عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2010, 04:18 PM   #13
مطلع الشمس .


الصورة الرمزية رجل وادي القمر
رجل وادي القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1935
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 03-22-2021 (08:07 PM)
 المشاركات : 1,187 [ + ]
 التقييم :  202
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: ان اسف لن اتزوج فتاه تكتب في المنتديات



ريما ... تحية طيبة .
العلم والمعرفة ليست حكراً على أحد ، أو جنس دون جنس ، وطلبه فريضة على الجميع ، لأنه المصابيح التي يستضيء بها المرء في دهاليز الحياة المظلمة ، والقناديل التي يبدد بها غياهب الجهل ، والمشاعل المنيرة التي يرافقها ويرفعها عالياً ليتبلغ بها ويصل بها إلى مبتغاه ومناه ، وهو الوصمة الجميلة ، وملامح البشر والنور التي تتلألأ على وجه طالب العلم والمعالم على حد سواء ، ولا أعتقد بل أجزم بأنه لا حدود للعلم ولا نهاية ، ومهما سعى المرء ومهما جد واجتهد فإنه كلما فتح أفقاً اتسعت أمامه آفاق من بحور العلم التي لا ساحل لها - وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً .

والعلم نوعان ، العلم بالله تعالى وهو الأساس والمعين الذي لا ينضب ، والمصدر الذي يجب أن ينهل منه كل إنسان خصوصاً المسلم ، والنوع الآخر هو العلم الدنيوي وهو فضل يتسلح به الإنسان إلى جوار العلم الحقيقي والأساسي ، ومصادر العلم بالله تعالى كثيرة وكثيرة جداً ، ولكنها تكاد تجتمع في القرآ الكريم ، والسنة النبوية الشريفة ، ففي القرآن خبر الأولين والآخرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ناهيك عن المصادر الأخرى التي نشاهدها في حياتنا اليومية من آيات بينات وما نكتشفه في الطبيعة وفي أنفسنا - وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون - ولو أن كل منا وقف مع نفسه وتأملها جيداً لوجد آيات عظام ونعم لا تعد ولا تحصى في عضو واحد فقط فما بالك بجميع أعضائه وجسده - سبحان الله ، وتبارك الله أحسن الخالقين - وهو بهذا التأمل ينهل من معين علم لا ينضب ويبحر في أعماق بحر لجي من الآيات والمعرفة .

كلما طال بنا العمر نعلم علوماً وأشياء كانت تخفى علينا ، وبالغريزة والفطرة التي أودعها الله - تعالى فينا - نكتسبها ونحفظها في عقولنا حتى يكبر بنا العمر الرذيل لكي لا نعلم بعد علم شيئاً - ومنهم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئاً .
ومصادر العلم في عصرنا الحديث تكاد لا تعد ولا تحصى ونحن ندركها جميعاً ، من أبرزها هذه الشبكة العنكبوتية ، التي أصبح العالم من خلالها كأنه قرية صغيرة ، أو كأنها بيت كبير لا حرج على من يدخله فهو حق مشاع للجميع وليس ملكاً لأحد أو حكراً على أحد ، فترى الناس جميعهم بداخله يتجولون ويتحدثون ويسرحون ويمرحون في غاية من الحرية والسعة .
ولكنه لم يخلُ من الدهاليز المظلمة والممرات الضيقة الحرجة ، والناس فيه لهم مناهج ودروب يختارونها بمحض إرادتهم دون رقيب ولا حسيب ، والمرء فيه رقيب نفسه وحسيبها بعد الله ، وبالتالي فهو يسلك الطريق الذي يناسبه وينسجم معه فإن خيراً فخيراً وإن شراً فشر. - وهديناه النجدين .

المنتديات أو الإنترنت سلاح ذو حدين متى ما أحسن الإنسان استخدامه سلم منهما معاً وإذا ما أساء استخدامه تلقفه أي من حديه فقطع يده أو جرحه أو ربما أهلكه وقضى عليه وليس بخاف على أحد رهافته وشدة فتكه ، وكذلك عظيم منفعته وفائدته .

