة للمسلمين ….

يعني )) يجب )) عليه صلى الله عليه وسلم أن يقوم الليل يوميا …. بينما لا شيء على المسلم لو لم يقم الليل سوى أنه فرًّط في الأجر لكن لا إثم عليه …..

عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، فقلت له : لِمَ تصنع هذا يا رسول الله ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً ” رواه البخاري

فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه وتتفطر من طول القيام , أي يتحجر الدم فيها وتنشق .

وقد قام معه شباب من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ولكنهم تعِبوا فابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ يقول : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فقام طويلاً حتى هممت بأمر سوء ، قالوا : بما هممت يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : هممت أن أقعد وأدعه (رواه البخاري ) ….. أي يجلس , لعجزه عن أن يصبر كما صبر النبي صلى الله عليه وسلم .

وحذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قام معه ذات ليلة فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة والنساء وآل عمران …. خمسة أجزاء وربع تقريباً …. يقول حذيفة : كلما أتت آية رحمة سأل ، وكلما أتت آية تسبيح سبح ، وكلما أتت آية وعيد تعوذ . رواه مسلم

فلماذا يُجبر النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على هذه المشقة العظيمة لو لم يكن نبيا يوحى إليه من الله سبحانه وتعالى ؟

الدليل التاسع عشر :


عدم تمكن أعداءه من قتله رغم كثرة عددهم وقوتهم وتمكنهم من مقاليد الحكم والسلطة…. فقد أمضى النبي صلى الله عليه وسلم في مكة 13 عاما وحيدا ضعيفا فقيرا ليس له من يحميه سوى الحماية المعنوية من عمه الشيخ المُسِن ابوطالب الذي لن يستطيع منع العرب من قتله لو أرادوا ذلك ….

ورغم أن النبي صلى الله عليه وسلم سفُّه دينهم وأهان ألهتهم وأصنامهم ووصف المشركين بأنهم كالأنعام بل هم أضل وبأنهم صم بكم عمي لا يعقلون …… ومع كل هذا الإستعداء الرهيب لهم وإغضابه لهم لم يتمكنوا منه وهو الرجل الذي يمشي وحده وينام وحده دون حراسة ….

وكذلك في المدينة كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في وسط الناس بدون حراسة وينام لوحده مع أهله ومع ذلك لم يتمكنوا من الوصول إليه ……

ورغم أن التاريخ القديم والحديث شهد إغتيالات لحُكام وملوك يسكنون في قصور مُحصنة غاية التحصين والحُراس يملئون تلك الحصون ومع ذلك تم اغتيالهم ……..

ومع ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى بما هو اشد إثارة للحقد والغضب عندما قام بتسفيه كل الديانات التي على سطح الأرض …. وقام باستعداء كل الأمم عربهم وعجمهم …. واليهود والنصارى والمجوس وغيرهم ……

فكل تلك الأمم كانت تريد قتله ومع ذلك لم يتمكنوا منه وهو الرجل الذي يمشي وسط الناس ويعيش عيشة البسطاء بدون تكلف ولا حراسة …..

أليست هذه من اعظم آيات النبوة التي تُبين حفظ الله تعالى لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وكيف صرف أعداءه عنه ؟

تنبهوا لهذا جيدا …. الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم يُمثِّل نهاية كل الإمبراطوريات والدول التي كانت موجودة في ذلك الوقت ……

فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يُمثِّل تهديدا وجوديًا لكل مُخالف له …. وكان صلى الله عليه وسلم يُعلن هذا في كل وقت بأن الإسلام سينتصر على باقي الأديان وسيُزيل الله تعالى به دول الروم والفرس واليهود والنصارى ومشركي العرب …..

ومع كل هذا التهديد المتكرر من النبي صلى الله عليه وسلم … ومع أنه كان في متناول أيديهم …. فإنهم لم يستطيعوا أن ينالوا منه صلى الله عليه وسلم ……

وأولئك الملوك الذين تم اغتيالهم في قصورهم المحصُّنة لم يأتوا ولا بعشرة بالمئة من التهديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم …….. ومع ذلك لم يصلوا إليه وهو الذي يعيش عيشة البسطاء …

قال سهيل بن عمرو رضي الله تعالى عنه : ” لو لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله لكان كالكِسرة في يد أي فتى من فتيان قريش ”

وذلك لأنه كان وحيدا فقيرا ضعيفا ومع ذلك قهر كل خصومه بشكل لم يشهد له التاريخ مثيلا إلى يومنا هذا وانتشر دينه في كل انحاء الدنيا وخضعت له الأمم في زمن لا يكاد يُذكر ……

يتبع


 
 توقيع : ال شحري





التعديل الأخير تم بواسطة ال شحري ; 08-25-2013 الساعة 11:47 PM

رد مع اقتباس