«الإباحية الإلكترونية»زلزال جديد يضرب بيوتنا

01-20-2011, 03:06 PM

بيوت كثيرة تسببت غرف الشات والمواقع الإلكترونية الإباحية في هدمها،

أحلام الغامدي، ريم سليمان - جدة

وغالبا ما تبدأ الشرارة الأولى بالفضول أو محاولة قتل الملل، وسرعان ما تحمل أمواج النت الكثير من المفاجآت الإباحية، وربما يدخل المستخدم أو المستخدمة في علاقة غير شرعية من خلف الأبواب المغلقة وبعدها تبدأ الكارثة والتداعيات المرتبطة بالإباحية الإلكترونية.
«رؤى» تسللت إلى عالم غرف النت وكشفت أن البطالة والفراغ العاطفي أكبر أسباب الوقوع في الشباك الوهمية..
في البداية، روت (م.ع) قصتها مع عالم الإنترنت وقالت: أنا امرأة متزوجة، وبسبب عمل زوجي وغيابه عن المنزل فترات طويلة، فاجأني بهدية عبارة عن جهاز (لاب توب) حتى أشغل وقتي ولا أشعر بالملل، وسعدت جدا بهديته، وبالفعل ملأت جزءا كبيرا من حياتي، حتى أصبحت أدمن الجلوس على الإنترنت، وبدأت أتعرف إلى أشخاص عبر (الشات)، في البداية كنا مجموعة من السيدات نتحدث سويا عن أسرنا ومشاكل كل منا وعلاقة كل منا بزوجها، إلى أن بدأ يتوسع الحديث بيننا عن مواقع ثقافية جنسية وأصبح كل منا يبحث عنها، وبالفعل وصلت إلى العديد من المواقع التي بدأت أتعلق بها.

إدمان وخيانة
وتضيف (عاشقة النت) سرد حكايتها قائلة: كنت في حينها لا أعتقد أني أفعل أي شيء خطأ فأنا لم أخن زوجي، ووجدت نفسي يوما بعد يوم أجد المتعة في ما أراه، وأتعرف إليه حتى وجدتني أبعد عن زوجي تدريجيا، وبدأ يشعر هو بذلك ويفتش من خلفي، حتى علم أنني أدمنت ما أراه وواجهني وحدثت مشكلة كبيرة بيننا وانفصل زوجي عني واتهمني بخيانته، وإلى الآن ما زلت بين الحين والآخر أرجع إلى تلك المواقع لإشباع رغبة داخلية، ولا أدري كيف أتخلص من هذا الوباء الذي ألتصق بي بشكل كبير حتى صار كالإدمان.

البداية بالصيانة
أما نادر (22 عاما) فيقول: دخلت هذه المواقع المشبوهة بطريق غير مباشر؛ نظرا لولعي الشديد بالإنترنت، فوجدت موقعا في مجلة معروفة يتحدث عن صيانة الكمبيوتر ومواقع جديدة للكتب الإلكترونية فدخلت الموقع، وتفاجأت أنه موقع يختلف تماما عما جذبني، لكني تأثرت بالموقع كثيرا حتى وصلت إلى حد الإدمان فأصبح ليلي نهارا ونهاري ليلا، وأصبحت لا أترك غرفتي أبدا حتى ممارسة الرياضة تركتها وفقدت شهية الأكل، إلى أن اكتشفتني أختي الصغرى ووبختني فاستحييت كثيرا وأقلعت عن فعلي واستغفرت ربي، بيد أنني لست نادما على ما فعلت؛ لأنها كانت تجربة مفيدة جدا لي وتعلمت الكثير منها.

غرف الانحراف
لم أكن أصدق ما قاله لي الكثير من الأشخاص عما يحدث داخل غرف الشات والعلاقات التي تبدأ وتنتهي داخل غرف النوم، وكنت أرى ذلك بمثابة تهويل من البعض، هكذا بادرتنا (ن.ا) قائلة: تعرفت إلى شاب داخل إحدى غرف الشات، وكنا في البداية نتبادل الحوارات العادية ويحكي كل منا للآخر ما فعله في يومه، وتطورت العلاقة شيئا فشيئا، وبدأ يراسلني من خلال الإيميل من الحين للآخر، وطلب مني إرسال صورة ولكني رفضت وفوجئت به يرسل لي مقاطع فيديو من فيلم جنسي، صعقت جدا مما أرسله ورفضت أن أتحدث معه، وبدأ يلاحقني بالأفلام في كل وقت حتى أضعف وأكلمه، لكني رفضت تماما وغيرت البريد الإلكتروني الخاص بي، وأيقنت من وقتها أن غرف الشات ربما تكون هي حقا بداية الانحراف.

