عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2013, 02:27 PM   #1
مجلس الادارة


الصورة الرمزية ام ياسر
ام ياسر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1878
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
 المشاركات : 54,004 [ + ]
 التقييم :  637
 SMS ~
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي حِرْزِكَ وَحِفْظِكَ وَجِوَارِكَ وَتَحْتِ كَنَفِك.
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي من أداب رسول الله (أداب معاملة الأجير)صل الله عليه وسلم



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاء رجل، فقعد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله! إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم؛ فكيف أنا منهم؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إذا كان يوم القيامة؛ يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك، وعقابك إياهم؛
فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم؛ كان كفافا لا لك ولا عليك،
وإن كان عقابك إياهم دون ذنبهم،( اى اقل من ذنبهم ) كان فضلا لك ،
وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم ؛ اقتص لهم منك الفضل ،
فـتنحى الرجل وجعل يهتف ويبكي،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما تقرأ قول الله تعالى :
( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) الانبياء 47
فقال الرجل : يا رسول الله! ما أجد لي ولهؤلاء شيئا خيرا من مفارقتهم؛ أشهدك أنهم كلهم أحرار . الحديث رواه الترمذى
*******************
هذا هو ديننا دين العدل والانصاف وهذا هو نبينا العادل والرحيم على البشريه اجمعين هذا هو قدوتنا فى حياتنا الذى ترك لنا المنهج الذى اذا اتبعناه سننعم فى دنيانا و أخرانا .
لقد شاء الله عز وجل أن تختلف ادوار البشر وتتنوع مسؤولياتهم حتى يحدث التوازن فى الحياه وكانت مشيئت الله أن يجعل بعض الناس أغنياء وبعضهم فقراء،
وسخّر كلاّ من الغنى والفقير للأخرى .
والإسلام يوجه الأغنياء المخدومين إلى التواضع وعدم التكبر على الخادمين، ويجعل لهؤلاء حقوقا على أولئك يجب عليهم أن يؤدوها بدون مماطلة ولا نقص
فالمخدوم ينبغي أن يتواضع مع خادمه ولا يترفع عليه لأنه قد يكون أعظم درجة منه عند الله ،
وليس الفضل هنا بكثرة الأموال ولا بعظم الأجسام , ولا بغير ذلك من متاع الدنيا وزينتها ومظاهرها وإنما الفضل بالتقوى { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } الحجرات:13
ولقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في معاملة الخادم
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أف قط ، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا"
وقال صلى الله عليه وسلم ( لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم , لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم )
رواه أبو داود عن جابر (صحيح)
وقال صلى الله عليه وسلم "إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي حره وعلاجه" رواه البخارى
وبلغ من رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يطيق أحدا أن يقول : كان عبدي وأمتي وأنه أمر المسلمين أن يكفوا عن ذلك، وأن يقولوا فتاي وفتاتي ؛ رواه البخارى
وعن المعمور بن سويد قال: "رأيت أبا ذر الغفاري وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألناه عن ذلك فقال:
ساببت رجلا فشكاني إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم
( أعيرته بأمه؟! ثم قال: إخوانكم خولكم جعلهم اللّه تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم )
رواه البخارى
وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال : كنت أضرب غلاما لي , فسمعت من خلفي صوتا ( اعلم، أبا مسعود! لله أقدر عليك منك عليه) فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله! هو حر لوجه الله , فقال (أما لو لم تفعل، للفحتك النار، أو لمستك النار ) رواه مسلم
وعن معاوية بن سويد قال: لطمت مولى لنا فهربت ثم جئت قبيل الظهر , فصليت خلف أبي فدعاه ودعاني ثم قال: امتثل منه ثم قال: كنا بني مقرن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا إلا خادم واحدة فلطمها أحدها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اعتقوها" قالوا: ليس لهم خادم غيرها قال: "فليستخدموها فإذا استغنوا عنها فيخلوا سبيلها" رواه مسلم
والرسول صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة لأمته و إذا لم نستطع أن نصل إلى درجة الكمال التي بلغها صلى الله عليه وسلم فيجب ان نحاول ان نكون قريبين منها على قدر استطاعتنا
وفى النهايه نلخص حقوق الخادم على سيده :
1 ــ أن يعامله معاملة حسنة ويحلم عليه إذا بدر منه خطأ، قال تعالى { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} آل عمران
2ــ أن يتواضع معه ولا يتكبر عليه
فإن التواضع مع الخادم يؤنسه ويشعر معه بالطمأنينة وعدم الحرج من العسر والفقر، والتكبر عليه يحزنه ويشعر بسببه أنه محتقر لا قيمة له فيضطرب ويعيش كئيبا حزينا،
وقد ذم الله الكبر والمتكبرين وأعدّ لهم عقابا أليما كما مدح التواضع والمتواضعين ووعدهم الجزاء الحسن قال تعالى :
{ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} الشعراء 215
وقال تعالى في وصف المؤمنين { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} المائدة 54
وعن عياض بن حمار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد" (رواه مسلم)
وعن أنس رضي الله عنه قال: "إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت" (رواه البخارى)