أرى أن ذلك الشاب في هذه القصة - التي أعتقد أنها ليست حقيقية ولكنها عملية استطلاع للآراء ودراسة لوجهات النظر المختلفة - أرى أنه قد أخطأ في حق تلك الفتاة ، التي بعث في نفسها آمالاً وأحلاماً لا حدود لها ، وكان قد ساعدها وأخذ بيدها حتى وضعت قدمها على أول درجة من سلم الحياة ، التي كانت تحلم بها وتنتظر بفارغ الصبر قدومها لتتعامل معها بطريقتها الخاصة ، وتحتفي بها كما ينبغي بما يحفظ لها كيانها ويضمن لها العيش بأمان في عش طالما حلمت أن تبنيه ، ولكن ذلك الفتى أخذته العزة بالاثم ، وسحب البساط من تحت قدميها ، وكسر تلك الدرجة من السلم فإذا بها تقع وتنهار وتتبدد أحلامها ، وتظلم الدنيا في وجهها ، وتضيق الأفق أمامها ، وتعكف على الأحزان وتنطوي على نفسها تتجرع غصص الحرمان ، وتتجرع كؤوس الظلم ، والجهل والرجعية والتخلف ، وتقع ضحية أحكام جائرة متهورة ، أصدرت في لحظة عاجلة دون تروٍ أو تعقل أو تفهم .

ولو أنه تريث قليلاً ، ودرس الأمر من جميع جوانبه ، وحلل ما قرأه عنها في المنتديات فمن المؤكد أنه سيخرج برؤية واضحة ونظرة متأنية عادلة وصائبة ، وجنبها جهله وحماقته ، ومنع عنها ظلمه الذي لم تكن تتوقعه ولا تنتظره . ولو أنه علم أن الشبكة العنكبوتية قد أصبحت جزءً من حياة الناس عامة وخاصة ، ولا يكاد أحد يستغني عنها بحال ، فهي بمثابة الحديقة والبستان الذي نرتاده للترويح عن أنفسنا ونبدد فيه أحزاننا وكآبتنا ، فكان سينصفها ولا يلومها مهما كتبت .
هذا إذا كان ما قرأه من كتاباتها مقالات عادية لا ابتذال فيها ولا خدش للحياء أو سمعتها أو شرفها وشرف أهلها ، أما إذا كانت تلك الفتاة تكتب جزافاً وبدون تحفظ أو مسؤولية ، فهي بالطبع تصرفات لا مسؤولة وقد توقع نفسها في مخاطر جسيمة وقد تدفع ثمنها غالياً . وهنا أستطيع أن أقول أنها لا تبالي مهما حدث لها من مساوئ ومهما تعرضت لمخاطر .
ولكنني فهمت أن صاحبة هذه القصة فتاة وديعة ، ودخولها للمنتديات دخول محمود ولا تبحث عن المشاكل وإنما هي تتسلى وتروح عن نفسها وتتعلم من هذا المنتدى وذاك ، وتحاور هذا وذاك لتستفيد وتفيد ، لأن المنتديات مكان جيد لتعلم الحوار والنقاش وآدباه عندما يعرف مرتادوها ذلك ، والكل يتعلم منها الجنسين على حد سواء .

نحن في عصر الثورة العلمية الهائلة ، ونحن جزء من هذا العصر ولسنا بمعزل عنه وعن مخاطره ولا بمنآى عن علومه ومعارفه . وعلينا أن نمشي في ركابه ونسعى أن نمتطي أفضل جياده وأكرمها وأقواها لتنطلق بنا نحو القمم لنقف في مصاف الأمم .
تحياتي .. وأعتذر إن كنت قد أطلت وأتمنى أن أكون قد وفقت في هذا النقاش .
شكري لصاحبة الموضوع


 

رد مع اقتباس