عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2009, 07:26 PM   #1


الصورة الرمزية صائد الطرائد
صائد الطرائد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 52
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 03-14-2014 (04:54 PM)
 المشاركات : 396 [ + ]
 التقييم :  100
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي ۩ﺴ المرثية الخالدة ﺴ۩



كان المعتمد بن عباد ملكاً شاعراً مجيداً، فقصدته الشعراء وكانت له معهم ومع أدباء عصره وشعراء زمانه

مطارحات ومساجلات، قال الأديب علي بن بسام الشنتريني الاندلسي في كتابه الذخيرة في محاسن

أهل الجزيرة: كان متمسكاَ من الأدب بسبب، وضارباً في العلم بسهم، وله ‏شعر كما انشق الكمام عن

الزهر، لو صدر مثله عمن جعل الشعر صناعةَ واتخذه بضاعة، لكان رائعاً ‏معجباً، ونادرا مستغرباً

، فما ظنك برجل لا يجد إلا راثياً، ولا يجيد إلا عابثاً، وهو مع ذلك يرمي ‏فيصيب، ويهمي فيصوب.

‏وقال يرثي ولديه، وفيها يشير إلى قتل ابنيه أبي عمر وسراج الدولة، يقول : ‏


يقولون صبراً، لا سبيل إلى الصبر … سأبكي، وأبكي ما تطاول من عمري

هوى الكوكبان: الفتحُ ثم شقيقُه … يزيدُ، فهل عند الكواكب من خُبر ‏

نرى زُهرها في مأتمٍ كل ليلةٍ … تُخَمشُ لهفاً وسطه صفحةُ البدر ‏

ينُحن على نجمين، أُثكلت ذا و ذا … وأصبر! ما للقلب في الصَبر من عُذر ‏

أفتحُ، لقد فتّحت لي باب رحمةٍ … كما بيزيدَ، اللهُ قد زاد في أجري ‏

توليتما والسن بعد صغيرة … ولم تلبث الأيام أن صغرّت قدري

تولَيتما حين انتهت بكما العُلا … إٍلى غاية، كلٌ إلى غايةٍ يجري

فلو عُدتُما لاخترتُما العود في الثرى … إذا أنتُما أبصرتماني في الأسر ‏

يُعيد على سمعي الحديد نشيده ‏ ثقيلاً … فتبكي العينُ بالجشِّ والنَقر ‏

معي الأخوات الهالكاتُ عليكما … وأمَكُما الثَكلى المضرَمةُ الصَدر ‏

فتبكي بدمع ليس للقطر مثلُه … وتزجرُها التقوى فتُصغي إلى الزَجر ‏

أُبا خالدٍ أورثتني الحُزن خالداً … أبا النَضر مُذ ودعت ودعني نصري ‏

وقبلكُما قد أودع القلب حسرةً … تجدَدُ طول الدهر، ثُكلُ أبي عمرو ‏

أرجو أن تنال إستحسانكم


 

رد مع اقتباس