غياب الحوار
من جهتها، كشفت مستشارة تمكين المرأة لبنى الغلاييني النقاب عن أن هذا الموضوع تعدى الحالات الفردية وأصبح أقرب إلى الظاهرة، وقالت «إن المرأة التي تتعامل مع الإنترنت كوسيلة جنسية، هي امرأة تبحث عن شيء ما وينقصها الكثير من البوح، وللأسف تنعدم لغة الحوار في مجتمعاتنا، والرجل في كثير من الأحوال لا يرى المرأة ككائن حي له أن يطلب حقه». واشارت إلى أن وظيفة الجنس هي بذاتها مختلفة في مفهومها، فالجنس في الوطن العربي يمارس لحفظ النسل فقط ليس إلا، والمرأة العربية لديها حاجات غير مشبعة ولم تتح لها فرص التعبير عن مشاعرها أو حتى المطالبة بأساسيات بسيطة من متطلباتها الشخصية. منوهة إلى أنه إذا لم تذعن المرأة لرأي المجتمع في المنظومة التي يجب أن يضعها فيها يطلق عليها لقب لا يناسبها، لذا تتجه المرأة إلى هذه الممارسات استسهالا عن خوض معارك كلامية وتفاوض وإقناع مع الزوج أو المسؤول عنها وهي غير مدربة أساسا على تلك المعارك.
وترى الغلاييني أن منع المرأة من التعامل مع الإنترنت أو حجب تلك المواقع لا يجدي، فنحن بذلك ندرب المرأة على أساليب أكثر ضراوة، بيد أن الأفضل هو النقاش وتفهم الأسباب واتساع آليات الحوار على المستوى العام وعند الرجل تحديدا، حتى نستطيع القضاء على الظاهرة، فالمنع ما هو إلا قضاء على العرض وليس المرض، مشيرة إلى وجود شيزوفرينيا أخلاقية عند المجتمع العربي، فدائما المطالبة تكون إلى المرأة وليس للرجل وهذا لا يعني بالضرورة أن المرأة دوما على صواب.

سلوك طائش
وأضافت الغلاييني أنها شاهدت العديد من الحالات فيها سلوك غير مبرر من قبل المرأة، بيد أنه عادة ما يرافقه انعدام في قدرتها على التعبير عن مشاعرها في ظل مجتمع يرى أن التعبير عن المشاعر من المحرمات، ووجهت رسالة إلى كل امرأة سلكت هذا الطريق قائلة: «لو بدأت في هذا الطريق وهذه السلوكيات كحب استطلاع فقط سيؤدي بك في النهاية حتما إلى الإدمان لأنه طريق لا ينتهي أبدا، ولكنه يكون إدمانا وهميا غير موجود في الواقع الحياتي».

حظر ورقابة
واتفقت المعالجة الأسرية وفاء عبد الله مع ما أشارت إليه الغلاييني، ورأت أن هذه الظاهرة المدمرة للشرف والكرامة ما هي إلا شعور المرأة بالحرمان الجنسي والعاطفي وسط مظاهر الشحن الجنسي المبرمج والمنتشر داخل البيوت، وفى ظل تجاهل الزوج أو الزوجة لمشاعر ومتطلبات ورغبات الطرف الآخر ما جعله يستجدى الجنس والشهوة والرغبة عبر المواقع الإلكترونية، وذكرت أن افتقاد
الاحترام بين الأزواج يدفع بهم إلى البحث عن صداقات ظاهرها الرحمة والاحترام وتبادل الحوار والمعلومات، وباطنها العذاب والبحث عن المتعة المحرمة.

إزالة الأسباب
وأكدت وفاء أن الحل يكمن في إزالة الأسباب المؤدية للحرمان الجنسي والعاطفي، واحترام كل طرف للآخر وعدم إهدار كرامته. مشيرة إلى ضرورة حظر استعمال برامج المحادثة الإلكترونية داخل البيوت وعدم السماح بها نهائيا، ولا بد من أن يخضع محمول الفتاة إلى رقابة ولي أمرها، على أن يكون ذلك بأسلوب لطيف ودون إثارة الشكوك وذلك لمتابعة خطر عظيم لا يمكن تجاهله وسط مشاكل الحياة ومغرياتها التي طالت غرف نومنا. مشيرة إلى أن كل إنسان على وجه هذه الأرض لديه القابلية على الانحراف والغواية، وفي ظروف معينة قد يأتي من يزين ويوسوس ويزيل عن الإنسان قناعاته العقلية والدينية التي تربى عليها، لذا على كل زوج أو أب أن يعلم أنه حينما يسمح بدخول برامج ومواقع المحادثة والشات داخل بيته أنه بذلك حول بيته إلى بيت عالمي للإباحية الكلامية والشفهية بكل معنى الكلمة.

