عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2010, 09:36 PM   #7
مطلع الشمس .


الصورة الرمزية رجل وادي القمر
رجل وادي القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1935
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 03-22-2021 (08:07 PM)
 المشاركات : 1,187 [ + ]
 التقييم :  202
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الإنترنت وتأثيرها على قراءة الكتاب ( موضوع للنقاش ) .



القراءة من خلال الإنترنت هي معبر سهل للوصول لمعلومة معينة ، قد يجد القارئ صعوبة لو بحث عنها بالطرق التقليدية ، وربما لم يجدها ، لذا فأنا أعتبر أن الإنترنت وسيلة مساعدة فقط ، ولكنني لا أعتمد على المعلومة التي أجدها فيها مهما كانت الإشارة إلى مصدرها فهي بنظري ( خام ) غير مؤكدة حتى أعود للمصدر الورقي الذي أخذت منه فعند ذلك استأنس للمصدر الحقيقي بعدما أركن إلى المؤلف الحقيقي للكتاب ، فأستغني عن الإنترنت وأقرأها من الكتاب أقلب صفحاته ، وأقرأه بهدوء قراءة متأنية وبيني وبينه علاقة وطيدة وولاء حميم .
عندما أريد أن أبحث عن آية مثلاً من القرآن أو حديث شريف في الإنترنت من محاسنها أنها تسهل علي إيجادها بسرعة ، ولكنني مطلقاً لا أعتمد عليها حتى أعود للمصحف الشريف خصوصاً مصحف الصادر من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، أو الكتاب الذي ورد في الحديث وليس شكاً في الآية نفسها ولا الحديث ولكن في من كتبها على الإنترنت ، فربما أخطأ في كتابتها إملائياً أو نحوياً أو بأي شكل من الأشكال وعندما أتحدث في جمع من الناس مثلاً ، أو أتناقش أنا وشخص فلا أستطيع أن أقول أنني وجدت في الإنترنت معلومة ما ثم أؤكد صحتها ولكن أعتبرها معلومة يحتمل أن تكون صحيحة وقد تكون خاطئة .

والإنترنت فضاء واسع لا حدود له ولا أسوار ولا مصفاة تمنع الغث والرديء من التسلل إلى أروقتها وتختلط بالعذب والنقي .
عالم واسع الكل يسرح ويمرح فيه الثقة وغير الثقة ، الخير ، والشرير ، والناصح والمبطل ، والغادر والوفي ، والكاذب والصادق ، والعالم والجاهل ... إلخ . الكل يدلو بدلوه في هذا الخضم واليم ، والناس فيه يلتقون فكرياً متنوعاً لاجسدياً ، أفكارهم متعددة ، معتدلة ومتشددة ومتوسطة ، إلى غير ما هناك من فروقات واختلافات .

وأنا أشبه تلك المعلومات في هذا العالم الكبير بالهباء الذي تراه متناثراً في ضوء الشمس المتسلل إلى داخل المنزل عبر النوافذ قبيل الغروب ، أستخدم هذا التشبيه فقط في تزاحم المعلومات وكيفيتها فيه وليس في قيمتها فلا شك أنها تحوي علماً كبيراً وفوائد جمة والكل يقيمها بحسب استفادته منها .
ولا أرى الاعتماد على الإنترنت مصدر نهائي لتوثيق المعلومات والاكتفاء بذلك ، لعدة أسباب أذكر منها ما يحضرني :

1. قد يأتي يوم من الأيام ولا نجد هذا المصدر لأي سبب من الأسباب أقلها عدم توفير الوسيلة كهجاز الحاسوب ، أو الهاتف ، أو أي من هذه المقومات .
2. قد يكون المصدر الحقيقي الذي أدرج تلك المعلومة ليس ثقة ، ولا يعتد به ولا يؤخذ عنه مادمنا لا نعرفه معرفة تامة حتى تزول الشكوك والضنون ، وتتعمق الثقة في النفس .
3. قد يتصرف الناقل في المعلومة التي يكتبها في الإنترنت ، ويعدل ويحذف ويزيد وبالتالي تفقد المعلومة الشروط التي تريد أن تتوفر فيها خصوصاً إذا كنت باحثاً ومعنياً برسالة تريد لها النجاح .
4. قد لا يوثق الكاتب تلك المعلومة ولا يسندها إلى مرجعها الحقيقي فيعدو عليها وينسبها لنفسه ، فما أدرانا به وبنزاهته حتى نأخذ عنه ونستشهد أو نقتبس من شيء سرقه ونسبه لنفسه .
5. ربما تكون تلك المعلومة إعلانية يراد منها الترويج لسلعة معينة فترتب لها الدعاية والتزيين حتى تبدو نادرة وفائقة الجمال ، بينما هي لا تستحق ذلك وإنما ذلك سفسطة كاذبة .

لاأعتقد بأن الإنترنت ستكون محل الكتاب في يوم من الأيام مهما تطورت ومهما وثق الناس فيها ، فلابد من الكتاب بدفتيه وصحائفه النقية الصادقة ، ولا غنى عن صحبته الوفية ، ومجالسته الخيرة - فخير جليس في الزمان كتاب - ولابد أن نعود للكتاب ولا أتمنى أن تحل الإنترنت مكانه لأنه سيكون هناك شك في المصداقية وضياع للمعلومة الحقيقية وتبديد لجهود جهابذة المؤلفين والكتاب والمفكرين المتقدمين وضياع لأمهات الكتب القيمة .


إذان : لا أثق في المعلومة عن طريق الإنترنت حتى أعود لمصدرها الورقي .
لا اثق في مصدر المعلومة عن طريق الإنترنت لأنني لا أعرف عنه شيئاً حتى وإن عرف بنفسه عن طريقها . حتى أعود لمؤَلَفِهِ .
ولا أرى بأن الإنترنت ستحل محل الكتاب فيما يأتي ، ولا أتمنى ذلك .

وكلمتي ونصيحتي التي أهديها لنفسي أولاً ولكل قارئ بأن يعود للكتاب ويتخذه صاحباً وجليساً فلن يغدر به بينما الإنترنت حتماً ستغدر به يوماً .

أسئلة للمناقشة :
1. هل تثق بدواء تقرأ عنه في الإنترنت وتستخدمه دون الرجوع للطبيب ؟
2. هل تعتقد أن الإنترنت بيئة صالحة وموثوقة للقرآن الكريم والحديث الشريف ؟
3. إذا كنت تعتقد أن الإنترنت ستحل مكان الكتاب يوماً فيكف تتصور ذلك ؟

أشكر كل من ساهم في هذا الحوار وشارك فيه بآرائه وافكاره النيرة .

أختى ( منتهى ... ) أنا أحترم وجهة نظرك وأرفعها عالياً ، ولا رأي لي في آرائك وقناعاتك ، ولكنني أشكركِ جزيل الشكر على إطلالتك الكريمة وتعليقك الكريم .
أنا تأخرت في الرد لأترك فرصة لآراء الآخرين وأنتظر الأقلام الغالية الكريمة لتنثر علينا ما اختزنته العقول وما تمخضت عنه المواهب ولكن ...

دام الجميع بخير ... ودامت لنا الأخيار .
ودامت لنا أقلام .... لتحفظ لنا الأسفار


 

رد مع اقتباس