الملاحظات

الإهداءات


سياسة التهميش

【 الـــمـــنــتــدى العـــــــــــام 】


 
قديم 10-22-2011, 04:31 PM   #1


الصورة الرمزية احساس
احساس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1412
 تاريخ التسجيل :  Jun 2011
 أخر زيارة : 02-11-2018 (03:05 AM)
 المشاركات : 21,842 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 اوسمتي
وسام العطاء  وسام التقدير والتكريم  أوفياء المنتدى  الإبداع 
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي سياسة التهميش



سياسة التهميش



أنت دائماً على صواب، والآخرون دائماً على خطأ، هكذا تقضي العمر كله معتقداً بصحة ما بداخلك، أو ما تشعر به، أو ما يقوله لك عقلك..

تشعر أن أحكامك العامة والخاصة، التي تصدرها وتتجه إما نحو الآخرين، أو تشكل مسار حياتك اليومية، والمستقبلية هي الصحيحة وهي الصائبة، وهي ما لا يستطيع الآخرون أن يطلقوه.
أحكام الآخرين وأفكارهم دائماً بالنسبة إليك تبدو هشة وضعيفة وتفتقر إلى التفكير السليم.. بل قد تدخلها أحياناً في دائرة الجهل، واتساع هذه الدائرة، باتساع رفضك للآخر، وعدم تقبلك له.
تُفقد الآخر حرية اختياره متعمداً، رغم التزامك التام بممارسة حريتك المطلقة.
تتعدى على حريته في التفكير، وفي أن يقول ما يشاء - ترفض الإصغاء له وتحدد أنت زاوية الرؤية لسلوكه وما يقوله، رغم أن الزوايا متعددة، والمساحات واسعة، ورؤيتك أنت تصدر منها حكمك من منطلق هذه الزاوية الضيقة ربما تكون خاطئة، أو نسبية في وعيها بالحدث، أو تفسيرها لما يجري.

ترفض الاستماع له لعدم قدرتك على ممارسة الاستماع بهدوء والتعايش مع الآخر صامتاً دون تداخل.
اعتدت أن لا تحترم المتحدث لأنك معتاد على تقليب الصفحات التي تقرأها على اعتبار أنك القارئ الوحيد، رغم أن هذه الصفحة يقرأها الآلاف ويستوعبها الآلاف، ويعترض على أسطرها الآلاف أيضاً، ويتوقف أمام بعض عباراتها المئات، ويعبر على جسر مفهومها المئات أيضاً.

تتجاهل دائماً أنك قد لا تجيد قراءة مفردة، أو تشكيل كلمة أو إعرابها لم تعرف ذات يوم أخطاءك، وبالتالي عجزت عن تصحيحها.
تجاهلت هذه الأخطاء لأنك موقن بأن لا خطأ عليك.
ولا يمكن أن ترتكب الخطأ.
أو يصدر منك الخطأ.
بنيت مسافة بينك وبين الآخر.. مسافة مفتوحة، لا حدود لها، وأنت تعتقد ان لا مسافة بينكما، والسبب أنك تجهل الحقيقة وهذه هي الكارثة.
حقيقة انك على خطأ.
وحقيقة غيابك عن الآخر، وتغييبك له.
اعتدت أن تجرد الآخر من إرادته، ومن حريته، على اعتبار أن كل الأشياء ثابتة متجاهلاً أن ذلك سيرتد عليك.
تشعر أنك قادر على حل كل الأمور الصعبة، والمحصلة انك فاقد القدرة على تجاوز الأشياء البسيطة، وان أحكامك سطحية، وغير مؤثرة.
تتكلم كثيراً وتزداد أخطاؤك، دون أن تتوقف ليحاسبك الآخرون رغم أنك منحت نفسك سلطة محاسبة الآخر.
لم تقرأ قول الفيلسوف اليوناني الذي قال: (فكر مرتين قبل أن تتكلم تقل أخطاؤك إلى النصف).
وأنت لم تفكر ولو لمرة واحدة لتقل هذه الأخطاء المتكررة والجارحة للآخرين، والمقللة من شأنك.
تسعد عندما ينافقك أحدهم وهو منافق ولكن أنت لا تعتقد ذلك على الإطلاق، ينافقك بأنك الأفضل ويصبغ عليك كل الصفات التي هي أصلاً ليست بك، لم تكلف نفسك يوماً بطرح الأسئلة على ذاتك رغم أهميتها، لم تكبل داخلك بسطوتك التي تكيل بها الآخرين لتراجع هذه التخمة في المديح، لم تتوقف قليلاً لتتأمل وتكسر هذه الأسلاك الشائكة حولك.
اعتدت على التقدم بما لديك من الخطأ، ومن عدم صحة ما لدى الآخرين هذه سياستك في الحياة، وهذا أسلوبك، وهذه طريقتك التي تتطور إلى الأسوأ.
سياسة
التهميش للآخرين، والتقليل مما لديهم، وتسفيه أفكارهم، وتخريب هدوئهم باقتحامه.
لن تتغير، ولا تريد أن تتغير، ولا يعنيك أن يداهمك هذا الاحساس الغريب بأنك على خطأ، وانك غير مهم، ولا تعني إلا نفسك، وان الهالة التي تحاط بها من قبلك ومنقبل المنافقين بدأت في الزوال والتكسر.
احساس




 
 توقيع : احساس




رد مع اقتباس
 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
SEO by vBSEO sh22r.com