طرق شيطانية
بينما رأى مدير تقنية المعلومات عبد الله الدويس أن هناك اختراقا واضحا من قبل بعض الجهات التي تخطط بعناية فائقة لصرف اهتمام الشباب العربي إلى الجنس فقط، بغرض تجريدهم من كل القيم التي يمكن أن ترتقي بهم، مؤكدا أن هناك من شباب الوطن العربي من يستغل النت استغلالا سيئا جدا كالابتزاز المادي عن طريق الجنس (ظاهرة الخرفان) والابتزاز الجنسي من أجل الجنس نفسه، وأعرب عن أسفه أن هناك مواقع كثيرة فيها منتسبون كثر من جميع الدول العربية همهم الأول والأخير هو الإيقاع بالمراهقين والمراهقات للقيام بأعمال منافية للآداب والخلق.
وقال: هناك موقع مشهور في ظاهره الثقافة والتوعية وفي باطنه البجاحة والإسفاف والانحطاط بكل صوره وأشكاله ومعانيه، وأنحى باللائمة على مسؤولي تلك المواقع الذين يزعمون أنهم ينادون بتثقيف المتزوجين جنسيا، وكأن هذا كل ما ينقصنا ويحقق آمالنا وطموحاتنا ويعيد إلينا ما سلب من كرامتنا.

حيل الأعداء
من جهتها، أشارت أستاذة علم الاجتماع الدكتورة هدى المالكي إلى أن بروز أية مشكلة على السطح في مجتمع ما دليل على معاناة ذلك المجتمع من تلك المشكلة، وبروز معاناة الناس من الظاهرة في مختلف البلدان الإسلامية دليل آخر على تفاقمها عربيا حتى أصبحت معدلاتها غير طبيعية، لذا لا بد من النظر للمتغيرات الكبيرة التي تحدث في مجتمعاتنا بشقيها المادي والمعنوي ونكون دوما بصدد الحلول الموضوعية حتى لا تنتشر أكثر مما هي عليه.
وأرجعت إقبال كثير من الفتيات المتزوجات وغير المتزوجات على هذه الظاهرة إلى فقدان أو ضعف الوازع الديني لديهن، وإهمال الأسرة والزوج للبيت، وأصبح من السهل إقامة علاقات غير شرعية عبر المواقع الإلكترونية الهدامة، فأعداء الدين لديهم من الذكاء والحيل ما يدمرنا بكافة الوسائل والطرق لذا يجب الحماية والاهتمام الكبيرين بأبنائنا كي لا يقعوا فريسة هذا المرض المستفحش.

عقوبات قانونية
وفي ما يتعلق بالعقوبات المقررة قانونا على أصحاب المواقع التي تدعو للجنس والدعارة، أوضح المحامي خالد أبو راشد أن الدعارة هي الدعارة التي تستوجب العقوبات وفقا للشريعة الإسلامية، أما ما نحن بصدده الآن أقصد ما هو معمول به في الإنترنت ما هو إلا مجرد وسيلة من وسائل الترويج للدعارة؛ فسواء كان المروج أشخاصا أوصحفا خارجية أو أجهزة إلكترونية، أو أيا من طرق الترويج لذلك، فالعبرة دائما بمرتكب الدعارة والشركاء بغض النظر على وسائل الترويج لها.
بينما رأت المحامية فريال كنج أن الإنترنت أصبح وسيلة تعارف دولية، وليس بمقدور الإنسان التحكم فيها، بيد أننا نستطيع في بعض المواقع المراقبة والحجب، واستغربت ما يفعله البعض من ممارسات سلبيه وكأننا تناسينا جميعا أن العين تزني فكيف يقبل إنسان مسلم أن يشارك في دعارات وسخافات لا معنى لها، ولا تسبب إلا أحاسيس زائفة محرمة لا تمت للواقع الذي نعيشه.

سجن وغرامة
وأشار د. ماجد الفهد المشرف على ديوان الاستشارات الخيري للتطوير، إلى صدور نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة والعمل به، موضحا أن هذا النظام فرض عقوبة السجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، أو بإحداهما على كل شخص يرتكب أيا من الجرائم المنصوص عليها في النظام ومنها الدخول غير المشروع إلى موقع إلكتروني أو الدخول إلى موقع لتغيير تصاميمه أو إلغائه أو إتلافه أو تعديله أو شغل عنوانه أو المساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بكاميرا أو ما في حكمها بقصد التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة ومن قام بالمساعدة والتحريض حسب مانصت به مواد النظام.
وقال إن ضعف الوازع الديني والبعد عن آداب الإسلام يعدالركيزه الأولى للانحدار ثم الفراغ العاطفي الذي لا توفره الأسرة أو المجتمع مع وجود الفراغ وعدم المراقبة الصحية وترك الأمور مفتوحة بدون أي قيد خاصة لمن هم في سن المراهقة مع وجود وسائل الإغراء الحديثة وعدم وجود التوعية الحقيقية في المدارس والمساجد والاجتماعات العائيلة.

01-20-2011, 03:59 PM

يعطيكم العااافيه على هذا الموضوع الرائع
دمتم ودام ابداعكم المتألق وتميزكم الدائم
لا خلا ولا عدم من اطروحاتكم الشيقة
ودي وعبير وردي واريج عطري لكـم
عابرسبيل

01-20-2011, 05:25 PM

[عابر سبيل]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)

الإهداءات
إضافة إهداء

«الإباحية الإلكترونية»زلزال جديد يضرب بيوتنا

【 منتدى الصحافة والأخبار العامة 】