3- قد يقوم الخادم بالخدمة في مقابل طعامه وشرابه وكسوته، وقد يقوم بها بأجر معلوم من النقود أو غيرها، وفي كلتا الحالتين يجب على المخدوم أن يؤدي إلى الخادم ما يستحق،
ولا يجوز له أن يظلمه بنقص أجرته أو مماطلته فيها فإن فعل شيئا من ذلك فقد ظلمهن
والله تعالى ذم في كتابه الظلم والظالمين كما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منه قال تعالى{ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} الحج 71
وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة" فقال رجل:
وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله؟ فقال: "وإن كان قضيبا من أراك"(صحيح مسلم من حديث أبي أمامة الحارثي )
أي غصنا مقطوعا ( من أراك ) شجر يستاك بقضبانه ، الواحدة أراكة ، ويقال هي شجرة طويلة ناعمة كثيرة الورق والأغصان ولها ثمر في عناقيد يسمى البرير ، بموحدة ، وزان أمير ، يملأ العنقود الكف ( وإن كان قضيبا ) وفي رواية : وإن كان سواكا ( من أراك ، وإن كان قضيبا من أراك ، قالها ثلاث مرات ) زيادة في التنفير لئلا يتهاون بالشيء اليسير ،
ولا فرق بين قليل الحق وكثيره في التحريم ،
وقد حذر الله المستأجر تحذيرا شديدا من عدم إعطاء الأجير أجره, قال البخاري رحمه الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره" (رواه البخاري)
وقال صلى الله عليه وسلم ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ) (رواهابن ماجة عن ابن عمر وصححه الألباني )

أي ينشف لأن أجره عمالة جسده وقد عجل منفعته فإذا عجلها استحق التعجيل ، ومن شأن الباعة إذا سلموا قبضوا الثمن عند التسليم فهو أحق وأولى .
إذ كان ثمن مهجته لا ثمن سلعته فيحرم مطله والتسويف به مع القدرة ،
فالأمر بإعطائه قبل جفاف عرقه إنما هو كناية عن وجوب المبادرة عقب فراغ العمل إذا طلب وإن لم يعرق أو عرق وجف

4 ـ ومن أهم ما ينبغي أن يعتني به السيد للخادم تعليمه ما يجب عليه وما يحرم من أمور دينه, وحثه على التحلي بالأخلاق الفاضلة فإن في ذلك مصلحة عظيمة للسيد والخادم والمجتمع، كما ينبغي أن يحذره من الأخلاق الرذيلة واقتراف الأمور المحرمة ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر لأنه أصبح مسئولا عنه كمسئوليته عن بقية أهل بيته.
لقد اصبح الخادم امانه فى رقابنا فيجب الا نقصر فى حقه ابدا او نظلمه او نعامله بأى سوء ،
من منا يتحمل ان يكون الله خصيمه يوم القيامه
العدل والمعامله الحسنه هم ابسط حقوق البشر ولنا فى رسول الله القدوة الحسنه .
اللهم صلى وسلم وبارك على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم


 
 توقيع : ام ياسر




رد مع اقتباس