ترك الاستهانة بأهل الغفله والخوف عليهم ,مع فتحك باب الرجاء
لنفسك,فترجو لنفسك الرحمة وتخشى على اهل الغفله النقمة ولكن ارج لهم الرحمة .واخشى على نفسك النقمه .فان كنت لابد مستهينا بهم ماقتالهم ’ لانكشاف احوالهم لك ’ ورؤية ما هم عليه فكن لنفسك اشد مقتا منك لهم ’ وكن أرجى
لهم لرحمة الله منك لنفسك , قال بعض السلف . لن تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله ’ ثم ترجع الى نفسك ف
تكون لها اشد مقتأ ,
وهذا الكلام لايفقه معناه الا الفقيه في دين الله فان من شهد حقيقة الخلق , وعجزهم وضعفهم وتقصيرهم بل تفريطهم ’
واضاعتهم لحق الله وخاصه في هذا الزمن ’ واقبالهم على غير الله وبيعهم حظهم من الله بابخس الثمن من هذا العاجل
الفاني ــــ لم يجد بد من مقتهم ولا يمكنه غير ذلك البته . ولاكن اذا رجع الي نفسه وحاله وتقصيره,وكان على بصيره من ذلك. كان لنفسه اشد مقتا واستهانه فهذا هوالفقيه,واما الأستقصاء في رؤية علل الخدمه ؟؟؟؟؟فهو التفتيش عما يشوبها من حظوظ النفس ’ وتميز حق الرب منها من حظ النفس ولعل اكثرهاـــ اوكلها ــــ ان تكون حظا لنفسك وانت
لاتشعر
فلا اله الاالله .كم في النفوس من علل واغراض وحظوظ تمنع الاعمال .ان تكون لله خالصه’ وان تصل اليه؟وان العبد
ليعمل العمل حيث لا يراه بشر البته وهو غير خالص لله ويعمل العمل والعيون وقد استدارت عليه نطاقا .وهو خالص لوجه الله .ولا يميز هذا الا اهل البصائر واطباء القلوب العالمون بأدوائها وعللها.
فبين العمل وبين القلب مسافة .وفي تلك مسافة.وفي تلك المسافه قطاع تمنع وصول العمل الى القلب.فيكون الرجل كثير العمل وما وصل منه الى قلبه محبة ولا خوف ولارجاء ,ولازهد في الدنيا ولا رغبة في الاخرة .ولانور يفرق به بين اولياء الله وأعدائه وبين الحق والباطل ولاقوة في أمر فلو وصل أثر الأعمال الى قلبه لاستنار وأشرق ورأى الحق والباطل وميز بين أولياء الله واعدائه وأوجب له ذلك المزيد من الأحوال